واشنطن تندد بمجموعة لاهاي وبيانها واتخاذها “تدابير غير مسبوقة” لمحاسبة إسرائيل

واشنطن – سعيد عريقات
نددت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، في تعليقها على اجتماع “مجموعة لاهاي” في العاصمة الكولومبية ، بوغتا، وبيانها الذي أعلنت فيه المجموع اتخاذ تدابير غير مسبوقة لمحاسبة إسرائيل على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على الفلسطينيين في قطاع المحاصر، وقالت أنها تعارض المجموعة والمبادئ التي تلتزم بها.
وقال الخارجية الأميركية في تعليق صحفي أدلت به الوزارة إلى موقع “دروبسايت”، “إن الولايات المتحدة تعارض بشدة المساعي من قبل ما يسمى الكتلة المتعددة الأطراف ، من أجل تسليح القانون الدولي واستخدامه كأداة للدفع بسياسة وأجندة راديكالية معادية للغرب وأجندته”.
وأضاف التصريح : “إن ما يسمى بمجموعة لاهاي، الذي تقوده كوبا وجنوب أفريقيا، واحدة شيوعية وأخرى سلطوية، بسجلهم السيئ في مجال حقوق الإنسان، إنما يسعى للنيل من سيادة دول ديمقراطية، وعزل إسرائيل عالميا”.
وهدد البيان بأن الولايات المتحدة ستفعل كل ما بقوتها لحماية إسرائيل وإفشال مجموعة لاهاي بشكل كامل.
وكانت مجموعة لاهاي قد أعلن في 16 تموز أن 12 دولة وافقت على “تدابير غير مسبوقة” تهدف إلى وقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية للفلسطينيين في غزة، وذلك عقب قمة طارئة عُقدت في بوغوتا، كولومبيا. ووفقًا للبيان الختامي للقمة، تشمل التدابير فرض حظر على توريد الأسلحة إلى إسرائيل، ومنع السفن التي تحمل أسلحة إلى إسرائيل من الرسو في الموانئ، ومراجعة العقود العامة التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، والوفاء بالالتزامات بضمان المساءلة عن أخطر الجرائم بموجب القانون الدولي، ودعم مقاضاة مجرمي الحرب الإسرائيليين على المستويين الوطني والدولي.
ومن بين الدول الـ 31 التي حضرت القمة التاريخية، التزمت بوليفيا وكولومبيا وكوبا وإندونيسيا والعراق وليبيا وماليزيا وناميبيا ونيكاراغوا وعُمان وسانت فنسنت وجزر غرينادين وجنوب إفريقيا فقط بتنفيذ التدابير بالكامل. ووفقًا للبيان، اتفقت الدول الثماني عشرة المتبقية “بالإجماع على ضرورة انتهاء حقبة الإفلات من العقاب” ودعمت دعوةً موحدةً لوقف إطلاق نار فوري في غزة.
وقالت فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، خلال الحفل الختامي: “لقد اتخذت هذه الدول الاثنتي عشرة خطوةً بالغة الأهمية إلى الأمام. لقد حان الوقت الآن للدول – من أوروبا إلى العالم العربي وما وراءه – للانضمام”.
وقال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو: “لقد جئنا إلى بوغوتا لنصنع التاريخ – وقد فعلنا”. “معًا، بدأنا العمل على إنهاء حقبة الإفلات من العقاب”.
وأضاف: “تُظهر هذه الإجراءات أننا لن نسمح بعد الآن بمعاملة القانون الدولي على أنه اختياري، أو بجعل حياة الفلسطينيين قابلةً للتصرف”.