ورحل الأب الأبرز للبيروقراط الأردني: الجميع ينعى الدكتور “عبد السلام المجالي” والسؤال الجوهري يطرح فجأة.. هل تراجع الفقيد قبل 10 سنوات عن عبارته الشهيرة يوم توقيع وادي عربة.. “اليوم تم دفن الوطن البديل”؟

الإنتشار العربي :بعد رحلة طويلة جدا غادر العجوز السياسي والسياسي الاردني البارز الدكتور عبد السلام المجالي صاحب الحظوة المحترمة اجتماعيا حيث توفاه الله ونعي رسميا وشعبيا واردنيا وفلسطينيا في ان واحد.
الدكتور المجالي أحد أبرز اقطاب البيروقراطي الاردني وقد رحل عن عمر يناهز 98 عاما وينسب له الفضل محليا في وضع اللبنات الأولى لمؤسسات التعليم العالي وفي دوره كطبيب من الاوائل في بناء الخدمات الطبية الملكية والتي تنافس القطاع الخاص وتعتبر من المؤسسات العلاجية الاردنية الابرز.
ثمة تلاميذ كثر في الطبقة الاكاديمية من البارزين يدينون للراحل بتوفير الفرصة لهم ويشار له بكل اصابع اليد عندما يتعلق الامر بتأسيس القطاع الصحي الاردني عموما.
نعى مجلس الوزراء في بيان كبير الفقيد الكبير كما وصفه رئيس الوزراء الحالي الدكتور بشر الخصاونة.
ونعى مجلس الأمة كذلك الرجل الراحل والعجوز المؤسس للطبقة البيروقراطية الاردنية ونعاه ايضا الرئيس محمود عباس بصفته من اوفى الاصدقاء للشعب الفلسطيني.
خلافا لغالبية الشخصيات السياسية الاردنية الوطنية لم يكن الدكتور عبد السلام المجالي خلافيا او مثيرا للنقاش بل كان محط اجماعي وطني واحد ابرز الاطباء في تاريخ الاردن الحديث.
لكن الجزء السياسي في مسيرته الطويلة قبل الرحيل هو الذي اثار الجدل اصلا خصوصا وانه ترأس الوفد المفاوض مع اسرائيل والرجل الذي وقع اتفاقية وادي عربة التي يتأسف عليها الجميع الان.
هل قالها لمجالي قبل رجيله حقا؟
هذا هو السؤال الذي طرح خلال 10 سنوات على الاقل في عمر القامة الاردنية والمقصود طبعا موقفه المنقول المتأخر حول دفن الوطن البديل حيث صدرت بعد توقيع اتفاقية وادي عربة حصرا عبارة واحدة في تصريح شهير عام 1994 للراحل الكبير قال فيها ” اليوم يمكنني القول.. لقد تم دفن الوطن البديل”.
المقصود آنذاك كان اعتراف اسرائيل بحدود الاردن الحالية والخيارات الجريئة في السلام التي اتخذها الملك الراحل الحسين بن طلال.
لاحقا ظهر المجالي في وقت متأخر مرتين فقط في ندوات عامة وفي اخر حضور له رصدته الكاميرات كان في استقبال ولي العهد الامير الحسين بن عبد الله في مدينة الكرك جنوبي البلاد.
لكن سياسيون كثر بعضهم رحلوا ومجايلون للمجالي نقلوا عنه في السنوات العشر الاخيرة من عمره تراجعه المحسوب عن عبارة دفن الوطن البديل والكشف متأخرا عن ان السيناريو لا يزال في ذهن اليمين الاسرائيلي وقد سمعت رأي اليوم مباشرة الرواية المعدلة للمجالي من 3 مصادر مجايلة له على الاقل.
رغم كل ذلك نعى مئات الاردنيين رجل السياسة والطب البارع والقطب الاردني الذي ارتبط اسمه بإنجازات وطنية لا يمكن انكارها من بينها المؤسسة العلاجية والخدمات الطبية الملكية وام الجامعات الجامعة الاردنية اضافة الى انه شكل نموذجا لطبقة رجال الدولة الذين يعتزلون عند التقاعد كل انماط الاضواء.