في تحوّل كبير في الدعم الغربي لكييف.. بايدن يفتح الطريق أمام تسليم مقاتلات “اف-16” لأوكرانيا من جانب دول أخرى
الإنتشار العربي : في تحوّل كبير في الدعم الغربي لكييف، أبدى الرئيس الأميركي جو بايدن استعدادا للسماح لدول أخرى بتزويد أوكرانيا مقاتلات تطالب بها بشدّة، من نوع أف-16 أميركيّة، في قرار وصفه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنّه “تاريخي”.
ويلتقي زيلينسكي نظيره الأميركي “في الأيام المقبلة” خلال قمّة مجموعة السبع في هيروشيما، وفق ما أعلن مدير مكتبه الجمعة.
وقال أندريه يرماك إنّ الرئيسين سيبحثان في سلسلة مواضيع بينها التحالف الدولي لتسليم مقاتلات والذي بفضله ستتمكّن أوكرانيا “في وقت قريب جدا من الحصول على كلّ ما تحتاجه لحماية أجوائنا ومدننا ومواطنينا”.
يأتي ذلك فيما تستعدّ القوات الأوكرانيّة لهجوم الربيع الذي طال انتظاره.
وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إنّ بايدن الذي يشارك في قمّة مجموعة السبع في اليابان، أكّد لمحاوريه “دعمه مبادرة مشتركة تهدف إلى تدريب طيّارين أوكرانيّين على طائرات مقاتلة من الجيل الرابع بما يشمل مقاتلات أف-16”.
يواجه بايدن الذي يدير الردّ الغربي في مواجهة روسيا، ضغطا متزايدا للسماح بإرسال مقاتلات أميركيّة “لوكهيد مارتن” إلى أوكرانيا ليس من طرف الولايات المتحدة وإنّما من جانب دول أخرى تملكها.
ويخضع تسليم هذه الطائرات عبر دولة أخرى لموافقة مسبقة من واشنطن وتحديدا لإذن من وزارة الخارجيّة، حرصا على حماية التكنولوجيا العسكريّة الأميركيّة.
وقال المسؤول “خلال الفترة التي سيجري فيها التدريب في الأشهر المقبل، سيقرّر تحالف الدول المشاركة في هذا الجهد موعد تقديم طائرات وعددها ومن سيُقدّمها”.
تُشكّل هذه الصيغة التي تتضمّن كلمة “موعد” وليس “إذا” كانت ستُسلّم، الإشارة الأقوى حتّى الآن من جانب الولايات المتحدة لتسليم هذه الطائرات التي تُطالب بها كييف بشدّة.
ولاقى الإعلان الأميركي ترحيبا سريعا من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ونظيره البلجيكي ألكسندر دو كرو ووزيرة الدفاع الهولنديّة كايسا اولونغرين.
كذلك، أعلنت الدنمارك أنها ستدرّب طيّارين أوكرانيّين على طائرات أف-16.
وأكد زيلينسكي أنّ هذا الأمر “سيساعد إلى حدّ كبير سلاح الجوّ” لدينا، واصفا الإعلان الأميركي بأنّه “تاريخي”.
– “تحالف دولي”-
يطالب زيلينسكي منذ أشهر حلفاءه الغربيّين بتزويده طائرات تتيح للجيش الأوكراني ضرب القوّات الروسيّة بالعمق، لكن من دون أن يشكّل ذلك حلا سحريا للنزاع.
وأوضح المسؤول الكبير أنّ “التدريب سيحصل خارج أوكرانيا في مواقع بأوروبا وسيستمر أشهرا”، آملا في أن “يبدأ هذا التدريب في الأسابيع المقبلة”.
ورحّب سوناك الجمعة بالإعلان الأميركي، قائلا إن “بريطانيا ستعمل مع الولايات المتحدة وهولندا وبلجيكا والدنمارك لتقديم الدعم الجوّي الذي تحتاجه أوكرانيا”، واصفا الدعم الأميركي لهذه المبادرة المتعدّدة بأنه “موضع ترحيب”.
ودعت بريطانيا الثلاثاء إلى “تحالف دولي” يهدف الى تزويد الجيش الأوكراني طائرات قتالية.
اما بولندا التي تملك طائرات أف-16 فقد سبق أن أعلنت انها ستكون مستعدة لتزويد اوكرانيا بها وكذلك فعلت هولندا التي على غرار عدد من دول حلف شمال الأطلسي، استبدلت أسطولها من طائرات اف-16 بالنسخة الأحدث وهي اف-35.
حاليا، من غير الوارد أن تتّخذ الولايات المتحدة بنفسها هذا القرار، لكنّ السماح لدول أخرى بفعل ذلك يُشكّل في ذاته منعطفا كبيرا في الرد الغربي على الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في شباط/فبراير 2022.
وواصل البيت الأبيض تكييف موقفه منذ بدء الحرب. وهكذا سمح في الآونة الأخيرة بإرسال دبابات أميركية الى أوكرانيا وهو ما كان لفترة طويلة من المحرّمات في واشنطن.