#يوم_سقوط_النظام_العربى_الرسمى
محمد سيف الدولة
فى مثل هذا اليوم منذ ١٩ عاما، بدأ الغزو الامريكى للعراق فى ٢٠ مارس ٢٠٠٣، فى ردة مائة عام للوراء وعودة الى اسلوب الاستعمار القديم الذى اجتاح بلادنا بجيوشه واحتلها فى القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين.ولينتهى هذا الغزو الامريكى الحديث بسقوط العراق واحتلاله وتدميره تماما، وليكون ذلك اعلانا واضحا وصريحا وقاطعا عن فشل وهزيمة وسقوط النظام العربى الرسمى الذى تشكل بعد الحرب العالمية الثانية. فمنذ تلك اللحظة، انتهت اى شرعية وطنية لهذا النظام التابع والعاجز والمريض، رغم انه لا يزال على قيد الحياة بقوة الردع والقهر والاستبداد.ولقد احتاجت الشعوب العربية ثمان سنوات حتى عام ٢٠١١ قبل ان ينفجر غضبها وثوراتها ضد هذا النظام منتهى الصلاحية.ولكنها حين فشلت وتعثرت واخفقت فى ازاحته؛ فان هذا لم يكن بسبب قوة هذا النظام العربى الرسمى وشرعيته واستقراره. ولكن بسبب افتقادها لعلم وخبرات ومقومات وشروط النجاح،ان انظمة الحكم التى لا تستطيع ان تدافع عن اوطانها وعن امتها، ولا تستطيع ان تعيل شعوبها وتشبعهم وتسد احتياجاتهم، ولا تستطيع ان تمنحهم الاستقرار والامان والطمأنينة والحرية والكرامة والحياة الكريمة، هى انظمة منتهية الصلاحية حتى لو امتد بها العمر سنوات وعقود.
