صبيحة يوم العيد.. الاشتباكات تتجدد والرعب يعود لشوارع السودان وارتفاع أعداد الضحايا الى 400 قتيل والاف الجرحى.. البرهان مُصمم على النصر وقوات الدعم السريع توافق على هدنة 72ساعة وترفض سلوك الجيش

 صبيحة يوم العيد.. الاشتباكات تتجدد والرعب يعود لشوارع السودان وارتفاع أعداد الضحايا الى 400 قتيل والاف الجرحى.. البرهان مُصمم على النصر وقوات الدعم السريع توافق على هدنة 72ساعة وترفض سلوك الجيش

الإنتشار العربي : أدت الاشتباكات التي اندلعت في منتصف نيسان/أبريل في السودان إلى سقوط أكثر من 400 قتيل وأكثر من 3500 جريح، كما ذكرت منظمة الصحة العالمية الجمعة.
وقالت مارغريت هاريس المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحافي دوري في جنيف “قتل 413 شخصا وأصيب 3551 بجروح”.
من جانبه قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) جيمس إلدر الذي شارك في المؤتمر الصحافي إن “تسعة أطفال على الأقل قتلوا في المعارك وأصيب أكثر من خمسين طفلاً” بجروح.
واضاف “للأسف نعرف أنه طالما استمرت المعارك سيواصل الأطفال دفع الثمن”.
وقال إن الرعاية الأساسية التي كانت تقدم قبل الاشتباكات لنحو خمسين ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد “توقفت”، مشيرا إلى أن “حياة هؤلاء الأطفال مهددة”.
وبسبب القتال، أصبح عدد كبير من العائلات عالقة مع كميات قليلة أو معدومة من الماء والطعام والأدوية والكهرباء.
ويعاني السودان من أحد أعلى معدلات سوء التغذية بين الأطفال في العالم. وقبل الاشتباكات الأخيرة كان أكثر من 600 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد حسب اليونيسف.
وقال إلدر إن القتال يهدد أيضا سلسلة التبريد في البلاد “بما في ذلك أكثر من 40 مليون دولار من اللقاحات والأنسولين بسبب انقطاع التيار الكهربائي واستحالة تزويد المولدات بالوقود”.
كما تلقت اليونيسف تقارير عن أطفال لاجئين في المدارس والمراكز الصحية مع احتدام القتال في محيطهم وإخلاء مستشفيات الأطفال مع اقتراب القصف.
وتقول وكالة الأمم المتحدة إن المستشفيات والمراكز الصحية وغيرها من البنى التحتية الأساسية تضررت أو دمرت.
حتى قبل تصاعد العنف في السودان، كانت الاحتياجات الإنسانية للأطفال السودانيين مرتفعة للغاية إذ يعيش ثلاثة أرباعهم في فقر مدقع، حسب تقديرات اليونيسف.
وهناك سبعة ملايين طفل خارج المدرسة.
وأكد إلدر أن “المساعدات الإنسانية ضرورية بالطبع لكن اليونيسف وشركاءها لا يمكنهم تقديم هذا الدعم إذا لم يتم ضمان سلامة الموظفين”.
واستقبل السودانيون بعدد من أحياء الخرطوم وأم درمان وبحري، أول أيام عيد الفطر المبارك، وسط دوي الانفجارات، وقذائف الطائرات وأصوات الرصاص، التي حبست معظمهم داخل منازلهم، وحالت دون خروجهم لأداء صلاة العيد.
وتحولت الميادين التي كانت تعج بالمصلين، في تلك المناطق خلال الأعياد الماضية، إلى ساحة أشباح، واختفت أصوات المصلين المهلهلة بالتكبير، والتي كانت تشق عنان السماء، وخلت الشوارع من المارة تماما، وحبست الأسر في المنازل.
وقالت مواطنة سودانية تدعى صالحة سعيد، المقيمة بمنطقة الصحافة جنوب الخرطوم، لوكالة الأنباء الألمانية ( د .ب. أ )، “منذ منتصف ليلة العيد لم نهنأ بالراحة والنوم ، فالقصف لا زال مستمرا ومنازلنا تهتز من كل جانب، فبعد كل دقيقة، نسمع دوي انفجارات عالية حتى صباح العيد، ما ارعبنا وارعب أطفالنا اللذين سرق قائدي الجيش السوداني والدعم السريع فرحتهم بالعيد”.
وتضيف “هذا العيد لم نخبز ولم نقم بشراء الملابس الجديدة، ولم نخرج لصلاة العيد أو معايدة الجيران، فالعيد تحول لحزن عميق وخوف وهلع “.
كما قالت مواطنة سودانية أخرى تدعى رانيا علي، من حي جبره بالخرطوم، لـ ( د .ب .أ ) “لم يكفيهم سرقة فرحتنا بالعيد بل جعلونا نقصر في شرائعنا الإسلامية فلم نستطع إخراج زكاة الفطر”.
وأضافت ” ليس لدينا عيد فاليوم عادي تحت أصوات القصف، وكل ما يشغلنا في ظل الحبس الإجباري بالمنازل اننا سنواجه بعد أيام شبح الجوع فقد نفد ماعندنا من طعام “.
ولم يكن حال صالحة ورانيا أفضل من حال مواطن سوداني آخر يدعي محمد محمد يعيش بحي الخرطوم، والذي قال “منذ اندلاع الاحداث السبت الماضي، لم نخرج من منازلنا وندير حياتنا من تحت السراير، فلم تهدأ منطقتنا من أصوات الرصاص ودرب الانفجارات التي تضرر منها عدد من المنازل حولنا وفقد البعض أرواحهم واصيب آخرون ،وأضاف ” للأسف العيد لم يطرق بابنا حتى الآن”.
ولكن الحال ببعض المناطق الطرفية بمدن الخرطوم وبحري وأم درمان، كان مختلفا تماما، فالحياة هناك طبيعية، فقد خرج المصلون صباحا إلى ساحات الأحياء لأداء صلاة العيد وتبادل التهاني، برغم ما يعتصرهم من ألم لما يمر به بلادهم.
يُذكر أن قوات الدعم السريع، أعلنت الموافقة على هدنة لوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة ايام اعتبارا من السادسة من مساء الجمعة، بناء على تفاهمات دولية واقليمية، بينما لم يصدر عن الجيش السوداني ما يفيد بالشأن الهدنة.
بدوره أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في وقت مبكر من اليوم الجمعة على أن بلاده ستتجاوز هذه المحنة وتخرج منها أكثر وحدة.
وقال البرهان في كلمة للشعب السوداني فجر اليوم بمناسبة حلول عيد الفطر- تم بثه عبر التلفزيون الوطني- “أنا على ثقة أننا سنتجاوز هذه المحنة ونخرج منها أكثر وحدة وقوة وتماسك ويزداد هتافنا قوة ..جيش واحد.. شعب واحد”.
وتابع أنه على ثقة من تجاوز هذه المحنة بالحكمة والقوة بما يمكننا من الانتقال للحكم المدني.
وأعرب عن ترحمه على شهداء بلاده متمنيا الشفاء للجرحى.
ومنذ 15 أبريل/ نيسان، يشهد السودان اشتباكات بين الجيش و”قوات الدعم السريع” في الخرطوم ومدن أخرى، وتبادل الطرفان اتهامات ببدء كل منهما هجوما على مقار تابعة للآخر بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلا منهما.
وكانت “الدعم السريع” قد تشكلت عام 2013 لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المتمردة بإقليم دارفور، ثم تولت مهام منها مكافحة الهجرة غير النظامية وحفظ الأمن، قبل أن يصفها الجيش بأنها “متمردة” عقب اندلاع الاشتباكات.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *