كيف قرأت عمان”الحادثة”؟ إعاقة “زيارة سفير” أم “قطع طريق” الوصاية الأردنية: قناعة في غرفة القرار بان إسرائيل حاولت “معاقبة المملكة” بسبب الحراك الدولي وتاكيد جديد لمصادر رسمية “الخط الأحمر في القدس حقيقي”

 كيف قرأت عمان”الحادثة”؟ إعاقة “زيارة سفير” أم “قطع طريق” الوصاية الأردنية: قناعة في غرفة القرار بان إسرائيل حاولت “معاقبة المملكة” بسبب الحراك الدولي وتاكيد جديد لمصادر رسمية “الخط الأحمر في القدس حقيقي”

الإنتشار العربي :لا يوجد معلومات مفصلة عن الحيثيات التي أدت للاحتكاك ظهر الثلاثاء بين السفير الاردني في الكيان الاسرائيلي غسان المجالي وبين قوات الشرطة الاسرائيلية في محيط مسرح الوصاية الاردنية الهاشمية.
لكن المعلومات الاولية تشير الى ان شرطة الاحتلال تذرعت بانها فوجئت بوجود السفير ومراقبيه وبان الزيارة في العرف الدبلوماسي كان ينبغي ان تتم عبر التنسيق المسبق كما كان يحصل كلما زار المسجد الاقصى ضيف اردني.
لكن في القناعة الاردنية الدبلوماسية تلك مجرد ذريعة ولا تستند الى خلفية قانونية لان السفير الاردني وطاقمه يستطيعان في اي وقت زيارة الحرم المقدسي الشريف ولان الصراع في اصله سياسي وليس تنسيقيا ويعني ذلك ان الاردن بات على قناعة بان حادثة منع السفر ببعض الخشونة من الدخول الى المسجد الاقصى اصلها سياسي وليس ميداني.
ويعكس ذلك صراعا حذر منه الاردن وبات مكشوفا للجميع بعنوان بقاء وتثبيت او تقويض الوصاية الهاشمية الاردنية.
والمعلومات الاولية نفسها تشير الى ان قوة الاحتلال ليست طرفا يتم التنسيق معه بزيارة من هذا النوع بل تشكل قوة احتلال في مدينة متنازع على السيادة عليها ولا تملك الحق القانوني لا بتنسيق زيارة السفير ولا بالمساس اصلا بالوصاية الاردنية حيث كان السفير في زيارة تفقدية لمسرح الوصاية ولغرفة العمليات في اوقاف القدس ولا يوجد ذرائع مقنعة بعنوان تأمين الحماية ومرافقة الامنية للسفير.
بكل حال احتجت الخارجية الاردنية باستدعاء سفير اسرائيل وتذكيره بالنغمة الكلاسيكية بعنوان الدور والرعاية والوضع القانوني مع الاحتجاج على ما وصفه بيان الخارجية اعتراض احد رجال الامن لطريق السفير الاردني.
لكن واقع المشهد يشير الى ان قوات الاحتلال أعترضت في الأساس الوصاية الهاشمية الاردنية وليس فقط طريق السفير مع المجازفة بإغضاب الاردن مجددا اثر كل تحركاته تحت عنوان الزيارة الشهيرة للوزير ايتمار بني غفير.
الاردن بهذا المعنى في عين عاصفة الوصاية مجددا ومع كل تفاصيل الاشتباك وردود الفعل الغاضبة على تلك الصفعة التي وجهت للخارجية الاردنية على بوابات المسجد الاقصى وفي الحرم المقدسي الشريف.
لكنها صفعة سياسية ودبلوماسية مكررة للوصاية وللدور الاردني وتثبت مرة اخرى بان لدى الطاقم اليميني الاسرائيلي في حكومة نتنياهو نية مبيته وواضحة الملامح لإعادة انتاج الموقف من الوصاية الاردنية.
وهو أمر يخلط عمليا كل الاوراق ويثير حزمة من الحسابات والتقاطعات اصبحت تربك الادارة الاردنية والتي تضغط على الوصاية بشكل واضح مما يضع الحكومة الاردنية امام اختبارات صعبة ومعقدة.
بالتالي حادثة اعتراض طريق السفير الاردني فيها ضمنا رد اسرائيلي على التحركات الاردنية في الفضاء العربي والدولي وفيها صنف من اظهار القوة الخشنة والقدرة على معاقبة الاردنيين كما حصل مع الفلسطينيين فمن الصعب اليوم التكهن بنتائج وتداعيات النسخة الثانية من التحول الدراماتيكي المستجد وإن كان السفير قسرا وبعد ضغط عنيف على اسرائيل شوهد يتجول في الحرم المقدسي مع مرافقين بحرية تامة.
واغلب التقدير ان حادثة السفير غسان المجالي ستفرض بصماتها على واقع مأزوم اصلا ودون نهايات محددة خصوصا وان الاردن مضطر للحفاظ على خطه الاحمر في القدس.
ولا يملك اي مجال للتساهل او المرونة في هذا السياق وفقا لخبراء عديدون اعتبروا الخط الاحمر بالقدس واحد من ثابتين قصدهما الملك عبد الله الثاني في حديثه الشهير لمحطة سي ان ان عندما اشار الى ان بلاده لن تقبل ولديها اورقا ستستخدم.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *