إعلام إسرائيلي: مئات الدبابات القديمة من نوع ميركافا في طريقها الى أوروبا بسبب الأزمة الأوكرانية
الإنتشار العربي :كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن أنّ مئات الدبابات القديمة من نوع ميركافا في طريقها الى أوروبا، بعد ازدياد الطلب عليها، وذلك على خلفية الحرب في أوكرانيا.
وأشار موقع “يديعوت أحرونوت”، إلى أنّه “بعد 40 عاماً من دخولها الخدمة في الجيش الإسرائيلي، من المتوقع بيع المئات من دبابات الميركافا من الجيل الثاني والثالث إلى دولتين أجنبيتين، بما في ذلك لأول مرة إلى دولة أوروبية”.
وأضاف أنه “توقف استخدام هذه الدبابات في السنوات الأخيرة، وهي موجودة في المستودعات، ولكن بعد بدء الحرب في أوكرانيا والطلب المتجدد على المركبات الحربية المدرّعة، تمّ اختبارها ووجد أنها مناسبة بما يكفي للبيع”.
وأوضح أنه “من المفترض أن توافق وزارة الدفاع قريباً على بيع مئات دبابات ميركافا من الجيل 2 و3، التي تم تصنيعها في إسرائيل، في الثمانينيات والتسعينيات، وتمّ إيقاف تشغيلها في السنوات الأخيرة، إلى دولتين أجنبيتين، إحداهما في أوروبا”، بينما لم تحدد وزارة الأمن أسماء الدولتين اللتين “اتفقتا على شراء أكثر من 200 دبابة إسرائيلية مستعملة، بسبب حساسية العملية”.
ولكنّ الصفقة “على وشك التوقيع النهائي”، بحسب الإعلام الإسرائيلي، ومن المتوقع أن يتم تنفيذها “على الفور نسبياً، في غضون ثلاثة أشهر تقريباً”.
اقرأ أيضاً: بسبب أوكرانيا.. الذخائر في المخازن الأميركية في “إسرائيل” تتقلص
وقال مسؤولون في وزارة الأمن الإسرائيلية إنه “نظراً لأنّ بعض الأجزاء الميكانيكية في هذه الدبابات هي أميركية الصنع، وخاصة المحرك، فإنّ موافقة وزارة الدفاع في واشنطن مطلوبة لتنفيذ الصفقة”.
وبحسب التقديرات، فإنّ نطاق الصفقة سيصل إلى عشرات الملايين من الدولارات لجميع الدبابات، وهو مبلغ يعتبر ضئيلاً فيما يتعلق بشراء الدبابات الغربية الجديدة.
وتشير التفاصيل الإضافية المنشورة إلى أنه سيتم تقسيم الصفقة على مرحلتين، الأولى ستشمل دبابات ميركافا 2 الأقدم، والأخرى ميركافا 3 التي دخلت الخدمة في التسعينيات، وخدمت بشكل أساسي مقاتلي اللواء 188.
وقد أُخرجت هذه الدبابات في السنوات الأخيرة من الاستخدام، واليوم جميع الألوية المدرعة العادية الثلاثة في “جيش” الاحتلال، أي اللواء 401 و 188 و 7، مجهزة بدبابات ميركافا 4، المتقدمة مع نظام دفاع نشط ضدّ الصواريخ المضادة للدبابات، من نوع “معطف الرياح”، وأنظمة قيادة وتحكم محوسبة.
وتمّ نقل بعض الدبابات النظامية، خاصة المتأخرة الإنتاج والتي ما تزال في حالة جيدة، إلى الألوية الاحتياطية، بما في ذلك اللواء العاشر “هرئيل”، إلا أنّ أكثر من 200 دبابة موجودة في مستودعات الصيانة التابعة للاحتلال الإسرائيلي، وكانت “المؤسسة الأمنية متشائمة بشأن إمكانية قيام جيش أجنبي بشرائها، وتمّ النظر في إمكانية بيعها لمقاولي إعادة تدوير الحديد”. وفق الإعلام الإسرائيلي.
اقرأ أيضاً: وثائق البنتاغون المسرّبة: معلومات عن مساعدات إسرائيلية لأوكرانيا
لكنّ ضباط التسليح أجروا لها صيانة بشكل جيد، وفي نفس الوقت اندلعت الحرب بين روسيا وأوكرانيا العام الماضي، والتي غيرت الاحتياجات الأمنية للدول الأوروبية، أكّدت الصحيفة الإسرائيلية.
وبدأ الاهتمام الأولي بالدبابات المستعملة بالفعل في منتصف العام الماضي، وهرعت وزارة الأمن للتحقق من حالة الدبابات القديمة، ووجدت أنّها صالحة للاستخدام بما يكفي لبيعها.
وتجدر الإشارة إلى أنه في مستودعات الاحتلال الإسرائيلي لا يزال هناك المئات من ناقلات الجنود المدرعة من طراز M-113، التي أصبحت خارج الخدمة أيضاً، في ضوء إدخال مدرعات “إيتان” و”نميرا” في السنوات الأخيرة إلى الألوية النظامية، بحسب “يديعوت أحرونوت”.
ولكن بالنسبة إلى ناقلات الجنود المدرعة هذه، والتي لا تعتبر محمية من النيران المضادة للدبابات، لا يوجد حتى الآن طلب أجنبي عليها.
مواصفات ميركافا 2 و3
تعدّ الدبابات الإسرائيلية ميركافا 2 وميركافا 3 من الدبابات الثقيلة، حيث يصل وزنها إلى 65 طناً، ولا تستفيد الأجيال القديمة من الجيل الثاني من التطوير الذي طرأ على محرك الجيل الثالث والرابع، ورفع قدرته من 900 إلى 1200 حصان لتأمين رشاقة أكبر للدبابة.
وبينما كانت تصنّف الدبابتان من الأكثر تحصيناً في العالم، أثبتت الحرب الأخيرة مع لبنان قدرة الصواريخ الروسية من نوع كورنيت التي امتلكتها المقاومة اللبنانية، حتى بالأجيال القديمة منها، على اختراقها بسهولة، في ما عرف بـ”مجزرة الدبابات” الإسرائيلية في وادي الحجير جنوبي لبنان.
وتمتلك ميركافا 2 مدفعاً أساسياً من عيار 105 ملم، بينما تمتلك الميركافا 3 مدفعاً من عيار 120 ملم، وتمّ إيقاف صنع الأولى عام 1989، بينما أوقف صنع الأخيرة عام 2002 عندما بدأ تسليم دبابات ميركافا 4 إلى الاحتلال.
ومن الممكن أن تكون الدبابات متجهة إلى دول أوروبية قدّمت دباباتها إلى أوكرانيا، أو أنّ هذه الدول التي اشترتها تنوي إعادة إرسالها إلى أوكرانيا للمشاركة في المعركة الدائرة، ما سيشكّل أوّل مساعدة عسكرية إسرائيلية علنية إلى كييف في الحرب ضد روسيا، وهو ما كانت حكومة الاحتلال وقيادته العسكرية تتجنب الإفصاح عنه تجنباً لتوتير العلاقة مع موسكو.