أوكرانيا تقصف دونيتسك بقذائف عنقودية أمريكية وتسبب حرائق كبيرة وروسيا تشن غارات على مدن أوكرانية.. زيلينسكي يتحدث عن الفساد بصورة غامضة واليابان تُندد بالتهديد النووي الروسي.. ومقتل 499 طفلا أوكرانيا منذ الاجتياح
الإنتشار العربي :قال مسؤول طوارئ في مدينة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا، إن النيران شبت في سقف خشبي لمبنى جامعي في دونيتسك في أعقاب قصف أوكراني أمس السبت.
وقال أليكسي كوليمزين، رئيس البلدية الذي عينته روسيا على تطبيق تيليجرام “نتيجة للهجوم الأخير على دونيتسك، اشتعلت النيران في المبنى الأول لجامعة الاقتصاد والتجارة”.
وذكر أليكسي كوستروبيتسكي، وزير الطوارئ الذي عينته روسيا للمنطقة التي تسميها موسكو جمهورية دونيتسك الشعبية “نستخدم 12 خزانا للمياه وثلاثة سلالم و100 من رجال الإطفاء”.
وأضاف “السقف كله مشتعل”.
وقال كوستروبيتسكي إن القوات الأوكرانية استخدمت ذخائر عنقودية في القصف الذي تسبب في الحريق. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من المعلومات. واستخدم الجانبان الذخائر العنقودية أثناء الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ قبل 17 شهرا.
وتعهدت أوكرانيا، التي تلقت إمدادات من الذخائر العنقودية الأمريكية الشهر الماضي، باستخدامها فقط لتفكيك تجمعات الجنود الروس.
ولم يصدر تعليق فوري من أوكرانيا على القصف المزعوم. وينفي الطرفان استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية.
قال كوستروبيتسكي إنه لم يكن هناك أشخاص داخل المبنى أثناء القصف.
وأضاف “أصعب شيء هو أن السقف خشبي لذلك تنتسشر النيران بسرعة”.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية الرسمية عن كوستروبيتسكي وخدمات الطوارئ القول إن الحريق امتد إلى مساحة تبلغ حوالي 1800 متر مربع قبل السيطرة عليه في وقت مبكر اليوم الأحد.
كما صعدت موسكو السبت من وتيرة هجماتها في أوكرانيا، حيث ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بقصف دام استهدف مركزا لنقل الدم وصفه بأنه “جريمة حرب”.
كما أصابت صواريخ روسية مساء السبت مباني شركة أوكرانية لتصنيع محركات الطائرات ذات “أهمية استراتيجية”، وذلك بعد ساعات من هجوم أوكراني بمسيّرة على ناقلة نفط روسية في البحر الأسود.
وهذه الهجمات هي الأحدث منذ انسحاب موسكو من اتفاق الشهر الماضي يضمن صادرات الحبوب الأوكرانية على الرغم من الصراع المستمر.
وقال زيلينسكي إن القوات الروسية قصفت مركزا لنقل الدم في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا، مضيفا أنه تم الإبلاغ عن سقوط “قتلى وجرحى”.
أضاف أن “جريمة الحرب هذه تقول كل شيء عن العدوان الروسي. وحوش تدمر كل ما يسمح بالعيش”.
وجاء الهجوم بعد وقت قصير من إعلان زيلينسكي في كلمته اليومية عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن هجوم صاروخي روسي على منشآت تابعة لمجموعة “موتور سيش” التي تصنّع محركات للطائرات والمروحيات.
وأممت الدولة الأوكرانية عام 2021 مجموعة “موتور سيش” ثم باتت تديرها مباشرة إلى جانب شركات أخرى انطلاقا من “أهميتها الاستراتيجية”. وتتولى وزارة الدفاع إدارة أصول هذه الشركات بهدف “تأمين الحاجات الملحة للقوات المسلحة”.
ويقع مقر المجموعة في زابوريجيا (جنوب) التي تحتل القوات الروسية جزءا منها.
وفي كلمته المسائية حافظ زيلينسكي على لهجة التحدي، مصرا على أنه “بغض النظر عن عدد الهجمات الروسية، فإنها لن تحقق شيئا للعدو”.
– هجوم على ناقلة نفط –
جاءت الضربة الروسية بعد هجوم أوكراني ليل الجمعة السبت على ناقلة نفط روسية في مضيق كيرتش، ما أدى إلى توقف حركة المرور لفترة وجيزة على الجسر الاستراتيجي الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا، في إطار من التوتر المتزايد في البحر الأسود.
كذلك، أعلنت روسيا السبت أنّها أرسلت مقاتلة لاعتراض مسيّرة أميركية بدون طيار من طراز “ريبر” فوق هذا البحر.
وتزايد عدد الهجمات في البحر الأسود من الطرفين منذ أن رفضت موسكو في منتصف تموز/يوليو تمديد العمل باتفاق رعته الأمم المتحدة كان يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود رغم الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا منذ شباط/فبراير 2022.
من جانبه تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس السبت بجولة جديدة من “تطهير” المؤسسات، في إطار حملته المستمرة لإقناع الشركاء الغربيين بأن الأوضاع تغيرت في كييف التي كان لديها تاريخ من الفساد المستشري.
وقال في خطابه الليلة الماضية “سيشهد الأسبوع المقبل استكمالا لعملنا في تطهير مؤسسات الدولة من أولئك الذين حاولوا أن يجلبوا من الماضي كل تلك العادات القديمة التي أضعفت أوكرانيا لفترة طويلة جدا، لعقود من الزمن”.
ولم يذكر زيلينسكي أي تفاصيل حول من قد يكون مستهدفا. وقد عبر مؤخرا عن استيائه من الفساد الذي تم الكشف عنه خلال مراجعة لمراكز التجنيد العسكري في أوكرانيا، لكنه بشكل عام حريص على مكافحة الفساد بينما يضغط للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
وتعهد أمس السبت بعدم التسامح مع “الممارسات القديمة” في أوكرانيا وقال إن البعض يسعى للاستفادة من خلال وضع الدولة وآخرين تحت خدمته. وشدد على أنه “يتعين على الجميع العمل فقط من أجل مصالح الدولة”.
من جانبها ندد رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الأحد بتلويح روسيا بإمكانية استخدام السلاح النووي، في يوم إحياء اليابان الذكرى الـ78 لإلقاء الولايات المتحدة قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما.
وقضى حوالى 140 ألف شخص في هيروشيما في 6 آب/أغسطس 1945 و74 ألفا آخرون بعد ثلاثة أيام في ناغازاكي حين ألقت الولايات المتحدة قنبلتين ذريتين على المدينتين في نهاية الحرب العالمية الثانية.
وقال كيشيدا خلال مراسم في هيروشيما إن “الدمار الذي أحدثته الأسلحة النووية في هيروشيما وناغازاكي لا يمكن أن يتكرّر أبدا”.
وأكد رئيس الوزراء الذي تتحدر عائلته من هيروشيما أن “اليابان، الدولة الوحيدة التي تعرضت لقصف ذري خلال الحرب، ستواصل جهودها من أجل عالم خال من الأسلحة النووية”.
وتابع “الطريق نحو هذا الهدف يزداد صعوبة بسبب الانقسامات المتزايدة في صفوف الأسرة الدولية حول نزع السلاح النووي والخطر النووي الروسي”.
وشدد على أنه “على ضوء هذا الوضع، من المهم للغاية إعطاء دفع دولي لتحقيق عالم خال من الأسلحة النووية”.
وجاءت تصريحات كيشيدا عقب موقف مماثل للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي أصدر بيانا بمناسبة ذكرى القصف ندد فيه بـ”تلويح بعض الدول مجددا بتهوّر بالتهديد النووي، مهددة باستخدام أداة الإبادة هذه”.
وأكد غوتيريش أنه “بمواجهة هذه التهديدات، على الأسرة الدولية أن تتكلم بصوت واحد. أي استخدام للسلاح النووي غير مقبول”.
وخلال مراسم إحياء ذكرى القصف، صلى آلاف الحاضرين وبينهم ناجون وأهالي وأقرباء ضحايا وشخصيات أجنبية قادمة من 111 بلدا في مشاركة قياسية من حيث عدد الدول، من أجل القتلى والجرحى نتيجة القصف ودعوا إلى السلام في العالم.
وللسنة الثانية على التوالي لم تدعُ اليابان روسيا ولا بيلاروس لحضور المراسم بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
من جهته أعلن مكتب المدعي العام في أوكرانيا، الأحد، مقتل 499 طفلاً في البلاد نتيجة “العدوان المسلح” من قبل روسيا.
وذكر المكتب في بيان، ذكر أن العديد من الأطفال في أوكرانيا تضرروا من الحرب التي تشنها روسيا.
وأوضح البيان أن المعلومات الرسمية من النيابة العامة تفيد بمقتل 499 طفلا وإصابة أكثر من 1090 آخرين بدرجات متفاوتة.
ولفت إلى أن هذه الأرقام “ليست نهائية”، مضيفاً أن العمل “مستمر لتحديد الأرقام الحقيقية في مناطق العمليات القتالية وفي المناطق المحتلة والمحررة مؤقتا”.
وأشار البيان إلى أن 483 طفلا في منطقة دونيتسك و129 في منطقة خاركيف و117 في منطقة خيرسون و97 في زابوروجيا و95 في منطقة ميكولايف و94 في دنيبروبتروفسك و71 في منطقة تشيرنيغيف و67 في لوغانسك، تأثروا من الحرب.
وفي 24 فبراير/ شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا وتشترط لإنهائها “تخلي” كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة “تدخلا” في سيادتها.