نشرة “كنعان”، 27 تشرين الأول (أكتوبر) 2022

السنة الثانية والعشرون – العدد 6404

في هذا العدد:

الوعي المشتبك، عادل سماره

نعم هم فدائيون جدد، عادل سماره

تونس – حلقة جديدة من سلسلة الدّيون والأزمات؟ الطاهر المعز​​

  • تعدّدت الحُكُومات والبرنامج واحد

الفلسطينيون يقاتلون بجزء من قدرتهم … متى تستيقظ الأمة؟! رشاد أبوشاور

متابعات الحرب الدفاعية الروسية:

  • حول معركة خرسون، أندري ميدفيديف، تعريب د. زياد الزبيدي

مقاتلو الحرية”… في شوارع إيران، عماد الحطبة

شاهد:

مشاركة عادل سماره مع تلفزيون “فلسطين اليوم” عن الفدائيين الجدد https://www.facebook.com/v2.3/plugins/video.php?allowfullscreen=true&app_id=249643311490&channel=https%3A%2F%2Fstaticxx.facebook.com%2Fx%2Fconnect%2Fxd_arbiter%2F%3Fversion%3D46%23cb%3Df2a38e5575e42a2%26domain%3Dkanaanonline.org%26is_canvas%3Dfalse%26origin%3Dhttps%253A%252F%252Fkanaanonline.org%252Ff9147586cfd48%26relation%3Dparent.parent&container_width=594&href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2FPaltodayChannelLive%2Fvideos%2F2984950165131697%2F&locale=en_US&sdk=joey

ربحي حلوم، أمين عام العلاقات الدولية لمؤتمر فلسطينيي الخارج حول إتفاقية أوسلو والتنسيق الأمني

​https://youtu.be/dL83_DGEJFU

✺ ✺ ✺

الوعي المشتبك

عادل سماره https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b9%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d8%aa%d8%a8%d9%83%d8%8c-%d8%b9%d8%a7%d8%af%d9%84-%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%87/embed/#?secret=r8G8InxPYY#?secret=XvYvo7zLEu

يعود هذا الفيديو لفترة سابقة. https://www.youtube.com/embed/8QHhYbKVgHw?version=3&rel=1&showsearch=0&showinfo=1&iv_load_policy=1&fs=1&hl=ar&autohide=2&start=90&wmode=transparent

لكني وجدت من المناسب تقديمه لمن يتابع، وذلك لعدة اسباب آنية:
أولاً: الوعي المشتبك يرفض انتخابات الكيان والوعي المنشبك يبحث عن فتات المكاسب مقابل التضحية بوطن فيذهب للانتخابات.
ثانياً: الوعي المشتبك /المثقف المشتبك يرفض مؤتمر الجزائر لمصالحة الفصائل الفلسطينية لأنها لو كانت بصدد المصالحة فلا تحتاج لوسيط، ولأن الفيصل فلسطينياً: إما أن تكون مع التحرير أو مع الاستدوال.
ثالثا: مؤتمر الجزائر ركَّع كل من حضر لصالح المبادرة العربية التي كتبها صحفي يهومريكي ولقنها لملك السعودية وهي تؤكد الاعتراف بالكيان على المحتل 1948 ولا تؤكد حصول أهل اوسلو على الضفة والقطاع.
رابعاً: مؤتمر الجزائر أكد حدود هذا النظام ، اي عجزه عن اجتراح كتلة عربية عروبية وحدوية تقطع مع جامعة ​​الدول العربية التي استدعت احتلال عدة أقطار عربية.
خامساً: الوعي المشتبك يدعو لمزيد من التركيز على ظاهرة الفدائيين الجدد وتطويرها ونصحها بعدم الظهور المجاني والخطير. بخلاف الوعي المنشبك الذي يهلل ويغني ولا ينتقد ولا يُطوِّر.
سادساً: الوعي المشتبك ينحاز إلى روسيا والصين ولكنه لا ينشبك بنظاميهما طالما الروسي رأسمالي والصيني يقف على المابين مما يؤكد وجود صراع طبقي هادئ في الصين، ويود التأكد من أن توجهات القيادة الصينية الحالية ماركسية تنفيذا وتطبيقاً كي لا نقع في تكرار المدائح القديمة للاتحاد السوفييتي.
سابعاً: المثقف المشتبك يؤكد مقاطعة انتخابات الكيان وبأن الفلسطيني في المحتل 1948 جزء حي وفاعل من هذا الشعب.
ثامنا: المثقف المشتبك يرفض مؤتمر قمة الأنظمة القادم في الجزائر رفضاً من حيث المبدأ لأن هدف هذا المثقف هو الوحدة والتحرير والاشتراكية. ويصبح رفضه أشد لأن السعودية والإمارات (وفي ذيلهما نظام مصر) فرضتا عدم حضور سوريا وقررتا عدم الحضور اي أن هذا تعالٍ على الجميع وتكريس قيادة السعودية للنظام الرسمي العربي وهي قيادة أمريكية صهيونية بلا شك! وبالطبع كان على سوريا ان ترفض الحضور لا أن تنسب عدم حضورها لعدم إحراج الجزائر.
ملاحظة: نعتذر عن الإخراج المتواضع.

✺ ✺ ✺

نعم هم فدائيون جدد

عادل سماره https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d9%86%d8%b9%d9%85-%d9%87%d9%85-%d9%81%d8%af%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%ac%d8%af%d8%af%d8%8c-%d8%b9%d8%a7%d8%af%d9%84-%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%87/embed/#?secret=J8P1IAqdII#?secret=QQxQ8YcvAm

ونعم هم الامتداد الطبيعي لمن سبقوهم، لكنهم جددوا الأسلوب مع بقاء الحالة الكفاحية ورفعوا البطولة إلى أعلى حد ممكن وضمن ذلك الجاهزية للاستشهاد ولو بالعلنية. وهذا يجب ضبطه ذاتيا منهم وتنظيمياً ممن له علاقة بفصيل ومجتمعياً بالضغط لوقف العلنية المجانية.

فيما يخص الامتداد شاهد هذا الفيديو كيف رفض عثمان الخضور هذا الرجل/الفلاح الهروب من قريته الدوايمة التي قامت عصابات الصهاينة بمذبحة ضد أهلها بل بقي مخلصا لشرف السلاح حتى الشهادة. كان هذا في هزيمة ١٩٤٨..

من جهة ثانية، في نابلس نفسها أثناء الاجتياح قبل عشرين سنة رفض الرفيق ربحي حداد أبو الرامز أن يقتني سلاحاً لا يقاتل به، تصدى لقوات الاحتلال مقرراً الاستشهاد ونالها.

مضت الأقمار الخمسة والستة والمئة، ولكنها ولاَّدة بلا شك، ولكن مرة أخرى، لتتوقف ظاهرة العلنية. https://www.facebook.com/v2.3/plugins/video.php?allowfullscreen=true&app_id=249643311490&channel=https%3A%2F%2Fstaticxx.facebook.com%2Fx%2Fconnect%2Fxd_arbiter%2F%3Fversion%3D46%23cb%3Df3541f344e5535%26domain%3Dkanaanonline.org%26is_canvas%3Dfalse%26origin%3Dhttps%253A%252F%252Fkanaanonline.org%252Ff9147586cfd48%26relation%3Dparent.parent&container_width=594&href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fadel.samara.0%2Fvideos%2F521976469374543&locale=en_US&sdk=joey

✺ ✺ ✺

تونس – حلقة جديدة من سلسلة الدّيون والأزمات؟

تعدّدت الحُكُومات والبرنامج واحد

الطاهر المعز​​ https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d8%aa%d9%88%d9%86%d8%b3-%d8%ad%d9%84%d9%82%d8%a9-%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%b3%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%91%d9%8a%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b2/embed/#?secret=zJPmHyvdiQ#?secret=gNhRJioAKI

انطلقت الإحتجاجات والإشتباكات بين مواطني “حي التّضامن، إحدى أكبر ضواحي العاصمة تونس، وقوات الشرطة، يوم 14 تشرين الأول/اكتوبر 2022، إِثْرَ وفاة الشّاب “مالك السليمي” الذي أُصيب بجروح خطيرة قبل بضعة أسابيع جرّاء عُنف الشّرطة، حيث نُقل إلى قِسم العناية المركزة بالمُستشفى، قبل أن يعلن عن وفاته يوم الخميس 13 تشرين الأول/اكتوبر 2022…

دعمت أغلبية الناخبين التونسيين قيس سعيد ليصبح رئيسًا كانوا يأملون منه أن يُخلّص المجتمع من تفشِّي الفساد واللُّصُوصية والتّخفيف من حِدّة الأزمة الاقتصادية، لكن يبدو أن التفاؤل لم يكن في محلّه حيث تعمقت المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن استمرار تَوتُّر المناخ السياسي وتراجع المكتسبات القليلة مثل حرية الرّأي والتعبير ومجمل الحُرّيات الفردية، وكذلك الحرّيّات السياسيّة التي لم يتضرّر منها ائتلاف الإخوان المسلمين وحلفاؤه من رجال الأعمال الفاسدين فحَسْبُ، بل تضرّر منها الصحافيون والفنّانون ومجمل فئات المواطنين، في ظل غياب الضّوابط…   

تعدّدت الإحتجاجات في الأحياء الشعبية المُكتظّة بالسّكّان مثل حي التّضامن وحي الإنطلاقة، بضواحي تونس، وفي بعض المُدن، منها مدينة جرجيس، بجنوب البلاد، وتطورت مظاهرات حي التّضامن إلى إغلاق الشوارع وإشعال العجلات المطاطية، وإلى اشتباكات بالحجارة مع قوات “شرطة مكافحة الشّغب” (النّظام العام) التي أطلقت كميات كبيرة من الغازات المسيلة للدموع، سَبّبَتْ حالات اختناق بين المواطنين في منازلهم وفي المحلاّت القريبة، وندّدَ المتظاهرون والعديد من المنظمات الحقوقية (منها الرابطة التونسية للدّفاع عن حقوق الإنسان) بالعنف المُفرط للشرطة والإعتداء على المواطنين، أثناء تشييع جنازة ضحايا هذا العُنف، وندّدوا بعدم محاسبة عناصر الشرطة، وإفلاتهم من العقاب، بشكل لا يختلف عن فترة ما قبل انتفاضة 2010/2011…

تتنزّل هذه الإحتجاجات ضمن تدهور الوضع الإقتصادي وارتفاع الأسعار ونسبة التضخّم إلى درجات قياسية لم تشهدها البلاد خلال ثلاثة عُقُود، وارتفاع نسبة البطالة والفقر، وغياب العديد من السّلع الأساسية من المحلاّت التجارية، ولجأت الحكومة (كما الحكومات السابقة) إلى القُروض المُرْفَقَة بشروط مجحفة، وبعد مفاوضات طالت لفترة تجاوزت عشرة أشْهُر، توصلت الحكومة إلى اتفاق لاقتراض 1,9 مليار دولار (بدل أربعة مليارات كانت تأمل اقتراضها) من صندوق النقد الدولي، ووجب تسديد المبلغ وفوائده، خلال 48 شهرًا، وفق بيان صندوق النقد الدّولي يوم السبت 15 تشرين الأول/اكتوبر 2022، ولن تتمكّن الحكومة من تمويل عجز الميزانية ولا من الإستثمار في قطاعات منتجة، بحسب شُرُوط الدّائنين الذين يشترطون “إصلاحات اقتصادية” تتضمّن إلغاء دعم الغذاء والطّاقة والأدوية وتجميد التوظيف وعدم تعويض المُتقاعدين وخفض قيمة الدّينار، وخصخصة ما تبقّى من القطاع العام، وعدم زيادة الرواتب، رغم ارتفاع أسعار السّلع والخدمات، حيث بلغت نسبة التضخم المُعْلَنة من قِبَلِ المعهد الوطني للإحصاء 9,1% في أيلول/سبتمبر 2022، ما يعني انخفاض القيمة الحقيقية للرواتب ولدخل المواطنين…   

على مستوى الإقتصاد الشّمولي، تُعاني ميزانية الدّولة من العجز المستمر ولن يُمكّنها اقتراض 1,9 مليار دولار من توفير احتياجات المالية العمومية، ودعم ميزانية الدّفوعات وتمويل الاستثمارات، واستيعاب نسبة البطالة (عبر الإستثمارات ) والفَقْر، ويُشكّل الوضع الإقتصادي الصّعب وارتفاع معدلات التضخم، وفقدان السّلع الأساسية، أساس الغضب والإحتجاجات…

اقتصرت الحكومة الحالية (كما الحكومات التي سبقتها) على الحلول قصيرة الأجل لمعالجة نقص الإيرادات وسدّ عجز الميزانية الذي قدّرته وزارة المالية (أواخر شهر شباط/فبراير 2022)، بنحو 8,55 مليار دينار سنة 2022، وبقيت حكومة قيْس سعيد، كما الحكومات السّابقة، تلهث وراء القُرُوض المَشْرُوطة والمسْمُومَة لتمويل العجز وتسديد أقساط القُرُوض السابقة، من خلال خفض الإنفاق الحكومي وزيادة التّقشّف وزيادة الضرائب على دخل الأُجَراء، وكذلك الضّرائب غير المُباشرة على الإستهلاك والخَدَمات، بينما يتهرّب حوالي 36% من رجال الأعمال ومن أصحاب المِهَن “الحُرّة” من تسديد الضّرائب، بحسب جمعية الإقتصاديين التونسيين، وفي بداية سنة 2022، فاقت قيمة الدّيون العمومية 106,3 مليار دينارً، منها حوالي 63,4 مليار دينارًا من الدّيُون الخارجية، وفق بيانات وزارة المالية (دولار واحد = 3,2 دينار تونسي).

مُلَخّص الوضع الإقتصادي:

انخفض مخزون البلاد من العملات الأجنبية إلى ما يعادل 22,65 مليون دينارأ يوم الإربعاء 26 تشرين الأول/اكتوبر 2022، أو ما يكفي ل 103 أيام من التّوريد، فيما ارتفع عجز الميزان التجاري من 11,9 مليار دينار خلال الاشهر التسعة الاولى من سنة 2021 إلى 19,2 مليار دينار خلال نفس الفترة من سنة 2022، وسُجِّلَ العجز مع الصين وتركيا والجزائر وروسيا وإيطاليا وإسبانيا، وفق بيانات المعهد الوطني للاحصاء، فيما تعاني الخزينة من نقص احتياطي العملات الأجنبية لشراء الحبوب والمحروقات وغيرها من المواد الضرورية، ولن يحل قرض صندوق النقد الدّولي هذه المشكلة فمبلغ القرض (1,9 مليار دولارا) زهيد وسيقع صرفه على أربع سنوات حسب تقدم برنامج “الإصلاحات” المفروضة، أي إن الحكومة التونسية سوف تحصل على حوالي نصف مليار دولار في البداية، ولن يفرج صندوق النقد الدّولي عن الأقساط المتبقية سوى في حال التزام الحكومة بتطبيق شروط الخصخصة والتّقشّف وزيادة الضرائب على الأُجُور والإستهلاك (وليس على أرباح القطاع الخاص) وإلغاء الدّعم وتجميد التوظيف والرواتب، وتتجه الحكومة التونسية لاقتراض مبالغ إضافية من البنك العالمي والبنك الإفريقي للتنمية والبنك الإسلامي وغيرها من المؤسسات المالية الدّولية، في ظل تراجع الترقيم السيادي لتونس التي تحتاج ما لا يقل عن خمسة مليارات دولارا لتصريف الشؤون العاجلة، منها سدّ عجز الميزانية ولسداد أقساط القُروض ولتوريد الحاجيات الضرورية، دون تخصيص أي مبلغ للإستثمار في قطاعات منتجة…    

 لم تُعلن الحكومة التونسية عن شروط الإتفاق المبدئي مع صندوق النقد الدّولي الذي طالب خُبَراؤُهُ بإعداد قانون تكميلي لميزانية 2022 و الإطلاع على قانون المالية لسنة 2023، قبل التوقيع النهائي على القرض، ويُتوقع أن يتجاوز عجز ميزانية العام الحالي 10% ما يزيد من صُعوبات الحكومة لتغطية نفقات ما تبقى من سنة 2022 وخصوصًا لإعداد ميزانية 2023، بالنظر إلى ارتفاع قيمة خدمة الدين الخارجي…

تتبنّى حكومة قيس سعيّد نفس السياسة التي فَرَضَها الدّائنون منذ حوالي أربعة عُقُود، والتي تتضمّن “التّكَيُّف الهيكلي” وخفض دَعم السّلع الأساسية وتجميد الرواتب، وخصخصة مؤسسات القطاع العام وخفض الإنفاق الحكومي… وتقترح العديد من المنظمات التونسية خططًا بديلة، تتضمّن زيادة ضريبة الأثرياء والشركات والعيادات الخاصة وشركات البيع بالجملة وتخفيف العبء على الأُجَراء، وإعفاء السلع الأساسية من ضريبة القيمة المضافة.

يتوجّب طرح نموذج بديل للتنمية يُعيد النّظر في الدُّيُون من خلال تعيين لجنة دولية تنظر في مسألة ما يُسمّى “الدّيون الكريهة” (أو البَغِيظة) التي لم يستفد منها الشعب، وطرح برنامج يولي أولوية لقطاع الفلاحة والصناعات التّحويلية، وزيادة الإنفاق الحكومي في مجالات التعليم والرّعاية الصّحّيّة والسّكن والنّقل العمومي، وضبْط الأسعار بما يناسب معدّلات الدّخل…    

دولار أمريكي واحد = 3,2 دينار تونسي

✺ ✺ ✺

الفلسطينيون يقاتلون بجزء من قدرتهم

فمتى تستيقظ الأمة؟!

رشاد أبوشاور https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%84%d8%b3%d8%b7%d9%8a%d9%86%d9%8a%d9%88%d9%86-%d9%8a%d9%82%d8%a7%d8%aa%d9%84%d9%88%d9%86-%d8%a8%d8%ac%d8%b2%d8%a1-%d9%85%d9%86-%d9%82%d8%af%d8%b1%d8%aa%d9%87%d9%85-%d9%85/embed/#?secret=zTQ57KzzmC#?secret=7bZ9ru8Z4z

هناك إعجاب وتقدير للبطولة الفلسطينية، والتضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني في ميادين المواجهة والتصدّي والتحدّي للحرب التي يشنها الكيان الصهيوني، ومن خلفه الحركة الصهيونية بما تملكه من قدرات وطاقات سياسية، وديبلوماسية، ومالية، وتخريبية، وشرائية لدول وحكام وقادة وشخصيات بارزة على كافة الصعد.

منذ بدأت الغزوة الصهيونية بالترافق مع الاحتلال البريطاني لفلسطين، والانتداب البريطاني بقرار من عصبة الأمم التي كانت بريطانيا أهم دولها المُشكّلة لها بعد الحرب العالمية الأولى، وأكبر قوّة كإمبراطوريّة عسكرية مهيمنة في عدّة قارات وعلى دول كثيرة في آسيا وافريقيا، مما منحها قدرة على مواصلة نهب ثروات تلك الدول والبلاد وفي مقدمتها الهند درّة التاج، التي أرادت من فلسطين أن تكون وتبقى مدخلاً آمنا للطريق إليها، ووجدت في الحركة الصهيونية حليفا لها وتابعا عندما منحتها (وعد بلفور) الذي يضمن لها كيانا على أرض فلسطين، وأتاحت لليهود الفرصة للتسلل العلني والسرّي إلى أرض فلسطين، ومكنت الغزاة الصهاينة من تأسيس وتثبيت مؤسساتهم التي كانت بمثابة مؤسسات دولة الكيان الصهيوني الذي قوي واستقوى بدعم الغرب الاستعماري وتشجيعه على (الهجرة) اليهودية إلى فلسطين لأسباب عنصرية واستعمارية ودينية.

خرجت بلاد العرب في المشرق العربي منهكة متخلفة فقيرة جاهلة معزولة عن العالم بعد 400سنة من الحكم العثماني المستبّد المتخلّف الذي أفقرها وحرمها من التعليم والتطوّر، وزج بالألوف من رجالها في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، مع شعوب في أوربة لا يعرفون عنها شيئا، وليس بينهم وبينها أحقاد ولا نزاعات ولا صراعات تستدعي خوضهم للحروب، ولا على أي صعيد، وهي فقط، تلك الحروب، أكلت خيرة شباب العرب بنيرانها فماتوا غرباء على سهول أوربة وجبالها، وحول مدنها، بعيدا عن أسرهم وبلادهم وأرضهم التي كانت تستدعي جهودهم لحراثتها وزراعتها واستثمارها في تحسين حياة تلك الأسر التي هلك الكثير من أفرادها جوعا ومرضا بسبب الفقر والعري وتفشي الأمراض والأوبئة، من أجل أمجاد سلاطين بني عثمان الذين زجّوا شعوب العرب والمسلمين في حروب لا جدوى منها، هم الذين لم يقدموا شيئا لتطوير بلاد حكموها وتحكموا بشعوبها، وبددوا خيراتها بحكام محليين عصروها بالضرائب الباهظة بقسوة وبلا رحمة.

لقد جاءت غزوة الصهيونية لفلسطين تتمة للحملات الصليبية، ولقد صرح الجنرال اللمبي والجنرال غورو الفرنسي عندما احتلا القدس..وعند قبر صلاح الدين الأيوبي في المسجد الأموي بدمشق، تقريبا بنفس الكلام: ها نحن قد عدنا يا صلاح الدين، والآن انتهت الحروب الصليبيّة!!

من هنا لا بد أن تعي الأمة بملايينها ممثلة بطلائعها، وفي كافة أقطارها مشرقا ومغربا، بأن الصراع الدائر على أرض فلسطين يقرر في خاتمته مصير الأمة كلها، بل والعالم بأسره، وهذا ما أدركه مفكّر عربي في مطلع القرن العشرين، هو نجيب عازوري، وكتبه في كتابه (يقظة الأمة العربيّة) والذي صدر عام1904في باريس باللغة الفرنسية، وكان هاربا من العسف العثماني: ظاهرتان هامتان لهما نفس الطبيعة ، بيد أنهما متعارضتان، لم تجذبا انتباه أحد حتى الآن، تتوضحان في هذه الآونة في تركيا الأسيوية، أعني: يقظة الأمة العربية وجهد اليهود الخفي لإعادة تكوين مملكة(إسرائيل) القديمة على نطاق واسع. إن مصير هاتين الحركتين هو أن تتعاركا باستمرار حتى تنتصر إحداهما على الأخرى، وبالنتيجة النهائية لهذا الصراع بين هاذين الشعبين الذين يمثلان مبدأين حضاريين يتعلّق مصير العالم بأجمعه.

ولكننا نرى أن الصراع قد انحسر وتحدد بوضع عرب فلسطين وحدهم في مواجهة الكيان الصهيوني والحركة الصهيونية برعاية وانحياز أمريكا وريثة بريطانيا التي وإن انحسر دورها بعد أن غابت شمس إمبراطوريتها فإنها تواصل التآمر على القضية الفلسطينية وعرب فلسطين وحق العرب في فلسطين.

وأيضا، ويا للعجب، فإننا نرى أن عرب فلسطين لا يقاتلون بكامل قوتهم في كل معاركهم مع المشروع الصهيوني، فقد بدأ التآمر عليهم، وعلى قضية فلسطين التي يفترض أنها القضية العربية التي يتقرر مصير الأمة على نتيجة صراعها مع المشروع الصهيوني، فثمة دول وحكام نُصبوا على أجزاء من الوطن العربي نفذوا في السر وفي العلن التآمر على فلسطين، انطلاقا من طموحاتهم في الحكم، وسعيهم لتثبيت (دويلات) بلا استقلال ولا قيمة، وبالتغاضي والتفريط بمصالح الأمة ومصيرها وحاضرها ومستقبلها…

تلك الدويلات عملت على حراسة الحدود للمشروع الصهيوني، وبعد النكبة عام 1948وضعت الفلسطينيين في المخيمات تحت المراقبة، وحرمتهم من مواصلة المقاومة لتحرير ما استولى عليه الاحتلال الصهيوني، وقد اقترفت الخيانة التي حددت لها قبل نشأتها، وبعضها تُطبّع مع عدو الأمة، لأن هذا هو دور حكّام يهمهم بقاء دولهم البائسة الهزيلة المتآمرة على وحدة الأمة ونهوضها وتحرير أقدس مقدساتها التي يخوض الفلسطينيون معركتها ببعض قوتهم…

قاتل الفلسطينيون بجزء من قوتهم، ويتحسّر أخوتهم وهم يرونهم في المعركة، بينما هم تكبح قوتهم، ويقيدون، ويحرمون من الفعل والمشاركة في تحرير فلسطين، وهزيمة الكيان الصهيوني، وتحقيق الانتصار للأمة العربية على المشروع الصهيوني في الصراع الذي رأى نجيب عازوري في خاتمته الانتصار لأحد الطرفين وللعالم، وهو حدد بذلك أنه لا بدّ أن يكون انتصارا حضاريا تقدميا للعرب على المشروع الصهيوني.

الحكام في بلاد العرب، من ورثوا حكم الدويلات الهزيلة على حساب وحدة الأمة، وهو ما تكرّس في زمن النفط والغاز،لا (يحتجزون) الفلسطينيين وحدهم، بل يحتجزون الشعوب العربية التي تتمزق ألما وهي ترى بطولات عرب فلسطين وهم يخوضون المعرك المصيرية دفاعا عن الأمة وحدهم، بل بجزء منهم، ويرهقون العدو الذي اعترف وزير دفاعه بأن أكثر من نصف الأجهزة الأمنية موجود في الضفّة الغربية!..تصوروا لو أن الحدود مفتوحة أمام ملايين الشباب العرب، وأن المعركة تخاض جديا بصدق وبشرف وبانتماء للأمة، للقدس..لفلسطين العرب، كيف سيتّم اختصار زمن المعركة وتحقيق الانتصار الموزّر على عدو الأمة؟!

ومع ذلك سيواصل عرب فلسطين صراعهم مع العدو، عدو الأمة، حتى تستيقظ الأمة و..تنتفض، وتندفع لتحطم الحدود وتجتازها، وتأخذ مصيرها بيدها، وتكنس في طريقها كل ما يعيق قدرتها على الفعل..لتحقيق الانتصار التاريخي المؤزّر: هزيمة  المشروع الصهيوني وتحرير فلسطين وتوحيد إمكانات وطاقات ملايين العرب مشرقا ومغربا…    

✺ ✺ ✺

حول معركة خرسون

أندري ميدفيديف

صحفي، عضو برلمان موسكو ونائب رئيسه

تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

23/10/2022 https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d9%85%d8%aa%d8%a7%d8%a8%d8%b9%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%81%d8%a7%d8%b9%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a9-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d9%85%d8%b9/embed/#?secret=jPOyltb79t#?secret=5azP5ares7

في أوائل شهر مارس اذار الماضي، كتبت عن خيرسون عندما كان لا يزال من غير الواضح على الإطلاق كيف وأين ستتحول العملية العسكرية.  كان هذا حتى قبل المفاوضات الغريبة جدا التي جرت في اسطنبول (بين لافروف ووزير خارجية أوكرانيا – المترجم).

“وهنا يظهر سؤال مبرر تمامًا، ناقشناه بالأمس: ماذا سنفعل بعد ذلك بمنطقة خيرسون التي أصبحت الآن تحت سيطرة الجيش الروسي بالكامل؟

هل نعيدها لحكومة كييف بعد هذه المفاوضات؟ او نبقي فيها قواتنا لفترة من الزمن؟

 أو ماذا؟

هذه المنطقة يجب أن تكون روسية الآن بشكل أو بآخر.  من خلال مخطط بالوكالة، مثل تواجد تركيا في سوريا.  أو كيف تعد جمهورية صرب البوسنة جزءًا من صربيا من نواح كثيرة.

أو مباشرة، نضمها لروسيا من خلال استفتاء ولكن لا يجوز التنازل عنها.

مرت ستة أشهر قبل أن يتحقق التنبؤ.  بعد ستة أشهر من مغادرة منطقة كييف، فقدنا منطقة خاركوف.  لكن خيرسون الآن هي روسيا حقًا.

لذا سأحاول مناقشة الخطوة التالية.

إذا كنت قد كتبت في آذار مارس أنه من المستحيل مغادرة خيرسون، لان هذا يشكل خطرا على البلاد بكل معنى الكلمة، الآن سأضيف فقط أن ترك خيرسون في الوضع الحالي يشكل خطورة مضاعفة.

نعم، هناك مشاكل واضحة مع الخدمات اللوجستية، وهناك صعوبات في تزويد قواتنا على الضفة اليمنى.  وبالتالي، فإن إجلاء السكان المدنيين، كما آمل، مرتبط بحقيقة أن خيرسون والمنطقة كلها تنوي التحول إلى منطقة واحدة محصنة.

لا تكمن النقطة في أن خيرسون هي الآن مدينة روسية، بل هي عاصمة المقاطعة.  من غير المرغوب فيه للغاية أن نفقد رأس جسر على الضفة اليمنى استراتيجيًا وتكتيكيًا لأنه في النهاية ستظل هناك حاجة للسيطرة عليها.  فلماذا نتركها الآن؟

في الواقع، القرارات الصعبة التي تحدث عنها سوروفيكين لا تعني بالضرورة الانسحاب من خيرسون.  إن تحويل مدينة عالمية إلى منطقة محصنة وإبعاد المدنيين هو أيضًا، بصراحة، ليس قرارًا شعبيًا.  لأنه من الواضح أنه سيتعين إعادة بناء المدينة في النهاية من جديد.

بشكل عام، هناك خياران بالضبط من القرارات الصعبة في الوضع الحالي.   تحويل المدينة إلى قلعة حصينة أو الانسحاب من الضفة اليمنى.

طبعا لا اعرف خطط القيادة العسكرية.  ومع ذلك، حتى إذا تم اتخاذ قرار بالانسحاب تمامًا من الضفة اليمنى، آمل أن تتم قراءة جميع عواقب هذه الخطوة مقدمًا لسنوات قادمة على حد سواء من النواحي العسكرية و السياسية المحلية.  سيتعين علينا أن نشرح بالتفصيل وبشكل متكرر للشعب الروسي دوافع القرار ومبرراته.

سنتمكن من استعادة المناطق التي ننسحب منها. ولكن من الصعب استعادة ثقة الناس.

من المهم والصحيح إنقاذ أفراد قواتنا والمدنيين.  السؤال هو كم ستكلفنا حينئذ استعادة خرسون عاصمة المقاطعة الروسية المحررة؟  بتعبير أدق – ما هي الخسائر التي يجب تكبدها؟

✺ ✺ ✺

مقاتلو الحرية”… في شوارع إيران

عماد الحطبة https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%aa%d9%84%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%b4%d9%88%d8%a7%d8%b1%d8%b9-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d8%8c-%d8%b9%d9%85%d8%a7%d8%af-%d8%a7/embed/#?secret=goYJlrmRWo#?secret=6gUHKcGyqg

يتغير الأعداء من زمن إلى آخر، لكن “مقاتلي الحرية” يحتفظون بسِماتهم نفسها. فهم أناس عاديون، لكنهم ينتفضون في لحظة وعي، ويتحولون إلى أبطال خارقين.

كنت أبحث عن أصل حركة، اسمها movements.org، بعد أن قرأت وسمعت عن دورها في “الربيع العربي”، ففوجئت بهذه الجملة تحتل صفحتها الرئيسة:

“في الوقت الذي أغلقت شبكة الإنترنت والخلوي والخطوط الأرضية في سوريا، فإن movements.org متوافرة لتجاوز الإغلاق”.

أثارت هذه الجرأة فضولي. من أين تأتي القوة التي تسمح لمنظمة من منظمات المجتمع المدني بتحدي دولة، بجيشها وقوانينها وأنظمتها؟ دولة لا يبخل أعداؤها في إطلاق كل صفات القمع على أجهزتها الأمنية، ويألفون القصص عن مجازر ارتكبها جيشها، كيف تجرؤ منظمة مجتمع مدني على تحدي كل هذا التاريخ “المفترض” من القمع؟ تتحدث الصفحة عن الدعم الذي قدمته هذه الحركة إلى “مقاتلي الحرية” في أنحاء متعددة من العالم، ومنها مصر وليبيا وسوريا. 

“مقاتلو الحرية” عبارة أعادت إليَّ ذكريات طفولة مرتبطة بالمجلات الخيالية، التي كنت أقرأها، مثل “سوبرمان” و”الوطواط”، فاستعدت صورة غلاف إحدى هذه المجلات، التي تصدر في العاصمة الأميركية واشنطن، بعنوان “مقاتلي الحرية”. فهل من علاقة بينهما؟ هل من علاقة بين ألوان لباس “سوبرمان” و”المرأة الخارقة” وألوان العلم الأميركي والحرب على الإرهاب؟ هل من قبيل الصدفة أن تمت استعادة شخصية “كابتن أميركا”، وأُعيد إطلاق سلسلة الأفلام الخاصة به؟ هل كان اختيار المجندة الإسرائيلية، غال غادوت، لتؤدي دور المرأة الخارقة، مرتبطاً بجمالها وقدراتها التمثيلية، أم أنها مثلت “نضال” رأس الحربة الرأسمالي الديمقراطي في عالم التطرف والإرهاب والديكتاتورية في الشرق الأوسط، حيث يجتمع كل أعداء الرأسمالية التقليدية: روسيا، الصين، إيران، حزب الله، الفكر القومي، بالإضافة إلى الشيوعيين؟ هل اجتمعت كل هذه الصور صدفة، وكل ما يخطر في بالي من ترابط بينها ليس سوى سقوط في نظرية المؤامرة؟

عند البحث عن معنى مصطلح “مقاتل حرية” عبر الإنترنت، يقدم موقع القاموس الإجابة التالية: هو مقاتل من أجل الحرية يحارب ضد قوى الطغيان والديكتاتورية. لقد تم إيجاد هذا المصطلح بين عامي 1940 و1945، وارتبط بالحرب العالمية الثانية، فلقد كان هؤلاء المقاتلون يحاربون الطغيان والديكتاتورية، المتمثّلين بصورة أساسية، بالنازية بزعامة هتلر، والفاشية بزعامة موسوليني. لذلك، كسب هؤلاء المقاتلون حب الجمهور وتعاطفه.

بعد انتهاء الحرب العالمية، وفي حقبة الحرب الباردة، سيتم تجيير هذه العواطف ضد الشيوعيين، بصفتهم ممثلين للديكتاتورية: في الاتحاد السوفياتي بزعامة ستالين، وكوبا كاسترو، ومصر عبد الناصر، ويوغسلافيا تيتو، ثم حافظ الأسد وبشار الأسد وأحمدي نجاد والسيد حسن نصر الله. وسيتحول محارب الحرية إلى جاسوس خارق، مثل جيمس بوند، أو بطل ملاكمة لا يستسلم، مثل روكي بالبوا.

يتغير الأعداء من زمن إلى آخر، لكن “مقاتلي الحرية” يحتفظون بسِماتهم، فهم أناس عاديون يرتكبون الأخطاء مثلنا جميعاً، وقد يكونون من الضعفاء المضطهَدين من جانب الآخرين، لكنهم ينتفضون في لحظة وعي، ويتحولون إلى أبطال خارقين يحاربون من أجل الحق، ويخرجون لاستعادة الحرية المفقودة، وإعادة الحق إلى نصابه (الرأسمالي).

لقد قاتل الشباب المعاصر، إلى جانب “مقاتلي الحرية” عبر شبكة الإنترنت وألعاب الفيديو. قاتل الإرهابيين والطغاة وحرّر الأسرى المعتقلين لدى الأنظمة الديكتاتورية. لهذا كله، لن يعاني صنّاع الحدث مشكلة في رسم صورة “مقاتلي الحرية”، أو خلق تعاطف معهم في رحلتهم من أجل هزيمة الطاغية. فمن هو الطاغية اليوم؟

كل من يعادي مصالح الغرب وقيمه… طاغية.

كل من يسعى للاستقلال الوطني، أو فك التبعية الاقتصادية مع المركز الرأسمالي… طاغية. 

كل من يحاول التمرد على الهيمنة الاستعمارية، ويطرح فكراً ثورياً تحررياً… طاغية.

يضع المصور الفوتوغرافي Johann Rousselot في موقعه عبر الإنترنت صوراً لـ “مقاتلي الحرية” في عدة بلدان، هي: مصر، المغرب، سوريا، تونس، ليبيا. لم يكن من الممكن إلّا أن نلاحظ باستغراب غياب العراق وفلسطين ولبنان! “مقاتلو الحرية” هم الذين يقاتلون جيوش بلادهم، أمّا الذين يقاتلون الاحتلال فهم إرهابيون، بحسب التصنيفات الدولية!!

توضح منظمة movements.org في موقعها في الإنترنت، مهمتها كالتالي: “تقديم الحلول الرقمية لدعم الناشطين في المجتمعات المغلقة، وتضخيم أصواتهم وإلهام الآخرين، من خلال التعرف إلى قصصهم”.

أول اجتماع لـ”مقاتلي الحرية” كان عام 2008، في لقاء عُقد تحت اسم “اتحاد الحركات الشبابية” (Alliance of Youth Movement AYM). هذه الحركة، التي عقدت مؤتمرين بعد ذلك، هي النواة لمنظمة movements.org. لنفهم العلاقة جيداً، لا بد لنا من الاطلاع على لائحة الداعمين والشركاء، والتي تضم:

Edelman
Youtube
Howcast
MSNBC
MTV
Facebook
Pepsi
Gen Next
Meet up
Omnicom Group
CBS news
National Geographic
 access 360 media
Mobile Accord
 كل هذه المؤسسات سيكون لها دور مهم في أحداث “الربيع العربي”، بل إن البعض يعتقد أنها من صنع هذا “الربيع” المزعوم. حضر هذه المؤتمرات الآلاف من العرب (من مصر وسوريا والأردن ولبنان وتونس وفلسطين واليمن)، وحضرها الإيرانيون، الذين سيشاركون في المستقبل في “الحركة الخضراء” الإيرانية، بعد انتخابات 2009، والعرب الذين سيشاركون في “الربيع العربي” الذي سينطلق في عام 2011.

وللتواصل مع هؤلاء، نجد في قائمة العاملين في هذه المنظمة، عهد الهندي، مدير البرنامج العربي، وسولماز شريف، مدير البرنامج الإيراني.

علينا هنا أن نتوقف عند تاريخ انعقاد المؤتمر الأول لهذه الحركة عام 2008؛ أي عام الانهيار المالي الذي كان يهدد النظام الرأسمالي بمجمله، والأزمة التي دخلت كل منزل في أوروبا والولايات المتحدة، وتركت ملايين المشردين من دون عمل أو مأوى. لكن ذلك لم يمنع هذه الدول من إنفاق الملايين على التدريب والتجميع لشبان من كل أنحاء العالم، لتطلقهم كـ”مقاتلي حرية”.

اليوم، يعود “مقاتلو الحرية” إلى الظهور في المدن الإيرانية احتجاجاً على موت الفتاة مهسا أميني، ويصرّح الرئيس الأميركي بأن بلاده ملتزمة الدفاعَ عن حقوق الإنسان في إيران؛ بلاده التي خُنق فيها جورج فلويد تحت قدم رجل الشرطة على الهواء. للأسف، تنطلي الحيلة على كثيرين من السذّج، بل يتطوّع البعض للاعتذار نيابةً عن الحكومة الإيرانية. التحقيق يأخذ مجراه، والمقصّر إن وُجد فسينال جزاءه. السؤال: من سيعاقب “إسرائيل” على استشهاد الطفل ريان سليم؟

:::::

“الميادين”

____

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *