مصر: ماذا وراء شراء “نخنوخ” شركة “فالكون”؟ هل يجوز قانونا توليه رئاسة الشركة الأمنية بعد إدانته والحكم عليه وسجنه؟ ولماذا سارع إلى تأييد السيسي لفترة ثالثة؟ مخاوف من تكرار “فاغنر” و”الجنجويد”

 مصر: ماذا وراء شراء “نخنوخ” شركة “فالكون”؟ هل يجوز قانونا توليه رئاسة الشركة الأمنية بعد إدانته والحكم عليه وسجنه؟ ولماذا سارع إلى تأييد السيسي لفترة ثالثة؟ مخاوف من تكرار “فاغنر” و”الجنجويد”

الإنتشار العربي :أثار الإعلان عن شراء صبري نخنوخ- المدان سابقا بحيازة أسلحة وذخائر وحكم عليه بالسجن المؤبد وأُفرج عنه بعفو رئاسي- شركة فالكون للخدمات الأمنية عاصفة من الجدل، وعبر الكثيرون عن مخاوفهم من شركات الأمن الخاصة، داعين إلى أخذ العبرة من نموذج “فاغنر” و”الجنجويد”.
شركة “فالكون” التي اشتراها صبري نخنوخ منذ أيام تعد أكبر شركة أمن وحراسة في مصر، وتتنوع وتتعدد أنشطتها، وحصلت على تصاريح بحمل أعضائها السلاح.
الشركة أسست في عام 2014 قطاعاً يسمي قطاع الدعم والتدخل السريع مهمته التصدي لكافة أشكال الانفلات الأمني وأعمال الشغب، وحدث بالفعل احتكاكات في بعض الجامعات آنذاك تم احتواؤها في حينه، وكانت طرفا فيه، واعتبرت على تكامل مع دور الشرطة.
تحمل “فالكون” رسميا اسم “الشركة الدولية للأمن والخدمات” وتبلغ محفظة أصولها حاليا 820 مليون جنيه.
نخنوخ
السؤال الذي طرح نفسه: هل يجوز قانونا تولي صبري نخنوخ إدارة شركة حراسة وأمن ونقل أموال، وهو محكوم عليه سابقا بحكم نهائي بات صادر من محكمة النقض في نوفمبر 2014؟
خبراء قانونيون قالوا إن حكم النقض الصادر ضد نخنوخ أصبح وكأن لم يكن، فبعد صدوره بأيام أصدرت المحكمة الدستورية العليا حكما بعدم دستورية القانون 6 لسنة 2012 الخاص بتشديد عقوبة حيازة الأسلحة والذخائر، والذي عوقب نخنوخ على أساسه بالسجن المؤبد.
تأييد السيسي
بعد أيام من الإعلان عن شراء نخنوخ شركة فالكون، سارع إلى إصدار بيان أعلن فيه تأييد مجموعة شركات فالكون ترشح السيسي لفترة رئاسية جديدة، واصفا السيسي بأنه قيادة استثنائية في تاريخ مصر الحديث.
وجاء في بيان نخنوخ الذي نشره بصفحته الرسمية على الفيسبوك: “أعلنت مجموعة شركات فالكون للخدمات الأمنية والخدمات ونقل الاموال، تأييدها لترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي، لفترة رئاسية جديدة في الانتخابات الرئاسية المقرر انطلاقها في ديسمبر من العام الجاري، وذلك لتحقيق تطلعات وطموحات الشعب المصري، ومواصلة مسيرة البناء والتنمية التي بدأت مع تولي الرئيس السيسي لمقاليد الحكم في مصر.”
وأكدت فالكون في بيانها أن الرئيس السيسي قيادة استثنائية في تاريخ مصر الحديث، وأن دوره الوطني في مساندة الشعب المصري في ثورته على حكم جماعة الإخوان، سيتذكره كل مصري مهما طال الزمان، وسيكتب أسم الرئيس السيسي بحروف من نور في كتب التاريخ، كمنقذ لمصر من حكم الجماعة الارهابية التي كانت تقود البلاد إلى مصير مجهول كما أن الرئيس عمل منذ اليوم من خلال اجهزة الدولة القوية للقضاء علي الجماعات الارهابية التي كانت تسعي لتهديد استقرار الوطن ودحره نهائيًا.
ولفت بيان فالكون إلى أن الرئيس السيسي أنجز خلال السنوات الـ10 الماضية نجاحات عملاقة وضعت مصر في موضع الريادة في كثير من المجالات، وأهمها عودة الأمن والاستقرار إلى المجتمع المصري كأحد أهم عوامل تطور الاقتصاد، إلى جانب الثورة الهائلة التي يقودها الرئيس حتى الآن ودون توقف لتحديث البنية التحتية في كل ربوع مصر.

وأشار البيان إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي نزع فتيل كثير من الأزمات الاجتماعية في مصر بسعيه الدائم بإرادة سياسية غير مسبوقة في تمكين كل الفئات من الاندماج في المجتمع والحصول على فرص متساوية للعيش على أرضية وطنية واحدة وهو ما ظهر في التشريعات والمشروعات والفعاليات العملاقة التي اهتمت بالمرأة والشباب وذوي الهمم وكبار السن، ودعم الطبقات الأكثر احتياجا على كافة المستويات.
ودعت فالكون جموع الشعب المصري إلى المشاركة في الانتخابات الرئاسية سواء في الداخل أو الخارج، وممارسة حقوقهم الدستورية في تحديد مصير وطنهم والإصرار على استمرار طريق التنمية والتطور الذي تسير عليه مصر الآن.
جدل
الإعلان عن فالكون قوبل بعاصفة من الجدل. د. محمد أبو الغار قال إن التاريخ حذرنا أن بعض الانظمة تلجأ أثناء الازمات الي تكوين ميلشيات مسلحة في المدن أو في المناطق النائية محدودة السكان، مشيرا إلى أن النتيجة وبال علي الحكام والمحكومين.
وأضاف أبو الغار أن الشرطة المحترمة هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن حفظ الامن.
من جهته قال السفير محمد مرسي إن الإعلان عن عملية شراء نخنوخ شركة فالكون جاء في توقيت حساس وغير ملائم.
وأضاف أن الحديث عن فالكون يذكّره بفكرة ومفهوم وبدايات تشكيل الميليشيات الخاصة مع اختلاف المسميات والأشكال والظروف ، لافتا إلى أنها تشعل النور الأحمر كذلك إذا ما ربطت هذه المهام بأمور مشابهة حدثت في مناطق وفي بلاد أخري تطورت إلي أوضاع غير مواتية خرجت في أحيان كثيرة عن نطاق السيطرة والمهام التي أنشئت من أجلها .
وقال إن فالكون تذكّره أيضاً بمهام قوات التدخل السريع التي أسسها حميدتي في السودان بترتيب مع البشير، ثم تطور وتنامي دورها وقوتها ونفوذها إلي حد الانقلاب علي الجيش والشرطة السودانية وقمع وقتل ونهب وسرقة وتدمير ثروات السودانيين ومقدرات السودان ثم احتلال العاصمة الخرطوم ذاتها أو السيطرة عليها إذا كان لفظ احتلال يغضب أنصار وداعمي حميدتي.
وقال مرسي إن البعض قد يرى في ذلك مبالغات أو مقارنات غير صحيحة، وأننا نختلف عن الآخرين، مشيرا إلى أنه يلومهم، لأن لكل منا تكوينه الفكري والثقافي ووعيه السياسي والقومي ودوافعه وانشغالاته بل وأجنداته وانتماءاته ورؤيته وتوقعاته للمستقبل. واختتم منبها ومحذرا من خطورة الأمر.
في ذات السياق قال السفير فرغلي طه إن الجميع يتذكر ويعى جيدا درس ومأساة استعانة رئيس السودان الأسبق عمر البشير بقوات” الجنجويد” التى سميت فيما بعد بالدعم السريع ، وما نتج عنها الآن من حرب أهلية في السودان.
وأضاف أنه فى مصر سبق الاستعانة ببلطجية فى ثورة يناير وموقعة الجمل فيها، وحاليا هناك أخبار عن وجود ميليشيات موازية فى سيناء والقاهرة وغيرهم، وأنه تم ويتم الاستعانة بهم فى مواقف مختلفة ومنها المظاهرات والانتخابات وغيرها.
وخلص السفير طه إلى أن هذا التوجه خطير جدا على السلام المجتمعى فى مصر، وعلى مؤسسات الدولة نفسها ولو بعد حين، مؤكدا أن هناك واجبا على تلك المؤسسات، وعليها مسئولية عدم السماح بتلك الأنشطة الخطيرة الموازية التى تعد دولة داخل الدولة.
وقال إن بعض ذوى النوايا الحسنة حين أحسوا بالخطر والعجز، دعوا إلى أن يقوم الجيش بحماية الانتخابات إلى جانب الشرط، وذلك ثقة وأملا منهم فى مؤسساتهم، مشيرا إلى أن هذا هو الطبيعى فى دول العالم.
فاغنر
آخرون ذكّروا بتجربة فاغنر المريرة، معبرين عن مخاوفهم من تكرار الأمر في مصر.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *