نصيحة رئيس الوزراء العراقي للأردنيين تجدّدت بعُنوان”اكسروا الجليد مع إيران لو سمحتم” والملف مع مُعادلة “رابح رابح” في عُهدة الصفدي- الحلبوسي: زيارة برلمانية تجس نبض “المزاج الشيعي” والمسار أنعم قليلًا”
![نصيحة رئيس الوزراء العراقي للأردنيين تجدّدت بعُنوان”اكسروا الجليد مع إيران لو سمحتم” والملف مع مُعادلة “رابح رابح” في عُهدة الصفدي- الحلبوسي: زيارة برلمانية تجس نبض “المزاج الشيعي” والمسار أنعم قليلًا”](https://alentesharnewspaper.com/wp-content/uploads/2023/01/2023-01-16_09-24-01_056400-464x320-1.jpg)
الإنتشار العربي :أغلب الظن سياسيا أن زيارة رئيس مجلس النواب الاردني أحمد الصفدي الى بغداد كانت على الأرجح سياسية بامتياز وتسعى الى تحقيق اختراق على أمل تجديد رسالة اردنية قديمة متجددة تحت عنوان الترحيب بالتفاهمات مع الكتلة الشيعية سواء في الحكومة العراقية او في البرلمان، الأمر الذي يفترض المقترضون أنه سينعكس ايجابا على العلاقات الثنائية في عهد رئيس الوزراء العراقي الحالي محمد شياع السوداني صاحب النصائح المباشرة للأردنيين عندما زار عمان قبل اسابيع قليلة.
ونصح بصورة مكثفة بإظهار مرونة تجاه إيران حتى تفتح الأبواب المغلقة امام الشركات والقطاعات الاردنية في بلاده العراق.
الصفدي ظهر مع نظيره العراقي بعد عصر السبت محمد الحلبوسي في اطار مؤتمر صحفي مشترك و بدا لافتا للمراقبين والاعلاميين ان اللقاء الصحفي بحضور الصفدي والحلبوسي تطرق الى الملفات العالقة اقتصاديا واستراتيجيا بين البلدين ومعادلة تقول بأن يربح الطرفان “رابح رابح”.
وظهرت لهجة ناعمة عند الحلبوسي لم تكن تظهر في الماضي تجاه الاردن والاردنيين لا بل أقر الحلبوسي بان العراق وقف مع بلاده وهي صيغة يستخدمها لاول مرة أحد الاقطاب في المعادلة الشيعية العراقية.
وبنعومة بالغة تقصد الحلبوسي الإشارة الى ان زيارة زميله الصفدي الى بغداد تضمنت مناقشات لكل الملفات العالقة بما في ذلك مشروعات إستراتيجية وحيوية يمكن في حال إعدادها فعلا او الاتفاق عليها ان تؤسس لنقلة نوعية و كبيرة جدا في العلاقات الاستراتيجية بين عمان و بغداد.
والحديث هنا عن مشروع أنبوب النفط الناقل بين البصرة و مدينة العقبة وهو مشروع قديم جديد يحاول الاردن انجاز مراحله الاولى مع العراقيين منذ اكثر من عشر سنوات والمشروع الثاني هو تحويل وتصدير الكهرباء الاردنية الى الداخل العراقي.
يمكن ببساطة هنا ملاحظة ان مثل هذه المشروعات ينبغي ان لا تبحث بين برلمانيين من سلطة البلديين فهي موضوعات تخص الوزراء.
لكن التفويض الذي يحمله الصفدي يبدو انه مرجعي ومؤسسي ولا علاقة له بطاقم وزاري وان كانت زيارته على رأس وفد عريض الى العراق الهدف منها كما صرح او قال وأفاد في عدة مجالسات قبل الزيارة العمل على التعاون بين كتل البرلمانين بمعنى التقدم بحالة متعاونة تؤسس لشراكة على صعيد التشريعات.
والإنطباع على المستوى الدبلوماسي والسياسي الاردني كبير بأن نجاح مهمة الوفد البرلماني العريض الأردني إلى العراق قد يؤدي إلى تحريك المياه الراكدة في ملفات المشروعات الضخمة.
ومن بينها التعاون الحدودي والتكامل الإقتصادي الثلاثي مع مصر لا بل أهمها أنبوب النفط الناقل بين البصرة والعقبة والذي يعلم الأردنيون أنه علق لسنوات طويلة في أروقة البرلمان والبيروقراط العراقي ولأسباب سياسية محضة حيث يعتقد الأردن بأن جهات مانحة دولية يمكنها المساعدة في تمويل هذا المشروع الضخم.
وحيث ألمح الحلبوسي بوجود الصفدي إلى تغيّر في لهجة العراقيين وتحديدا الشيعة أو الكتل الشيعية الصلبة تجاه هذا المشروع ملمحا و متحدثا عن التوسع في تصدير النفط العراقي لاحقا بما يؤدي إلى الخدمة ورده الخزينة العراقية.
هذه اللغة في تبادل المنافع والمصالح لم تكن هي الأساس والمفصل في العلاقات الأردنية العراقية السياسية.
ولم يُعرف بعد لماذا تحدث الصفدي مع العراقيين في بغداد عن تفصيلات مباشرة بخصوص المشاريع العالقة بين البلدين خصوصا وانه اصطحب معه وفدا برلمانيا عريضا يضم اكثر من 20 عضوا في مجلس نواب الاردن ميزتهم انهم يمثلون كتل البرلمان.
وهي خطوة باتجاه ترتيبات الصفدي على الأرجح لمأسسة العمل البرلماني بمعنى أن التفاهم بين كتل البرلمان الأردني والعراقي يمكن أن يؤدي سياسيا وبيروقراطيا لبناء جسور الثقة مع نخبة بغداد البرلمانية.
وبالتالي التخلّص من الصداع الذي كانت تواجهه المشاريع الاردنية عندما يتحمس لها رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي ثم تعلق عند كتل البرلمان وبمعنى أو بآخر خطة الوفد البرلماني الأردني برئاسة الصفدي إلى تكسير الجليد أو تذويب الثلوج المتراكمة على أساس الجفاء في العلاقات السياسية والدبلوماسية بين عمان وطهران حيث ان مصالح الاردن في بغداد يبدو للجميع انها تتأثر بصفة حصرية بطبيعة العلاقات الأردنية الإيرانية.
وهو ملف يتطور بهدوء بسيط وبنعومة هذه الأيّام خصوصا بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان إلى عمان مؤخرا للمشاركة في مؤتمر بغداد الدولي في البحر الميت وإطلاقه تصريحا لاقى تقديرا في الأردن دعم فيه الوصاية الهاشمية الأردنية على أوقاف القدس.
أغلب الآراء الخبيرة تؤشر على أن الزيارة الاشتباكية وليست الاستكشافية التي قام بها الصفدي ورفاقه في بغداد ولأربعة أيام متتالية كانت مكثفة وجوهرية وعميقة وعلى الأرجح أن يتردّد صداها في محور العلاقة وبين طهران و عمان لاحقا بمعنى أنها قد تكون جزء حيوي من ادرك الاردن لحاجته الموضوعية اليوم في مجال تنويع الاتصالات.