قتلى وجرحى في اشتباكات مُسلحة عنيفة وسط طرابلس وإعلان الطوارئ بمحيط مجلس الوزراء والعاصمة تتحول لثكنة عسكرية

الإنتشار العربي: اندلع قتال عنيف في العاصمة الليبية طرابلس أثناء الليل واستمر حتى صباح اليوم السبت مع تبادل فصائل متناحرة إطلاق النار بكثافة ودوي أصوات عدة انفجارات في أنحاء المدينة.
وقال شهود إن الاشتباكات اندلعت في وسط مدينة طرابلس بعد أن هاجمت واحدة من أقوى الجماعات في العاصمة قاعدة جماعة منافسة مما أدى إلى اندلاع إطلاق نار لساعات مما أثار الرعب بين السكان المحليين وأثار مخاوف من حدوث تصعيد أوسع.
وأي اشتباكات بين الجماعات القوية في طرابلس قد تجر فصائل أخرى. واستمرار الاشتباكات الأحدث لساعات جعلها الأطول في المدينة منذ شهور.
وعبرت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن قلقها إزاء هذا القتال وما شمله من قصف بالأسلحة الثقيلة لأحياء مأهولة بالسكان المدنيين.
وقال عبد المنعم سالم، من سكان وسط طرابلس، “هذا مروع. لم أستطع النوم أنا وعائلتي بسبب الاشتباكات. كان الصوت مرتفعا جدا ومخيفا للغاية”.
وحشدت الجماعات المسلحة الرئيسية، التي تدعم كل جانب في النزاع السياسي، قواتها مرارا حول طرابلس في الأسابيع الأخيرة، مع نشر قوافل كبيرة من المركبات العسكرية في جميع أنحاء المدينة والتهديد باستخدام القوة لتحقيق أهدافها.
ولقي اثنان على الأقل، رجل وامرأة، حتفهما في إطلاق النار، بحسب مصادر طبية.
وأظهرت صور ومقاطع مصورة تم تداولها على الإنترنت لوسط المدينة، ولم تتمكن رويترز من التحقق منها حتى الآن، عربات عسكرية مسرعة في الشوارع ومقاتلين يطلقون النار وسكانا يحاولون إخماد الحرائق.
وقال علي (23 عاما)، وهو طالب رفض ذكر اسمه كاملا، إنه فر من شقته مع أسرته أثناء الليل بعد أن أصاب الرصاص المبنى. وأضاف “لم نتمكن من البقاء أكثر من ذلك حتى نبقى على قيد الحياة”.
- المتنافسان الرئيسيان يتبادلان الاتهامات
لم تصدر وزارتا الداخلية والصحة أي تعليق حتى الآن بشأن القتال الذي توقف في وقت متأخر من الصباح قبل استئنافه. وأعلنت جامعة طرابلس تعليق الدراسة بسبب القتال.
والمواجهة الرئيسية في ليبيا بين حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس بقيادة عبد الحميد الدبيبة وإدارة منافسة تحت قيادة فتحي باشاغا يدعمها برلمان شرق البلاد.
وذكر بيان لحكومة الوحدة الوطنية أن الاشتباكات الأحدث في طرابلس اندلعت بسبب إطلاق مقاتلين متحالفين مع باشاغا النار على “رتل” في العاصمة بينما احتشدت “مجموعات مسلحة” أخرى موالية لباشاغا خارج المدينة. واتهم البيان باشاغا “بالتهرب” من المحادثات لحل الأزمة.
وقالت إدارة باشاغا في بيان إنها لم ترفض المحادثات مطلقا وإن الدبيبة رفض كل مبادراتها. ولم يذكر البيان بشكل مباشر ما إذا كان للإدارة صلة بهذه الاشتباكات.
ويسعى كل من الدبيبة وباشاغا إلى التودد للرأي العام الدولي، وتعهدا بالحفاظ على السلام وتبادلا الاتهامات باستخدام العنف في السعي وراء السلطة.
وحاول باشاغا دخول طرابلس في مايو أيار، مما أدى إلى تبادل لإطلاق نار استمر لساعات أجبره على المغادرة. وأشار في الآونة الأخيرة إلى أنه قد يحاول دخول العاصمة مرة أخرى.
ونظمت الفصائل الداعمة للدبيبة موكبا عسكريا حول طرابلس الأسبوع الماضي في استعراض للقوة، قائلة إنها لن تسمح لباشاغا بدخول المدينة.
من جهته قال شاهد إن قافلة عسكرية تابعة لإدارة فتحي باشاغا المدعومة من البرلمان تتجه إلى طرابلس اليوم السبت من زليتن قرب مصراتة.
واندلع القتال في ساعة مبكرة من صباح اليوم داخل العاصمة مقر حكومة الوحدة الوطنية التي يسعى باشاغا والبرلمان إلى أن يحل محلها.
وأعلنت وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية الليبية مقتل 12 شخصا وإصابة 87 آخرين، خلال الاشتباكات التي تشهدها العاصمة طرابلس منذ فجر السبت، بين مجموعات مسلحة.
وتشهد أحياء شارع الزاوية وباب بن غشير والصريم، مواجهات مسلحة بين مجموعات تتبع لجهاز “دعم وحفظ الاستقرار” التابع للمجلس الرئاسي ويرأسه غنيوة الككلي، و”اللواء 777″ التابع لرئاسة الأركان ويقوده هيثم التاجوري، بحسب مراسل الأناضول.
وقالت الوزارة، في بيان اطلعت عليه الأناضول، إن “الإحصائية الأولية لضحايا الاشتباكات التي تشهدها العاصمة طرابلس بلغت 12 قتيلا و87 جريحا (لم توضح هوياتهم)”.
وفي بيان منفصل قالت الوزارة إن “مستشفيات عامة ومراكز صحية تتبع وزارة الصحة تتعرض للقصف والاستهداف منذ ساعات الفجر الأولى بمدينة طرابلس”.
ودعت إلى “تجنيب كافة المرافق الطبية ومراكز الطوارئ والإسعاف خطر الاشتباكات المسلحة، خوفاً من أن تتوسع دائرة استهداف جميع المستشفيات العاملة في بالعاصمة طرابلس”.
وفي وقت سابق اليوم، أدانت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، في بيان، اشتباكات طرابلس معتبرة أنها “غدر وخيانة”.
وتشهد ليبيا أزمة سياسية تتمثل في صراع بين حكومتين، الأولى حكومة فتحي باشاغا التي كلّفها البرلمان، والثانية حكومة الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تكلف من قبل برلمان جديد منتخب.
وأثارت هذه الخلافات مخاوف من تحولها إلى حرب في ظل التحشيد المسلح المستمر في طرابلس من قبل قوات مؤيدة للحكومتين، ففي 16 مايو/ أيار الماضي، وقعت اشتباكات مسلحة بينها عقب دخول باشاغا، للعاصمة آنذاك قبل الانسحاب منها.