كنعان النشرة الإلكترونية 7 شباط (فبراير) 2023

كنعان النشرة الإلكترونية

السنة الثالثة والعشرون – العدد 66474

7 شباط (فبراير) 2023

في هذا العدد:

لا بكاء بل تحدٍ، “كنعان”

عادل سماره:

  • لا تشاهد وتقرأ الاعلام بلا حذر
  • زلزال عندهم لكن ضدنا!!!!
  • المطلوب: وتفكيك الشبكات الأمنية
  • الكارثة والدرس

فزعة أميركية، ونخوة عربية، وخليفة أوسلوي! عبداللطيف مهنّا

الفلسطيني: ذاكرة جمعية، فوعي، فمقاومة، رشاد أبوشاور

وجهة نظر: في مواجهة الزلزال … سد اتاتورك الاوردوغاني قد يكون المسبب للزلزال الحالي، عصام حجاوي

  • اسقاط الحصار عن سوريا هو الحل
  • تعقيب من عادل سماره

✺ ✺ ✺

لا بكاء بل تحدٍ

“كنعان”

وتقف سوريا حتى في وجه الطبيعة دامية دامعة شمَّاء مبتسمة.

ليس هناك من قولٍ في فتك الطبيعة وتناقض الإنسان معها يقهرها في كثير وتقهره في أكثر، وهذا حال سوريا العتيقة الفتاة.

إن القول في أعداء سوريا من الحكام العرب الذين تقيدوا بمخطط وعدوان الوحش الإمبريالي الصهيوني فأنفقوا ترليونات لدمار سوريا.

واليوم، يزحفون على رموشهم لمساعدة العدو التركي، وليس الشعب هناك، ويبتهجون لما أحدثته الطبيعة ضد سوريا.

قانون قيصر من العدو الأمريكي ينشبك مع قوانين الطبيعة العمياء ويطبقه الحكام العرب بقصد ووعي.

ليس أمامنا سوى تكثيف هذا في جملة: حتى الطبيعة تقول للشعب العربي ليس إلا الثورة لكنس هؤلاء وبقوة الطبيعة وأكثر.

إن الحكام الذين شجبوا الفعل النضالي الفلسطيني وتباكوا على الصهاينة يغتبطون اليوم لمذبحة قيصر والطبيعة ضد سوريا.

دعك من مساعدة الغرب الإمبريالي للنظام الاستعماري التركي، لإن معركتنا هنا.

قد لا يعلم كثيرون أن الضحايا في تركيا هم العرب فالهزة في لواء الإسكندرون الذي اقتطعه العدو الفرنسي من سوريا لصالح تركيا 1939.

وهكذا، بين وحشية الطبيعة العمياء ووحشية الإمبريالية الواضحة وضوح الشمس وتواطؤ الحكام العرب، ليس لنا سوى القول: إنها الثورة الشاملة ولا غير.

عاشت سوريا وستعيش.

✺ ✺ ✺

عادل سماره:

  • لا تشاهد وتقرأ الاعلام بلا حذر
  • زلزال عندهم لكن ضدنا!!!!
  • المطلوب: وتفكيك الشبكات الأمنية
  • الكارثة والدرس

✺ ✺ ✺

(1)

لا تشاهد وتقرأ الاعلام بلا حذر

مجددا وباحترام. لا تشاهد وتقرأ الاعلام بلا حذر. فضائية في نفس البرنامج تقول.

“اولا: العراق هزم أمريكا وتحرر.

وثانيا: تقول عائدات نفط العراق توضع في المصرف المركزي الأمريكي ليعيد انفاقها على العراق اي ليست في المركزي العراقي. معقوووول

وثالثا: امريكا تقطع الطريق بين العراق وسوريا. “

كيف كل هذه التناقضات في بضع دقائق.

ومن جانبي أضيف. هل مهمة الحشد الشعبي فقط ضد داعش اما طرد الأمريكي من بغداد هي فقط مهمة البرلمان. طبعا داعش ابن أمريكا. هل توجد مقاومة أطرى من هذه. تحرير برلماني. حتى طائفي.

ثم أين فتوى ألمرجعيات والفقيه. مثلا المرجع الضخم الصدر أصبح سعودي.

ارحم وعيك ايها العربي.

(2)

زلزال عندهم لكن ضدنا!!!!

هزة أرضية تضرب تركيا فتصيب سوريا أكثر…لماذا؟

لأن عدوان تركيا وقطر والسعودية والإمارات وكل حكام الخليج وقوى الدين السياسي والنظام الأردني ومثقفي الطابور السادس وأخيرا نعم أخيرا امريكا والكيان هدم وخلخل العديد من المباني في حلب خاصة ولذا سقطت الأبنية على الضحايا

هل فهمنا خطورة كل هؤلاء وهم في سلة واحدة.

من الزير سالم وحتى أمل دنقل وصولا إلى ابو العلاقيم…لا تصالح ايهاالعروبي فأنت لست سلطة ولست حاكما، أنت الشعب.

(3)

المطلوب: وتفكيك الشبكات الأمنية

قال: عرب لا تعرفوا الحقد

أقول: فككوا أمنهم ومصالحهم.

هذا الحديث بين المذكرات والزلزال:

كان ذلك قبل أكثر من ثلاثين سنة، 1991 أثناء العدوان على العراق جاء إلى مكتبي في UNDP يو .أن.دي.بي تروتسكي في الكيان: الأب فرنسي والأم مجرية هو ميشيل فارشافسكي يحمل عريضة لشجب الحرب تساوي بين العراق والوحش الإمبريالي! وقبل أن أقرأها تحدث عن زميلة له:

قال “لو كانت هنا لرميتها من الشباك”

استغربنا قوله وكنا عربا وغير عرب!

قال: أنتم العرب لا تعرفون الحقد.

نعرفه ونرفضه. تناولت العريضة وقرأتها.

قلت له: انا الذي يجب أن ارميك من الشباك، رميتها في وجهه وخرج.

لكن ماذا اليوم وما يجري في سوريا من قيصر وأدواته والطبيعة معاً؟ ماذا بعد إرهاب الدين السياسي وأنظمة الحكم والغرب وغير الغرب؟

ليس المطلوب القصائد وبلاغة: أخي العربي أرسل غذاء لسوريا…الخ.

كيف لمغربي أو سعودي أن يفعل هذا وسلطته تحمل له النار!

لكن بوسعه ضرب مصالح أعداء سوريا وضرب شبكات أمن النظام الذي يحميهم. نعم فكِّكوا المفاصل الأمنية لهذه الأنظمة.

وبدون إطالة: ليس المطلوب التوقف عند ارتفاع الغضب والعاطفة، بل رفض منهجي لهذه الأنظمة وتفكيك ولو تدريجي لشبكاتها الأمنية فهي بيننا وعدو لنا.

أمس واليوم وغداً، ليس المطلوب شعراً، بل الشغل المنظم على التغيير الممنهج لكل ما هو قائم.

ستخرج سوريا العنقاء كما خرجت، والعبرة في من يعمل ويرفض ويواصل ذلك.

(4)

الكارثة والدرس

ليس هذا بذخا فكريا في وقت عصيب. بل ان وقت الكارثة يحفر في العقل الفردي والجمعي عميقا. والدرس ان الاقطار العربية مستعمرات وكل هذه النياشين والعواهل والفخامات مجرد عبيد عند أمريكا.

حين لا يجرؤ معظم الحكام على إرسال لفافة طبية دون اذن من أمريكا وان تكون عبر تركيا أو معابر بيد العملاء الإرهابيين يكون الوطن مغتصبا لا مستقلا.

تذكروا للغد ان كل الثرثرة عن الاستقلال واكذوبة ما بعد الاستعمار هي خدمة تافهة للاستعمار والغرب عموما. فكل حاكم عربي يأخذ الأذن من أمريكا لأنه خاضع لحرب العقوبات ضد سوريا.

اشرحوا هذا لاولادكم وبناتكم بأن وطننا تحت استعمار العدو الأمريكي خاصة والغربي عامة.

سيأتي يوم قريب لتعلن سوريا ان معظم الحكام كانوا يتصلون بالأسد ويقولوا له: لا نستطيع ارسال حتى معونة طبية دون اذن أمريكا.

اذن أمريكا هي الحاكم.

لذا يجب اقتلاع هذه الانظمة وتحطيم أنف أمريكا.

من جهة ثانية فالاقتصاد المبتذل يتحدث عن الأرقام وعن ارسال ارغفة لسوريا بينما تجبن الحكومات عن حتى إرساله. اما الاقتصاد السياسي فيتحدث عن اقتلاع التبعية للغرب اقتلاع الطبقات التي تحكمنا لصالح العدو والتي تنكشف كل يوم وخاصة حين الكارثة. لذلك المطلوب تفكيك مفاصل هكذا أنظمة. والاستمرار في المقاطعة ورفض التطبيع.

كشفت الكارثة مرارة وضع أمتنا.

لا بد من ارسال ولو رغيف واحد ولكن ان أمكن. أما الدرس فهو للغد للتغيير للثورة للكرامة للوحدة.

ملاحظة: انتباه! امريكا تسمح للحكام بإرسال مساعدات طبية. وحتى لو سمحت بغذائية يبقى:

1- لماذا دمرت انظمة عربية سوريا؟ و

2- لماذا حاصروها؟

3- ولماذا امريكا التي تأمرهم.؟

✺ ✺ ✺

فزعة أميركية، ونخوة عربية، وخليفة أوسلوي!

عبداللطيف مهنّا

في المنعطفات المصيرية، وآن يعدم الشعب الفلسطيني النصير ويجد ظهره إلى الحائط، يلجأ لمستجدات ابتكاراته النضالية المفاجئة لعدوه الباغي وشقيقة المتخلي عنه وعالمهما المتآمر عليه..
لذا أكرهت حارات نابلس العتيقة، وأزقة مخيم جنين الضيقة، وسلوان القدس، بلنكن على الهروع قاطعاً المحيطات لمؤازرة “إسرائيلية” في مواجهتها لتطورات نضالية نوعية تربكها وتتهددها..
تقول التسريبات أن الفزعة الأميركية لاقتها نخوة مصرية أردنية، تعهدت مناصفةً حل مشكلة المحتلين والنفخ في سور الأوسلوستانيين..
 إسمها الكوتي “التهدئة”، وترجمتها تدريب وتأهيل 12000 شرطي أوسلوي مناصفةً، ومهمّتهم تتدثر بمسمى “حفظ النظام”..
تردفها وتوازيها وتؤازرها نخوة إماراتية يقال إنها أنجزت مصالحةً بين فتحي عباس ودحلان، بمعنى أنها قد أعلنت سلفاً عن فتى المرحلة وخليفة الأول!
الأميركان عدو شعبنا وأمتنا الأول، والثاني المتصهينون العرب، أما الصهاينة ففي المرتبة الثالثة، وثلاثتهم جبهة واحدة..  

✺ ✺ ✺

الفلسطيني:

ذاكرة جمعية، فوعي، فمقاومة     

 رشاد أبوشاور

يولد العربي الفلسطيني بذاكرة بيضاء خالية تماما، كغيره من الأطفال في هذا العالم، ولذا فهي جاهزة لأن تغتني بما تعيشه في رحلتها الحياتية مهما امتدت، أو قصرت.

وما يميّز ذاكرة الفلسطيني أنها تبدأ في تلقي ما يغنيها مما لم تعشه، ولكن مما عاشه شعب فلسطين الذي تنتمي له، والذي لذاكرته، وذاكرة كل فرد من أفراده، خصوصية فردية تميّزه، وتحفظ له سمات خاصة، بحسب عمره، ومكان ولادته، وتاريخ ولاته، وتربيته الشخصية، ومسار حياته، وتجربته الشخصية الحياتية، ومستواه الثقافي، وما يعتنقه من أفكار.

من ولدوا على مقربة من نكبة فلسطين وشعب فلسطين عام 1948انفتحت ذاكرتهم على قسوة واقع دهمهم: اقتلاع من قراهم ومدنهم، ورميهم في غربة لئيمة شديدة القسوة، فامتلأت نفوسهم بالألم، وتفجّرت الأسئلة في عقولهم بتلقائية ودون افتعال، لأنهم لا يعرفون الأجوبة، ولا مسببات الحياة الغريبة الرهيبة التي رموا فيها، وابتلوا بالجوع والعري والذهول مما يحيط بهم…

من تجربتي الشخصية، ولأنني لا أنظّر، فإنني قد بدأت بإدراك أن عدوا يطاردنا لأسباب لا أعرفها، ولا أدركها، ولا أي سبب لها.

كنت في السادسة، ورأيت ناسا يصرخون خائفين، ويركضون في الكروم المحيطة بقرية ذكرين مسقط رأسي: أجو اليهود…

من هم أولئك اليهود الذين انتزعونا من طفولتنا البريئة الوادعة؟ لماذا
يهرب أهلنا بنا منهم، وما هي الرشاشات التي تدوّي حول القرية؟ وإلى أين يهرب أهلنا بنا؟

أسئلة مُحيّرة لا إجابات عليها، اقتحمت ذاكرتنا منذ الطفولة، كأفراد، وكشعب فلسطيني، وهكذا بدأت رحلة الأسئلة والوعي، محمولة على صرخات من خسروا بعض أفراد أُسرهم، وهدّمت بيوتهم فوق رؤوسهم، واقتلعوا من قراهم ومدنهم، وهاموا مشردين لا وجهات محددة تمنحهم النجاة بعيدة، أو قريبة.

في الليل، اختبأت النساء في واد لا أدري كم عمقه، وكنا عطاشى، وجاء بعض الرجال بأوان فيها ماء، وشربنا وبقينا في العراء..واكتشفنا أن الرجال والشباب ليسوا معنا، فهم لم يلوذوا بالفرار من اليهود، بل بقوا في القرية ليقاوموا.

لم تتفتح الذاكرة بشكل طبيعي، كما ذاكرات الأطفال الذين لم يهاجم أولئك اليهود قراهم، ومع الوقت، والأيام التي دوّى فيها الرصاص الذي أصابنا بالرعب، وإن كنا لا نعرف ما هو الرصاص، لأننا لم نسمعه من قبل، ثُمّ عرفنا أنه يقتل، يخترق الجسد ويسيل الدم، ويُميت..وهكذا كثرت الأسئلة وتزاحمت في رؤوسنا.

رأيت في القرية شابا يركض رافعا بندقيته وهو ينادي: عليهم..عليهم، وبعد وقت لا أدري كم امتد رأيته ممددا في( الدسكرة) نقّالة الموتى، وكأنه نائم، ولكنه لم يكن نائما. درت حول الدسكرة المرفوعة عن الأرض بأربع قوائم، ولم أفهم شيئا،ثمّ عرفت أنه محمود ابن الشيخ سالم…

كان ذاك هو أوّل شهيد في قريتنا، والشهادة تختلف عن الموت، وهذا ما عرفته بعد سنوات في مخيّم الدهيشة، بعدما كبرت سنتين.

افتتحت ذاكرة الطفل الفلسطيني بالطائرة التي لاحقتنا في الليل، وكانت تصدر صوتا مخيفا، وعينها تخفق في الفضاء وهي تجوس في العتمة بحثا عنّا، بينما نحن نلتصق بالأرض لعلها تحمينا، وندفن وجوهنا حتى لا نرى ما يطارنا مرسلاً صوته المتوعّد…

ذكريات تلك الأيام لم تكن تخصني وحدي كطفل فلسطيني، بل كانت تستوطن ذاكرات ألوف الأطفال الفلسطينيين، بل والأشخاص الكبار.

من طاردونا هدفوا أن يكشطونا عن وجه الأرض، وأن يحضروا ليستولوا على كل شئ، ولقد حكموا على جيل الآباء والأمهات بأن يندثروا في الشتات، وعلى جيلنا والأجيال التي ستتوالد من بعدنا على الذوبان والنسيان، وهكذا ستخلو فلسطين لهم، وستنتهي الحرب، ويرتاح رّب الجنود…

هذا الرهان الصهيوني فشل تماما، فالآباء والأمهات زرعوا فينا الانتماء، وعرّفونا بقرانا، وكرومنا، وما كانوا يزرعون، وبأغانيهم في الحصاد، بالأبطال الذين قاتلوا الإنقليز منذ احتلوا بلادنا، والمعارك الأولى مع اليهود الغزاة…

في المدارس، في المخيمات الأولى، ملأ أساتذتنا نفوسنا وعقولنا بالانتماء والإرادة: تعلموا لتحرروا فلسطين، ولتعودوا إلى مدنكم وقراكم، وتطردوا اليهود من بلادنا…

ثمّ اتسعت معرفتنا، مع تقدمنا في الأعمار والتحصيل، ومتابعة ما يحدث في مخيماتنا. لقد انتبهنا مبكرا إلى أن المنتمين لأي قرية يقيمون متجاورين ليحافظوا على خصوصيتهم، وأن المخيمات تقع على الطرق المعبدة، وكأن سكانها سيقفزون عند دعوتهم للعودة، وفي تلك البيئة كنا نحن الصغار نحكي لبعضنا عن قرانا وكأننا نعرف تفاصيلها، بل ونحكي عن القرى المجاورة وكأننا عشنا فيها.

لقد فشل رهان اليهود في مسح ذاكرتنا كأجيال تولد في الشتات، لأن أولئك اليهود لم يتوقعوا امتلاء ذاكرة تلك الأجيال بتفاصيل قراهم ومدنهم وتاريخهم وتراثهم، وقفزوا عن أن الفلسطينيين عرب يعيشون في وطنهم العربي، وأن من بقوا في فلسطين بقوا في وطنهم وبيئتهم، وأنهم يتزايدون، ويقاومون عمليات تغيير هويتهم الوطنية والقومية، ويتشبثون بخصوصيتهم ويرفضون تغييرها والمس بها…

لقد تحوّل الفلسطينيون في الوطن العربي الكبير إلى خميرة للوعي والمعرفة بانخراطهم في التعليم والعمل، فنشروا الوعي بقضية فلسطين، وبأن المشروع الصهيوني يتهدد كل الوطن العربي مشرقا ومغربا، وانه يُكرّس التجزئة والتخلّف والتبعية لديمومة نهب خيرات وثروات الأقطار العربية.

وهكذا انتقل عرب فلسطين بقضيتهم إلى ملايين العرب، عن طريق التعليم، والصحافة، والثقافة السياسية، والانخراط في الحركات الحزبيّة والسياسية القومية والتقدميّة، وتحملوا نصيبهم في معركة الوعي، وتحديد أعداء فلسطين، وطبيعة تحالفهم المعادي لمحاولة نهوض الأمة العربية، وتبني قضية فلسطين كقضية قومية جوهرية كون زرع الكيان الصهيوني يمزق وحدة الأمة العربية، لذا ففلسطين قضية قومية أُولى لا إقليمية.

قبل سنوات وجدت تعريفا للثقافة يقول بأنها تعني الكرامة الإنسانية، وقد استخلص الباحث هذا التعريف بعد اطلاعه على ما فعله الإسبان الغزاة في مواطني تلك البلاد الأصليين، وكيف تفتقت عقليتهم الاستعمارية لتغريب أصحاب البلاد الأصليين عن تراثهم بتعليمهم اللغة الإسبانية، وبعد سنوات انبتّوا عن تراثهم وثقافتهم المحلية، وباتوا ممسوخين بلا هوية ولا انتماء ولا ذاكرة جمعيّة!

على ماذا راهنت الصهيونية وهي تؤسس مشروعها على أرض فلسطين؟

مارست الحصار والعزلة على الفلسطينيين الذين لم يغادروا فلسطين المحتلة عام 48، وضيّقت عليهم سبل العيش حتى ييأسوا و..يغادروا، أو يذوبوا ويندمجوا ويرضوا بمصيرهم في الكيان الصهيوني.

وماذا عن عرب فلسطين الذين باتوا نتيجة للنكبة تحت الخيام؟

لم يسمح لهم بمواصلة المقاومة للكيان الصهيوني، وسيخضعون ويخنعون!

لكن العرب الفلسطينيين تجاوزا حقبة النكبة، وباتوا فاعلين ومتفاعلين في الوطن العربي الكبير…

الفلسطينيون توجهوا للتعليم، وبه ردّوا على النكبة، ومحاولات المسخ، ونشروا التعليم في عديد الأقطار العربيّة، وأغنوا الذاكرة العربية بكل ما تمثله فلسطين، بدءا من المعارك العظمى التي حررت قلب الوطن العربي من الغزو الصليبي، المغولي، والبريطاني الذي جاء في العصر الحديث، وتقاسم الاحتلال للمشرق العربي مع الإمبريالية الفرنسية: سايكس – بيكو، وبهذا نفذت الإمبراطورية البريطانية وعد بلفور عمليا بزرع الكيان الصهيوني في قلب فلسطين.

عن دور المثقفين الفلسطينيين

لعب المثقفون الفلسطينيون دورا بارزا، وما زالوا، في نشر الوعي بالقضية الفلسطينية، والأدوار التي مرّت بها، وأسهموا في يقظة شعبهم، وتعميق وعيه بقضيته، وأثروا في الحركات السياسية العربيّة، وانخرطوا في صفوفها، وأكدوا باستمرار على أن القضية الفلسطينية هي قضية عربية قومية بامتياز، وأنه لا نهوض للأمة بغير تحرير فلسطين.

يمكن القول أن الثقافة الثورية التي انتشرت في وعي عرب فلسطين حيثما كانوا قد زادت من صلابته، ومنحته الثقة، ومكنته من تجاوز كل محاولات تزوير وعيه، وزرع الإحباط في نفوس ملايينه المنتشرة قريبا وبعيدا من فلسطين. 
كل مخططات الحركة الصهيونية المرعيّة والمدعومة بريطانيا وأمريكيا فشلت في تيئيس عرب فلسطين ودفعهم للتقاعس عن مواصلة المقاومة والذوبان تحت الاحتلال، وفي البلاد العربيّة القريبة والبعيدة…

أوّد أن أنبه إلى أن عرب فلسطين خاضوا كل معاركهم بعد النكبة بجزء من قوتهم وقدراتهم، وأنهم حُرموا من زّج كل طاقاتهم في المواجهة مع عدوهم الكيان الصهيوني المحتضن والمدعوم عسكريا واقتصاديا وديبلوماسيا أمريكيا، ومن كل قوى الغرب الاستعماري، و..بالتخاذل والتواطؤ العربي الرسمي.

مائة عام وأزيد وعرب فلسطين يقاتلون، ومعهم شرفاء العرب، وأكبر ثوراتهم في سورية الجنوبية، فلسطين، قادها عرب: الشيخ الشهيد عز الدين القسّام، والقائد الفذ الشهيد سعيد العاص..وهما استشهدا على ثرى فلسطين.

درس قريب من جيل رابع لما بعد نكبة ال48.

يوم 26 يناير هاجم جيش الاحتلال مخيم جنين البطل، وبعد اشتباكات سقط من الفلسطينيين تسعة شهداء، فتجرعنا حزننا وغضبنا، وقلنا: الرّد قادم.. وقد جاء الرد الصاعق بعد ساعات في قلب القدس، ومن فتى من فتيانها، خيري علقم، ابن الحادية والعشرين، والذي حمل اسم جده الذي اغتاله المستوطنون عام 1998، اي قبل ولادة الحفيد الذي ثأر له، ولكل شهداء فلسطين، على طريق تحرير فلسطين…

يوم 27 وقعت عملية جديدة في القدس، سقط فيها ضابط بجراح خطيرة في جيش الاحتلال، ومستوطن، شكّلت مفاجأة، واتهم فيها الفتى الجريح محمد عليوات ابن ال 13عاما…

أمثال عليوات، في الانتفاضتين، كانوا، وما زالوا يرجمون جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين بالحجارة، وهم باتوا يحملون المسدسات، ويسقطون جرحى، أو شهداء، وهم يعرفون بوعي صقلته الوقائع بأن الاحتلال يحكم على كل فلسطيني بالموت ميدانيا حتى وهو يحمل حقيبته المدرسية…

إنه الجيل الرابع ينخرط في الميدان، بوعي متأجج، وبعزيمة، وبإرادة، وبذاكرة تتغذى من ذاكرة الأجيال السابقة التي رحل أكثرها، وفيها زاد معرفي تراكم بدماء ودموع أولئك الذين رحلوا وتركوا فلسطين أمانة تتوارث الأجيال العهد لها بالتحرير الكامل من نهرها لبحرها…

في قلوب الأجيال، فلسطينية وعربيّة، ستبقى فلسطين عربيّة، وسيبقى اليقين بحتمية زوال(إسرائيل) وكنسها من قلب الوطن العربي، وسيندثر المطبعون، وحكام الكيانات المستتبعة، ومن فلسطين ستشرق شمس نهضة الأمة العربية.  

✺ ✺ ✺

وجهة نظر:

في مواجهة الزلزال

سد اتاتورك الاوردوغاني قد يكون المسبب للزلزال الحالي

اسقاط الحصار عن سوريا هو الحل

عصام حجاوي

  • اسقاط الحصار عن سوريا هو الحل
  • تعقيب من عادل سماره

في اوقات الكوارث الطبيعية يفترض ان يتوحد العالم في انسانيته من قبل الناس والمؤسسات والأنظمة، ولكن للأسف فانه وفي الواقع المعاش وفي اكثر من كارثة طبيعية سابقه كانت المواقف تؤخذ على اساس سياسي وأيديولوجي تكشف عهر الادعاءات بالحيادية بل اكثر من ذلك حيث وضفت تلك الكوارث لتحقيق اهداف سياسيه آنيه واستراتيجية.

وفي قراءة اوليه لردة الفعل الرسمية عربيا ودوليا على المأساة الإنسانية التي لا زالت تتفاعل في كل من تركيا وسوريا على اثر الهزة الأرضية التي ضربت البلدين يتضح ومنذ البداية وقاحة التوظيف السياسي ذلك لأهداف لا علاقة لها بالإنسانية المحايدة حتى على مستوى التغطية الإعلامية للحدث حيث يلاحظ المراقب دون عناء الانحياز المخجل للإعلام العربي والدولي وكأن ضحايا الزلزال في سوريا هم بشر من نوع آخر عن أولئك في تركيا.

صحيح ان تركيا طالها نصيب اكبر نسبيا من الدمار والضحايا في ظل امكانيات وبنية تحتيه وتدفق مساعدات دوليه لا تقارن بواقع سوريا مما يؤدي بالضرورة لمقاربة غير عادله ما بين نتائج الزلزال وفاعلية مواجهة نتائجه , صحيح ان حجم الخسائر البشرية والمادية في سوريا يبدوا اقل حجما نسبيا مما لحق بتركيا , الا ان ذلك لا يلغي حقيقة ان حجم الضحايا والدمار في شمال شرق سوريا تتضاعف تأثيراتها ومتطلبات اغاثتها بحكم عوامل موضوعيه لا تخفى على احد واولها حالة الحصار السياسي والاقتصادي التي فرضت ظلما وتجبرا على الشعب السوري لأكثر من عشر سنوات , وثانيا بحكم الواقع السياسي للمناطق التي تأثرت بالكارثة في سوريا واغلبها مناطق تخضع لسيطرة القوى المجرمة التي استباحت دماء السوريين قادته تركيا وقطر وبدعم من المراكز الإمبريالية وتحالف اكثر من ٨٢ دوله سيتصدر قادتها ابواق الانسانية المزيفة لمساعدة الضحايا في سوريا .

سياسات المجرم اوردوغان ربما تسببت بالزلزال

في سياق التوجهات الاوردوغانيه الاستعماريه واحلامه العسمليه للسيطرة والتأثير على الوطن العربي وان توشح بلباس الاسلامويه المقيتة الا انه نجح ولو جزئيا بذلك سوائا من خلال ولاءات سياسية وازنه من تفريخات الاخوان المسلمين على امتداد الوطن وبهلوايانته المعهودة بخصوص قضية العرب الاولى – فلسطين كل ذلك في ظل تحالف وعلاقات وثيقه مع الكيان الصهيوني على كل المستويات وخاصة العسكرية والاقتصادية.

وقد امعن اوردوغان في استراتجيته تلك وصولا لاحتلا مباشر لأجزاء من محيطه العربي في كل من العراق وسوريا بما يشمل ايضا محاولة خنقهما بشحة الموارد الطبيعية وخاصة الثروة المائية من خلال التحكم بمصادر دجله والفرات وبناء سد اتاتورك والذي تضخم في احتجازه لكميات هائلة من المياه رغم تحذير اكثر من مؤسسه دوليه متخصصه بما يمكن ان ينتج عن ذلك من تبعات بيئية ومن ضمنها زيادة الضغط على الصفائح التكتونيه في عمق الارض في منطقة هي اصلا معروفه بحكم بنيتها الجيولوجية متهيئه للهزات الأرضية العنيفة، الا ان اردوغان وفي سبيل تطلعاته الاستعمارية وحلمه بإعادة الاحتلال العسملي للوطن العربي واحلام امبراطوريته المنهارة بعد الحرب العالمية الاولى كان ولا يزال على استعداد لإلحاق اكبر الضرر والدمار بمحيطه العربي وانما ايضا حتى على حساب شعبه , ومن ضمن ما تم نشره من العشرات من الدراسات والابحاث المتخصصة والموثوقة بما له علاقة ما بين سد اتاتورك والهزات الأرضية دراسة يعود تاريخها نيسان ٢٠٢١

https://www.frontiersin.org/…/feart.2021.663385/full

والذي شارك بها معهد كاندالي ومركز مراقبة الهزات الارضيه لجامعة بوجازي-استانبول التركيين.

والملفت للنظر تواطئ الاعلام العالمي بتغييب تلك الدراسات والابحاث خلال تغطيتها لأخبار الزلزال الحالي. فلماذا ولاي اسباب يتم التغاضي عن تلك الدراسات؟؟؟

وعطفا على الجغرافيا والواقع السياسي، فان معبر باب الهوى ما بين سوريا وتركيا هو المنفذ الوحيد من الخارج للوصول للمناطق السورية المنكوبة وكأن تلك الجغرافيا تتأمر ايضا لاستغلال الزلزال لاستمرار سياسات الحاق الاذى بالشعب السوري على امتداد وطنه، أضف الى ذلك حقيقة سيطرة قوات الاحتلال الامريكي على المناطق السورية الشرقية الغنية بالنفط والمتحكمة جزئيا بعقدة المواصلات ما بين سوريا وكل من الاردن والعراق.

ان كل تلك الحقائق ستوظف بالحد الاقصى لاستغلال الكارثة لاستمرار حصار سوريا واضعاف موقف النظام واظهاره وكأنه عاجز في لحظة الحاجة الملحة عن الوقوف امام مسؤولياته اتجاه شعبه.

وهنا تأتي اهمية ان تدرك الجماهير والمؤسسات العربية الوطنية والقومية الفاعلة للحقائق سالفة الذكر من اجل النهوض بمهماتها ليس فقط بالتصدي لمهمات الإغاثة والدعم الراهن المباشر على اهميته وربما عبر الاردن ودون الوثوق بالمؤسسات الدولية ايا كانت ولكن ايضا ان تضع مهمة فك وانهاء الحصار الظالم عن سوريا كمهمة يوميه حتى يتم تحقيقها.

نعم، ورغم قناعتنا ان الحكومة السورية ستبذل كل مجهوداتها للنهوض بمتطلبات الإغاثة الانيه وطويلة المدى من حيث اعادة بناء ما دمره الزلزال ولكنه من غير الواقعي ان نتوقع ان تنجح الحكومة بذلك بحكم الحصار والاحتلالات في شمال وشرق سوريا وتبعاتهما.

في مواجهة الزلزال

اسقاط الحصار عن سوريا هو الحل

وهذا يعيدنا للمربع الاول وللمسألة المركزية بان مأساة الشعب السوري المزمنة هي نتاج مباشر واستهداف استراتيجي للقوى المناهضة ليس للشعب والنظام السوري فقظ وانما باستهداف النهوض الوطني والقومي العربي بمجمله.

صحيح ان اشد الوجع هو الحاضر، الا انه صحيح ايضا ان علاج اسباب الوجع هو الحل الجذري، فك الحصار عن سوريا وشعبها من اولويات الجماهير العربية وقواها الفاعلة في سياق التصدي للمشروع الرجعي الصهيوني الامبريالي للمنطقة وفي المركز منها التصدي لاوردوغان وسياساته.

:::::

من صفحة الفيس بوك للكاتب

https://www.facebook.com/profile.php?id=100079493730206

Issam Hijjawi

  · ​

تعقيب على مقال عصام حجاوي

عادل سماره

نعم الاحتمال وارد طالما اوضحت ذلك الدراسات المتخصصة. إن كل من اقامة السد والذي كما اعتقد بدأت فكرته منذ حكم تورجوت اوزال الذي خطط لتعطيش سوريا والعراق والصمت عنه دوليا كل ذلك لتدمير سوريا والعراق. نعم يجب فك الحصار بما هي حرب. وقد جاء الزلزال كنذير اول. ولكن اعتقد ان فك الحصار لن يحصل كما ثبت من مواقف الانظمة العربية. صحيح ان الواجب التركيز لفك الحصار. وإضافة الى ذلك يجب تحريك الشارع العربي ضد حكامه العملاء ولو بالحد الأدنى بضرب مصالح أعداء العرب وتفكيك مفاصل القوى الامنية لهذه الانظمة تمهيدا لاسقاطها. إن الحصار تنفيذا رسمي عربي ويجب مواصلة تعرية هذه الجريمة. لو نظرنا لموقف نظام الاردن لتصورنا ان كاليفورنيا هي جنوب شرق سوريا.

________

تابعونا على:

  • على موقعنا:
https://kanaanonline.org/
  • توتير:
  • فيس بوك:
https://www.facebook.com/kanaanonline/
  • ملاحظة من “كنعان”:

“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.

ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.

  • عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
  • يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *