“همس سعودي” يختبر مبادرة لـ”مصالحة فلسطينية”.. هل يرسل بن سلمان بعض المال لقطاع غزة كما يفعل القطري؟: الإنخراط أكثر في “الملف الفلسطيني” بين المفاجآت المحتملة للرياض والإتصالات مع حماس “تطورت” ووعود للسلطة

الإنتشار العربي :تكشف أوراق حزمة الإتصالات الأخيرة بين حركة حماس الممثلة بالمقاومة الفلسطينية ومسؤولين بارزين تابعين لمكتب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ان حركة حماس تتطور اتصالاتها مع الجانب السعودي، لكن بحجم منضبط ويخلو من الالتباس.
وحركة حماس فيما يبدو حصلت على وعود بان يكون لها حصة بعد الان على الطاولة السعودية لكن هذه الحصة ستسير بالتدريج وبدون المساس بحصة السلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس محمود عباس ويعتقد على نطاق واسع حتى في اوساط حركة حماس وبعض فصائل المقاومة الفلسطينية.
وايضا في اوساط حركة فتح في بعض التفاصيل بان الجانب السعودي يطور اتصالاته مع بعض القياديين البارزين في حركة حماس تحديدا لأغراض مرتبطة بتفصيلات واحتياجات الاستدارة السعودية الكبيرة والمنفتحة على كل الأطراف والتي بدأت بالاتفاق المهم والاستراتيجي مع الجمهورية الإيرانية.
ونشرت مؤخرا صورا لبعض قادة حماس وهم على جبل عرفات في اطار دعوة للقيام بمناسك الحج كانت قد تقدمت بها الحركة.
وكان وفد قيادي رفيع المستوى من حركة حماس قد تمت استضافته ايضا في نهاية شهر رمضان الماضي الى تنفيذ عمرة تخللها طقوس العمرة ومناسكها بنكهة سياسية وبعض المصارحات وتبادل الملاحظات مع مسؤولين رفيعي المستوى في المنظومة الامنية السعودية وفي مكتب ولي العهد كما ابلغت بعض المصادر.
وفي التفاصيل ان مسؤولين سعوديين قدموا سؤالا مباشرا لقادة حركة حماس في شهر رمضان الماضي عن إحتياجاتهم وما الذي يطلبونه من السعودية.
وكان الجواب بعد تقديم الشكر والامتنان على تلبية متاخرة لدعوة العمرة هو الحاجة لتلبية الإتصالات بما يعود بالخير على الامة العربية وعلى الشعب الفلسطيني وتثبيت حقوقه وبنفس الوقت التركيز على ملف السجناء والمحكومين الذين إتهموا بالانتماء الى حركة حماس او التعاطف معها في السجون السعودية.
وهؤلاء خرج منهم عدد كبير ويعتقد بان العدد الاكبر من هؤلاء بصدد إعداد مذكرات قانونية لتأمين الإفراج عنهم بعد عيد الأضحى.
ويبدو واضحا للمراقبين هنا بان الاتصالات بين حماس والسعودية تتطور.
لكن باتجاهات محسوبة وفي نفس السياق تتطور مستويات الاتصالات السعودية ايضا مع مسؤولين بارزين في السلطة الفلسطينية وفي مقاطعة الرئيس محمود عباس في رام الله.
ومن المبكر القول بان السعودية لديها تصور جديد بخصوص الملف الفلسطيني او قد يتطور هذا التصور لاحقا باتجاه التقدم بمبادرة تدعم المصالحة الفلسطينية.
وهو موضوع قابل للنقاش وتم التلميح اليه عمليا ويرى بعض الخبراء بان السعودية اذا ما ادارت اتصالاتها مع الفرقاء الفلسطينيين بطريقة متزنة ومتسعة خلال الاسابيع القليلة المقبلة وبالتنسيق مع دولة مثل مصر يمكنها ان تبلور بعض المقترحات على صعيد المصالحة الفلسطينية.
ويمكنها ان تقدم مساهمة بدعم وإسناد أمريكي طبعا في البعد المالي والاقتصادي والمعيشي المرتبط ببرنامج خفض تصعيد والتوتر في الاراضي الفلسطينية المحتة و هو البرنامج الذي يحتل الاولوية التامة بالنسبة لوزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن.
ومن المرجح في هذه السياقات ان بعض المفاجآت السعودية يمكن ان تسجل في الطريق خلال الاسابيع القليلة المقبلة على صعيد التقدم بخطوات منضبطة وملموسة باتحاه الانغماس مجددا في القضية الفلسطينية.
وذلك عبر إجراء إتصالات مع كل الاطراف والفرقاء والعودة لتوفير بعض المال الذي كان قطع كدعم ومساندة للسلطة الفلسطينية مع مقترحات وتفكير اولى لم بتبرمج بعد بامكانية تقديم مساعدة مماثلة للمساعدة القطرية مباشرة لبعض اهالي قطاع غزة.
ومثل هذه الأموال اذا ما دفعت ستشكل على الارجح جسرا سياسيا تتحرك عليه السلطات السعودية باتجاه مبادرات أكبر نحو القضية الفلسطينية بدلالات ان وفدا من حركه فتح وحركة حماس ومن شخصيات تجارية وأهلية فلسطينية كبيرة تم تقديم رقاع الدعوة لها ضمن ضيوف الرحمن وضيوف موسم الحج الحالي.