علمُنا يُرهِب “إسرائيل العُظمى”… العفو الدوليّة: التحريض الشعبيّ والمؤسساتيّ والإعلاميّ نجح… أكثر من 66 بالمائة من اليهود يرون برفع العلم الفلسطينيّ رمزًا لنفي وجود الكيان

 علمُنا يُرهِب “إسرائيل العُظمى”… العفو الدوليّة: التحريض الشعبيّ والمؤسساتيّ والإعلاميّ نجح… أكثر من 66 بالمائة من اليهود يرون برفع العلم الفلسطينيّ رمزًا لنفي وجود الكيان

 الإنتشار العربي :تعتبِر دولة الاحتلال نفسها دولةً قويّةً جدًا من جميع النواحي، وتُشدّد على أنّ جيشها هو من أقوى الجيوش في العالم، ولكنْ يبدو واضحًا أنّ الهوس من العلم الفلسطينيّ يُفقِدها توازنها، وفي هذا السياق، طالبت منظمة العفو الدولية (امنستي)، السلطات الإسرائيليّة بالتراجع عن التعليمات التي أصدرها الوزير المسؤول عن جهاز الشرطة، إيتمار بن غفير، والتي بموجبها يمنع رفع العلم الفلسطينيّ في الحيّز العام بشكلٍ كاملٍ وجارفٍ، وحذرت المنظمة في بيانٍ أصدرته أمس الأربعاء وتلقّت (رأي اليوم) نسخة منه، حذرت من أنّ هذه التعليمات تشكل انتهاكًا واضحًا لعدّة مواد من الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان ومواثيق الأمم المتحدة والتي تشكل حجر أساس للقانون الدوليّ، على حدّ تعبير البيان.
ولفت البيان إلى أنّه في شهر حزيران (يونيو) الماضي أظهرت نتائج استطلاع رأي قامت بها منظمة العفو الدولية في البلاد وجود فجوة كبيرة في التعامل مع الرفع العلم الفلسطيني ومعناه ورمزيته، وأنّ غالبية اليهود الإسرائيليين والعرب الفلسطينيين في الداخل ينظرون لرفع العلم الفلسطيني نظرة مختلفة تمامًا عن الآخر.
ويكشف الاستطلاع الذي أجراه المختص بعلم النفس السياسيّ، د. حغاي الكايام، من مؤسسة (أيبانيل) لمنظمة العفو الدوليّة في البلاد على شريحة من 516 ممن يحملون المواطنة الإسرائيلية.
ووفقًا لتحليل المنظمّة، فإنّ هذه الفجوة هي نتيجة مباشرة لحملة التحريض الشرسة والمسعورة التي شنها سياسيون ومؤسسات إعلامية وجهات إسرائيليّة مختلفة ضدّ العرب الفلسطينيين والعلم الفلسطينيّ في السنة الأخيرة، التي كانت تهدف لنزع الشرعية عن الهوية الفلسطينية والانتماء إليها.
وقد تمّ استطلاع الآراء في شهر حزيران (يونيو) 2022، شارك به 408 يهودي و108 عرب، جميعهم يحملون المواطنة الإسرائيلية، تمّ اخيارهم وفق شريحة تمثيلية بحسب الديانة، مكان السكن، الجنس والجيل. نسبة الخطأ في الاستطلاع تصل في الحد الأقصى إلى 4.85 بالمائة ضمن المستطلعين اليهود و9.43 بالمائة ضمن المستطلعين العرب.
وكشف الاستطلاع أنّ نصف الفلسطينيين في الداخل يرون برفع العلم الفلسطينيّ جزءًا من الانتماء لهويتهم القومية والوطنيّة، ونحو 35 بالمائة منهم يرون برفعه أيضًا احتجاجًا على التمييز ضده. بالمقابل، يرى أكثر من نصف اليهود الإسرائيليين أنّ رفع العلم الفلسطيني يرمز إلى عدم الاعتراف بوجود إسرائيل، الأمر الذي لم يرد في أجوبة الفلسطينيين في الداخل.
علاوةً على ذلك، تبينّ من الاستطلاع أنّ أكثر من 80 بالمائة من الفلسطينيين يرون برفع العلم الفلسطينيّ جزءًا من هويتهم القومية والوطنية واحتجاج على التمييز ضدهم، ولم يربطوه بعدم الاعتراف بوجود دولة إسرائيل أو العمل على محوها.
لكن على الرغم من ذلك، يرى نحو 52 بالمائة من اليهود أنّ رفع العلم الفلسطينيّ سببه عدم الاعتراف بإسرائيل و14.5% منهم يرون به كدعم لتنفيذ عمليات ضد الإسرائيليين، وأكثر من 66% من اليهود ينسبون لرفع العلم الفلسطيني صفات ونوايا سلبية جدًا.
غالبية اليهود يؤيدون “طمس هوية شعب”
وشدّدّت المنظمة على أنّ الاستطلاع يعكس المواقف المركبة اتجاه رفع علم الأقليات القوميّة بشكل عام في مختلف دول العالم، خارج سياق القضية الفلسطينية، ويتفق معظم المستطلعين اليهود مع العبارة التي مفادها أنّ “الدولة، أي دولة، لها علم واحد، ويجب حظر رفع أعلام الأقليات في جميع أنحاء العالم”.
لكن، تابعت منظمة العفو الدوليّة في بيانها، يبدو أنّ موقفهم من هذه المسألة مليء بالتناقضات، لأنهم يتفقون أيضًا، مع القول إنّ أعلام أقليات أخرى شرعية، لكن العلم الفلسطينيّ استثناء لأنّه يعبر عن موقف متطرف.
وقال د. ياريف موهر: “ربما يمكن تفسير هذا التناقض بوسائل مختلفة، لكن الرغبة الشديدة في دعم مقولة إنّ أعلام الأقليات غير شرعية بشكل عام تثير القلق بشأن الموقف الإشكاليّ لليهود الإسرائيليين تجاه حقوق المواطنين والأقليات حتى خارج السياق الفلسطينيّ الإسرائيلي. وللمفارقة، مثل هذا الموقف يدعو إلى التشكيك في شرعية رفع العلم الإسرائيلي في المعابد اليهودية في الولايات المتحدة على سبيل المثال”.
وشدّدّ البيان على وجود تناقض داخلي آخر يظهر لدى المستطلعين اليهود، وهو أنّهم يميلون إلى الاختلاف مع الادعاء بأنّ محاولة محو هوية الشعب لم تنجح أبدًا. أيْ أنّه على الرغم من التاريخ اليهوديّ، فإنّهم يعتقدون أنّه يمكن محو هوية شعب.
وأعرب المستطلعون الذين يعتبرون أنفسهم ضمن المركز (سياسيًا) عن موقف محايد بشأن هذه المسألة، وأعرب المشاركون الذين يتماهون مع المواقف اليسارية عن اتفاقهم مع هذا الادعاء، في حين اختلف المستطلعون الذين يؤيدون مواقف اليمين مع هذا الادعاء.
وخلُص البيان إلى القول إنّه “في الوقت نفسه، وافق المستطلعون الفلسطينيون في الداخل بشدّةٍ على الادعاء بأنّ محاولة محو هوية الشعب لم تنجح أبدًا، ومالوا إلى الاختلاف مع الادعاءات التي تلغي شرعية رفع أعلام الأقليات القوميّة”.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *