300 صاروخ وقذيفة دكّت الجنوب والمركز.. إسرائيل تتجاهل مصر وتغتال مسؤول الوحدة الصاروخيّة بـ “الجهاد”.. مُستوطنو الجنوب بالملاجئ لليوم الثالث وهروب الوزير أكّد عمق الخوف
الإنتشار العربي :بات واضحًا كعين الشمس أنّ إسرائيل لا تأبه بالمساعي المصريّة لوقف إطلاق النار بين كيان الاحتلال وبين حركة (الجهاد الإسلاميّ) في قطاع غزّة، فقد أعلن الناطق الرسميّ بلسان جيش الاحتلال فجر اليوم الخميس عن اغتيال مسؤول الوحدة الصاروخية في (سرايا القدس)، الجناح العسكريّ لحركة (الجهاد الإسلاميّ)، الشهيد علي حسن غالي.
وقال الاحتلال في بيانه إنّ “طائرات حربية إسرائيلية، هاجمت منذ فترة وجيزة علي غالي، مسؤول القوة الصاروخية لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، أثناء تواجده في شقة… في خانيونس”، مُشيرًا في الوقت ذاته إلى استشهاده، بالإضافة إلى استشهاد اثنين آخرين، تواجدا معه في الشقة ذاتها.
وبحسب مزاعم الناطق بلسان الاحتلال فإنّ الشهيد غالي “كان مسؤولاً عن عمليات التصويب، وإطلاق الصواريخ باتجاه أراضي دولة إسرائيل، وكذلك كان مسؤولاً عن القصف الأخير في عملية (الدرع والسهم)، وهو المسمّى العبريّ الذي أطلقه جيش الاحتلال على عدوانه الحاليّ على القطاع المحاصر، زاعمًا أنّ غالي كان “شخصية محورية في المنظمة، وكان يشارك في إدارتها اليومية”، وفق ما جاء في البيان.
إلى ذلك، فإنّ لحظة هروب الوزير في حكومة الاحتلال عميحاي شيكلي، وهو من أشّد المُتطرّفين في حكومة بنيامين نتنياهو السادسة، وينتمي لحزب (ليكود)، لحظة هروبه إلى الملجأ خلال جولته في جنوب الكيان، وتحديدًا في مدينة (سديروت) بعد انطلاق صلية صواريخ جديدةٍ من غزة، أكّدت لكلّ مَنْ في رأسه عينان أنّ مُستوطني دولة الاحتلال يخافون خوفًا شديدًا حتى الرعب من الصواريخ التي تُطلِقها المُقاومة الفلسطينيّة.
وكما هو معلوم فإنّ العلاقات الدوليّة محكومة بموازين القوى، وفي حالتنا، فإنّ دولة الاحتلال أقوى عسكريًا بكثيرٍ من التنظيمات الفلسطينيّة الفاعِلة والناشِطة في قطاع غزّة، ومع ذلك، فإنّه بعد اغتيال الاحتلال، صباح يوم أوّل من أمس، الثلاثاء، ثلاثةً من قادة حركة (الجهاد الإسلاميّ)، دخلت إسرائيل إلى حالةٍ من القلق والترقّب والخوف، وهي التي استمرّت حوالي 24 ساعة.
وتمّ إجلاء سُكّان الجنوب خشية تعرّضهم لصواريخ المُقاومة، التي تمكّنت بوسائلها (البدائيّة)، مُقارنةً مع الأسلحة التي يملكها جيش الكيان، من فرض مُعادلة الرعب، فالصواريخ انطلقت من القطاع ودكّت الجنوب ومنطقة (غوش دان)، أيْ مركز عصب الدولة العبريّة، بما في ذلك مدينة تل أبيب والمدن والمُستوطنات المُحيطة بها، ولا يُمكِن بأيّ حالةٍ من الأحوال التقليل من هذا الإنجاز، إذا جاز التعبير، لأنّ تحويل معظم سكُان إسرائيل إلى رهائن يختبئون في الملاجئ بسبب الرعب والخوف والقلق والتوتّر، له تبعات وتداعيات سلبية كبيرة وربّما خطيرة على ما يُسّمى بإسرائيل (المناعة الوطنيّة).
في السياق أكّد رئيس مجلس (الأمن القوميّ) الإسرائيليّ، تساحي هنغبي، أمس الأربعاء، أنّ لا مصلحة للكيان في مواصلة المعركة مع الفصائل الفلسطينية.
وفي لقاءٍ مع القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ بالنشرة المسائيّة قال هنغبي إنّ “الحدث لم ينتهِ بعد”، مضيفًا: “نحن ما زلنا داخل معركة من الصعب معرفة إلى متى ستستمر”، على حدّ تعبيره.
عُلاوةً على ما ذكره أعلاه، أشار هنغبي، وهو من أقرب المُقرّبين لنتنياهو، إلى أنّ “فرصة تحقيق ردع طويل الأمد منخفضة”، مُشيرًا إلى أنّ “الأخبار عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار سابقة لأوانها”.
من ناحيتها، نقلت صحيفة (هآرتس) عن مصدرٍ سياسيٍّ رفيعٍ قوله إنّ “لإسرائيل مصلحة في إنهاء الصراع مع فصائل غزة في أسرع وقتٍ ممكنٍ”.
وأضاف المصدر، الذي لم تكشِف الصحيفة اسمه، أنّ “أيّ تحركاتٍ إضافيّةٍ من أيّ من الجانبين يمكن أنْ تؤدي إلى تدهورٍ من شأنه أنْ يُقوِّض القدرة على التوصل إلى وقف لإطلاق النار.”
بدوره، أكّد الناطق السابق باسم جيش الاحتلال، رونين مانليس، والذي يعمل اليوم كمحللٍ في التلفزيون الرسميّ الإسرائيليّ (كان11)، أكّد أنّه “إذا دخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في الساعات القليلة المقبلة، فستتمكن ثلاثة أطراف من إعلان النصر: إسرائيل والجهاد وحماس”، على حدّ قوله.
وأوضح أنه “على الرغم من أنّ الجهاد فقدت ثلاثة من قادتها والعديد من الضحايا الآخرين، لكنها تمكنت من شلّ دولة بأكملها لمدة 48 ساعة، وأطلقت النار على وسط تل أبيب”.