أوكرانيا ليست في طريقها إلى تحقيق النصر مع تعثر واضح لمحاولات الرئيس الأوكراني زيلينسكي لاستعادة ما خسرته بلاده في الحرب.. الأطلسي يجتمع من جديد لبحث الموقف.. هجوم الربيع الامل الأخير قبل الانهيار

 أوكرانيا ليست في طريقها إلى تحقيق النصر مع تعثر واضح لمحاولات الرئيس الأوكراني زيلينسكي لاستعادة ما خسرته بلاده في الحرب.. الأطلسي يجتمع من جديد لبحث الموقف.. هجوم الربيع الامل الأخير قبل الانهيار

الإنتشار العربي :لم يستطع الجيش الاوكراني تحقيق اختراق بالدفاعات الروسية خلال الشهور الماضية، في الوقت الذي لم يفلح الدعم الغربي المتواصل في تغير قواعد موازين القوى الميدانية . الوضع في “باخموت” يجسد مسار حال الحرب في عموم أوكرانيا . فحسب ما اعلنه مستشار الرئاسة الأوكرانية “سيرغي ليشتشنكو” امس الخميس أن كييف لم تعد تسيطر إلا على ثلث مدينة باخموت شرقي أوكرانيا التي تشهد معارك عنيفة منذ أشهر. بينما تسيطر القوات الروسية على ٧٠ بالمية من المدنية . مع هذا الواقع الميداني في باخموت من الواضح ان القوات الأوكرانية تستعد لتجرع هزيمة مدوية بعد اشهر من محاولات الدفاع عن المدنية بدعم الدول الغربية . ولاجل ذلك يعقد وزراء خارجية دول حلف الناتو اجتماعا جديدا في بروكسل بين الثالث والخامس من أبريل/نيسان المقبل، وهو اجتماع سيشدد فيه على مواصلة الدعم الأميركي لأوكرانيا . لكن ما الذي سوف يفعله الحلف حيال تراجع الجيش الاوكراني .
وبعيدا عن تفاصيل المعارك الفاصلة في باخموت وبشكل عام فان التقارير التي يقوم الاعلام الغربي المسيطر التعتيم عليها تتحدث عن ظهور اعراض الهزيمة للجيش الاوكراني . ومؤشرات التطورات تقول ان أوكرانيا ليست في طريقها إلى تحقيق نصر كامل مع تعثر واضح لمحاولات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لاستعادة ما خسرته بلاده في الحرب .
الاعلام الغربي والمسؤولون في أوكرانيا يروجون لهجوم الربيع باعتباره سيعدل موازن القوى العسكرية ويرد الاعتبار للجيش الاوكراني دون أي إشارة لموعد الهجوم او على أي جبهة سوف يبدأ . وربما يكون هناك تحضيرات فعلية لهذا الهجوم المضاد، الا ان هذا لا يلغي انه قد يكون محاولة أخيرة قبل الانهيار الكبير .
كلام سكوت ريتر، ضابط استخبارات مشاة البحرية الأمريكية المتقاعد الذي احتفت بتصريحاته وسائل الاعلام الروسية بأن أوكرانيا تواجه هزيمة حتمية، يعتمد على تقديرات ومؤشرات عسكرية يحاول الاعلام الغربي عدم التطرق لها.
يضيف ريتر ان كل شيء موجود بالفعل. إن الهزيمة الحاسمة لأوكرانيا أمر لا مفر منه. القوات الأوكرانية لا تستطيع فعل أي شيء لمنع روسيا من تدميرها”.
وحول هجوم الربيع الموعود يقول وزير الخارجية الأوكراني، دميتري كوليبا، بأن فشل الهجوم الذي خططت له القوات المسلحة الأوكرانية سيعزز مواقف مؤيدي التسوية مع روسيا في الغرب.
وقال كوليبا في مقابلة مع صحيفة “فاينانشيال تايمز” الأمريكية: “إنهم (مؤيدو تسوية النزاع مع روسيا من خلال الدبلوماسية) موجودون في كل مكان – في واشنطن، في برلين، في باريس، في لندن. سيحاولون القيام بشيء إبداعي بروح (اتفاقية) مينسك -3”.
ووفقا لكوليبا، إذا تعثر الهجوم الأوكراني، فسيؤثر ذلك على الإمداد الإضافي بالأسلحة الأمريكية والأوروبية. كما أشار إلى أن هناك رواية في الغرب تشكل خطورة على كييف مفادها بأن القوات المسلحة الأوكرانية يجب أن تشن “معركة حاسمة واحدة” تحدد نتيجة الصراع بأكمله، وإلا وجب إيقاف المساعدة العسكرية.
من جانب اخر كشف تقرير مطول نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” عن اختلالات عديدة في صفوف المتطوعين الأميركيين في أوكرانيا، يتعلق بعضها بادعاء خبرة عسكرية لا وجود لها وهدر الموارد ومحاولة التربح من الحرب.
أبرزت “نيويورك تايمز” أن البحث والمقابلات التي أجرتها كشفت عن سلسلة من أعمال الخداع والأخطاء والخلافات بين المقاتلين المتطوعين في أوكرانيا أدت إلى إعاقة حملة التطوع التي بدأت بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في نهاية فبراير/شباط 2022، عندما أطلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نداء يطلب فيه من كل أصدقاء أوكرانيا الذين يرغبون في الانضمام للقتال دفاعا عنها أن يأتوا إلى البلاد، مؤكدا أن أوكرانيا ستمنحهم أسلحة للقيام بذلك.
خلاصة ما سبق يؤكد ان وضع الحرب في أوكرانيا وصل الى مرحلة حرجة، والاسئلة الملحة تدور حول ماذا يمكن للغرب ان يقدم للجيش الاوكراني حتى يتجنب تجرع الهزيمة ؟ والى متى سيبقى قادة الأطلسي رافضين لفكرة التسوية مع روسيا على قاعدة تبديد الهواجس الأمنية والجيوسياسية الروسية .

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *