وثائق سرية كشفت المستور.. لهذا السبب ذهب الجيش الأمريكي إلى منطقة البحر الكاريبي بأمر مباشر من ترامب
كشفت وثائق عسكرية مسربة، عن أن الجيش الأمريكي يخطط لاستمرار وجوده العسكري الضخم في منطقة البحر الكاريبي لعدة سنوات مقبلة، حتى نهاية ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثانية تقريبًا، ما يشير إلى أن اندلاع الحرب مع فنزويلا يمكن أن يحدث في أي وقت.
وحشد البنتاجون قوة قوامها 15 ألف جندي في منطقة الكاريبي منذ الصيف، وهو أكبر أسطول بحري في المنطقة منذ الحرب الباردة، حيث تضم القوة الآن 5 آلاف بحار على متن حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس جيرالد ر. فورد”، أحدث وأقوى حاملة طائرات في البحرية الأمريكية، التي تضم أكثر من 75 طائرة هجومية ومراقبة ودعم.
صراع مسلح
وجاء تعزيز تلك القوة القتالية، في الوقت الذي نفّذت فيه الولايات المتحدة أكثر من 20 غارة جوية على قوارب يُشتبه في تهريبها للمخدرات في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، ما أسفر عن مقتل أكثر من 80 مدنيًا، وأعلنت إدارة ترامب أنها منخرطة في صراع مسلح غير دولي مع 24 كارتلًا وعصابة وجماعة مسلحة في فنزويلا.
ومع انتشار الشائعات والتسريبات حول تلك العملية ومدى توسعها من عدمه وإمكانية اندلاع حرب بين أمريكا وفنزويلا، وتصريحات ترامب المتضاربة عنها، حصل موقع “ذا إنترسبت”، على وثائق عسكرية سرية تثبت، بما لا يدع مجالًا للشك، أن الجيش الأمريكي ذهب ليبقى في الكاريبي، على الأقل، لعدة سنوات مقبلة حتى 2028.
إمدادات غذائية
وفي الوثائق السرية، تبيّن أن البنتاجون تعاقد، من خلال وكالة اللوجستيات الدفاعية، على تقديم إمدادات غذائية لجميع فروع الجيش الأمريكي تقريبًا في منطقة بورتوريكو، بما في ذلك خفر السواحل والبحرية والقوات الجوية ومشاة البحرية ومشاة الجيش.
وتوفر تلك التعاقدات لأفراد الجيش الأمريكي، خبزًا طازجًا ومنتجات مخبوزة أخرى، كما تشتمل مجموعة الأطعمة المخصصة لإطعام القوات، على كعكات العسل المغلفة بشكل فردي، وكعكات الفانيليا، واللفائف المحلاة، وشطائر الهامبرجر، بجانب تورتيلا الدقيق.
قوات بورتوريكو
وبحسب جدول البيانات، من المقرر تسليم عشرات الآلاف من الأرطال من تلك الإمدادات المُخصصة لـ”قوات بورتوريكو” في الفترة من 15 نوفمبر من هذا العام إلى 11 نوفمبر 2028، ما يشير إلى أن هذه العمليات ستستمر بالمستوى الحالي لعدة سنوات.
وتكشف الوثائق أيضًا عن ارتفاع كمية الغذاء والتكاليف المالية المدرجة ضمن العملية العسكرية التي أطلق عليها وزير الدفاع الأمريكي اسم “الرمح الجنوبي”، منذ أغسطس الماضي، التي بدأت بتوزيع المخصصات في 3 مواقع فقط للجيش الأمريكي في منطقة بورتوريكو.
التكلفة الإجمالية
وفي سبتمبر وأكتوبر الماضيين تم تعديل تلك التقديرات، حيث تبين أن التكلفة الإجمالية للمخصصات الغذائية للجنود، زادت بنسبة 40% عن الطلب الأصلي، كما تبيّن أن كمية الطعام ارتفعت بشكل كبير بنسبة 450%، بينما قفز عدد مواقع تمركز الجنود في بورتوريكو من 3 إلى 16 موقعًا.
كما تدرس وكالة الشؤون اللوجستية الدفاعية الأمريكية عقدًا منفصلًا محتملًا لمدة ستة أشهر لتقديم دعم غذائي شامل لسفن البحرية الأمريكية الضخمة في بورتوريكو، حيث ستشمل هذه الصفقة أطعمةً متنوعة، من شرائح اللحم البقري والدجاج، ولحم الخنزير المقدد والبيض والجبن، إلى الشوكولاتة بأنواعها.
ونشرت إدارة ترامب ما لا يقل عن 13 سفينة حربية وخمس سفن دعم وغواصة نووية بما في ذلك فورد، أكبر سفينة من نوعها في المنطقة منذ أغسطس الماضي، ويشمل التعزيز الجديد ثلاث مدمرات صواريخ موجهة وهي يو إس إس جيسون دونهام، ويو إس إس جرافيلي، ويو إس إس ستوكديل.
حرب متوقعة
ويرى الخبراء والمطلعون على الأوضاع، وفقًا للموقع الأمريكي، أن تلك التعزيزات المستمرة، تعد جزءًا من خطة لتغيير النظام في فنزويلا تعود إلى فترة ولاية دونالد ترامب الأولى، وتؤكد الوثائق أن الجيش الأمريكي سيحافظ على وجود كبير في منطقة الكاريبي أكبر بكثير مما كان عليه في السنوات الأخيرة.
ومع استمرار الضربات العسكرية ضد تجار المخدرات المزعومين في الكاريبي والمحيط الهادئ، وتعزيز الانتشار العسكري ليبقى في المنطقة لسنوات قادمة، شدد المحللون على أن احتمال التصعيد العسكري والدخول في حرب رسمية بين الولايات المتحدة وفنزويلا بات مرتفعًا، حتى لو لم تكن إدارة ترامب تسعى إلى ذلك.
