إردوغان: أوكرانيا “تستحق” الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وتركيا تعد أكثر بلد يبذل جهودا لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية عبر المفاوضات وفقا لأسس القانون الدولي وبوتين سيزور انقرة “الشهر المقبل”

الإنتشار العربي :قال الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان الجمعة إنّ أوكرانيا “تستحقّ الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي” وذلك بعد اجتماع في اسطنبول مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وتسعى كييف للانضمام إلى الأطلسي لكنّ الولايات المتحدة حذّرت الجمعة من أنّ أوكرانيا “لن تنضمّ إلى الناتو” بعد قمّة الحلف المقرّر عقدها الثلاثاء والأربعاء في فيلنيوس.
وأعلن إردوغان أنّ نظيره الروسي فلاديمير بوتين سيزور تركيا “الشهر المقبل”، مشددا على ضرورة “عودة روسيا وأوكرانيا إلى مباحثات السلام”.
وقال إردوغان إن “بوتين سيزور تركيا الشهر المقبل” للمرة الأولى منذ غزو القوات الروسية أراضي أوكرانيا اعتبارا من شباط/فبراير 2022.
كما عبّر إردوغان الذي كان يتحدّث إلى جانب نظيره الأوكراني، عن أمله في تمديد اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية التي أبرمت في تموز/يوليو 2022 برعاية الأمم المتحدة وتركيا.
وقال الرئيس التركي “نأمل في تمديد الاتفاق”، بينما كانت روسيا قد أعلنت أنّها لا ترى أيّ سبب لتمديده عند انتهاء صلاحيّته في 17 تموز/يوليو.
وأعلن أردوغان أن بلاده ستقدم كافة أشكال الدعم لأوكرانيا بهدف تعزيز نهوضها مجدداً. وأعرب أردوغان عن اعتقاده بأن أوكرانيا تستحق الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وفي استقبال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في إسطنبول، أعرب زيلينسكي عن امتنانه لدعم تركيا المستمر لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها. كما أعرب عن شكره لجميع أولئك الذين يسعون لتحقيق السلام في بلاده وشعبه.
بدوره، أعرب أردوغان عن رغبته في تمديد اتفاقية ممر نقل الحبوب عبر البحر الأسود، التي من المقرر أن تنتهي في 17 يوليو.
بعد اجتماعه مع الرئيس الأوكراني في إسطنبول، أعلن أردوغان أن تركيا ستواصل جهودها لإنهاء الحرب في أوكرانيا وستقدم الدعم اللازم لعمليات إعادة الإعمار في البلاد.
أفاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه تمت مناقشة قضية وجود 12 سفينة تركية عالقة في موانئ أوكرانيا خلال الاجتماع.
صرح أردوغان بأنه يتطلع إلى تمديد اتفاقية ممر نقل الحبوب لمدة 3 أشهر على الأقل بدلاً من شهرين، حيث تنتهي صلاحيتها في الأصل.
وزيارة زيلينسكي لتركيا هي المحطة الأخيرة ضمن جولة دولية قام بها بهدف الحصول على مزيد من الاسلحة الغربية ودعم مساعي كييف للانضمام الى حلف شمال الاطلسي، علما انها اول زيارة يقوم بها لهذا البلد منذ بدء الغزو الروسي لاوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
لكن الولايات المتحدة نبهت الجمعة الى ان اوكرانيا “لن تنضم الى حلف شمال الاطلسي” اثر قمة الحلف المقررة الثلاثاء والاربعاء في ليتوانيا. واعلن مستشار الامن القومي الاميركي جايك ساليفان انه لا يزال امام كييف “مراحل عدة يجب ان تعبرها قبل ان تصبح عضوا” في الناتو.
واضافة الى قمة الاطلسي، تناولت المباحثات بين زيلينسكي ونظيره التركي الذي تربطه علاقات وثيقة بكييف وموسكو في الوقت نفسه، الاتفاق الذي يتيح تصدير الحبوب الاوكرانية عبر البحر الاسود رغم الحرب.
والاتفاق الذي تم التوصل اليه في تموز/يوليو 2022 برعاية الامم المتحدة وانقرة ينتهي مفعوله في 17 تموز/يوليو وسبق ان اعلنت موسكو انها لا ترى سببا لتمديده.
وكتب زيلينسكي في تغريدة ان الاجتماع سيتطرق ايضا الى “اعادة اعمار اوكرانيا” و”عقود في مجال الدفاع”.
وأفاد الكرملين الجمعة أنه يتابع “من كثب” المحادثات بين زيلينسكي وإردوغان، متعهدا الحفاظ على “شراكة بناءة مع أنقرة” ومثنيا على “دور الوسيط” الذي يقوم به الرئيس التركي في النزاع في أوكرانيا.
الى ذلك، توقع مراقبون ان يشجع زيلينسكي نظيره التركي على الموافقة على انضمام السويد الى الناتو، وخصوصا ان مسؤولي الحلف لا يزالون يأملون باقناع انقرة بالتراجع عن الفيتو الذي تمسكت به.
والجمعة، اعلن اردوغان ان تركيا ستتخذ “القرار الافضل مهما كانت” طبيعته بالنسبة الى هذه القضية.
– “قوته في وحدته” –
وقبل وصوله إلى اسطنبول، زار زيلينسكي سلوفاكيا وجمهورية تشيكيا وبلغاريا. وصرّح في براتيسلافا “أعتقد أنه ليس هناك وحدة موقف كافية حول هذه المسألة، وهذا يشكل تهديدا لقوة الحلف”، مضيفا أن “هذا الأمر في غاية الأهمية لأمن العالم بأسره”.
وأكد “نتوقع وحدة صف من الحلف لأن قوته في وحدته”.
وأضاف أن روسيا تعول على “ضعف الحلف وانقسامه” وهو ما “لا يمكن السماح به”، مطالبا في الوقت نفسه بمساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، قبل أيام من قمة الناتو المقررة في 11 و12 تموز/يوليو في فيلنيوس.
وأعلن الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ الجمعة أن قادة دول الناتو الـ31 “سيعيدون التأكيد أن أوكرانيا ستصبح عضوا في حلف شمال الأطلسي، وسيتحدون حول طريقة تقريب أوكرانيا من هدفها”، من غير أن يوضح الصيغة التي سيتم الاتفاق عليها.
وأضاف “نحن نتشاور ونعمل على الصياغة الدقيقة التي ستعلن عندما نتوصل إلى اتفاق” في هذا الشأن.
– ذخائر عنقودية –
ومن براغ، حضّ زيلينسكي الغربيين مجددا على إمداده بأسلحة بعيدة المدى، محذرا من ان عدم توفيرها يبطئ الهجوم المضاد على القوات الروسية الذي باشرته القوات الأوكرانية منذ شهر.
ولم تمض ساعات حتى اعلن البيت الابيض قراره تزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية، معتبرا أن هذه الخطوة التي تشكل عتبة مهمة في نوع التسليح المقدّم الى كييف لمواجهة الغزو الروسي، هي “الصواب” الذي يجب القيام به.
وقال مستشار الأمن القومي جايك ساليفان إن الخطوة “قرار صعب، وأرجأناه” لفترة من الزمن، مشددا على أن الإقدام عليه في الوقت الراهن هو “الصواب”.
واكد ساليفان ايضا أن الاوكرانيين قدموا ضمانات “خطية” حول كيفية استخدام هذه الاسلحة للتقليل من “الاخطار التي تشكلها على المدنيين”.
واثار الاعلان الاميركي غضب المنظمات الانسانية التي اعادت التذكير بالاثر الكارثي لهذه الاسلحة على المدنيين.
ميدانيا، أعلن الجيش الأوكراني قبل الظهر إسقاط 12 مسيّرة مفخخة من طراز “شاهد” من اصل 18 أطلقتها روسيا ليل الخميس الجمعة. واسفر الهجوم عن سقوط قتيلين.
على صعيد آخر، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي الجمعة أن الوكالة “تحرز تقدما” بشأن الوصول إلى محطة زابوريجيا النووية التي تحتلها روسيا في جنوب أوكرانيا بعدما حذرت كييف من “استفزاز” روسي.
وتتبادل موسكو وكييف منذ أيام اتهامات بالتخطيط لاستفزاز في المحطة.