أرقام صادمة.. عدد الشهداء في غزة قد يصل إلى 109 آلاف

واشنطن – سعيد عريقات
ذكرت مجلة “ذي إكونمست” الأسبوع الماضي، أنه منذ بدء الحرب على غزة في تشرين الأول 2023، كان عدد القتلى محل جدل حاد، حيث يُعدّ إحصاء القتلى في أي حرب لا تزال مستعرة أمرًا بالغ الصعوبة. لكن الخبراء ما زالوا يحاولون تتبعهم. وتشير أبحاث جديدة إلى أن الأعداد المُبلغ عنها منخفضة للغاية.
وتُعدّ الأعداد اليومية الدقيقة من غزة أمرًا غير مألوف بحسب تقرير المجلة، التي تشير أن مثل هذه الإحصائيات لم تظهر من حرب أوكرانيا على سبيل المثال. ولكن خلال هذه الحرب، كما في الحروب السابقة، أصدرت سلطات الصحة في غزة، تفاصيل عن عدد القتلى الفلسطينيين.
تشير المجلة إلى “إن الشكوك حول هذه الأرقام معقولة، حيث يُفترض أن حماس لديها حافز لتضخيم الخسائر المدنية. ومع ذلك، عندما انتهت النزاعات السابقة، كانت تقديرات إسرائيل والأمم المتحدة لأعداد القتلى تتطابق تقريبًا مع تلك التي صدرت أثناء القتال. وكانت هذه الحرب أكثر شمولًا وامتدت لفترة أطول من أي حرب سابقة. وقد دُمرت العديد من المؤسسات التي تحصي الوفيات، مثل المستشفيات. وحتى 5 أيار، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن 52,615 شخصًا لقوا حتفهم في الحرب، دون تحديد عدد القتلى المقاتلين كما هو الحال في الحروب السابقة، ، فيما قدّرت إسرائيل في كانون الثاني الماضي، أن حوالي 20,000 من القتلى كانوا من المسلحين”.
يشار إلى أن وزارة الصحة في غزة تستخدم قائمتين، إحداهما تستند إلى معلومات من المستشفيات، والأخرى من استطلاع رأي عبر الإنترنت أبلغ فيه الناس عن وفيات، إلى جانب بيانات أخرى، يُفترض أنها تتعلق بمن لقوا حتفهم ولكن لم تُحدّد هوياتهم، لإعداد الأرقام الإجمالية الرسمية. وفي دراسة حديثة نُشرت في مجلة لانسيت، فحص الباحثون هاتين القائمتين إلى جانب قائمة ثالثة، جمعوها باستخدام تفاصيل من نعي على وسائل التواصل الاجتماعي (التي تشمل الوفيات الناجمة عن إصابات عن طريق القصف الإسرائيلي، والهجمات التي يشنها جيش الاحتلال فقط) . وقد تضمنت القوائم الثلاث أسماء القتلى، وعادةً أعمارهم وجنسهم (ذكر أم أنثى). كما احتوى بعضها على رقم هوية. وقد أكد محققون مستقلون أن من وردت أسماؤهم في قائمتي الوزارة قد لقوا حتفهم على الأرجح.
وتجاهل الباحثون الإجمالي الرسمي للوزارة. وبدلاً من ذلك، فحص الباحثون التداخل بين القوائم الثلاث، مستخدمين بيانات من بداية الحرب حتى 30 حزيران 2024. استخدموا هذه المعلومات لتقدير عدد الأشخاص الذين يُحتمل أنهم لقوا حتفهم، ثم قارنوا ذلك بالاجمالي الرسمي للوزارة. فإذا ظهر جميع الرجال البالغين من العمر 30 عامًا في إحدى القائمتين أيضًا في القائمتين الأخريين، فقد يكون قد تم إحصاء جميع هذه الوفيات. ولكن إذا كانت القوائم الثلاث تحمل أسماء مختلفة، فقد تكون كل قائمة غير مكتملة تمامًا.
ووجد الباحثون أن التداخل كان ضئيلًا للغاية لدرجة أن العدد الحقيقي للوفيات كان على الأرجح أعلى بنسبة %46 إلى 107% من الإجمالي الرسمي للوزارة. وإذا ما افترضنا أن النسبة ظلت كما هي منذ حزيران الماضي (ولم تنخفض، كما حدث مع الأنظمة الإحصائية الأخرى، خلال وقف إطلاق النار، على سبيل المثال) وتم تطبيقها على الإحصاء الحالي، فسيشير ذلك إلى أن ما بين 77,000 و109,000 من سكان غزة قد قُتلوا، أي ما يعادل 4-5% من سكان القطاع قبل الحرب .
وتشير المجلة إلى أنه لا يزال هناك قدر هائل من عدم اليقين، حيث تحتوي القوائم على أخطاء. فمنذ بداية الحرب، ظهرت أسماء 3952 شخصًا في إحدى القائمتين اللتين أعدتهما وزارة الصحة، ثم حُذفت لاحقًا. قد يكون مقاتلو حماس، وهم على الأرجح شبان، غائبين بشكل غير متناسب عن القوائم (ربما إذا أرادت الحركة تقليل خسائرها)، لذا قد يكون عدد القتلى أعلى. كما لقي عدد غير معروف، ربما بالآلاف، حتفه بسبب نقص الرعاية الطبية. سيكون من الصعب تحديد عدد القتلى في هذه الحرب بدقة، حتى بعد انتهائها.
يشار إلى أن مجلة لانست الطبية البريطانية ، نشرت تقرير في تموز 2024، قالت فيه أن عدد القتلى الفعلي في غزة بسبب الحرب قد يصل إلى 186 ألفًا أو حتى أكثر، أي ما يُقارب 8% من سكان غزة. وتناول التقرير عندئذ كيف تُؤدي الحرب إلى وفيات غير مباشرة نتيجة نقص الرعاية الطبية والغذاء والمأوى والمياه.