انباء عن اتفاق رؤساء أركان “إيكواس” على حشد 25 ألف عسكري للتدخل المحتمل في النيجر.. وآمال في التوصل الى حل قبل قمة المجموعة الاقتصادية

الإنتشار العربي :ذكرت وسائل إعلام فرنسية، اليوم الثلاثاء، أن رؤساء أركان المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس”، خططوا لنشر قوة عسكرية قوامها 25 ألف عسكري، للتدخل المحتمل في النيجر، وسيأتي الجزء الأكبر من هذه القوات من نيجيريا.
وأشارت إذاعة “آر إف آي” الفرنسية إلى أن رؤساء أركان مجموعة “إيكواس”، خططوا لنشر قوة عسكرية قوامها 25 ألف عسكري للتدخل المحتمل في النيجر، معظمها سيأتي من نيجيريا.
فيما قال مسؤول في الرئاسة النيجيرية للإذاعة، إن “نيجيريا مصرة على أن تكون قائدة للعملية، وستوفر أكثر من نصف القوات التي تنوي التدخل في النيجر إذا لزم الأمر”.
وكان عسكريون في جيش النيجر قد أعلنوا، في ساعة مبكرة من صباح الخميس 27 يوليو/ تموز الماضي، عبر التلفزيون الرسمي، عزل رئيس البلاد محمد بازوم واحتجازه في مقر إقامته، وإغلاق الحدود وفرض حظر التجوال، مؤكدين أنهم قرروا وضع حد للنظام الحالي بعد تدهور الوضع الأمني وسوء الإدارة الاقتصادية في البلاد.
وأعلنت (إيكواس)، في 30 يوليو الماضي، فرض عقوبات على النيجر، تشمل إغلاق المجال الجوي لدولها أمام النيجر وتعليق التبادلات التجارية معها، على خلفية تولي عسكريين السلطة وعزل رئيس البلاد.
ومطلع أغسطس/ آب الجاري، اعتمد المشاركون في اجتماع طارئ لرؤساء الأركان العامة للقوات المسلحة لدول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) الذي عقد في أبوجا، خطة في حالة التدخل العسكري في النيجر.
ورفض عبد الرحمن تياني، رئيس المجلس العسكري في النيجر، الخميس الماضي، العقوبات التي فرضتها “إيكواس” ردا على الانقلاب العسكري بالبلاد، ووصفها بأنها غير قانونية وغير عادلة وغير إنسانية.
وتأمل دول غرب أفريقيا والقوى العالمية في وجود فرصة للتفاوض مع قادة الانقلاب في النيجر قبل قمة تُعقد يوم الخميس قد تقرر التدخل عسكريا لاستعادة الديمقراطية.
وتعقد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) القمة لمناقشة الأزمة بينها وبين المجلس العسكري الذي استولى على السلطة في النيجر في 26 يوليو تموز وتجاهل مهلة للتراجع انتهت في السادس من أغسطس آب.
وتعهد قادة الانقلاب بمقاومة كل الضغوط الخارجية الهادفة إلى إعادة الرئيس المعزول محمد بازوم إلى منصبه بعد أن فرضت إيكواس عقوبات وعلق الحلفاء الغربيون مساعداتهم.
واجتذب سابع انقلاب عسكري تشهده منطقة غرب ووسط أفريقيا في ثلاث سنوات اهتماما عالميا لأسباب منها الدور المحوري للنيجر في الحرب على المتشددين في منطقة الساحل واحتياطياتها من اليورانيوم والنفط التي تمنحها أهمية اقتصادية واستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا والصين وروسيا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لإذاعة آر.إف.آي الفرنسية اليوم الثلاثاء “ليس هناك شك في أن الدبلوماسية هي أفضل طريقة لحل هذا الوضع”.
وأضاف أن الولايات المتحدة تدعم جهود إيكواس لاستعادة النظام الدستوري في النيجر، لكنه رفض التعليق على مستقبل حوالي 1100 جندي أمريكي هناك.
وفي علامة على حرص الولايات المتحدة على استعادة الوضع السابق في النيجر، توجهت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند إلى نيامي أمس الاثنين، وأجرت محادثات “صريحة وصعبة” مع كبار المسؤولين في المجلس العسكري لكنها قالت إنهم لم يتطرقوا لاقتراحات الولايات المتحدة لاستعادة النظام الديمقراطي.
- خطة للتدخل العسكري
اتخذت إيكواس التي تضم 15 دولة موقفا من الانقلاب في النيجر أكثر صرامة من مواقفها حيال الانقلابات السابقة، وقالت إنها لن تتسامح مع أي انقلابات مستقبلا مما يضع مصداقيتها على المحك.
واتفق كبار مسؤولي الدفاع في دول إيكواس يوم الجمعة على خطة لتدخل عسكري محتمل ما لم يتم إطلاق سراح بازوم وإعادته إلى منصبه، غير أنهم قالوا إن القرارات المتعلقة بالعمليات سيتخذها رؤساء الدول.
ومن شأن استخدام إيكواس للقوة أن يؤدي لتفاقم الاضطرابات في واحدة من أفقر مناطق العالم، مما يجعل مثل هذا التدخل مستبعدا، وفقا لشركة فيريسك مابلكروفت لاستشارات المخاطر.
وقال بن هانتر محلل الشؤون الأفريقية لدى الشركة في مذكرة “يدرك التكتل (إيكواس) أن التدخل العسكري سيكون مكلفا للغاية، مع عدم وجود ضمان للنجاح على المدى البعيد، فضلا على وجود احتمال كبير بتحول الموقف إلى حرب إقليمية”.
وأضاف “هذا ليس في مصلحة دول المنطقة على الإطلاق”.