العرس الكروي….

 العرس الكروي….

عقيل هنانو


العالم كله اليوم وغداً وطوال مدة العرس الكروي في الدوحة سيكون يرنو الى تلك البلاد، ولا تهمني اطلاقاً ان تنجح او تفشل قطر فيما تقوم به سواءً كان اقتصادياً او سياسياً او اجتماعياً او رياضياً، فلن تستفيد من البطولة في قطر، فلسطين ولن ينتفع منها عربي، ولن يفك نتيجتها حصار على سورية او ليبيا او العراق او مصر او السودان، وغيرهم من البلدان.

قطر والامارات ومهلكة الشر هم وبكل اختصار وكي لا نتوسع في النقاش، برأي، هم البديل الصهيوني لعالمنا العربي، هم الصهاينة الجدد، فشل الكيان الصهيوني بعد سبعين عام واكثر ان يكون مكونً طبيعي في عالمنا واقليمنا العربي، يفرض على اسياده ومن اوجده ان يأتوا بالبديل، والبديل هو هذه الممالك والامارات التي رعوها منذ ان انشئوا، ارسلوا اولاد من نصبوهم ملوك وامراء وهم كانوا حثالة الشعوب، ارسلوهم الى كليات عسكرية في دول الاستعمار والاستكبار، انشئوهم على مبدء الركوع للغربي الابيض، جعلوا الذل لديهم ميزة تمدح، وجعلوا العار وقلة الشرف قيمة اخلاقية تورث لبعدهم من الاجيال.

اليوم الكيان الصهيوني يترنح تحت واقع لمحيط متلاطم نبضه في فلسطين يرفض وجوده ويرفض القبول به ويرفض ساديته واجرامه، اليوم يجري تفعيل صهاينة عرب، صهاينة يمكن لك ان تتبع جذورهم الى هنا ، ليسوا غرباء، عرب وليسوا غربين، لا ينتموا الى غرب بعيد اجنبي لا يملك حضارة هذه البلاد ولا ينتمي لتاريخها وثقافة الاجيال.

هم صهاينة عرب تم زرعهم من خلال الرعيل الأول، وقد نضج الزرع وكبر، وحان وقت الحصاد، فكانت الدوحة وكانت ابو ظبي وكانت المنامة وكانت عمان وكانت الرياض وكانت مسقط وكانت الرباط، ممالك وامارات وجدت واقيمت ورفعت حصراً لتدعم المستعمر وتكون البديل للكيان حين يأتي وقت انهاء اسباب وجود ذلك الكيان، وذلك جداً قريب.

هي كيانات تملك الاكتفاء الذاتي ولا تحتاج من دافع الضرائب الغربي المال، هي قيادات تمنح المستعمر كل خيرات البلاد وثروات الامم دون الحاجة الى تواجد جيوش الغرب لتواجه الشعوب، دون الحاجة لتبرير غزو واحتلال، هي كيانات تضع اموال الشعوب في بنوك السيد المحتل، تدفع عنه كل ما يحتاج، تفقر شعوبها وتمنع عنهم التقدم والازدهار والاعتماد على النفس والابداع، لذلك لا نرى بينهم طبيب او مهندس، كاتب او باحث، عالم او مخترع، محتمع استهلاكي بحت غير منتج على الاطلاق، حتى ثروات انعم بها الله على تلك البلاد يخرجها ويصنعها الاجنبي وليس ابن البلاد، لا تجد مشروع بناءً وعمران يديره مواطن لديهم فتلك اختصاصات حصرية لشركات غربية وخبرات يمنع لها ان تكون وطنية في تلك البلاد، فاستقلالية القرار خطر ينعتق جرائه الانسان، والمواطن الحر خطر مستقبلي وحاضر ضد رغبات السيد المحتل.

نحن اليوم نواجه صهيوني غربي واخر اخطر عربي، صهيوني لا يدين بدين البلاد ولا ينتمي للغة الانسان فيها وهو في طريقه الى الزوال، وصهيوني يدعي الايمان ويقف فينا أمام، يحاضر فينا عن السيد المسيح ونبينا محمد كما يفعل (البطرك)الراعي و(الشيخ)القرضاوي والافاعي التي انشئوا ليكونوا لهم البديل.

العروبة والإيمان من هولاء واسيادهم برآء، هولاء صهاينة الدين والعرب والاعراب، هولاء هم القتلة الحقيقين اليوم لتقدم وطموح الشعوب، تحرير فلسطين لن يكون نهاية الصهيوني ولكن ستكون بداية نقل المعركة الى البقعة الجغرافية التي يتواجد فيها هولاء، صهاينة الضاد وصهاينة الانتماء وصهاينة الولاء، لا اخوة ولا اشقاء ولا خير في امةً يكون فيها هولاء زعماء.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *