الصين تنتقم من زيارة بيلوسي بإجراء تدريبات ضخمة حول تايوان وجيش تاييه يستعد للحرب.. واشنطن تصف المناورات بـ”غير المسؤولة” وتحذيرات من نزاعات مفتوحة.. والكرملين يعتبرها “حق سيادي” لبكين

الإنتشار العربي: أفاد التلفزيون الرسمي الصيني بأن جيش التحرير الشعبي بدأ تدريبات عسكرية تشمل إطلاق ذخيرة حية في المياه والمجال الجوي المحيط بجزيرة تايوان.
ومن المقرر أن تنتهي التدريبات، التي تجرى في ستة مواقع، في الساعة 1200 ظهرا بالتوقيت المحلي (0400 بتوقيت جرينتش) يوم الأحد. وتأتي التدريبات في أعقاب زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان في رحلة نددت بها بكين، التي تعتبر الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي تابعة لها.
وتشطر المناطق التي تجرى فيها التدريبات، في الشمال والشرق والجنوب، 12 ميلا بحريا هي المياه الإقليمية لتايوان، وهو أمر يقول المسؤولون بالجزيرة إنه يتحدى النظام الدولي ويصل إلى حد فرض حصار على مجالها البحري والجوي.
وقال منغ شيانغ تشينغ الأستاذ في جامعة الدفاع الوطني للتلفزيون الصيني الرسمي إن المواقع تطوق الجزيرة في تشكيل غير مسبوق، ووصف كيف يمكن تنفيذ عملية عسكرية فعلية ضد تايوان.
وأضاف “في الواقع، يتيح هذا ظروفا جيدة جدا لنا عندما نعيد تشكيل المشهد الاستراتيجي في المستقبل بما يؤدي إلى توحيدنا”.
وقال إن القوات الصينية في منطقتين قبالة الساحل الشمالي لتايوان يمكن أن تغلق ميناء كيلونج الرئيسي، بينما يمكن شن ضربات من منطقة شرق تايوان تستهدف القواعد العسكرية في هوالين وتيدونغ.
وبدورها أكدت القوات المسلحة التايوانية الخميس أنها “تستعد للحرب من دون السعي إلى الحرب” بينما بدأت الصين أكبر مناورات عسكرية في التاريخ حول الجزيرة.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان إن “وزارة الدفاع الوطني تؤكد أنها ستلتزم مبدأ الاستعداد للحرب من دون السعي للحرب”.
من جانبه وصف مسؤول أميركي رفيع الأربعاء المناورات العسكرية الصينية ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان بأنها “غير مسؤولة”، محذرا من خطر خروج الوضع عن السيطرة.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في حديث للإذاعة الوطنية العامة (ان بي آر) “نعتقد أن ما تفعله الصين هنا غير مسؤول”.
وتأهبت بكين الأربعاء لإجراء مناورات عسكرية في المياه التي تحيط بتايوان ردا على زيارة بيلوسي إلى الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي وتعتبرها الصين جزءا من أراضيها.
وأضاف سوليفان “عندما ينخرط جيش في سلسلة أنشطة تشمل إمكان إجراء تجارب صاروخية وتدريبات بالذخيرة الحية وتحليق طائرات مقاتلة في السماء وتحرك سفن في البحار، فإن احتمال حدوث نوع من الحوادث هو أمر حقيقي”.
وحض سوليفان بكين على تهدئة التوتر في مضيق تايوان، قائلا “ما نأمله هو أن تتصرف جمهورية الصين الشعبية بمسؤولية وتتجنب نوع التصعيد الذي قد يؤدي إلى حدوث خطأ أو سوء تقدير سواء في الجو أو البحار”.
وغادرت بيلوسي تايوان صباح الأربعاء بعد زيارة تحدت فيها تهديدات بكين التي اعتبرت قدوم ثاني أكبر مسؤولة أميركية الى الجزيرة بمثابة استفزاز كبير، قبل أن تعلن عن إجراء مناورات عسكرية قبالة سواحل تايوان، أحد أكثر الممرات المائية ازدحاما في العالم.
وبعد مغادرتها، أعلنت وزارة الدفاع التايوانية في وقت متأخر الأربعاء أن 27 طائرة حربية صينية دخلت منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي (أديز) للجزيرة.
وخلال العامين الماضيين، زادت بكين من طلعاتها العسكرية في منطقة “أديز” التايوانية.
كما حذر وزراء خارجية دول جنوب شرق آسيا الخميس من أن الأزمة بشأن تايوان قد تؤدي إلى “نزاعات مفتوحة” في الوقت الذي تستعد فيه الصين لإجراء مناورات عسكرية ضخمة قبالة الجزيرة.
وقال بيان مشترك صادر عن وزراء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) إن الوضع “يمكن أن يزعزع استقرار المنطقة وبالتالي قد يؤدي في النهاية إلى حسابات خاطئة ومواجهات خطيرة ونزاعات مفتوحة وعواقب لا يمكن التنبؤ بها بين القوى الكبرى”.
من جهتها أبدت موسكو دعمها للصين في ظل التوترات الحالية المتعلقة بتايوان، وأكدت أن التدريبات العسكرية الصينية “حق سيادي” للبلاد.
وانتقد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الزيارة التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي مؤخرا للجزيرة، والتي أثارت غضب بكين.
ونقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية عن المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين القول :”لقد كانت (الزيارة) غير ضرورية على الإطلاق وأثارت استفزازا لا حاجة له”.
وينظر الحزب الشيوعي الحاكم في بكين إلى تايوان باعتبارها جزءا من أراضيه، فيما ترى الجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي نفسها مستقلة منذ فترة طويلة.
ردا على زيارة بيلوسي، يجرى الجيش الصيني مناورات جوية وبحرية واسعة في المياه المحيطة بتايوان اليوم الخميس، في أكبر استعراض للقوة العسكرية منذ عقود.