د. سعد ناجي جواد: كتاب جديد للخبير النفطي العراقي المهندس سعد الله الفتحي

 د. سعد ناجي جواد: كتاب جديد للخبير النفطي العراقي المهندس سعد الله الفتحي

الإنتشار العربي :د. سعد ناجي جواد
صدر قبل اسابيع قليلة كتاب جديد بعنوان (من برج التكرير ثانية/ دار الايام للنشر والتوزيع/ عمان/ الاردن) للاخ المهندس الاستاذ سعد الله الفتحي، الخبير المعروف في مجال النفط، والذي عمل في العراق وفي هذا المجال منذ بداية حياته العملية، وبعد ان نال شهادته من جامعة مانشستر البريطانية عام 1963.
هذا الكتاب هو الثاني للمؤلف، حيث سبقه كتاب اصدره في عام 2014 بعنوان (من برج التكرير)، تحدث فيه باسهاب عن دوره وزملاءه الوطنيين الابطال في مجال انتاج وتكرير النفط في العراق، بالاضافة الى عمله في المنظمات الدولية المتخصصة بشؤون الطاقة ممثلا للعراق. بعد ان اصدر كتابه الاول شعر المهندس سعد الله ان هناك مواضيع اخرى، اكثرها تجارب شخصية/مهنية، لم يتمكن من تثبيتها في المجلد الاول، ولهذا عكف على كتابة هذا الكتب الذي هو من وجهة نظري يمكن ان يعتبر الجزء الثاني من الكتاب الاول.
على الرغم من ان الكاتب ذكر في المقدمة ان ما يطغى على الكتاب الجديد هو امور مهنية/شخصية، وترجمة لمقالات وبحوث كان قد كتبها ونشرها باللغة الانكليزية، الا انني وجدته يتطرق الى مواضيع تكتسب اهمية كبيرة، مثل اصرار الولايات المتحدة واسرائيل على اعادة تشغيل خط النفط العراقي كركوك-حيفا الذي اوقف العمل به منذ عام 1948، ودور اطراف عراقية مشتركة في تلبية رغبة اسرائيل في هذا المجال، وكذلك مسالة استخراج الغاز، او عدم الاهتمام بها في العراق، ومسالة الطاقة النووية في الدول العربية، الى غير ذلك من المعلومات المهمة والمتراكمة لديه جراء عمله في هذا المجال لما يقرب من ستة عقود.
في هذا الكتاب لا بد وان يحس القاريء بالمرارة الكبيرة التي تستوطن في نفس المولف عندما يتحدث عن ما تعرضت له صناعة النفط في العراق بعد الاحتلال، وبالذات التدمير الارهابي لمصفى بيجي الكبير الذي كان هو احد ابطال انجازه، وما تلى ذلك من نهب منظم وتهريب لمنشئات مصفى بيحي من قبل مليشيات طائفية معينة.وتشعر بمرارته اكثر عندما يتحدث عن ما وصلت له دولا خليجية صغيرة استقلت حديثا تقريبا، وفي الوقت الذي كان فيه العراق، وبطاقاته الوطنية العراقية، قد بنى صناعة ومصافي للنفط كثيرة توضع في مصاف مستويات وشركات عالمية غربية متطورة.
كما انه لم ينس ان يضع مقترحاته لاصلاح ما خربه الاحتلال وكل من تعاون معه، مع اعترافه ان هذه الخطة لن تكون سهلة او بسيطة مع وجود الفساد والادارات الطائفية والعنصرية التي تحرص على سرقة الواردات بدلا عن تكريسها لرفاهية الشعب وادامة وتطوير الصناعة النفطية. اما مراراته الاكبر فتتمثل في احاديثه عن خبراء العراق النفطيين الكبار والوطنيين من امثاله الذين اصبحوا اليوم موزعين على دول العالم شرقا وغربا ولا يستفاد بلدهم من تجاربهم، في وقت اصبحت فيه وزارة النفط العراقية، مثلها مثل وزارة التعليم العالي والمواصلات والاعمار وغيرها، مرتعا للفاسدين والفاشلين والذين لا يمتلك اغلبهم حتى شهادة علمية تؤهله للعمل في المناصب التي يعينوا فيها.
مبروك للاستاذ المهندس سعد الله الفتحي هذا الانجاز القيم، واتمنى عليه ان لا يطبق ما كتبه في المقدمة ان هذا سيكون اخر نتاجه، فهو واقرانه من ابناء العراق الابرار، مطالبون بالكتابة وبوضع الخطط لاعادة تاهيل وتطوير الصناعة النفطية في العراق للاجيال القادمة. ولا بد سياتي اليوم الذي ستتمكن هذه الاجيال من اخذ زمام المبادرة واعادة الوجه الناصع العراق، عراق الرفاهية والاعمار والرعاية الصحية والبناء، عراق خالي من الفقر والامية، والاهم عراق ديمقراطي بحق وليس من خلال استخدام الكلمات المعسولة.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *