أين العرب والمسلمين؟.. إسرائيل تتجه لتنفيذ أخطر مخططاتها داخل الأقصى ولأول مرة منذ2000 عامًا قربان “تطهير الشعب اليهودي” سيُنفذ.. “بن غفير” يلعب بالنار والحكومة ستشعل المنطقة.. من سيدافع عن الأقصى ويوقف تطرف حكومة نتنياهو؟

الإنتشار اليوم :يبدو أن الحكومة الإسرائيلية التي تعد الأكثر تطرفًا وعنصرية في تاريخ دولة الاحتلال تحت رئاسة بنيامين نتنياهو، وضعت مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى على سلم أولياتها وتحت نيرانها، لتكون أول المستهدفين من القرارات التصعيدية والخطيرة التي قد تُشعل التوتر وتقلب المنطقة بأكملها.
خطوة وزير ما يسمى بـ”الأمن القومي الإسرائيلي” إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى قبل أيام، وما صاحبه من ردود فعل وغضب فلسطينية وعربية وإسلامية وحتى دولية “خجولة ولا ترقى لمستوى خطورة الحدث”، لم تكن إلا جس نبض أولي للعالم، فالقادم سيكون أكثر خطورة عن السنوات التي مضت.
وبعد أن حصلت على الضوء الأخضر من خلال “الصمت والإدانة الخجولة” تتجه إسرائيل لتنفيذ مخططها الأكبر الذي كان حبيس السرية لسنوات طويلة وتم تعطيل تنفيذه لاعتبارات داخلية وخارجية، فبدأت بالتحرك نحو ذبح “قربان الفصح” داخل المسجد الأقصى، والتي تعد من الطقوس الأكثر خطورة وتطرفًا.
وتوضيحًا لهذا التطور المُفاجئ، أرسلت منظمة “عائدون إلى جبل الهيكل” المتطرفة، رسالة إلى بن غفير طالبت فيها بتسهيل ذبح “قربان الفصح” في المسجد الأقصى خلال الفترة ما بين 6-12 من أبريل المقبل، والتي توافق ما يسمى “عيد الفصح” العبري.
ad
واعتبرت الجماعة المتطرفة “تشكيل حكومة يمينية حقيقية لأول مرة في تاريخ الكيان الصهيوني فرصة ذهبية لتحقيق هذه الطقوس في الأقصى”، مؤكدة أن طلبها إدخال “قرابين الفصح” في المسجد أصبح رسميًا.
وقالت المنظمة الأبرز من حيث التطرف والعنصرية: إنه “منذ فترة قدمنا طلبًا رسميًا إلى شرطة الاحتلال للتضحية بقربان عيد الفصح بطريقة قانونية ومنسقة داخل ما يسمى (جبل الهيكل)، ومن المتوقع أي يتصرف بن غفير بكامل صلاحياته للموافقة على الطلب هذا العام”، علمًا أن العيد يتزامن مع الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك.
المخطط الأخطر
وخاطبت بن غفير قائلة: “بصفتك وزير الأمن الداخلي في إسرائيل الجديد يمكنك أن تتيح لنا هذه الفرصة لتقديم القربان بالتنسيق مع مختلف الأطراف وعلى رأسها الشرطة التي تقع تحت مسؤوليتك”.
واعتبرت جماعة “عائدون إلى جبل الهيكل”، “إمكانية تقديم القربان لتطهير الشعب اليهودي باتت متاحة لأول مرة منذ ألفي عام بفضل هذه الحكومة الجديدة”.
وعلى مدار السنوات العشر السابقة، عمدت هذه الجماعة المتطرفة التي يتزعمها المستوطن المتطرف “رفائيل موريس”، على تهريب القرابين إلى المسجد الأقصى، ودعمت جهود محاكاته في محيط المسجد.
وسبق وأن أعلنت عن تدريب عدد من متطرفيها على الاستعراب ليتخفوا بين المصلين الفلسطينيين داخل المسجد الأقصى.
ومنذ عام 2014، و”جماعات الهيكل” المتطرفة تعمل على الإحياء العملي لطقوس “القربان” داخل المسجد الأقصى، وتجري تدريبات عملية لتحقيق ذلك.
و”القربان هو الطقس اليهودي المركزي الأهم، الذي اندثر باندثار الهيكل، بحسب الزعم التوراتي، وحينما اندثر الهيكل، اندثرت معه تقديم القرابين، وخسرت اليهودية هذا الشكل من العبادة القربانية”.
ويشكل إدخال “قرابين الفصح داخل المسجد الأقصى إحياءً معنويًا للهيكل بالتعامل مع الأقصى، باعتباره قد بات هيكلًا حتى وإن كانت أبنيته ومعالمه ما تزال إسلامية”.
وسابقًا، قدمت الجماعات المتطرفة طلبًا عبر محاكم الاحتلال لإحياء “طقوس القربان” في المسجد الأقصى، فتتلقى رفضًا لذلك، خشية من انفجار الأوضاع، وحاولت في رمضان الماضي إدخال القرابين للمسجد، ورصدت مكافآت مالية لمن يتمكن من إدخاله من المتطرفين.
ويقول المختص في شؤون القدس ناصر الهدمي إن “جماعات الهيكل” ستعمل على تنفيذ كل ما لم تستطيع تنفيذه خلال السنوات الماضية داخل المسجد الأقصى، لذلك قدمت طلبًا رسميًا للوزير بن غفير وشرطة الاحتلال من أجل إدخال “قرابين الفصح” في المسجد، موضحًا أن تلك الجماعات المتطرفة تسعى إلى إدخال كل “الأدوات المقدسة” إلى داخل الأقصى، وهذا ما يندرج في إطار إحداث تغييرات في الوضع الراهن بالمسجد.
ويضيف أن هذه الجماعات تتحرك الآن من أجل الضغط على حكومة الاحتلال عبر القانون الإسرائيلي لإجبارها على تنفيذ كل مطالبها، خاصة أن هذه الحكومة اليمينية تتبنى رسميًا تلك المطالب والاقتحامات وتدفع بشكل أكثر تطرفًا تجاه تحقيقها.
وبحسب الهدمي، فإن “جماعات الهيكل” قدمت طلبها الآن لشرطة الاحتلال، كي تُعطي فترة كافية حتى حلول عيد “الفصح” في أبريل المقبل، لدراسة وتهيئة الظروف الأمنية والميدانية للسماح للمتطرفين بإدخال القرابين للمسجد الأقصى.
ويتساءل “هل ستسمح شرطة الاحتلال لهؤلاء المتطرفين بإدخال القرابين أم لا؟، هذا ما سيُحدده الواقع على الأرض وردة فعل الشارع الفلسطيني، وواقع الضفة الغربية، والمقاومة في قطاع غزة”.
ويؤكد في تصريحات له، أن الجماعات الاستيطانية تُصر على تغيير الواقع في الأقصى، والمضي قدمًا نحو بسط السيطرة الكاملة عليه، حتى يصبح متساويًا للجميع في العبادة، مبينًا أن “السجود الملحمي، إدخال القرابين، الصلوات التلمودية، واللباس الفاضح”، وغيرها كلها رموز توراتية تستهدف تغيير الواقع في الأقصى، وتحويله من مسجد إسلامي خالص للمسلمين وحدهم، إلى “مكان مقدس لليهود”، وهنا تُكمن الخطورة
سرقة الأقصى
ويشدد المختص في شؤون القدس على أن المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين وحدهم، لا يجوز انتهاكه وتدنيسه، ولا يقبل القسمة ولا الشراكة.
ويطالب الهدمي بضرورة تكاتف وحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، من أجل مواجهة إجراءات ومخططات “جماعات الهيكل” وحكومة الاحتلال، لأن شعبنا وحده قادرة على لجم هذا الاحتلال، كما حدث خلال معركة “سيف القدس”.