هذا ردنا على “الجنرال” كاتس وزير الحرب الإسرائيلي وتهديداته باغتيال السيد الحوثي ورفع العلم الإسرائيلي في سماء صنعاء

عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان
أقل وصف يمكن ان نطلقه على تهديدات يسرائيل كاتس وزير الحرب الإسرائيلي التي هدد فيها باغتيال السيد عبد الملك الحوثي، ورفع العلم الإسرائيلي في سماء صنعاء، بأنها تعكس حالة من الهذيان يصعب على الاطباء النفسيين علاجها.
الغريب ان كاتس يطلق هذه التهديدات بعد أيام معدودة من فشل 12 طائرة إسرائيلية في اغتيال المجاهد خليل الحية وبعض قادة حركة “حماس” في الخارج بقصف مقرهم في العاصمة القطرية الدوحة، وهو الفشل الذي فضح اسطورة التفوق الاستخباري الإسرائيلي الذي وصل قمته باغتيال بعض قيادات “حزب الله” في لبنان على رأسهم سيد الشهداء حسن نصر الله، ومعركة البيجرات التي نعيش هذه الأيام ذكراها السنوية الأولى، وهذا التفوق بدأ يتآكل بشكل متسارع بعد المراجعات الناجحة.
ربما يفيد تذكير كاتس، ورئيسه بنيامين نتنياهو بأن من يرسل سبعة ملايين مستوطن إسرائيلي الى الملاجئ، وانفاق القطارات كل ليلة تقريبا، هي صواريخ “فلسطين 1″ و”فلسطين 2” اليمنية الفرط صوتية، وانشطارية الرؤوس، ومن أغلق المطارين الرئيسيين في دولة الاحتلال “مطار اللد”، ومطار “رامون” في النقب، بصورة شبه دائمة ومن تسبب في إفلاس ميناء “ام الرشراش” (ايلات) في فم البحر الأحمر، ووصلت مسيراته امس الى أحد فنادقها بعد اختراقها لكل الدفاعات الصاروخية والرادارية الجوية هم اليمنيون الذين لم يتخلوا عن المجاهدين في غزة مطلقا، واغلقوا البحر الأحمر في وجه سفنكم وعملائكم.
ليس العلم الإسرائيلي الذي سيرفرف فوق صنعاء، وانما العلم الفلسطيني الذي سيرفرف فوق سواري القدس وكل المدن الفلسطينية المحتلة، فمن استخدم كل أسلحته، ابتداء من الصواريخ والدبابات، وانتهاء بحرب الإبادة والتجويع والتطهير العرقي، والتهجير الداخلي للقضاء على المقاومة وتركيع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مدى 23 شهرا، لن يجرؤ على ارسال دبابة واحدة الى صنعاء التي هزمت أمريكا وأجبرتها على استجداء وقف اطلاق النار لوقف الهجمات الصاروخية على حاملات طائراتها وفرقاطاتها البحرية في البحر الأحمر، وقبلها كل الامبراطوريات في التاريخ.
من تنحصر بطولاته في اليمن في ضرب طائرات مدنية في مطار صنعاء المدني، وفشل دفاعاته الجوية في وقف معظم الصواريخ والمسيّرات اليمنية يجب ان يتوقف عن إصدار التهديدات الجوفاء الكاذبة، وعليه أولا ان يستعيد سفينته “غلاكسي” الإسرائيلية الذليلة الرابضة في ميناء الحديدة.
حتى ترفرف نجمة داوود الزرقاء في سماء صنعاء مثلما يهدد “الجنرال” كاتس يجب عليه ان يرسل قواته لاحتلالها، ونعده بأن اليمنيين سيعدون لها الاستقبال الحافل الذي تستحقه.
ختاما نقول للجنرال كاتس ان الزمن الذي كنتم تتباهون فيه بتفوقكم الاستخباري وعملياته الاستعراضية بدأ يتآكل، ويخرج من هزيمة ليقع في أخرى، ابتداء من “طوفان الأقصى” ومرورا بالفشل الكبير جدا في الدوحة، انتهاء بعملية النشمي الأردني عبد المطلب القيسي الذي اخترق الاستخبارات الإسرائيلية ونفذ عمليته الجهادية وقتل جنديين إسرائيليين في معبر الكرامة على الحدود الأردنية والفلسطينية، والا ننسى البطولات والمقاومة المستمرة في قطاع غزة منذ عامين.. والايام المقبلة ستحمل الكثير من الاختراقات البطولية المماثلة.. والأيام بيننا.