سورية
كلما تحرك الروسي وتواصل مع غرب او شرق يخرج بعض السوريين ليقولوا، وماذا عننا، الا نستحق نحن ايضاً بعضاً من هذا الذي تمنح؟….
وحين يتحرك الإيراني ليعقد صفقة هنا او يوقع عقد مع ذاك، ينبري نفس السوري ليقول، يا خسارة ما قدمنا له؟…
هناك امر يغيب عن البعض، ومع كامل الاحترام لما يعرفه ويدركه البعض ولكن في خضم الألم والحزن على الوطن يتناسى البعض، أننا وبكل تواضع ودون اي قصد للأهانة او الانتقاص من تضحيات شعب وجيش قدموا ما لم تقدمه امة في تاريخ البشر المعاصر، ولا ابالغ بهذا الوصف، ولكن سورية التي كانت والتي نريد اليها ان نعود، ما كانت ولن تكون دون الروسي والايراني اولاً، واخيراً، وذلك واقع لمن يبحث قليلاً يعلم احقية الكلام من خلال فعل تجاهله الاعلام لحلفاء وتفاصيل معاهدات قيلت ولم تنشر من قبل الصديق والحليف وقيادة الوطن..
يقصف الصهيوني، وهو لو لم يشعر اننا لازلنا خطر وتهديد له لما قصف، فهو لا يقصف الرياض ولا يقصف القاهرة، لايقصف عمان ولا يقصف الدوحة ولا امارات، ولا حتى رام الله في فلسطين ، ولا اي دولة عربية او تدعي العروبة ولا دولة اسلامية او تدعي الإيمان، هو حصراً يقصف الشام وغزة ، فهذه الجغرافية هي لب الاشكال واصل التهديد والخطر الوجودي لكيانه المهتز.
يقول الاعلام الذي يجتر التبن الاعلامي الغربي انه يستهدف القوات الايرانية وقواعد للأخ الإيراني في سورية، واتحدى الكون كله ان يريني صورة علم إيراني يرفرف فوق قاعدة عسكرية او مكاتب مدنية في اي بقعة سورية عدا سفارة الجمهورية الاسلامية في دمشق الفيحاء، نحن لدينا معاهدة تحالف عسكري وسياسي واقتصادي مع إيران تماماً كما هو الحال مع روسيا الاتحاديه، وتواجد القواعد المزعومة ان وجدت ليس بغريب ولا هي اهانة لسيادة او خرق لبرتوكول سياسي سيادي، ولكنها وببساطة مطلقة خلبية، هي لا وجود لها، هناك مستشارين عسكريين على رؤوس الاشهاد وليسوا سراً من اسرار الامن القومي السوري.
ويتحدث البعض عن علاقات الروسي مع الصهيوني، ويتهمه بالتعاون مع الصهيوني سراً في الحرب على بلادي وامتنا العربية، ومن يقول ذلك يريد من الحليف والصديق ان يرث اعدائنا ويكتسب اصدقائنا، ونحن لدينا اعداء كثر، وقلة قليلة من الاصدقاء، عمادهم روسي وإيراني، لذلك تلك المعادلة امر محال، فعلاقات الروسي والايراني مع التركي والسعودي، مع الاوروبي والاميركي، مع دول العدوان علينا ومع الصهيوني في حالة الروسي، موجودة قبل تحالفنا وستبقى بعد انتهاء حربنا، وليست اطلاقاً مرتبطة بمعاهدة وتحالف نقيمه نحن معهم.
بنود التحالف وقالها الرئيس بوتين ووزير خارجيته وقالتها القيادة السورية في تصريحاتها، لا تنص اطلاقاً ان نجلس نحن كمتفرجين ونطلب من الروسي والايراني الدفاع عن سورية وصد العدوان عليها، لا تطلب اطلاقاً ان تقصف دفاعات الروسي طائرات الصهيوني او تغزو الاراضي المحتله لتحررها نيابة عنا، بنود التحالف تنص بوضوح في الحفاظ على الدولة السورية وعلى الجغرافية السورية، رفض التقسيم، منع الانفصال، الحفاظ على وحدة الاراضي السورية ودعم الدولة السورية في سياساتها لتحرير ارض واستعادة سيادة، ونقطة على السطر.
الرد على الصهيوني شأن سوري، وحصراً، سوري الهوية، انهاء الازمة الغذائية والنفطية مسؤولية ، حصراً، سورية بتحرير تلك الجغرافية السورية المقدسة من احتلال اميركي وتركي وقذارة انفصاليين ليسوا سوريين ولم ينتموا يوماً لأرض وهوية، وارهاب احفاد مسيلمة واسلامهم المزيف المحور الذي يستخدموه مطية.
لحلفائنا مصالح تتجاوز رغباتنا ووضعنا المزري وما نريد، والحليف لديه شعب ومطالب مفروضة على قيادتهم لتحقيق امن قومي وتجاري وصناعي وعسكري بكل الاساليب المشروعه ودون انتظار موافقة احد او اخذ بالحسبان مشاعرنا رضينا او رفضنا، غضبنا او فرحنا لما يريد الحليف.
لدي امل جد كبير ان بقاء الحال من المحال، وان الغد القادم القريب جميل كما ابتسامة حمصية، مشرق كما شمس اللاذقية، دافئ كصباح دمشق، آمن كما امسيات حلبية، هي سورية وستعود فقط لأن شعبها يرفض ان يموت، يرفض ان يخنع لعدو وذل محتل، لان شعبها حي مقاوم، كان وسيبقى وهو الأن عنوان كرامة امة هزمت تتار اليوم ودحرت مغول هذا الزمن البائس وستعود مقلة العين ودرة التاريخ الحاضر والقادم، هي شأأم وشامة الحسن في زمن القبح……
منصورة بلادي فقد ذكرها الانجيل والقرأن والله لا يخلف الميعاد.—