بيت لاهيا تكافح للبقاء على قيد الحياة في ظل المأساة

 بيت لاهيا تكافح للبقاء على قيد الحياة في ظل المأساة

شهدت منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة مشاهد مروعة للدمار الواسع الذي خلفه العدوان الإسرائيلي الأخير على المنطقة، مما خلف آلاف العائلات في حالة من التشرد والضياع. وتفاقمت معاناة المدنيين في المنطقة بسبب المنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة حاليًا، مما جعل الأوضاع الإنسانية أكثر صعوبة.
الدمار الهائل في بيت لاهيا
العدوان العسكري الإسرائيلي أسفر عن تدمير المنازل والمرافق الحيوية في بيت لاهيا. حيث تحولت المنطقة إلى ما يشبه مدينة أشباح، بعدما تعرضت العديد من المباني السكنية والمرافق العامة للقصف المباشر. الشوارع التي كانت مكتظة بالحركة، أصبحت خالية تمامًا إلا من الركام والأنقاض التي خلفها القصف. السكان الذين فقدوا منازلهم يتجولون وسط الحطام، بحثًا عن أي مأوى يحميهم من الظروف القاسية.
وفي حديث مع عدد من سكان المنطقة، عبروا عن معاناتهم الشديدة، مشيرين إلى أن الحرب تركتهم بلا مأوى وسط شتاء قارس. “نحن نعيش في العراء، وكل ما نملكه الآن هو الأمل في أن تأتي المساعدات”، قال أحد السكان.
وفي تصريح خاص لفلسطين24 يقول الدكتور توفيق أبو جراد أحد السكان القاطنين في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، أن معاناة سكان بيت لاهيا أصبحت لا تطاق في ظل الدمار الكامل الذي لحق بالمنطقة نتيجة العدوان الإسرائيلي. وقال الدكتور أبو جراد: “بيت لاهيا الآن أصبحت مدينة منكوبة، لا يوجد فيها كهرباء ولا مياه ولا شبكة صرف صحي. الوضع كارثي على كافة الأصعدة، فالمنازل دمرت بالكامل، والبنية التحتية مسحت تمامًا. لا مدارس لتعليم الأطفال، ولا مستشفيات لاستقبال المرضى والمصابين. الناس هنا يعيشون في العراء، يبحثون عن أي ملاذ يحميهم من العواصف والأمطار. هذه كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة، كل شيء تحول إلى أنقاض”.
وأضاف: “المنطقة تعيش في حالة من التوحش البشري، حيث تكالبت علينا المصائب، وافتقدنا لأبسط مقومات الحياة. الظروف الصحية أيضًا أصبحت في غاية الصعوبة، فهناك نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية. لا أستطيع أن أصف لكم حجم المعاناة التي نشهدها يوميًا.

المنخفض الجوي يزيد من معاناة السكان
وفي وقت تواصل فيه العائلات محاولات النجاة من آثار العدوان، ضرب المنخفض الجوي الذي تشهده المنطقة حاليًا شمال قطاع غزة، مما زاد من الأوضاع الإنسانية سوءًا. الرياح الباردة والأمطار الغزيرة التي تتساقط بشكل مستمر تزيد من صعوبة الحياة بالنسبة للأسر التي فقدت منازلها.
تتزايد المخاوف من تفاقم الوضع الصحي في ظل الظروف الجوية القاسية، حيث يفتقر السكان إلى المأوى اللائق والمستلزمات الأساسية مثل الغذاء والماء، فضلًا عن نقص الأدوية في المراكز الصحية المتضررة.
دعوات للمساعدات العاجلة
مع تدهور الوضع في بيت لاهيا، ارتفعت الأصوات الداعية إلى تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لمساعدة السكان المتضررين. المنظمات الإنسانية المحلية والدولية تدعو إلى التحرك السريع لتوفير المأوى والغذاء والماء للنازحين، بالإضافة إلى تقديم الدعم الطبي للعائلات التي تعاني من الأمراض والبرد القارس.
ختامًا
في ظل الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة بيت لاهيا، تظل العائلات في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية والوقوف إلى جانبهم في هذه المحنة. مع استمرار العدوان وتفاقم الظروف الجوية، تتفاقم الأوضاع الإنسانية وتزداد حاجة المنطقة إلى الدعم العاجل.
قرابة 1.5 مليون شخص أصبحوا بلا مأوى بعد تدمير منازلهم، في حين يعاني جميع سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون شخص عدم توفر أبسط الخدمات الحياتية الأساسية، وانعدام البنى التحتية.
وبين السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 والتاسع عشر من كانون الثاني/ يناير 2025، شنت قوات الاحتلال عدوانا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد وإصابة ما يزيد على 158 ألفا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

Al Enteshar Newspaper

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *