وزير الدفاع الأميركي يؤكد أن الدعم الدولي لأوكرانيا “قوي وراسخ” ويعلن تقديم بلاده مساعدات لكييف بأكثر من 35 مليار دولار والأمين العام لحلف شمال الأطلسي يحض على مساعدة كييف على الانضمام لـ”الناتو”.. الكرملين يعلق

الإنتشار العربي : أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الجمعة أن الدعم الدولي لأوكرانيا ما زال “قويا وراسخا” بعد أكثر من عام على الغزو الروسي.
وقال أوستن في اجتماع لداعمي كييف في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا إن “دعمنا لقوى الحرية في أوكرانيا ما زال قويا وراسخا”.
وذكر بأن اجتماع مجموعة الاتصال بشأن أوكرانيا الخاصة بالدفاع “سيركّز على ثلاث قضايا رئيسية: الدفاع الجوي والذخيرة وعناصر الدعم”، مشيرا إلى الدعم اللوجستي وغير ذلك مما يسمح بعمل الوحدات العسكرية.
وقال إن أعضاء مجموعة الاتصال قدّموا مساعدات أمنية لأوكرانيا تتجاوز قيمتها 55 مليار دولار، جاء أكثر من 35 مليار دولار منها من الولايات المتحدة.
وتابع “نرفض رؤية (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين القاتمة لعالم يتيح للطغاة مهاجمة جيرانهم المسالمين”، مضيفا “سنضمن معا امتلاك أوكرانيا ما تحتاجه للعيش بحرية”.
وقال أوستن إن بلاده قدمت مساعدات عسكرية لأوكرانيا تزيد قيمتها عن 35 مليار دولار منذ بداية الحرب الروسية عليها.
وقال أوستن اليوم الجمعة في مستهل اجتماع مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا في قاعدة رامشتاين الجوية الأمريكية بولاية راينلاند-بفالتس الألمانية إن الشركاء يعتزمون التحدث عن الدفاع الجوي والذخيرة خلال اجتماعهم الرابع.
وأضاف: “أوكرانيا بحاجة ماسة إلى مساعدتنا لحماية مواطنيها وبنيتها التحتية وقواتها من تهديدات الصواريخ الروسية”، مؤكدا مواصلة الدعم لأوكرانيا طالما كان ذلك ضروريا.
وذكر أوستن أن جهود الشركاء من أجل أوكرانيا أحدثت فرقا كبيرا في ساحة المعركة، حيث أوضحت مدى خطأ حسابات الكرملين.
وبدأت روسيا غزوها لأوكرانيا منذ أكثر من عام.
وكانت مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا قد اجتمعت من قبل ثلاث مرات في رامشتاين. ومن المتوقع أن يحضر الاجتماع الرابع ممثلون عن دول لا تنتمي إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ومن جهته صرح المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، دميتري بيسكوف، اليوم الجمعة، بأن الناتو يُظهر طبيعة عدوانية، مؤكدًا على أن أفعال الناتو تُثبت صحة قرار روسيا حول البدء بالعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وقال بيسكوف للصحفيين: “يواصل الناتو إظهار جوهره العدواني، الذي تحدثنا عنه من قبل، حتى قبل بدء العملية العسكرية الخاصة. من الواضح أن الناتو يواصل مسيرته نحو استيعاب أوكرانيا وجذبها إلى الحلف”.
وأشار بيسكوف إلى أن الرئيس الروسي، (بوتين) تحدث أيضاً، عن هذا التهديد المحتمل قبل وقت طويل من بدء العملية العسكرية الخاصة.
وأضاف بيسكوف: “كل هذا يوضح مرة أخرى، على الأقل، لكل من يفكر قليلاً برأسه، صحة قرار الرئيس ببدء هذه العملية. انطلاقا من مصالح روسيا وضرورة ضمان أمنها. نحن نتعامل مع تكتل عدواني ينظر إلى بلدنا على أنه خصم ويتعدى على أمن بلدنا”.
وأجرى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الذي حضر الاجتماع زيارة إلى العاصمة الأوكرانية الخميس كانت الأولى من نوعها منذ الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022.
واستغل زيلينسكي الفرصة لحضّ حلف شمال الأطلسي (ناتو) على مساعدة كييف على الانضمام إلى التحالف العسكري وتعزيز الدعم العسكري للجيش الأوكراني.
وطلب الرئيس الأوكراني مساعدة الناتو من أجل “تجاوز تحفظ” بعض الدول الأعضاء على تقديم صواريخ بعيدة المدى وطائرات حربية حديثة ومدرّعات.
وأرسلت دول منضوية في الناتو عددا من المقاتلات العائدة إلى الحقبة السوفياتية إلى أوكرانيا، لكنها لم تقدّم أي تعهّدات بإرسال طائرات حديثة مثل تلك من طراز “إف-16” التي صممتها الولايات المتحدة رغم طلب أوكرانيا لها بشكل متكرر.
ويتردد داعمو أوكرانيا في الغرب أيضا في إرسال صواريخ بعيدة المدى نظرا للمخاوف من إمكانية استخدامها لضرب أهداف داخل روسيا.
– دفاع جوي –
خلال الزيارة، أفاد ستولتنبرغ بأن الاجتماع في رامشتين سيركّز على إيصال مزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، مع التأكيد على أهمية تقديم المزيد من الذخيرة وتحسين عمليات الصيانة دعما لكييف.
وفي وقت سابق من الأسبوع، أفادت أوكرانيا بأنها تلقت أول شحنة من أنظمة الدفاع الجوي الأميركية من طراز “باتريوت”.
وسلّمت ألمانيا أيضا بطارية باتريوت إلى أوكرانيا وتعهّدت تقديم نظام مضاد للصواريخ الجوية من طراز “أيريس-تي”.
تعد هذه المعدات ضمن أبرز مطالب كييف من الحلفاء الغربيين في وقت تسعى للدفاع عن نفسها في وجه الهجمات الصاروخية الروسية والتصدي لغزو موسكو.
وفي منطقة لوغانسك شرقا، شاهدت فرانس برس مجموعة من العسكريين يستخدمون مدفعية مقدّمة من بريطانيا. فعلى بعد بضع كيلومترات عن المواقع الروسية، أطلقوا القذائف من المدفعية التي تم تثبيتها بالأرض.
وبينما حمّل جندي قذائف في المدفعية بريطانية الصنع من مخزن قريب، أدخل آخرون الإحداثيات وقاموا بحشو الفوهة قبل صدور الأمر النهائي بإطلاق النار.
وقال الجندي الأوكراني البالغ 40 عاما من بلدة بخموت بوغدان “هناك الأهداف المخطط لها التي نعمل عليها. يبدو بعضها بشكل غير متوقع مثلا وكأنها تصد هجوما عندما يتقدّم الجيش”.
وأضاف “يستخدم الجيش بضع مركبات عسكرية. يتقدّم سلاح المشاة، وهو ما يملك العدو الكثير منه”.
– مسعى الانضمام إلى الناتو –
خلال زيارته إلى كييف، قال ستولتنبرغ إن الناتو سيسعى “لضمان تغلّب أوكرانيا” على روسيا. وأضاف “يقف الناتو مع أوكرانيا اليوم وغدا ومهما استدعى الأمر”.
تفيد أوكرانيا بأن الغزو الروسي أعطى مبررا إضافيا لحملتها الرامية للانضمام إلى الحلف، معربة عن خيبة أملها حيال عدم تقديم الغرب ضمانات أو جدول زمني لها من أجل العضوية في نهاية المطاف.
وقال زيلينسكي إن قمة الناتو في تموز/يوليو “قد تصبح تاريخية” إذا تلقّت أوكرانيا دعوة رسمية للانضمام.
وأكد في مؤتمر صحافي مع ستولتنبرغ أن “الوقت حان لاتّخاذ القرار المناسب”.
وأشار إلى أن “غالبية الناس في بلدان الناتو ومعظم الأوكرانيين يدعمون انضمام بلدنا إلى الحلف”.
وبينما لم يشر ستولتنبرغ إلى أي احتمالات فورية بشأن انضمام أوكرانيا للحلف، إلا أن المسألة ستحتل “أولوية على أجندة” قمة تموز/يوليو المرتقبة في فيلنيوس.
وقال “دعوني أتحدث بوضوح: مكان أوكرانيا الصحيح هو داخل العائلة الأوروبية الأطلسية. مكان أوكرانيا الصحيح هو في الناتو”.
وتابع “مع الوقت، سيساعدكم دعمنا في جعل ذلك ممكنا”.
وتفيد موسكو بأنها ترى في مسعى أوكرانيا للانضمام إلى الناتو تهديدا وجوديا.
وتعتقد روسيا أيضا بأن إيصال الناتو مساعدات عسكرية إلى كييف هو دليل على أن الولايات المتحدة تشن حربا بالوكالة في أوكرانيا.