مهمات عاجلة لابد من القيام بها قبل أن ينهي نتنياهو تشكيل حكومته الانتقالية
الإنتشار العربي :بسام أبو شريف
لن يطول حديثنا حول مايجري في إسرائيل ومايجب أن نفعله نحن حيال ذلك.
فالأمور واضحة جدا وآفاقها الخطيرة أيضا واضحة ولذلك علينا أن نقوم بخطوات واضحة أيضا وآفاقها أيضا واضحة.
نؤيد تماما ما قاله الرئيس أبو مازن حول قرارات الأمم المتحدة ونكرر هنا أهم ما جاء في ذلك وهو أن الولايات المتحدة وقفت وتقف حجر عثرة في وجه تنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتصلة بالحل في فلسطين ، ثانيا رغم أن قرار التقسيم أعطى الفلسطينيين 45% من الأرض وهذا ظلم الا أن تنفيذ هذا القرار لم يتم رغم كل المحاولات ، ثالثا أن قرار 194 الذي ينص على العودة قرار ثابت وموافق عليه خطيا من موشيه شاريت الذي لم ينفذ حتى الآن تدعم الولايات المتحدة عدم تنفيذه.
طالب أبو مازن بتنفيذ هذه القرارات وأنه سيلجأ مرة أخرى الى الأمم المتحدة.
كلام من رئيس السلطة الفلسطينية لابد من قوله ضمن المجال السياسي والدبلوماسي لكن التجربة دلت على أن كل هذه العقود التي مرت دون تنفيذ للقرارات لم يكن السبب الوحيد هو وقوف الولايات المتحدة حجر عثرة في وجه تنفيذها
بل كان ضعفنا نحن وعدم اللجوء الى الأسلوب والأساليب السليمة التي تؤدي بنا الى تنفيذ الأهداف سببا رئيسيا من أسباب عدم تنفيذ تلك القرارات على الأرض بشكل عملي من هنا نقول ان هذه الحكومة التي يشكلها نتنياهو الآن هي حكومة تحمل في طياتها وفي جيوبها وفي كل مكان من مكاتبها بذور تقسم وانكسار واندحار إسرائيل فقد حرص نتنياهو على انهاء والاجهاز على كل مايمكن أن يسمى أو يدعى أنه ديموقراطية في حياة إسرائيل من أجل مصلحته الشخصية ومن أجل ألا يحكم عليه في المحاكم بتهم الفساد الثابتة عليه ولذلك هو يضحي بإسرائيل من أجل مصلحته الشخصية وهذه هي بذرة انهاء إسرائيل كدولة موحدة الجوانب وموحدة الأوصال غانتس عبر عن ذلك بكل وضوح واسمحوا لنا باستعارة بعض ما قاله وقال ان إعطاء الحكم المدني على الضفة الغربية لبن غفير وشركائه سوف يعني القضاء كليا على نفوذ الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي على تلك المناطق وسوف يؤدي بشكل حتمي الى انتفاضة عارمة في الضفة الغربية ضد الوجود الإسرائيلي.
اذا كان غانتس يتوقع ذلك علينا أن نبدأ من هنا في الحديث عن ماذا يجب علينا أن نفعل في مواجهة مايخطط له نتنياهو.
نتنياهو مستعد أن يحتل شرق الأردن من أجل أن يثبت نفسه كرئيس وزارة حتى ينجو بنفسه من الحكم في المحكمة الإسرائيلية على تهم الفساد الثابتة عليه.
أقول هذا لأصف الحد الذي يستعده نتنياهو أن يذهب اليه من أجل مصالحه الشخصية طالما أنه ضحى بإسرائيل التي أنشأها بن غوريون وأحدث الانقلاب الذي حرص بن غوريون على عدم حصوله لابد من القول أن بأيدينا الآن مفاتيح الحل للذي نريده ولابد من تنفيذه لقد حرص بن غوريون على أن يقيم جيشا علمانيا الكفاءة فيه هي المقياس وحاول قدر الإمكان ابعاد المتطرفين المتدينين عن صفوف هذا الجيش حتى لا يصبح هذا الجيش جيشا متطرفا على حكومته السياسية لكن ما جرى الآن وهذا هيء له منذ عام 73 هو أن هيئة الأركان أصبحت غالبيتها من الذين يلبسون القلنسوة المتدينين بشتى أشكالهم وشتى مناهجهم وحتى هذا لايعجب بن غفير فقد رتب مع نتنياهو أن تتحول كل السلطات العسكرية والأمنية والسياسية في الضفة الغربية له وكذلك لوزراء آخرين سوف يتسلمون وزارة المالية مما سيجعل من موازنات وزارات الحريديم والمتطرفين اليهود موازنات مستقلة لاتتدخل فيها أي جهة من الحكومة الإسرائيلية حتى من أعضاء الليكود ولا نحتاج للحديث مطولا حول بن غفير فقد أعلن عن نفسه ومنهجه بكل وضوح وسحب مسدسا من جانبه وقال بالرصاص سوف أتصدى للفلسطينيين وهو وشركاؤه من الذين يرفعون شعار تصفية واجتثاث الفلسطينيين جسديا من أجل أن تصبح الأرض يهودية وكلها لليهود حسب أساطيرهم نعود للقول بأن ما قاله الرئيس أبو مازن كلام سليم ولكن السعي لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة يحتاج الى ميزان قوى اذ لايمكن أن يكون الضعف طريقنا نحو اجبار الأمم المتحدة ودفعها لتنفيذ تلك القرارات ولو بالقوة لابد لنا من تجميع قوانا وتوحيدها من أجل الضغط العملي الميداني حتى تتراجع القوات الإسرائيلية عن الأراضي التي احتلتها عام 67 حتى نقيم الدولة المستقلة على كامل الأرض التي احتلت عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية كاملة السيادة جوا وبحرا وأرضا.
لذلك نقول بصراحة للجميع لحماس أولا وللجهاد الإسلامي وللجبهة الشعبية ولكل فصائل المقاومة نقول أعدوا أنفسكم لوحدة الصف والاعداد لوحدة الصف يتطلب مواقف عملية من حركة فتح فاذا كانت وفود من فتح تابعة للجنة المركزية أو من خارجها تتجول وتبحث مع فصائل فلسطينية أو مع قيادات لبنانية أو مع جهات عربية تبحث موضوع إعادة اللحمة للصف الفلسطيني لإاولى لك فأولى على فتح أن تبدأ بالساحة الفلسطينية والبداية في الساحة الفلسطينية يملك مفاتيحها جميعا أبو مازن ماذا على أبو مازن الذي طرح كلاما سليما على الصعيد الدولي وعلى صعيد الأمم المتحدة وضرورة تنفيذ قراراتها ماذا عليه أن يفعل حتى يمهد الطريق من أجل تزاوج القوة الميدانية والقوة السياسية والدبلوماسية لتصبح أداة تعدل من ميزان القوى للضغط العالمي والإقليمي والفلسطيني على قوات الاحتلال لترحل عن أرضنا. نحن نثق بأن ضميرالرئيس أبو مازن فلسطينيا من حيث القضية وحقوق الشعب الفلسطيني ضميرا حيا ولذلك من الطبيعي والمنطقي أن ينسجم مع نفسه ويبدأ أولا بإعادة الشرعية للمؤسسات الفلسطينية وهذا يعني أن البداية وليست النهاية الانتخابات ولا أريد أن أتحدث عن الانتخابات الرئاسية بل الانتخابات التي تعيد الحيوية لجسم منظمة التحرير الفلسطينية أولا المجلس الوطني اذ من العار أن تبقى تشكيلة المجلس الوطني كما هي عليه الآن وكما اجتمع في آخر اجتماع له فقد وظف في المجلس أعضاء من عائلات منظمة فتح بشكل غير شرعي وأصبحت العضوية بهدلة وليست كفاءة واستحقاق الانتخابات سوف تجلب مجلسا وطنيا يعيد لحيوية من الجذور لمنظمة التحرير اذ أن المجلس الوطني سيقوم بانتخاب لجنة تنفيذية جديدة شرعية وأن تنتخب اللجنة التنفيذية رئيسا لها حتى تتمكن من تغييره ان هو انحرف عن سياسة منظمة التحرير وكذلك أن ينتخب المجلس الوطني رئيسا للصندوق القومي لايتم صرف قرش دون توقيعه وتوقيع رئيس المنظمة سويا على صرف الأموال.
ثانيا لابد من إعادة الحيوية لحركة فتح وذلك أيضا لاعادة شرعية أعضاء اللجنة المركزية وعقد مؤتمر لفتح تنتخب فيه لجنة مركزية جديدة انتخابا شرعيا تقوم هي بإعادة اللحمة لجسم فتح وبث الحيوية بين أعضائها وتهيئتهم لخوض المعركة التي ستفرض علينا شاء أبو مازن أم أبى فالمعركة مفروضة من بن غفير انها معركة تطهير عرقي لابد من مواجهتها والتطهير العرقي وليسمح لنا الأخ أبو مازن أن نقول له لايواجه بالدبلوماسية في الأمم المتحدة فارتكاب المجازر لايواجه الا بالدفاع عن الشعب دفاعا مستميتا وبالسلاح اذ لا نريد أن ترتكب دير ياسين وكفر قاسم مرة أخرى والطريق لذلك هو أن نهيء أنفسنا وشعبنا للدفاع المستميت عن وجودنا وعن إبقاء جذورنا في أرضنا والحفاظ على زيتوننا ومقدساتنا بطبيعة الحال وعلى رأسها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة في القدس اذا كان الأخ أبو مازن يقصد كلامه ويلتزم به فمن الطبيعي والمنطقي أن نقوبل له ليبدأ عمليا بالخطوات التي تعطي موقفه قوة حقيقية وهي الوحدة الوطنية الفلسطينية وهي إعادة الشرعية لمنظمة التحرير الفلسسطينية وإلغاء كافة القرارات التي ألغت القضاء والمحاكم وعينت من لايحق له أن يتعين في مكانه وأن تجدد منظمة التحرير حيويتها وأن يجلب الوجوه الكفؤة والقادرة فعلا على القتال وأن يعيد اللحمة لجسم فتح وأن يهيئها لمرحلة من الصدام لابد أنها آتية.
نقول للجميع شئتم أم أبيتم المعركة ستفرض علينا انها معركة الوجود انها معركة مواجهة التطهير العرقي فبن غفير يملك الآن صلاحية إعطاء تراخيص البناء أو هدم بيوت الفلسطينيين وصلاحية مصادرة الأرض وزيادة المستوطنات وتوسيعها وتهويد الأقصى وتهويد الضفة الغربية بأسرها كيف سنواجه هذا ليس بالكلام وحده نواجه هذا المخطط ولي بالأمم المتحدة نواجه هذا المخطط ان تنفيذ الأمم المتحدة أو عملها لتنفيذ قراراتها نابع من حجم القوة التي يستطيع الفلسطينيون أن يجمعوها ويحشدوها وأن يفعلوها بشكل كفء ضد قوات الاحتلال ان ما نحتاجه هو إعادة الذين يستطيعون أن يخططوا ميدانيا ومعظمهم أصبح متقاعدا قسريا في بيته لقد دفع الشعب الفلسطيني ثمنا كبيرا لتدريب هؤلاء ولماذا يجلسون في بيوتهم الآن على الرئيس أبو مازن أن يتابع ما قاله وعندها سيجد عندما يرسم الخط الميداني موازيا للخط السياسي الدبلوماسي بالاتجاه الصحيح لمواجهة المعركة التي سيفرضها علينا نتنياهو سيجد الأخ أبو مازن أن الشعب سيقف معه لأن الشعب مع الموقف الصحيح والحق وأن هذا الموقف الصحيح والحق سوف يقضي حتما على الفساد والفاسدين وسيضع حدا لهدر الأموال العامة في أماكن ولأشخاص لايستحقونها.
كاتب وسياسي فلسطيني