وزير الأمن الإسرائيليّ القادِم يدعو علنًا لطرد العرب من فلسطين التاريخيّة ويعتبر داعية الترانسفير كهانا مُعلّمه ويؤيّد مُنفِّذ مجزرة الحرم الإبراهيميّ…حزبه القوّة الثالثة والشباب يدعمونه لأنّهم أكثر عنصريّةً من الأوروبيين

الإنتشار العربي :واحد على الأقّل من كلّ 10 إسرائيليين سيُصوّت للمُستوطِن إيتمار بن غفير، الذي يسكن في مدينة الخليل، ولا يُخفي عنصريته وفاشيته، ويدعو لطرد العرب من فلسطين التاريخيّة. الرجل، (46 عامًا)، هو زعيم حزب “عوتسما يهوديت” (القوّة اليهوديّة)، وهو حزب يمينيّ-دينيّ متطرف، الذي لا ينفّك عن التحريض ضد فلسطينيي 48 وسيخوض الانتخابات المقبلة مع حزب بتسلئيل سموتريتش الصهيونيّ الدينيّ الذي لا يقل تطرفًا، علمًا أنّ الوزير السابق والنائب الحالي سموتريتش، قال إنّ الإسلام هو دين الإرهاب وطالب بلفّ جثث الشهداء الفلسطينيين بجلد الخنزير.
ووفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة، يمكن أنْ تصبح الصهيونية الدينية ثالث أوْ رابع أكبر حزب في إسرائيل، ويمكن أنْ يصبح بن غفير وزيرًا، وهو يُطالِب بوزارة الأمن الداخليّ، إذا نجح زعيم (ليكود) بنيامين نتنياهو في تشكيل الحكومة المقبلة.
بن غفير أحد تلاميذ مئير كهانا، الحاخام العنصريّ الأمريكيّ المولد والذي تمّ منع حزبه (كاخ) في نهاية المطاف من دخول الكنيست، هدد بن غفير بترحيل الإسرائيليين غير الموالين، بمن فيهم نائبان عربيان حاليان، وحتى قبل بضع سنوات فقط، كانت لديه صورة معلقة في منزله لباروخ غولدشتاين، الـ”طبيب المُستوطِن” الذي قتل 29 فلسطينيًا في كجزرة الحرم الإبراهيميّ الشريف بمدينة الخليل في عام 1994.
بن غفير، مُستجلَب من المغرب، لفت انتباه الجمهور لأولّ مرّةٍ في العام 1995، قبل وقت قصير من اغتيال يتسحاق رابين، عندما تمّ عرض تقرير على التلفزيون الإسرائيليّ شوهِد فيه عندما كان يُلوّح بشعار (كاديلاك) ممزق من سيارة رئيس الوزراء وهدد: “وصلنا إلى سيارته، سنصل إليه أيضًا”، وقبل خمسة عشر عامًا، أدين بالتحريض على العنصرية ودعمه منظمة إرهابية.
غالباً ما تُعزى الزيادة الأخيرة في استطلاعات الرأي في تأييد بن غفير إلى جاذبيته المتزايدة بين الشباب اليهود الإسرائيليين، وخاصة الرجال الأرثوذكس المتشددين والناخبين الشرقيين التقليديين من الأطراف الجغرافية للبلاد.
الباحث في (المعهد الإسرائيليّ للديمقراطيّة)، أور عينافي، الذي يتتبع الشعبية المتزايدة لليمين في إسرائيل خاصّةً بين الشباب، في السنوات الأخيرة، قال لصحيفة (هآرتس) العبريّة إنّه بناءً على نتائج نصف دزينة من الاستطلاعات التي أجريت هذا العام، فإنّ حوالي 60 بالمائة من اليهود الإسرائيليين يُعرفون اليوم بأنهم يمينيون، وبين الشباب الإسرائيليين (الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً)، ترتفع النسبة لتصل إلى 70 بالمائة.
في الواقع، وفقاً لتحليله فإنّ أداء حزب بن غفير أفضل بكثير بين الناخبين الشباب، حيث تظهر الأرقام أنه من بين هذه الفئة العمرية، صوت 7 بالمائة للصهيونية الدينية في انتخابات آذار (مارس) 2021، وكانت نسبة الشباب الإسرائيليين الذين صوتوا لحزب (الصهيونية الدينية) أكثر من ضعف النسبة المئوية للتصويت لأي من حزب (العمل) أوْ (ميرتس) الحزبين المحسوبيْن على ما يُسّمى باليسار الصهيونيّ.