ثلاثة شهداء في عملية اغتيال اسرائيلية بواسطة مسيّرة استهدفت سيارة في جنين في سابقة هي الأولى من نوعها.. وكتيبة جنين وفصائل المقاومة تتوعد بالرد

 ثلاثة شهداء في عملية اغتيال اسرائيلية بواسطة مسيّرة استهدفت سيارة في جنين في سابقة هي الأولى من نوعها.. وكتيبة جنين وفصائل المقاومة تتوعد بالرد

الإنتشار العربي :اغتالت طائرة مسيرة إسرائيلية ثلاثة مسلحين في الضفة الغربية اليوم الأربعاء في غارة نادرة الحدوث جاءت بعد ساعات من هجوم مستوطنين على قرى فلسطينية وإضرامهم النيران في سيارات ومبان ردا على هجوم شنه مسلحون من حماس أمس.
وجاءت الضربة بالقرب من مدينة جنين في غمرة تفاقم الاعتداءات الاسرائيلية والعمليات الفدائية الفلسطينية خلال الأيام القليلة الماضية في الضفة الغربية، حيث يقوم الجيش منذ أكثر من عام بعمليات تمشيط دورية أدت إلى تواتر الاشتباكات مع مقاتلين فلسطينيين.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم التعرف على مجموعة مسلحة في سيارة بعد أن نفذت إطلاق نار بالقرب من قرية الجلمة.

وذكر بيان لحركة الجهاد الإسلامي أن اثنين من الرجال الثلاثة ينتمون للحركة والثالث من كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح.
وعلى الرغم من شيوع طائرات الاستطلاع المسيرة، كانت الضربة التي نفذتها طائرة مسيرة من طراز إلبيت هيرميس التي أعقبت استخداما نادرا لطائرات الهليكوبتر الحربية في العملية في جنين، كانت الأولى للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية منذ عام 2006، بحسب جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأظهرت مقاطع فيديو سيارة تندلع فيها النيران بكثافة قرب حاجز الجلمة شمال جنين.
وذكر الجيش أنه بعد رصد الخلية قامت طائرة مسيرة تابعة له باستهدافها والقضاء عليها، مشيرا إلى أن الخلية نفذت عدة عمليات إطلاق نار نحو بلدات اسرائيلية في الضفة الغربية في الآونة الأخيرة.
وتقع الجلمة في نطاق محافظة جنين، وهي منطقة قريبة من الخط الفاصل بين مناطق الـ48 المحتلة والضفة الغربية المحتلة منذ العام 1967.
وقال دانيال حجاري المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في تغريدة على تويتر “هذا يتعلق بالتخلص من التهديد، حددنا مركبة تطلق النار على المعبر وأزلنا التهديد”.
وزفّت كتيبة جنين في سرايا القدس، اليوم الأربعاء، ثلّةً من أبطالها الذين ارتقوا مساء اليوم في جريمةِ اغتيال جبانة نفّذتها طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال الإسرائيلي.
والشهداء هم: القائد الميداني صهيب عدنان الغول (27 عاماً) قائد إحدى تشكيلات كتيبة جنين – محمد بشار عويس (28 عاماً) أحد قادة كتائب شهداء الأقصى – أشرف مراد السعدي (17 عاماً) أحد مجاهدي سرايا القدس.
وشددت كتيبة جنين على أنّ على العدو أن يتحمل عواقب قراره الأحمق.
وأكدت أنّ “هذه الاغتيالات لن تنال من عزيمتها”.
وتوعدت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس”، بأن “جريمة الاغتيال” التي نفذتها طائرة مسيرة إسرائيلية في جنين شمالي الضفة الغربية، مساء اليوم الأربعاء، وأسفرت عن مقتل 3 فلسطينيين “لن تمر دون عقاب”.

وقال المتحدث باسم الحركة، حازم قاسم، في تصريح له نقلته وسائل إعلام فلسطينية: “جريمة جديدة يرتكبها العدو الصهيوني باغتياله ثلاثة من أبناء شعبنا في جنين”.

واعتبر قاسم أن “استخدام جيش العدو الصهيوني للطائرات في اغتيال أبناء شعبنا تصعيد خطير، يؤكد سعيه لتصعيد الأوضاع وتفجيرها، بعد تزايد عجزه عن حسم المعركة من خلال المواجهة المباشرة مع المقاتلين في الميدان”.

وتوعد المتحدث باسم “حماس” بأن “جريمة الاغتيال في جنين لن تمر دون رد وعقاب من شعبنا ومقاومته، و معادلة الرد على جرائم الاحتلال رسخها شعبنا في صراعه مع العدو الصهيوني”.

من ناحيته، قال مسؤول المكتب الإعلامي لحركة “الجهاد الإسلامي” داوود شهاب إنّ هذه الدماء الزكية لن تضيع هدراً، ومقاتلونا سيثأرون لإخوانهم الشهداء.
وأضاف شهاب أنّ “الشهداء لا يموتون بل هم أحياء عند ربهم، ونحن نتشرف بأن نفدي فلسطين بهذه الكوكبة التي تنير لنا طريق الجهاد الطويل”.

وفي السياق، أكدت حركة المجاهدين أنّ وسائل العدو الإجرامية لن تفلح في كسر إرادة المقاومة المترسخة في وجدان الشعب.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بدورها، أكدت أنّ الشعب الفلسطيني ومقاومته سيردان على تصاعد عدوان الاحتلال في جميع مدن الضفة الغربية وقراها.
وشددت على أنّ “الاحتلال سيدفع ثمن جريمة الاغتيال التي ارتكبها في مدينة جنين مساء اليوم وأدت إلى ارتقاء 3 شهداء”.
وأكدت الجبهة الشعبية أنّ سياسة الاغتيالات الصهيونية الفاشلة لن تتمكن من إخماد لهيب المقاومة، ولن تحقق أهداف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياه، في الحفاظ على حكومته المتطرفة على حساب الدم الفلسطيني.
كما أكّدت أنّ الرد على عمليات الاغتيال الغادرة سيتم من قلب الميدان، وبكل شجاعة وإقدام عبر تصعيد المواجهة والاشتباك وتصعيد المقاومة وإشعال الأرض تحت أقدام جنود الاحتلال والمستوطنين.
ووصفت حركة الأحرار “اغتيال شهداء جنين بقصفٍ جوي تطورٌ خطر في مسار إجرامه وتعامله الدموي مع شعبنا في الضفة الغربية”.
وأضافت أنّ “ما جرى يؤكد حجم الأزمة التي يعيشها الاحتلال في التعامل ميدانياً مع المقاومة في الضفة وخاصة بعد الكمين المحكم الذي أثخن فيه، وبالتالي هذا القصف يفضح عجز الاحتلال عن القضاء على المقاومة رغم المقدرات والأدوات التي يملكها”.
وقالت لجان المقاومة الفلسطينية إنّ “جرائم العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه لن تمر من دون عقاب ورد من أبطال شعبنا ومقاوميه”.
كما أكدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أنّ استهداف المقاومين بالمُسيرات لن يردع المقاومة.
وقبل ساعات، هاجم مستوطنون إسرائيليون قرى فلسطينية في الضفة الغربية ردا على مقتل أربعة إسرائيليين برصاص مسلحين من حماس فتحوا النار عليهم في مطعم على جانب طريق بالقرب من مستوطنة عيلي.
وفي بلدة ترمسعيا التي يسكنها أثرياء فلسطينيون والقريبة من رام الله، أظهرت لقطات سيارات تلتهمها النيران فيما يتصاعد دخان أسود وأشخاصا يحملون جريحا إلى سيارة إسعاف.
وقال نعمان شلبي من سكان بلدة ترمسعيا “المستوطنين جاءوا بالعشرات لا يقل عن مئتين، مئتين وخمسين واحد حاولوا.. دخلوا ساحة البيت ولعوا (أشعلوا) السيارات وصاروا يضربوا على البيت رصاص حي وحجارة وكسروا البرندات (الشرفات)”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات دخلت بلدة ترمسعيا لإخماد الحرائق ومنع الاشتباكات وإن المدنيين الإسرائيليين غادروا البلدة.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان “لن نقبل أي استفزازات ضد الشرطة أو قوات الأمن في هذه الأماكن أو في أي مكان آخر”.
وقال مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحة إن فلسطينيا استشهد بالرصاص خلال الهجوم بينما أصيب شخص آخر على الأقل بجروح خطيرة.
وقال سكان عدد من البلدات الفلسطينية الأخرى إن هجمات وقعت من مستوطنين، ودعت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى عملية عسكرية واسعة النطاق في أنحاء الضفة الغربية.
وقال يعقوب عويس، رئيس مجلس قروي اللبن الشرقية إن مجموعة كبيرة من المستوطنين شنت هجوما أحرقت خلاله محطة وقود وبساتين ومصنع أسمنت وعشرات السيارات بينما وقفت قوات الأمن الإسرائيلية من جنود وأفراد شرطة دون أن تتدخل.
وأضاف “الهجوم كان غير مسبوق ومش طبيعي. إطلاق النار بكثافة بس ما عرفنا لأنه بالليل إذا كان إطلاق النار من مستوطنين أو من جنود”.

  • “يجب تسوية المباني بالأرض”
    أدانت الولايات المتحدة عنف المستوطنين ودعت السلطات الإسرائيلية إلى “وقف العنف على الفور وحماية المدنيين الأمريكيين والفلسطينيين ومحاكمة المسؤولين”.
    وأدانت كل من مصر والأردن، اللتين تربطهما علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، الهجمات على الفلسطينيين في الضفة الغربية.
    وفي الوقت الذي كانت تجري فيه هجمات المستوطنين، دعا وزير الأمن الوطني الإسرائيلي إيتمار بن غفير، المنتمي لأحد الأحزاب اليمينية المتطرفة المشاركة في ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة.
    وقال أمام الكنيست “نحن بحاجة إلى عملية عسكرية، يجب تسوية المباني بالأرض، يستلزم الأمر عمليات قتل مستهدف”.
    ومع هذا، رأى وزراء آخرون أنه لا توجد حاجة إلى اتخاذ تدابير إضافية. وصرح وزير الطاقة يسرائيل كاتس، عضو المجلس الوزاري الأمني المصغر، لراديو الجيش “ليست هناك حاجة لأي قرارات جديدة، فقط تعديل القرارات الموجودة”.
    وقال مكتب نتنياهو إن إسرائيل تخطط لإضافة ألف وحدة سكنية جديدة إلى مستوطنة عيلي، في تحد للمطالبات الدولية بوقف المشروعات الاستيطانية الجديدة.
    وانهارت محادثات السلام التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين إسرائيل والفلسطينيين بهدف إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية في 2014، ولا توجد أي بوادر على إحيائها.
    وحكومة نتنياهو الدينية القومية عازمة على توسيع المستوطنات في الضفة الغربية وتضم أعضاء يعارضون قيام دولة فلسطينية.
    وكانت اعتقالات يوم الاثنين في جنين هي الدافع الواضح لقتل الإسرائيليين الأربعة وتسببت أيضا في نشوب قتال دام ساعات مع نشطاء فلسطينيين مسلحين. واستشهد سبعة فلسطينيين وأصيب أكثر من 90 فلسطينيا وقتل سبعة إسرائيليين.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *