إدارة ترمب تُغلق مكتب الشؤون الفلسطينية

ترامب
واشنطن – سعيد عريقات
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية يوم الثلاثاء عن إغلاق مكتب الشؤون الفلسطينية و دمجه مع سفارتها لدى إسرائيل، في خطوة تُشير إلى تراجع مُرتقب في العلاقات الأميركية مع الفلسطينيين.
وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، تامي بروس، في مؤتمرها الصحفي الثلاثاء، بأن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قرر إنهاء عمل مكتب الشؤون الفلسطينية، المعروف اختصارًا بـ OPA، بشكله المُستقل، وجعله مكتبًا تابعًا للسفارة.
وأضافت بروس أن القرار “لا يعكس أي تواصل أو التزام بالتواصل مع سكان الضفة الغربية أو غزة”.
وكانت قد انتشرت تكهنات في الأروقة الدبلوماسية الأميركية في واشنطن منذ استلام ترمب البيت الأبيض يوم 20 كانون الثاني الماضي حول عزم الإدارة على إلغاء إدارة أي مكتب أميركي يتعامل بخصوصية مع الفلسطينيين، وأن كل من الرئيس ترمب، ووزير الخارجية ماركو روبيو وسفير أميركا في إسرائيل مايك هاكبي، كانوا قد اتفقوا على أن هذه الخطوة تأتي استكمالا للخطوات التي اتخذها ترمب في ولايته الرئاسية الأولى (2017-2021) مثل إغلاق القنصلية الأميركية في القدس، وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وقطع المساعدات عن الأنوروا وحتى عن السلطة الفلسطينية.
وتتجه إدارة ترمب بالفعل نحو إلغاء منصب منسق الأمن الأميركي للضفة الغربية وقطاع غزة المُحتلين.
ويُعتبر مكتب منسق الأمن الأميركي منصبًا غير معروف، ولكنه يُمثل المحور الأكثر شهرة في التعاون الدفاعي الأميركي مع أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية. ويشير ضمّ مكتب الشؤون الفلسطينية (OPA) إلى السفارة الأميركية لدى إسرائيل إلى مزيد من التراجع في اعتراف الولايات المتحدة بالسلطة الفلسطينية، وإلى اهتمام إدارة ترمب المحدود بإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وتمتع الدبلوماسيون الأميركيون العاملون في مكتب الشؤون الفلسطينية (OPA) بدرجة من الانفصال عن البعثة الدبلوماسية الأميركية لدى إسرائيل. وكان بإمكانهم إرسال برقيات أو تقارير دبلوماسية إلى واشنطن والسفارات الأميركية الأخرى دون موافقة كبار الدبلوماسيين الأميركيين المشرفين على الشؤون الإسرائيلية.
سيزول هذا التمييز الآن، وسيشرف كبار الدبلوماسيين المكلفين بتغطية الشؤون الإسرائيلية على العلاقات المتعلقة بالسلطة الفلسطينية والقضايا الفلسطينية.
وقد استقال هانز ويكسل، الذي ترأس مكتب الشؤون الفلسطينية (OPA)، من منصبه في آذار. ولم تشغل إدارة ترمب منصبه. وكانت لورديس لاميلا، مسؤولة الخدمة الخارجية المخضرمة، أعلى مسؤول في المكتب.
يشار إلى أنه لعقود، أبقت الولايات المتحدة سفارتها لدى إسرائيل في تل أبيب، وأدارت قنصلية في القدس تُشرف على الشؤون الفلسطينية. وينبع هذا التمييز من رفض الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل. لكن إدارة ترمب الأولى اعترفت بالقدس عاصمةً لإسرائيل (6/12/2017)، في ضربةٍ للفلسطينيين، ونقلت السفارة الأميركية إليها. كما أغلقت القنصلية، على الرغم من أن الدبلوماسيين استمروا في العمل انطلاقًا من المبنى الحجري الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر.
يشار إلى أن سفير ترمب الجديد لدى إسرائيل، مايك هاكابي، يعتبر مؤيدًا قويًا للتوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة ، وقال مرارا وتكرارا أنه “لا يوجد حقًا شيء اسمه فلسطين أو فلسطيني”.