التحقيقات لا تزال سِريّة.. تساؤلات في الشّارع الأردني عن “طلقة الليل الغادرة” التي أنهت حياة العقيد الدلابيح وعدّة سيناريوهات شعبية والتصوّر الأمني الرسمي لم يُعلَن بعد ومُهلة “بني حسن” تنتهي الإثنين وأوّل المُتّهمين تجّار المخدّرات
![التحقيقات لا تزال سِريّة.. تساؤلات في الشّارع الأردني عن “طلقة الليل الغادرة” التي أنهت حياة العقيد الدلابيح وعدّة سيناريوهات شعبية والتصوّر الأمني الرسمي لم يُعلَن بعد ومُهلة “بني حسن” تنتهي الإثنين وأوّل المُتّهمين تجّار المخدّرات](https://alentesharnewspaper.com/wp-content/uploads/2022/12/2022-12-18_10-29-10_120153.jpg)
الإنتشار العربي :بدأت تظهر عبر الصحافة المحلية الإلكترونية في الأردن محاولات لفهم طبيعة واجهة انطلاق الرصاص التي قتلت عقيد بارز في جهاز الأمن العام في منطقة الحسينية قرب مدينة معان جنوبي البلاد.
وهو العقيد الدكتور عبد الرزاق الدلابيح الذي أثار اغتياله حالة تضامن وتعاطف شديدة وسط الشعب الأردني واعتبر ضحية لحالة الفوضى التي رافقت أمنيا الاعتراضات والاحتجاجات على رفع اسعار المحروقات وإضرابات سائقي الشاحنات.
ولليوم الثاني على التوالي وبعد مواراة جسد وجثمان العقيد الثرى لم تعلن السلطات الأمنية الأردنية أي معلومة لها علاقة بحادثة قتل العقيد بعد، خصوصا أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أعلن وزير الداخلية مازن الفراية أنه غاضب بشدّة وأصدر توجيها لجميع الأجهزة الأمنية والاستخبارية بالبحث عن المجرمين ومحاسبتهم قضائيا.
واكتفى مدير الأمن العام اللواء عبيد الله المعايطة أمس الأول بالإشارة إلى أن التحقيقات سرية.
لكنه عبّر عن قناعته بالوصول إلى الجناة وإلقاء القبض عليهم علما بأن قبيلة العقيد الشهيد وهي قبيلة بني حسن التي تعتبر من حيث التعداد أضخم قبيلة في الأردن أمهلت السلطات ثلاثة أيام للقبض على الجناة في حادثة ابنها العقيد.
ولم تصدر توضيحات أو شروحات لها علاقة بالرصاصة الغادرة التي أصابت رأس العقيد الدلابيح لكن المعلومات الاولية اشارت الى ان صلية من الرصاص من سلاح رشاش على الارجح اصابت العقيد واثنين من مرافقيه بجراح متوسطة واطلقت في ساعات الليل.
وتوصف الرصاصة التي استهدفت رأس العقيد الدلابيح بأنها “طلقة ليل” وهي واحدة من أكثر الطلقات والرصاصات صعوبة في تتبعها، لكن رأي فني صدر عن أحد ابناء قبيلة بني حسن وهو شايش العموش أشار فيه إلى أن إصابة ضابط رفيع عن بُعد وفي ساعات الليل وبمنطقة الرأس مسألة من الطبيعي التوقع أنها صادرة عن قنّاص.
لكن الاجتهادات مُتزاحمة حول طلقة الليل كما توصف والتي أقلقت جميع الأردنيين وخلقت حالة من التعاطف خصوصا وأن قبيلة بني حسن أدارت الموقف من جانبها بقدرة وتقدير وطنيين.
واتّخذت تدابير انتشار أمني في مناطق الجنوب وغيرها تجنبا لصدامات ناتجة عن احتجاجات الإضراب.
والانطباع لدي الكثير من المراقبين والخبراء أن الإضرابات والاعتصامات وحالات العصيان المدني اعتراضا على نهج الحكومة في أسعار المحروقات قد تستمر بعد انتهاء اليوم الثالث في عزاء العقيد الدلابيح والذي وصفته قبيلته بني حسن وذويه بأنه “شهيد” الأردن.
ورفض بيان من بني حسن توجيه اتهام لأي من المشاركين في الإضراب في نقطة لافتة جدا للنظر وطالب البيان السلطات الأردنية بالقبض على الفاعلين ثم اعلن وزير الداخلية مازن الفراية أن جميع الأجهزة الاستخبارية في الدوله مشغولة بالبحث عن الجناة من المخربين الذين تسببوا بمقتل الضابط الدلابيح وإصابة اثنين من رجال الأمن في منطقة الحسينية فيما صدر عن قادة شيوخ وعشائر منطقة الحسينية من قادة وعشائر أبناء البادية الجنوبية بيان يتبرّأ مسبقا من إطلاق أي رصاصة على أي من رجال الأمن ويعتبر هذه الرصاصة الغادرة ولا غطاء لها ويطالب بالتحقق والتحقيق والتوثّق من الجهات التي أطلقت الرصاص.
ولم تعلن السلطات الرسمية الأردنية بعد رواية محددة بخصوص الرصاص الذي أصاب رجال الشرطة وقتل أرفعهم رتبة وهو العقيد الدلابيح.
لكن بعض الآراء والاجتهادات ربطت بين انشغال قوات الأمن العام في تلك المنطقة الحيوية في مجال تجارة المخدرات والتهريب وبين استغلال مجموعات خارجة عن القانون قد تكون مرتبطة بالشبكات لتهريب المخدرات لمسار الأحداث والهجوم على رجال الأمن مما أدّى إلى اغتيال العقيد الدلابيح وهي نظرية تتضمّن سيناريو يحتاج للاختبار في الأيام القليلة المقبلة.