أول اعتراف من البيت الأبيض باليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا.. والأمم المتحدة تحذر من خطورتها
الانتشار العربي – فاطمة عطية
أصدر الرئيس جو بايدن أمس الجمعة أول اعتراف على الإطلاق من البيت الأبيض باليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا، وهو يوم تُخصصه الأمم المتحدة لمُكافحة رهاب الإسلام، ويُصادف 15 مارس من كل عام ويُقام في 140 دولة حول العالم.
ويشير لفظ الإسلاموفوبيا إلى رهاب الإسلام أو كراهية الإسلام. ويعرّفه موقع الأمم المتحدة بأنه هو “الخوف من المسلمين والتحيز ضدهم والتحامل عليهم، بما يؤدي إلى الاستفزاز والعداء والتعصب بالتهديد وبالمضايقة وبالإساءة وبالتحريض وبالترهيب للمسلمين ولغير المسلمين، سواء في أرض الواقع أو على الإنترنت”.
واتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار تخصيص هذا اليوم بالإجماع يوم 15 مارس 2022، بعد أن وافقت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 عضوا على إقرار هذا اليوم بناءً على اقتراح قدمته باكستان باسم منظمة التعاون الإسلامي التي وافقت مسبقاً على تبني قرارٍ مماثل.
ويدعو نص قرار الأمم المتحدة الذي صدر حينئذ، إلى “توسيع الجهود، الدولية لخلق حوار عالمي، من شأنه أن يشجع التسامح والسلام، ويركز على احترام حقوق الإنسان وتنوع الأديان والمعتقدات”.
وتزامن القرار مع ذكرى الجريمة الإرهابية التي وقعت في نيوزيلندا، عندما اقتحم يميني متطرف مسجدين في مدينة كرايست تشيرش، وأطلق النار على المصلين، ما أدى إلى مقتل 51 شخصًا وجرح آخرين
وقد أعلن البيت الأبيض –نوفمر الماضي – أنه سيضع إستراتيجية وطنية لمحاربة الإسلاموفوبيا، في وقت يتراجع فيه تأييد الرئيس جو بايدن بين الأميركيين المسلمين بسبب دعمه القوي لحرب إسرائيل على غزة.
وكان إطلاق جهد خاص بمكافحة الإسلاموفوبيا متوقعا منذ أشهر، ويقول البيت الأبيض إن الإستراتيجية -وهي جهد مشترك بقيادة مجلس السياسة الداخلية ومجلس الأمن القومي- ستسعى إلى وضع خطة مع أصحاب المصلحة لحماية المسلمين -ومن يُعتقد أنهم مسلمون بسبب عرقهم والبلد الذي ولدوا به ونسبهم- من التمييز أو التعرض للكراهية والتعصب والعنف.
وأصدرت الإدارة الأميركية في مايو/أيار الماضي إستراتيجية وطنية لمكافحة معاداة السامية، كما تطرقت إلى مكافحة الكراهية ضد المسلمين، لكن الجهود اكتسبت زخما في الآونة الأخيرة
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد اعتمدت أمس الجمعة، 16 ادار – مارس 2024 قرارا بعنوان: “تدابير مكافحة كراهية الإسلام”، بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام أو”الإسلاموفوبيا”.
ووفقًا للموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة فإن القرار يدعو، من بين أمور أخرى، إلى تعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة معني بمكافحة الإسلاموفوبيا. وقد صوتت 115 دولة لصالح مشروع القرار الذي قدمته باكستان نيابة عن منظمة التعاون الإسلامي، فيما امتنعت 44 دولة عن التصويت، ولم تصوت أي دولة ضد القرار.
وقبل التصويت، استعرض الممثل الدائم لباكستان لدى الأمم المتحدة، السفير منير أكرم، مشروع القرار الذي قال إنه يتبع القرار الأول الذي تم بموجبه تأسيس اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام، قبل عامين.
وقال أكرم إن “أسوأ مظهر حاليا لكراهية الإسلام والعنصرية الحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. قتل أكثر من 30 ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال. وقد أدت الحالة نفسها إلى سلسلة من التدخلات الأجنبية في البلدان المسلمة”.
وأكد على ضرورة اتخاذ إجراءات جريئة وحاسمة لمكافحة كراهية الإسلام. وقال إن هذا هو المقصد من تقديم مشروع القرار.
ويدين القرار أي دعوة إلى الكراهية الدينية والتحريض على التمييز أو العداوة أو العنف ضد المسلمين “كما يبدو من تزايد حوادث تدنيس كتابهم المقدس والهجمات التي تستهدف المساجد والمواقع والأضرحة”.
وتهيب الجمعية العامة في قرارها بالدول الأعضاء، أن تتخذ التدابير اللازمة لمكافحة التعصب الديني والقوالب النمطية والسلبية والكراهية والتحريض على العنف وممارسته ضد المسلمين وأن تحظر بموجب القانون التحريض على العنف وممارسته على أساس الدين أو المعتقد.
عد أن أنهت الدول الأعضاء مداولاتها بشأن القرار، تحدث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قائلا إن فعالية اليوم تسلط الضوء على الوباء الخبيث- وهو الإسلاموفوبيا- الذي يمثل إنكارا وجهلا كاملين للإسلام والمسلمين ومساهماتهم التي لا يمكن إنكارها.
وأضاف: “في جميع أنحاء العالم، نرى موجة متصاعدة من الكراهية والتعصب ضد المسلمين. ويمكن أن يأتي ذلك بأشكال عديدة منها: التمييز الهيكلي والنظامي، الاستبعاد الاجتماعي والاقتصادي، سياسات الهجرة غير المتكافئة، المراقبة والتنميط غير المبرر، القيود المفروضة على حقوق المواطنة والتعليم والتوظيف والعدالة”.
وأشار الأمين العام إلى أن كل هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة في المضايقات وحتى العنف الصريح ضد المسلمين – وهو ما يتم الإبلاغ عن روايات متزايدة عنه من قبل مجموعات المجتمع المدني في بلدان حول العالم.
وقال إن البعض يستغل، “بشكل مخجل”، الكراهية ضد المسلمين والسياسات الإقصائية لتحقيق مكاسب سياسية. وأضاف: “يجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها. ببساطة كل هذا هو كراهية”.
وأشار الأمين العام إلى أن “كراهية مجموعة ما تؤجج كراهية مجموعة أخرى. والكراهية تجعل الكراهية أمرا طبيعيا. وتدمر نسيج مجتمعاتنا. وتقوض المساواة والتفاهم واحترام حقوق الإنسان التي يعتمد عليها مستقبل وعالم مسالمان”.
وأكد الأمين العام أنه لا يمكننا أن نقف موقف المتفرج بينما تتفشى الكراهية والتعصب، مشيرا إلى أن فعالية اليوم تذكرنا بأنه تقع على عاتقنا جميعا مسؤولية مواجهة واستئصال آفة التعصب ضد المسلمين.
وقال إنه بالنسبة لحوالي ملياري مسلم في جميع أنحاء العالم، يعد الإسلام دعامة الإيمان والعبادة التي توحد الناس في كل ركن من أركان المعمورة. “وعلينا أن نتذكر أنه أيضا أحد ركائز تاريخنا المشترك”. وسلط الأمين العام الضوء على المساهمات الكبيرة التي قدمها العلماء المسلمون في الثقافة والفلسفة والعلوم، مشيرا إلى أن المسلمين ينحدرون من جميع البلدان والثقافات ومناحي الحياة. “إنهم يمثلون التنوع الرائع للأسرة البشرية”
.. وقال سلام المراياتي، رئيس مجلس الشؤون العامة الإسلامية ، وأحد الزعماء في الجالية الأميركية المسلمة كاليفورنيا قوله “لست متأكدًا من كيفية تمكنهم من القيام بذلك هذا العام؛ الكثير من الناس لن يذهبوا”، مضيفًا أن الكثير من الناس في المجتمع (الجالية المسلمة) سيجدون صعوبة بالغة في الاحتفال “مع الرئيس الذي يعتبرونه مسؤولاً، أو جزئيًا المسؤول عما يحدث” من إبادة جماعية للمواطنين في غزة.
العدوان على غزة وتحول موقف العرب والمسلمين الأمريكيين من بايدن.
ويشعر المسلمون الأميركيون، والعرب على وجه التحديد بغضب عارم من طريقة تعامل بايدن وادارته الداعم للعدوان الإسرائيلي. على غزة وتم تسجيل السخط أيضًا في صناديق الاقتراع، حيث تراجعت شعيبة بايدن والحزب الديمقراطي بشكل غير مسبوق في أوساط الناخبين العرب والمسلمين في الولايات المتحدة. فوفقاً لاستطلاع قام به المعهد العربي الأمريكي، فقد انخفضت نسبة التأييد لبايدن بين العرب الأمريكيين من تسعة وخمسين في المئة في عام 2020 إلى سبعة عشر في المئة في عام 2023. كذلك وفقاً لاستطلاع أجرته منظمة Emgage حول المشاركة المدنية للمسلمين الامريكيين، فإن خمسة في المئة فقط من المسلمين الأمريكيين قالوا إنهم سوف سيصوتون لبايدن في نوفمبر القادم. ويرى العرب والمسلمون الأمريكيون أنه يجب معاقبه إدارة بايدن على دعمها المطلق لإسرائيل في الانتخابات القادمة وتوصيل رسالة مفادها أن الصوت العربي والإسلامي في الولايات المتحدة له وزن وأهمية مما يطلب قيام المرشح الرئاسي الراغب في الحصول على تأييد العرب والمسلمين بتبني سياسات متوازنة تجاه القضايا التي تهم هذه الجاليات ومنها القضية الفلسطينية.
وقد قام العديد من النشطاء العرب والمسلمين بتدشين حملة Abandon Biden أو التخلي عن بايدن في 2023 بهدف دعوة الناخبين لعدم التصويت لبايدن في الانتخابات القادمة بسبب مواقفه الداعمة لإسرائيل، مما أثار مخاوف لدى الإدارة الأمريكية من إمكانية خسارة الانتخابات القادمة في ميشيغان وعدد من الولايات المهمة. وقد قامت إدارة بايدن في الشهور الأخيرة بعقد عدد من اللقاءات مع قيادات الجاليات العربية والإسلامية في محاولة لإثنائها عن موقفها. ومن الملاحظ أنه بعد نجاح حملة “غير ملتزم” Uncommittedشهدت مواقف بايدن تجاه إسرائيل تحولات مهمة، حيث بدأت الإدارة في تبني خطاب ناقد لإسرائيل ولأول مرة قامت نائبة الرئيس كمالا هاريس في خطابها بعد أيام من الإعلان عن نتائج انتخابات ميشيغان بمطالبة إسرائيل بوقف إطلاق النار وقالت أن الأوضاع في غزة لم تعد مقبولة وهي أول إدانة قوية تصدر عن الإدارة الأمريكية ضد إسرائيل منذ بداية العدوان على غزة.
This resource is supported in whole or in part by funding provided by the State of California, administered by the California State Library in partnership with the California Department of Social Services and the California Commission on Asian and Pacific Islander American Affairs as part of the Stop the Hate program. To report a hate incident or hate crime and get support, go to CA vs Hate.