الاحتلال يُحاوِل “أسرلة” مدارس القدس المحتلة: توظيف لغة العدوّ يهدِف لسلخ القُدس عن سياقها الثقافيّ العربيّ وخلق مفاهيم (تطبيعيّة) (تعايشيّة) بين المُستَعمِر والمُستَعمَر
![الاحتلال يُحاوِل “أسرلة” مدارس القدس المحتلة: توظيف لغة العدوّ يهدِف لسلخ القُدس عن سياقها الثقافيّ العربيّ وخلق مفاهيم (تطبيعيّة) (تعايشيّة) بين المُستَعمِر والمُستَعمَر](https://alentesharnewspaper.com/wp-content/uploads/2023/06/2023-06-02_06-27-25_305254.jpg)
الإنتشار العربي :استنكرت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) بشدّة قيام إدارة مدرسة الأفق – بيت حنينا بتصميم رقصة لطالباتها الفلسطينيات المقدسيات على أنغام أغنية عبرية، وطالبت بإقالة مدير/ة المدرسة وكل شخص آخر يثبت توّرطه/ا فيما حصل.
وجاء في بيانً أصدرته اللجنة، وتلقّت (رأي اليوم) نُسخةً منه، أنّه “بالنظر إلى سياق المدارس في القدس المحتلة، أكّدت اللجنة على تعاظم أهمية وقوف أهالي الطلبة عند مسؤلياتهم/نّ في زرع المفاهيم الوطنيّة الرافضة لكلّ أشكال التعايش والتطبيع مع المُحتلّ، ودعم كل الأصوات التي تطالب بمحاسبة المتورّطين في هذا التطبيع والتماهي مع سياسة كي وعي أطفالنا بالتسليم بأبدية الاستعمار الصهيوني لفلسطين”.
وتابعت اللجنة، في بيانها إنّه “لا يُمكن فهم توظيف لغة العدوّ في فقرة فنية للأطفال في القدس المحتلّة إلّا ضمن سياق محاولات “أسرلة” القُدس وسلخها عن سياقها الثقافي العربي (بمكوناته المتعددة)، وضمن مسيرة طويلة من محاولات فرض التطبيع بين المقدسيين عامة وفي المدارس بشكل خاص”.
وتابع البيان قائلاً: “إنّ هذا التطبيع يهدف إلى تصوير العدو الإسرائيلي ككيان طبيعي يمكن لنا استخدام لغته في الحيّز العام بشكل اختياري، بغض النظر عن كونها لغة العدو الذي يستمرّ في تدمير القدس بتاريخها وتدنيس مقدساتها الإسلامية والمسيحية وتهجير أهلها ومحاولة استعمار عقول أبنائها وبناتها”.
وشدّدّ بيان حركة المقاطعة على أنّ “معايير مناهضة التطبيع المتوافق عليها في المجتمع الفلسطيني، في تحليلها للعلاقة مع الاحتلال ومؤسساته وهيئاته ولغته، تميّز بوضوح بين العلاقة القسرية/الاضطرارية من جهة، أي الضرورية من أجل تعزيز الصمود، والعلاقة الطوعية من جهة أخرى، وهي تطبيعية بالضرورة”.
وأوضح أيضًا أنّه “إنْ كان تعلّم اللغة العبرية من قبل أهلنا في القدس المحتلة، من قبيل معرفة العدوّ أوْ لاستخدامها في مجال تلقي الخدمات الأساسية التي لا غنى عنها (الاجتماعية والصحية والتعليمية وغيرها)، هي ضرورة في ظل نظام الاستعمار-الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي الجاثم على صدورنا، فلا يمكن اعتبار استخدام لغة العدو في الرقص والغناء والترفيه والمخاطبة بيننا، أوْ استخدام العَلَم الإسرائيلي كما جرى في مدرسة (راهبات الوردية) منذ أيام، إلّا كتطبيع وتماهٍ مع مشروع “الأسرلة” الاستعماري”.
وشدّدّ البيان على أنّه “في الوقت الذي تتعرض فيه الثقافة الوطنية والمناهج الفلسطينية لهجمة شرسة من العدو الإسرائيلي وحلفائه في الحكومة الأمريكية والاتحاد الأوروبي المعادي لشعبنا، وتكرّس بلدية الاحتلال ومراكزها الجماهيرية وبرامج “التمكين” و”التطوير” الغربية الميزانيات الضخمة من أجل تطوير أدوات ناعمة في محاولة يائسة لاحتلال عقول الشباب المقدسي، يصبح الوقوف في وجه المتورطين في التطبيع وفي تشويه نضال شعبنا الفلسطيني وإنجازات المقدسيين الوطنية ضرورةً ملحة أكثر من أي وقت مضى”.
وتابع البيان قائلاً “إنّ التمويل الإسرائيلي لبعض مدارس القدس المحتلة، وهو بكافة أشكاله تمويل مشروط بالضرورة، لا يعمل إلّا على سلخ الشباب الفلسطيني عن تاريخه وحضارته وحرفه عن قِيَمه الوطنيّة، ويحاول جاهدًا فرض شروط من شأنها خلق مفاهيم تطبيعيّة “تعايشيّة” بين المُستَعمِر والمُستَعمَر”.
وخلُص البيان إلى القول : “تقف اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة مع أهالينا ومع كافة الأطر الشعبية والوطنية التي تتصدّى بحزم للتطبيع المنفلت من عقاله في القدس، فمعركة مناهضة التطبيع، بأشكاله، والصراع ضد “الأسرلة” هما رافدان ضروريان من روافد كفاحنا من أجل حقوق شعبنا، وعلى رأسها تقرير المصير وعودة اللاجئين والتحرر الوطني”، على حدّ تعبير البيان.