إطلاق نار يفسد هدنة وافق عليها طرفا الصراع في السودان لمدة 24 ساعة.. لا خطط امريكية في الوقت الحالي لعمليات إجلاء مواطنيها من السودان

 إطلاق نار يفسد هدنة وافق عليها طرفا الصراع في السودان لمدة 24 ساعة.. لا خطط امريكية في الوقت الحالي لعمليات إجلاء مواطنيها من السودان

الإنتشار العربي :أفسد إطلاق كثيف للنيران هدنة لمدة 24 ساعة في السودان بعد قليل من بدء سريانها تحت وطأة ضغوط أمريكية على الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية لوقف القتال الذي تسبب في أزمة إنسانية.
وقال البيت الأبيض اليوم الثلاثاء إنه لا توجد خطط في الوقت الحالي لعمليات إجلاء من السودان برعاية الحكومة الأمريكية وذلك في الوقت الذي تواصل فيه إطلاق النار بكثافة في العاصمة السودانية رغم بدء سريان هدنة.
وقالت المتحدثة كارين جان بيير للصحفيين إنه يتعين على الأمريكيين الموجودين في السودان التحصن بمكان آمن.
وتردد دوي إطلاق كثيف للنيران في خلفية بث مباشر لقنوات تلفزيونية عربية من الخرطوم بعد دقائق من السادسة مساء بالتوقيت المحلي (1600 بتوقيت جرينتش)، وهو التوقيت المتفق عليه لبدء سريان وقف إطلاق النار.
وكانت الطائرات الحربية تحلق في سماء الخرطوم وأفاد العديد من الشهود أن قوة برية كبيرة تابعة للجيش دخلت المدينة من الشرق.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة في إفادة صحفية في نيويورك “لم نتلق أي مؤشرات هنا على توقف القتال”.
وعرقل الصراع، الذي اندلع بين قائد الجيش وقائد قوات الدعم السريع قبل أربعة أيام، خطة مدعومة دولية للانتقال نحو حكم مدني بعد أربعة أعوام على الإطاحة بنظام الحكم الاستبدادي لعمر البشير في أعقاب احتجاجات شعبية وبعد عامين على انقلاب عسكري.
وقالت الأمم المتحدة إن الصراع تسبب في كارثة إنسانية من بين جوانبها الانهيار الوشيك للنظام الصحي في البلاد. وأسفرت المواجهات عن مقتل ما لا يقل عن 185 شخصا في أنحاء البلاد.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن متحدثا في اليابان اليوم الثلاثاء إنه اتصل هاتفيا بكل من القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف أيضا باسم حميدتي، ودعاهما إلى وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة “للسماح للسودانيين (المدنيين) بالعودة الآمنة إلى أسرهم” وتوفير فرصة لهم لالتقاط الأنفاس.
وقال الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، أحد قادة الجيش والعضو في مجلس السيادة الحاكم، لقناة العربية إن وقف إطلاق النار الذي بدأ رسميا في السادسة مساء بالتوقيت المحلي (1600 بتوقيت جرينتش) لن يتجاوز مدة الأربع والعشرين ساعة المتفق عليها.
وقال مراسل لرويترز في الخرطوم إنه سمع دوي نيران دبابات بعد الموعد المقرر لبدء سريان وقف إطلاق النار.
ولم يتضح مصدر إطلاق النار، لكن قوات الدعم السريع أصدرت بيانا على فيسبوك بعد قليل من بدء سريان الهدنة اتهمت فيه الجيش بانتهاك وقف إطلاق النار.
وقال أحد السكان لرويترز إنه سمع دوي ضربة جوية في أم درمان الواقعة على الضفة الأخرى لنيل الخرطوم.
وبدا أن القتال كان يهدأ مع اقتراب موعد وقف إطلاق النار الذي يتزامن مع موعد الإفطار اليومي خلال شهر رمضان.

  • طائرات حربية وانفجارات
    سُمع دوي إطلاق نار في أنحاء الخرطوم في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء مصحوبا بأصوات طائرات حربية وانفجارات. وأفاد سكان في مدينتي أم درمان وبحري المجاورتين للعاصمة بوقوع ضربات جوية هزت المباني وإطلاق نيران مضادة للطائرات. وقالت الأمم المتحدة إن القتال اندلع أيضا في غرب البلاد.
    وفي مقطع مصور تحققت منه رويترز، ظهر مقاتلون من قوات الدعم السريع داخل قسم من مقر قيادة الجيش في الخرطوم. وقال مراسل لرويترز في العاصمة إن المقاتلين لم يسيطروا على ما يبدو على الموقع المترامي الأطراف.
    ويرأس البرهان مجلس السيادة الحاكم الذي جرى تشكيله بعد عزل البشير عام 2019 وأعيد تشكيله بعد انقلاب عسكري عام 2021، بينما يشغل حميدتي منصب نائب رئيس المجلس.
    وأعاق صراعهما على السلطة الخطة المنظمة لعملية الانتقال إلى الحكم المدني بعد عقود من الاستبداد وسيطرة الجيش على الدولة التي تقع على مفترق طرق استراتيجي بين مصر والسعودية وإثيوبيا ومنطقة الساحل الأفريقي المضطربة.
    وما لم يتم السيطرة على العنف، فإنه يخاطر أيضا باجتذاب جهات فاعلة من الجوار السوداني تدعم فصائل مختلفة، ويمكن أن تلعب دورا في التنافس على النفوذ الإقليمي بين روسيا والولايات المتحدة.
  • تقارير عن اعتداءات جنسية
    وهاجم مقاتلون عمال إغاثة ومستشفيات ودبلوماسيين، بما في ذلك سفير تابع للاتحاد الأوروبي تعرض لاعتداء في مقر إقامته.
    وقال مارتن جريفيث مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إن استهداف موظفي المساعدات الإغاثية والمنشآت الخاصة بعمليات الإغاثة في السودان لا يزال مستمرا، مضيفا أن الأمم المتحدة تتلقى تقارير عن تعرض موظفي الإغاثة لهجمات واعتداءات جنسية.
    وقال في منشور على تويتر “هذا غير مقبول ويجب أن يتوقف”، مضيفا أن مكتب الأمم المتحدة للمساعدات في جنوب دارفور تعرض للنهب أمس الاثنين.
    وقُتل ثلاثة من موظفي برنامج الأغذية العالمي في القتال يوم السبت وأصيبت طائرة تابعة للأمم المتحدة في تبادل لإطلاق النار بمطار الخرطوم الدولي.
    وقال بلينكن إن موكبا أمريكيا تعرض لهجوم على الرغم من أن المركبات كانت تحمل لوحات دبلوماسية وترفع الأعلام الأمريكية. وأضاف أن التقارير الأولية تشير إلى أن الهجوم الذي وقع أمس الاثنين شنته فيما يبدو عناصر مرتبطة بقوات الدعم السريع، واصفا الحادث بأنه “طائش”. وقال إن جميع الأمريكيين في الموكب لم يصابوا بأذى في الحادث.
    وقال حميدتي عقب المكالمة مع بلينكن إن قواته وافقت على “هدنة 24 ساعة لضمان المرور الآمن للمدنيين وإجلاء الجرحى”.
  • وأضاف حميدتي على تويتر أنه ناقش مع بلينكن عبر الهاتف “القضايا الملحة” وأن من المقرر إجراء مزيد من المحادثات. وقال إن قوات الدعم السريع أصدرت بيانا قالت فيه إنها تخوض معركة مستمرة لاستعادة “حقوق شعبنا” فيما تطلق عليه ثورة جديدة.
  • ولم يلتزم الطرفان تماما بوقف سابق لإطلاق النار وافقا عليه لبضع ساعات يوم الأحد. وأصبحت القدرة على التحرك في الخرطوم شبه مستحيلة بسبب القصف المدفعي والضربات الجوية والقتال في الشوارع، واضطر السكان المحليين والأجانب إلى البقاء في منازلهم.
  • وتعرض المطار الدولي الرئيسي للهجوم، مما تسبب في وقف الرحلات الجوية التجارية.
  • وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إن تقديم خدمات إنسانية في أنحاء العاصمة يكاد يكون مستحيلا. وحذر من أن النظام الصحي في السودان معرض لخطر الانهيار.
  • واندلع القتال في مطلع الأسبوع عقب تصاعد التوتر حول خطة لدمج قوات الدعم السريع في الجيش.
  • وأدى الخلاف حول الجدول الزمني لعملية الدمج إلى تأجيل مراسم كانت مقررة في وقت سابق هذا الشهر لتوقيع اتفاق إطاري ينظم عملية الانتقال إلى الحكم المدني.
  • واتسعت دائرة القتال لتشمل عدة مناطق بالبلاد منذ يوم السبت. بما في ذلك منطقة دارفور الصحراوية الواقعة في غرب البلاد والمتاخمة لتشاد، والتي عانت منذ عام 2003 من حرب أسفرت عن مقتل ما يصل إلى 300 ألف وتشريد 2.7 مليون.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *