ويبقى مطلبنا الأساسي وقف حرب الإبادة والتجويع والتنكيل في القطاع

 ويبقى مطلبنا الأساسي وقف حرب الإبادة والتجويع والتنكيل في القطاع

المطران عطا الله حنا

الكاتب: المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس

إن الغالبية الساحقة من الكنائس في العالم باتت تنادي بوقف حرب الإبادة، وهنالك مواقف إيجابية من الكنائس العالمية تجاه ما يحدث في غزة.
الصوت المسيحي المنادي بوقف حرب الإبادة بات مسموعا في سائر أرجاء العالم وإن بمستويات وأساليب متفاوتة ومختلفة، ولكن الموقف المسيحي المبدئي هو موقف مناهض للحرب ومنادٍ بتحقيق العدالة المغيبة في هذه الديار.
فالوفود المسيحية تأتي الينا بشكل شبه يومي وهم يلتقون معنا ومع غيرنا من ممثلي الكنائس المسيحية، وباتوا يسمعون بشكل مباشر للصوت المسيحي الفلسطيني. والمسيحيون الفلسطينيون هم أصحاب قضية عادلة وهم ينتمون لشعب رازح في ظل الاحتلال وهم يعانون من هذه الحرب التي يعاني منها كل أبناء الشعب الفلسطيني.
كما ان المبادرة المسيحية الفلسطينية (كايروس فلسطين) كان لها دور كبير في إيصال الصوت المسيحي الفلسطيني الى سائر الكنائس في العالم ، وهذا ما تقوم به مؤسسات مسيحية عدة في أرضنا المقدسة والجميع يعملون من أجل هدف واحد وهو إيصال صوت المسيحيين الفلسطينيين المطالبين بوقف الحرب إلى كافة الكنائس المسيحية في العالم .
نشكر الكنائس المسيحية التي أعلنت مواقف واضحة وقوية تجاه معاناة شعبنا ونتمنى من المترددين ان يضعوا جانبا ترددهم وان يأخذوا مواقف واضحة منادية بوقف حرب الإبادة وتحقيق العدالة في فلسطين.
ومع كل هذه التطورات الإيجابية المتعلقة بالموقف المسيحي العالمي، الا اننا نرى على الأرض استمرارا في الحرب وكأن القادة السياسيين في هذا العالم لا يريدون سماع صوت الكنيسة، وهذا يذكرني باحتلال العراق عام 1992 حيث كل الكنائس المسيحية وفي المقدمة منها الفاتيكان طالبوا الرئيس الأمريكي في ذلك الحين بأن لا يجتاح العراق ويحتله ولكن ما حدث هو عكس ذلك، فقد تم احتلال العراق وحدث في العراق ما حدث بعد هذه السنين.
اليوم السيناريو يتكرر، فالكنائس تقول لا للحرب، ولكن على الأرض ما نلحظه هو استمرار للحرب وإمعان وازدياد في همجيتها وعدوانيتها، وهذا يعني ان الكنائس يجب ان تنتقل من مرحلة اطلاق البيانات والخطابات (والتي لا نقلل من أهميتها) الى مرحلة الفعل. واعتقد بأن ما يجب ان يحدث وان يتم الإعداد له قريبا هو ان يقوم قداسة البابا وغيره من رؤساء الكنائس في العالم بإطلاق مبادرة عملية هادفة لكسر الحصار وإيصال المؤن والمواد الغذائية لمستحقيها في القطاع وهذا أضعف الإيمان.
نقدر المواقف الكنسية المبدئية، ولكن لا يجوز ان نتجاهل بأن الناس تموت في غزة من الجوع ووجب العمل وبكل الوسائل المتاحة من أجل إيصال الطعام والغذاء والدواء لأهل غزة الذين يتضورون جوعا.
نحن بحاجة إلى مبادرة سريعة وعملية لكسر الحصار دون انتظار الإذن من أي جهة سياسية، فالقيام بالواجب الإنساني لا يتطلب الحصول على إذن او ضوء أخضر من هذه الجهة او تلك، لا سيما ان هؤلاء الذين ننتظر منهم الموافقة هم شركاء في الجريمة المرتكبة وفي حرب الإبادة والتجويع التي أنهكت شعبنا في غزة.
نحن أوفياء لكل الكنائس على صوتها ومواقفها الصريحة في زمن الحرب، ولكن نحن بحاجة الى خطوة عملية تؤازر الأحبة المحاصرين والمجوعين والمتألمين في غزة، ولكن يبقى مطلبنا الأساسي هو أن تتوقف حرب الإبادة بشكل كلي.

Al Enteshar Newspaper

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *