ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إمكانية شراء الولايات المتحدة معادن ثمينة من روسيا، مؤكدا أن هذا الأمر سيكون “رائعًا” بالنسبة للجانب الروسي أيضًا.
وقال ترامب في تصريحات للصحفيين، الثلاثاء، إن إدارته قد ترغب في توقيع اتفاق مع روسيا لشراء المعادن الثمينة منها بعد الصفقة التي يتوقع توقيعها مع أوكرانيا.
وأكد أن روسيا تمتلك كميات كبيرة من المعادن الثمينة، وأن الولايات المتحدة يمكن أن تشتري منها عبر توقيع اتفاق في المرحلة القادمة.
ولفت إلى أن شراء هذه المعادن “سيكون رائعا” بالنسبة للجانب الروسي أيضا.
من ناحية أخرى، ذكر ترامب أنه مستعد للقاء نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة المقبل، في واشنطن، لتوقيع صفقة بشأن المعادن الثمينة.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تريد استعادة الأموال الذي أنفقتها من أجل دعم أوكرانيا عسكريا منذ بداية الهجوم الروسي على أراضيها في 24 فبراير/شباط 2022.
وفي تعليقه على ما إذا كانت الولايات المتحدة أو أوروبا ستلعب دورا في حماية أوكرانيا في المستقبل، قال ترامب: “أعتقد أن الدول الأوروبية ستكون مسؤولة إلى حد كبير عن هذا”.
وفي حديث متلفز مساء الاثنين، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن “ترامب يريد تحسين الوضع السياسي في أوكرانيا، ومبادرته تخدم المصلحة الأوكرانية أكثر من المصلحة الروسية”.
وذكر بوتين أن روسيا مستعدة لتقديم فرصة للولايات المتحدة بالعمل معا في مجال المعادن النادرة، مشيرا أن بلاده لديها المزيد من هذه الموارد مقارنة مع أوكرانيا.
وكانت كييف رفضت توقيع اتفاق مع واشنطن، فيما استمرت المفاوضات بشأن نقاط الخلاف الرئيسية فيه، بما في ذلك الضمانات الأمنية لها وما إذا كانت حقوق المعادن ستكون فقط مقابل المساعدات العسكرية الأمريكية المستقبلية، أو ستغطي الأقساط السابقة التي قدمتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لكييف.
وتملك أوكرانيا احتياطيات كبيرة من المعادن النادرة المهمة التي قد تصل قيمتها الإجمالية إلى تريليونات الدولارات، كما تملك حوالي 5 بالمئة من إجمالي الموارد المعدنية في العالم، وفقًا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2024.
وبالإضافة إلى امتلاكها أحد أكبر الاحتياطيات المؤكدة من الليثيوم، لدى أوكرانيا احتياطات من غاز النيون المستخدم في أشباه الموصلات والذي يعد بالغ الأهمية لإنتاج الرقائق الإلكترونية، والبيريليوم، واليورانيوم، والزركونيوم، والأباتيت، وخام الحديد، والمنغنيز.
وفي وقت سابق، أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، الذي رفض انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” بسبب بند الدفاع المتبادل للحلف، أن الولايات المتحدة ستدافع عن أي استثمار اقتصادي تقوم به في الموارد المعدنية لأوكرانيا.
وفي مقابلة صباح الاثنين مع قناة فوكس نيوز، قال والتز: “قد يعني هذا تريليونات الدولارات، ليس فقط للشعب الأوكراني، بل لنا وللاستقرار في المنطقة. وهذا الاستثمار الاقتصادي هو أحد أفضل الضمانات الأمنية التي يمكن لأوكرانيا أن تأمل فيها”.
