أوستن يحذر من خطر النووي إذا انتصرت روسيا وكييف ترفض التنازل من أجل السلام والمعارك تشتد.. وواشنطن تحث أوكرانيا على التفكير في إجراء مفاوضات مع موسكو

 أوستن يحذر من خطر النووي إذا انتصرت روسيا وكييف ترفض التنازل من أجل السلام والمعارك تشتد.. وواشنطن تحث أوكرانيا على التفكير في إجراء مفاوضات مع موسكو

الإنتشار العربي :حذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن السبت من مخاطر انتشار الأسلحة النووية العالمي إذا انتصرت روسيا في حربها على أوكرانيا، مشيرا إلى أن بلاده لن تنجر إلى ما وصفها بـ “الحرب الاختيارية” التي شنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
كما قال -في كلمة له خلال منتدى أمني في كندا- إن موسكو تنتهك قوانين الحرب وترتكب “فظائع” في أوكرانيا.
بدوره، أكد وزير الخارجية الأوكراني ديمتري كوليبا أن بلاده بحاجة إلى نصر وليس إلى “تعادل” في حربها مع روسيا، مؤكدا أنه “إذا تم السماح لروسيا بأخذ استراحة الآن، فإن بوتين سيخلق صراعا مجمّدًا في وسط أوروبا”.
وناشد المسؤول الأوكراني شركاء كييف عدم وضع محادثات سلام مبكرة مع روسيا هدفا لهم، بل أن يجعلوا هدفهم هو انتصار أوكرانيا.
كما حذر من عرض تنازلات تمس وحدة الأراضي أو السيادة الأوكرانية، لأن هذا “سيكون بمثابة تنازل منهم عن أمن بلادهم بشكل مباشر”، وفق تعبيره.
سلام غير ممكن
من جانبه، قال أندريه يرماك، كبير مساعدي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن السلام مع روسيا لن يكون ممكنا إلا عندما يتم تدمير الجيش الروسي وتستعيد أوكرانيا حدود عام 1991، التي تشمل المقاطعات الأوكرانية الأربع التي أعلنت روسيا ضمها من جانب واحد، إلى جانب شبه جزيرة القرم.
في المقابل، قال نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف إن الغرب سئم من سلوك الرئيس الأوكراني الذي يستمر بالطلب من الغرب إرسال مزيد من المال والأسلحة عبر خطابات مليئة بالمشاعر، حسب تعبيره.
وأضاف أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) “لا يريدان قطيعة كاملة مع روسيا، ولهذا فإنهما يحاولان دفع كييف لمزيد من العقلانية”،وفق “الجزيرة”.
سوناك في كييف
وكان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك قد أعلن -وقت سابق السبت- في أول زيارة له إلى كييف أن بلاده ستقدم لأوكرانيا منظومات دفاع جوي بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني، وأنها ستستمر في تقديم دعمها العسكري لأوكرانيا بقيمة مليارين و300 مليون جنيه إسترليني العام القادم.
وذكر سوناك أن حزمة المساعدات العسكرية الجديدة تشمل دفاعات جوية وأسلحة مضادة للطائرات ورادارات وعتادا مضادا للطائرات المسيرة، مشددا على أن لندن ستكثف الدعم الإنساني لمساعدة كييف في مواجهة فصل الشتاء القاسي المقبل.
خسائر كبيرة
ميدانيا، قالت القوات الموالية لروسيا في إقليم دونباس إنها أحبطت محاولة تقدم للجيش الأوكراني في محور سفاتوفو بمقاطعة لوغانسك شرقي أوكرانيا.
وذكرت أنها كبدت القوات الأوكرانية خسائر كبيرة ودفعتها للتراجع خلف خط سكة الحديد المحاذي للطريق الرابط بين مدينتي سفاتوفو وكوبيانسك.
كما قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها قتلت أكثر من 120 عسكريا أوكرانيا في مقاطعة دونيتسك.
وذكر المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف أن 60 عسكريا من الجيش الأوكراني والمرتزقة قتلوا خلال صد هجمات للقوات الأوكرانية على بلدات في مقاطعة خاركيف، كما أكد إحباط هجمات أوكرانية في لوغانسك.
في المقابل، قالت أوكرانيا السبت إنها قتلت نحو 60 جنديا روسيا في قصف بعيد المدى بالمدفعية في خيرسون، وهي المرة الثانية خلال 4 أيام التي تقول فيها كييف إنها كبدت روسيا خسائر كبيرة في حادثة واحدة.
وفي منشور على فيسبوك، قالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إن روسيا تكبدت خسائر عندما قصفت القوات الأوكرانية بلدة تبعد 40 كيلومترا جنوبي مدينة خيرسون التي غادرتها القوات الروسية هذا الشهر.
وتدعو الولايات المتحدة أوكرانيا بشكل متزايد إلى الانفتاح على محادثات سلام مع روسيا بينما أكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنه سيكون من الصعب على قوات كييف استعادة الأراضي التي استولت عليها موسكو في الحرب.
واشار رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارك ميلي الأربعاء الى ان الدعم الأميركي لم يتضاءل. لكنه قال إن كييف كانت في وضع جيد لبدء محادثات سلام، إذ تمكن جنودها من الوقوف في وجه روسيا.
واوضح إن الروس يعززون الآن سيطرتهم على 20 بالمئة من الأراضي الأوكرانية وأن الخطوط الأمامية من مدينة خاركيف إلى مدينة خيرسون تشهد استقرارا.
ورأى ميلي إن “إحتمال تحقيق نصر عسكري أوكراني، يقوم على طرد الروس من جميع أنحاء أوكرانيا، بما في ذلك من (…) شبه جزيرة القرم، واحتمال حدوث ذلك قريبًا ليس كبيرا، من الناحية العسكرية”.
وأضاف “يمكن أن يكون هناك حل سياسي حيث ينسحب الروس سياسيا، هذا أمر ممكن”.
– لا ضغط أميركيا –
أكد البيت الأبيض الجمعة أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هو وحده المخول الموافقة على فتح مفاوضات سلام بين أوكرانيا وروسيا، رافضا أي فكرة عن ضغوط أميركية على كييف.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين “قلنا أيضا أن الأمر متروك للرئيس زيلينسكي ليقول ما إذا كان مستعدا للمفاوضات ومتى وما الشكل الذي ستتخذه تلك المفاوضات”.
واضاف “لا أحد في الولايات المتحدة يشجعه أو يصر عليه أو يدفعه إلى طاولة المفاوضات”.
لكن في وقت سابق من هذا الشهر، قال فولوديمير زيلينسكي إنه لم يعد يطالب برحيل فلاديمير بوتين لبدء المفاوضات، وهو تغيير في المسار جاء بعد ضغوط من البيت الأبيض.
– مثل الحرب العالمية الأولى –
لايزال دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا قويا.
فقد طلب البيت الأبيض هذا الأسبوع من الكونغرس الإفراج عن 38 مليار دولار إضافية لدعم كييف.
لكن في الوقت نفسه، لم يعارض البيت الأبيض تصريحات الجنرال ميلي الذي أشار الأسبوع الماضي في نيويورك إلى أن أوكرانيا تكبدت مئة ألف قتيل وجريح في ساحة المعركة – وهو عدد قريب من تقديرات الجيش الروسي – وبالاضافة الى سقوط اربعين الف ضحية في صفوف المدنيين.

وتوقع الجنرال ميلي أن يرتفع هذا الرقم إذا استمرت أوكرانيا في القتال في محاولة استعادة حدود ما قبل عام 2014.
وقارن ميلي بشكل خاص الوضع بالحرب العالمية الأولى، عندما كان المعسكران غارقين في صراع أودى بحياة مليون شخص بين آب/أغسطس وكانون الأول/ديسمبر من عام 1914، مع استقرار خط المواجهة ورفض إجراء مفاوضات سلام. وبعد مضي أربع سنوات على ذلك التاريخ، وفي نهاية 1918، كان قد سقط 20 مليون قتيل.
وقال “لذلك عندما تكون هناك فرصة للتفاوض وعندما يمكن تحقيق السلام، يجب اغتنامها”.
– طريقة دبلوماسية –
أثارت تعليقات ميلي مخاوف من أن الولايات المتحدة قد ترغب في إعادة النظر في هدف كييف المتمثل في استعادة جميع الأراضي التي تحتلها روسيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم ودونباس، التي فقدت أوكرانيا السيطرة عليها في عام 2014.
ويقول تشارلز كوبشان الأستاذ في جامعة جورج تاون الأميركية، إن إدارة بايدن ربما تحاول التأكد من أن الباب لا يزال مفتوحا للمفاوضات، وأن ميلي هو ببساطة “أكثر تطلعا نحو المستقبل”.
واضاف “لا أعتقد أن هذا سابق لأوانه. أعتقد أنه من الحكمة وان على الروس والأوكرانيين الإبقاء على إمكانية وجود قناة دبلوماسية”.
وهي أيضاً إشارة لفولوديمير زيلينسكي الذي تختبر تصريحاته صبر بعض الحلفاء.
ويقول كوبشان “من المفهوم أن زيلينسكي يشعر بالتوتر ويقول أشياء لا يحبها الحلفاء بالضرورة”. ويضيف أن البيت الأبيض يسعى إلى استباق أي ضغوط من الحلفاء الأوروبيين لإنهاء الحرب قبل أن تصبح كييف جاهزة لذلك.
وتابع أن “إدارة بايدن ترى التحرك ببطء لضمان أن يظل الإجماع عبر الأطلسي قويا”.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *