المعارك تشتد في شرق أوكرانيا وقصف روسي على البنية التحتية وتراجع قوات كييف.. موسكو تُعلن عن مكاسب والأطلسي يُكثف دعمه والتخلص من بوتين شرط برلين لعودة العلاقات.. والاتحاد الأوروبي “على مسار جيد” لفرض عقوبات
![المعارك تشتد في شرق أوكرانيا وقصف روسي على البنية التحتية وتراجع قوات كييف.. موسكو تُعلن عن مكاسب والأطلسي يُكثف دعمه والتخلص من بوتين شرط برلين لعودة العلاقات.. والاتحاد الأوروبي “على مسار جيد” لفرض عقوبات](https://alentesharnewspaper.com/wp-content/uploads/2023/02/2023-02-16_06-31-52_785449.jpg)
الإنتشار العربي :قالت روسيا إن قواتها اخترقت خطين حصينين للدفاعات في شرق أوكرانيا، بينما تعهد حلفاء كييف الغربيون بتكثيف المساعدات العسكرية لتحسين تسليحها بينما تستعد لشن هجوم مضاد.
وبدعم من عشرات الآلاف من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم في ديسمبر كانون الأول، كثفت روسيا هجماتها في جنوب وشرق أوكرانيا في الأسابيع القليلة الماضية، ومن المتوقع على نطاق واسع أن تشن هجوما كبيرا جديدا مع اقتراب الذكرى الأولى لبدء الغزو.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني آنا ماليار “هجوم العدو مستمر في الشرق، بهجمات على مدار الساعة”.
وكتبت على تطبيق المراسلة تيليجرام أمس الأربعاء “الوضع حرج. لكن مقاتلينا لا يسمحون للعدو بتحقيق أهدافه ويلحقون به خسائر فادحة”.
وفي وقت سابق، قالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الأوكرانية تقهقرت في مواجهة العمليات الروسية في منطقة لوجانسك، لكنها لم تذكر تفاصيل. ولم تتمكن رويترز من التحقق من الأمر ولا من تقارير أخرى عن ساحة المعركة.
وذكرت الوزارة على تطبيق تيليجرام “خلال الهجوم… تراجعت القوات الأوكرانية بشكل عشوائي لمسافة تصل إلى ثلاثة كيلومترات من الخطوط التي كانت تشغلها سابقا”.
وأضافت “حتى خط الدفاع الثاني الأكثر تحصينا للعدو لم يصمد أمام تقدم الجيش الروسي”.
ولم تحدد الوزارة في أي جزء من منطقة لوجانسك وقع الهجوم. وتشكل منطقتا لوجانسك ودونيتسك معا دونباس، المركز الصناعي لأوكرانيا الذي تحتله روسيا الآن جزئيا وتسعى للسيطرة عليه كاملا.
وفي كييف، أعلنت الإدارة العسكرية إسقاط ستة مناطيد روسية ربما كانت تحمل معدات استطلاع بعدما دوت صفارات الإنذار من الغارات الجوية.
وقالت الإدارة عبر تطبيق تيليجرام “ربما كان الغرض من إطلاق المناطيد هو رصد وإنهاك دفاعاتنا الجوية”. ولم تعلق روسيا حتى الآن على الأمر.
- هجمات باخموت
الجهد الرئيسي الذي تبذله روسيا حاليا هو هجوم مدفعي وبري على مدينة باخموت في دونيتسك.
وقال المحلل العسكري الأوكراني أوليه جدانوف إن القوات الروسية شنت هجمات على عدة مناطق سكنية، مثل باراسكوفيفكا على الطرق الشمالية إلى باخموت، خلال اليوم الماضي.
وأضاف في مقطع فيديو على موقع يوتيوب أنه تم صد محاولات روسية للتقدم في منطقتين سكنيتين أخريين شمالي باخموت.
وتابع جدانوف “الأوضاع صعبة جدا على قواتنا هناك مع إرسال قوات روسية إلى المنطقة بأعداد كبيرة”.
وقال ماكسيم جورين، المحلل العسكري والقائد السابق، لإذاعة إن.في الأوكرانية إن الروس يهاجمون قريتي أوبيتني وكليشيفكا الواقعتين على الطرق الجنوبية نحو باخموت.
وأضاف أن معارك عنيفة دارت أيضا في كراسنا هورا إلى الشمال من باخموت حيث تكبد الأوكرانيون خسائر.
وقال “يمكن إمداد المدينة وإجلاء الجرحى. ما زال بوسعنا الحفاظ على دفاعنا لمدة طويلة”.
وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في تقريرها المسائي، أن القوات الروسية قصفت أكثر من 15 بلدة وقرية بالقرب من باخموت، وأيضا المدينة نفسها.
ونشر حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو صورا ومقاطع فيديو لمبنى سكني مليء بالركام قال إنه في مدينة بوكروفسك جنوب غربي باخموت، ودُمر مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.
وستمنح السيطرة على باخموت روسيا نقطة انطلاق للزحف نحو مدينتين أكبر هما كراماتورسك وسلوفيانسك، اللتين تقعان أبعد باتجاه الغرب في دونيتسك، مما سيعيد إليها الزخم قبل الذكرى الأولى للغزو في 24 فبراير شباط. - معدات عسكرية
قال حلف شمال الأطلسي إن دوله تكثف إنتاجها من ذخائر المدفعية لأن أوكرانيا تطلق القذائف بأسرع مما يستطيع الحلفاء صنعها.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج للصحفيين بعد اجتماع استمر يومين لوزراء دفاع الحلف في بروكسل “نحتاج إلى تكثيف الجهود أكثر، لأن هناك حاجة كبيرة لتزويد أوكرانيا بالذخيرة”.
وتتلقى كييف مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات، إذ تعهدت الولايات المتحدة بتقديم مساعدات أمنية بأكثر من 27.4 مليار دولار منذ بدء الصراع.
وحث جوزيب بوريل ممثل الاتحاد الأوروبي السامي للشؤون الخارجية الدول على الانضمام إلى ألمانيا في إرسال الدبابات.
وقالت بريطانيا إنها ودول أوروبية أخرى ستقدم معدات عسكرية تشمل قطع غيار للدبابات وذخائر المدفعية عبر صندوق دولي، بحزمة أولية تزيد قيمتها عن 241 مليون دولار.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن أمام أوكرانيا فرصة سانحة لتولي زمام المبادرة و”استغلالها” في ساحة المعركة هذا العام.
وكان مسؤولون أمريكيون كبار قد نصحوا كييف في وقت سابق بتأجيل شن هجوم كبير حتى تصل أحدث إمدادات الأسلحة الأمريكية وتوفير التدريب اللازم.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة ألقاها مساء أمس الأربعاء “علينا التأكد من أنه سيكون هناك شعور حقيقي هذا الربيع بأن أوكرانيا تتجه نحو النصر”.
إلى ذلك قال رئيس مؤتمر ميونخ للأمن كريستوف هويسجن، إن روسيا تحتاج إلى التخلص من الرئيس فلاديمير بوتين قبل أن يتم إحياء العلاقات بين موسكو وألمانيا مرة أخرى.
وأضاف هويسجن، سفير الأمم المتحدة السابق لمجموعة “آر إن دي” الإعلامية الألمانية قبل مؤتمر ميونخ للأمن المقرر أن يبدأ غدا الجمعة: “أستخدم مصطلح التخلص من النزعة البوتينية لأن هذا البلد (روسيا) متحالف تماما مع بوتين”.
وقال هويسجن إن بوتين حاكم يتخذ جميع القرارات.
وكان رئيس مؤتمر ميونخ للأمن أوضح في كتاب نشر مؤخرا أن استئناف العلاقات بين ألمانيا وروسيا “لا يمكن أن يحدث إلا مع حكومة مختلفة في موسكو تعمل على أساس القانون الدولي ومستعدة لتنفيذ شيء في الداخل مثل نزع النازية الذي حدث في ألمانيا (بعد الحرب العالمية الثانية)”.
كما اتهم هويسجن بوتين بش “حملة تضليل مستهدفة” بشكل منهجي فيما يتعلق بغزو روسيا لأوكرانيا، والتي أمر بها الرئيس الروسي الكرملين قبل عام تقريبا.
وأضاف: “من المفترض أن يصدق الناس روايته بأن هناك هجوما من قبل الغرب وأن النازيين يغزون روسيا مرة أخرى”.
ويُعقد مؤتمر ميونخ الدولي للأمن مع اقتراب دخول غزو روسيا الشامل لأوكرانيا عامه الثاني.
من جهتها قالت مصادر دبلوماسية في بروكسل اليوم الخميس إن دول الاتحاد الأوروبي “على مسار جيد” لفرض عقوبات جديدة على روسيا يوم 24 فبراير شباط الذي يتزامن مع مرور عام على بدء هجوم موسكو على أوكرانيا.
وطلبت المصادر عدم ذكر أسمائها بسبب الطبيعة السرية للمحادثات بين ممثلي الدول السبع والعشرين الأعضاء في التكتل في بروكسل أمس الأربعاء حول العقوبات الجديدة المقترحة على تدفقات تجارية تقدر قيمتها بما يعادل 11 مليار يورو (11.8 مليار دولار).
وقال دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي على دراية بالمناقشات “الحزمة يتعين أن تكون جاهزة في وقت مناسب ليوم 24 فبراير، إنها على مسار جيد، لا توجد نقاط خلاف كبرى”.
وقال آخر إن المحادثات “إيجابية نسبيا بشكل عام” مع العمل على بعض المسائل الفنية التي طرحت للعمل عليها على المستوى التقني في الوقت الراهن قبل اجتماع آخر للسفراء قد يعقد يوم الثلاثاء المقبل حول العقوبات المقترحة.