نشرة “كنعان”، 24 يناير 2023

السنة الثالثة والعشرون – العدد 6463

في هذا العدد:

أيتها الأمة تجرَّئي على الصَّدْ…وإلا الفناء، عادل سماره

ملف حول التطورات العسكرية في حرب روسيا الدفاعية (الجزء الثاني)، تعريب وإعداد د. زياد الزبيدي

  • هزيمة أوكرانيا، تجعل وجود الناتو موضع تساؤل
  • هنري كيسنجر عندما يتكلم
  • عن سيناريوهات عسكرية محتملة لـلحرب في أوكرانيا
  • مدير CIA اجتمع سرا مع زيلينسكي في كييف

نـظـرة الـشـاعـر إلـى الـشـاعـر: في ذكرى معين بسيسو ٣٨، أ. د. عادل الأسطة

✺ ✺ ✺

أيتها الأمة تجرَّئي على الصَّدْ…وإلا الفناءعادل سماره

https://kanaanonline.org/2023/01/25/%d8%a3%d9%8a%d8%aa%d9%87%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%a9-%d8%aa%d8%ac%d8%b1%d9%8e%d9%91%d8%a6%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%8e%d9%91%d8%af%d9%92-%d9%88%d8%a5%d9%84%d8%a7/embed/#?secret=coQfraDC0x#?secret=cErtgZSidI

حقاً، كل ما في هذا الوطن يدعو للثورة. وأكثر ما يدعو للثورة تلك الاستهانة واللامبالاة بالعربي إلى درجة قيام أخطر موقع فساد وجريمة في الوطن العربي بالحديث بأريحية عن دوره في المذبحة التي لم تتوقف بعد. فلا جفن يرف ولا عِرقٌ يندى ولا صوت يحشرج، ولا لون يتغير ولا كوفية تسقط عن رأس لم يصنعه الله.
هو الكيان الأصغر ربما في الوطن العربي أي قَطَرْ. الكيان الأقدم والأعمق تطبيعاً مع الكيان ا.ل.ص.ه.ي.و.ن.ي، وهو المكوَّن من جملة قواعد ضد الأمة العربية والتاريخ:
• القواعد الحربية الأمريكية
• قاعدة قوى الدين السياسي
• قاعدة فضائية الجزيرة
• قاعدة المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات/سوق نخاسة الثقافة العربية
• قاعدة سلطة أسرة بدوية انتقلت من البعير إلى راس المال المالي.
• والقاعدة الديمغرافية حيث 90 في المئة من السكان ليسوا عرباً، وليس كل البقية عرباً عرباً.
ومع ذلك، حديثنا هنا ليس عن كل هؤلاء، بل عن غيرهم بما يتصل بدرجة أو أخرى بهؤلاء، إنه عن ما ورد في:
” موقع المغرب العربي الإخباري” مستنداً إلى (المصدر : الجزيرة + الصحافة الجزائرية + مواقع التواصل الاجتماعي)..
ملخص الخبر على لسان الرئيس الجزائري أن السلطة الجزائرية عثرت على 36 مليار دولار لدى عائلة جزائرية واحدة! وأن الأموال المنهوبة من البلد تبلغ 200 مليار دولار، وكل هذا في فترة الرئيس المخلوع بنعومة عبد العزيز بوتفليقه! أي أن التحقيق لم يبدأ من ما بعد الرئيس هواري بو مدين وحتى بوتفليقة وحاصة الأمين زروال الذي نقل الجزائر من الثورة والشهداء إلى الدين السياسي الفرنسي/الأمريكي ! وكانت العشرية السوداء.
وورد في الخبر أن أوروبا تعهدت بالتعاون مع الجزائر لكشف ناهبي أموال الشعب العربي الجزائري.
أما أن يأتي الخبر من فضائية الجزيرة في قطر، والتي أنفق حكامها فقط ضد سوريا 137 مليار دولار، وأنفق حكام الخليج 2 ترليون دولار لاقتلاع سوريا من الوجود بشرا وحجرا وشجرا وتراباً، وأنفقت الأسرة الحاكمة في قطر 200 مليار دولار فقط لتستقبل مباريات كرة القدم من العالم ثم ينتهي العرس كما تنتهي وجبة ضخمة من بطن شره، فهذه ثالثة الأثافي.
حين ينظر المرء إلى هذه الأرقام الفلكية، هذا دون أن يعرف عن غيرها وهو أكثر يخلُص إلى أمرين على الأقل:
الأول: أن هذا الخليج وُجد لمحق الأمة العربية في حقد حُكامٍ من البدو يُضمرون ذلك الحقد بلا سبب إلا لأنهم يشعرون بأنهم مجرد ادوات تم تمكينهم من رقاب عرب الجزيرة وعرب الأمة، وبأن الله خاصتهم هو الغرب والكيان.
والثاني: أن هذا العقل البدوي لم يفهم حقاً ما هي النقود وخاصة في حقبة راس المال المالي الاحتكاري ومقاديره الترليونات فيحرقها كما لو كانت لفافة سجائر ، لم يرتقِ عقل هؤلاء عن النظام الإشاري الأول (حسب تصنيف بافلوف) حيث يتشابه فيه الإنسان والحيوان.
وإلا، ما معنى محرقة المال من أجل محرقة الأمة!
وإذا كان لهذا السؤال أن يُوجَّه لأحد، وهو موجه للجميع، فإنه حصراً موجه إلى أكوام العبيد في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات والذين أعرف منهن/م الكثيرين!
وهنا أخلص إلى ملاحظتين اثنتين:
الأولى: إن كل مثقف فلسطيني، أولاً نعم فلسطيني، قبل أي عربي، دخل الخليج بدعوة له كمثقف من سلطة أو هيئة أو جمعية أو مركز أو أو أو وحاز على أُعطِية، رشوة، وظيفة، رحلة، …الخ قد ذهب هناك جاهزاً للعبودية وهي هنا عبودية عقلية ذهنية بشكل خاص ولا يكفي أن يعتذر. ذلك لأن من يقبل دعوة إلى هناك يعرف أن المكان معقل للعبودية، وهذا يختلف عن من ذهب بحثاً عن عمل بدافع الحاجة.
والثانية: لو استخدمنا الأرقام والاقتصاد الرياضي بموديلاته التي تفشل حين التطبيق، فإن 2 ترليون دولار وحدها كافية لشراء ولاء نصف سكان الكيان ليرحلوا من حيث أتوا، ويبقى ا.ل.ي.ه.و.د العرب الذين بالطبع يأنف الغرب عن استقبالهم.
وأخيراً: لماذا تُبدي أوروبا استعدادا لكشف اللصوص الجزائريين؟
صحيح أن اللصوصية مراتباً، ولكن صحيح ايضاً أن اللص بلا زِمام حتى وهو متخم بالمال فكيف حين يعرى ويبرد! وحين يكون لص من طراز هو الأخطر والأكثر وحشية في التاريخ، أي اللص الرأسمالي المعولم؟
للإجابة ، شكراً لحرب الدفاع الروسية التي أماطت الغطاء عن العُري الجسدي والأخلاقي للغرب فبات جاهزا لتلبية طلبات الجزائر .
ولكن، هل ستمضي سلطات الجزائر في هذا الطريق إلى النهاية؟
وحتى لو حصل، فهل سيقدم الغرب رؤوس مختلف اللصوص العرب ومنهم لصوص قطر! بالتأكيد لا، إلا إذا كان السكين على الحُلقوم.
ملاحظة: لا شك أن كثيرين سيقولون: ولماذا يُتعب هذا الرجل نفسه بهؤلاء، ويقول غيره، لماذا يستفزُّ الناس!. ولكنني اقول، أليست خيانة موصوفة أن ترى كل هذا الهبوط ولا تقل كلمتك!

✺ ✺ ✺

ملف حول التطورات العسكرية في حرب روسيا الدفاعية (الجزء الثاني)، تعريب وإعداد د. زياد الزبيدي https://kanaanonline.org/2023/01/25/%d9%85%d9%84%d9%81-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b7%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b3%d9%83%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a7-2/embed/#?secret=rLFAHEyIcJ#?secret=cJCPoZx8bH

  • CIA اجتمع سرا مع زيلينسكي في كييف

✺ ✺ ✺

(1)

American Greatness:

 هزيمة أوكرانيا، تجعل وجود الناتو موضع تساؤل

 “على الغرب أن يجرب الدبلوماسية الحقيقية للتأكد من أن الفرصة لم تُفوت بعد”

موقع الثقافة الاستراتيجية على تيليغرام FSK

تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

 19/1/2023

” يقوم الجيش الروسي بطرد القوات المسلحة الأوكرانية من المناطق المحيطة بشبه جزيرة القرم وفي شرق أوكرانيا.  مع استمرار الشتاء وتجمد الأرض أكثر فأكثر، تتركز قوة قوامها حوالي 350.000 جندي روسي في بيلاروسيا.  ويتم تعزيز الخطوط الروسية داخل أوكرانيا. (المصادر الروسية تذكر ان الرقم اقل بعدة مرات-المترجم).

 روسيا لم تُهزم بعد ولا يبدو أنها على وشك الهزيمة، بغض النظر عما قد تدعيه الدعاية الغربية “.

 هذا ما كتبته الطبعة الأمريكية من American Greatness.

 بينما يبتهج مستخدمو تويتر المؤيدون لأوكرانيا بشأن “انتصارات” أوكرانيا في باخموت، فقدت القوات المسلحة الأوكرانية حوالي 70٪ من قدراتها القتالية هناك في الأسبوع الماضي وحده.

 الآن يتوسل المسؤولون الأوكرانيون الدول الغربية لإرسال المزيد من الأموال والأسلحة الثقيلة، وحتى الدبابة “الرهيبة” M1 Abrams والدبابة الألمانية Leopard.

 تناقض هذه المناشدات الانطباعات الرئيسية التي عشناها جميعًا في الغرب: “لقد تحدت أوكرانيا روسيا وهي تنتصر”، كما يقول مؤلف المقال براندون وايكيرت.

 نعم، لقد حققت أوكرانيا بعض النجاح.  بالنظر إلى كل المساعدات الغربية التي تلقاها الأوكرانيون منذ عام 2014، إذا لم تنجح قواتهم في الدفاع خلال المرحلة الأولى من الحرب، فلا يمكن اعتبار أي استثمار في أوكرانيا مبررًا.

 الآن، ومع ذلك، فقد تغير كل شيء.

 ووفقاً لما ذكره صاحب المقال، فقد ابتعد الجيش الأوكراني في مرحلة ما عن تكتيكات الدفاع عن النواة الأوكرانية في الجزء الغربي من البلاد وبدلاً من ذلك شن الهجوم في الشرق.  لقد ذهب الأوكرانيون بعيدًا جدًا في الأجزاء الشرقية من البلاد التي سيطرت عليها القوات الروسية منذ عام 2014 على الأقل.  لقد وسعوا سلاسل التوريد العسكرية الهشة بالفعل إلى أقصى حد.  إن محاولة قلب الواقع المحزن للأوكرانيين رأساً على عقب – حيث تمسك روسيا بشدة بشرق أوكرانيا والقرم – لم تنجح وتضمن فقط استمرار الروس في القتال بضراوة والرد بقوة أكبر على الجيش الأوكراني.

 لقد ولت الأيام التي كان يمكن فيها لأوكرانيا الاعتماد على إمدادات عسكرية مستقرة وموثوق بها من الناتو لقواتها المسلحة على الجبهة.

بعد عام من الصراع، تكاد ترسانات الأسلحة الثقيلة الغربية ان تكون قد استنفدت وسيكون من المستحيل تجديد المخزونات في المستقبل القريب.

 “الجيش الأوكراني بحاجة إلى التراجع ورص صفوفه مرة أخرى.  لكن المشكلة بالنسبة لأوكرانيا هي أنه بمجرد أن تتراجع خلف خط الدفاع الأول – وهناك العديد من التقارير غير المؤكدة التي تشير إلى أن القوات الروسية قد اخترقته بالفعل في بعض الأماكن – ستجد نفسها في ساحة معركة مكشوفة وغير محمية.

 هناك حقائق عسكرية تعمل الآن في أوكرانيا يرفض الساسة الحالمون في واشنطن الاعتراف بها.  الروس يستعدون للاختراق.  قد يكون الوقت قد فات الآن لمحاولة منعهم، ويجب على الغرب الآن أن يمد يده نحو الدبلوماسية الحقيقية للتأكد من أن الفرصة لم تضيع بعد ” – يقول المقال.

 ويستغرب الكاتب من عدم قيام أوكرانيا بأي محاولات جادة للتوصل إلى هدنة.

 على الرغم من ادعاءات المتشددين في كييف وواشنطن بشأن الحاجة إلى استعادة شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا، فإن هذا في الواقع مفهوم خاطئ سيؤدي إلى مقتل العديد من الأبرياء، وينتهي على الأرجح بالانهيار الكامل للدولة الأوكرانية.

 يحظر الناتو على كييف حتى التفكير في هدنة مع موسكو، وفي الوقت نفسه يحرم أوكرانيا من الدبابات التي تشتد الحاجة إليها.  وعدت بريطانيا بالتبرع بعدد من دبابات تشالنجر 2 (حوالي 14 دبابة في المجموع)، وبولندا بمجموعة أخرى من دبابات ليوبارد الألمانية الصنع.  على الرغم من أنه عندما يتم تسليم هذه الدبابات إلى أوكرانيا، هل سيبقى هناك جيش أوكراني بحلول ذلك الوقت لاستلامها؟

 لماذا لا يساعد الغرب في إنهاء الحرب بينما لا يزال هناك بعض من أوكرانيا متبقيا على الأقل، بدلاً من دفع الأوكرانيين معه للتصعيد؟

 اليوم، من الواضح أن الميزان العسكري في أوكرانيا يتحول لصالح روسيا.  في مواجهة خطر إثارة غضب بؤر المتصيدين المؤيدين لأوكرانيا على تويتر، يدعو المؤلف جميع الأطراف إلى تخفيف التوترات والجلوس على طاولة كبيرة جميلة وإبرام اتفاق سلام.

 إذا هزمت أوكرانيا، فستفقد استقلالها، وسيصبح وجود حلف الناتو نفسه موضع تساؤل.  سوف تنقسم أوروبا.

 علاوة على ذلك، سيتم طرد الولايات المتحدة تمامًا من أوروبا وستعاني من هزيمة مذلة أخرى على المسرح العالمي، كما تستنتج American Greatness.

(2)

هنري كيسنجر عندما يتكلم

فالنتين بوجدانوف

 رئيس شركة البث التلفزيوني والإذاعي لعموم روسيا في نيويورك

تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

 19 /1/2023

تم رفع الستارة جزئيا من قبل هنري كيسنجر المخضرم.  في سن التاسعة والتسعين، يتمتع ملك الدبلوماسية المكوكية بامتياز فريد في السياسة الأمريكية السائدة ليقول ما يفكر به.

 او بالأصح، تقريبًا كل شيء.  يمكن قراءة ما لم يُقال (مع الحد الأدنى من التحضير والمعرفة بالتاريخ، فضلاً عن فهم التقاليد الدبلوماسية الأمريكية) يمكن قراءته بين السطور.

بالمناسبة، أظهر زيلينسكي أنه لا يمتلك أيًا من الكفاءات المذكورة أعلاه.  وإلا لما كان سعيدا بخطاب كيسنجر في دافوس.

من ناحية أخرى، لا يمكن للفنان الذي يعتمد على الذكاء الفطري أن يخطئ على الأرجح في التمييز بين إكليل الورد وباقة الزهور من بعيد. فيما تبقى، سيكون من الجيد تحليل كلمات كيسنجر الماكر بعناية أكبر.

لقد تحدث وزير الخارجية الأمريكي الأسبق عن عدم جدوى وضع أوكرانيا المحايد في الظروف الجديدة ومدى ملاءمة عضويتها في الناتو.  ولكن هذا هو الحال تمامًا عندما لا يكون الكوب نصفه ممتلئًا، بل يكون نصفه فارغًا أيضًا.

هل قال كيسنجر شيئا عن عضوية “أوكرانيا تحمل اسم لينين”؟ في الناتو.

او عن أوكرانيا داخل حدود عام 1991 أو حتى داخل حدود 3 أكتوبر 2022؟

لا، لم يقل ذلك.  إذن ما الذي تعنيه أوكرانيا؟  كم عدد المناطق والمدن؟  في النهاية، يمكن أيضًا إطلاق اسم أوكرانيا على الضفة اليمنى من كييف، ثم قبولها في حلف الناتو.

اقتباس آخر مثير للاهتمام.  “وفي النهاية.. يجب أن تتلقى أوكرانيا ضمانات من حلف الناتو بأي شكل يقدمه لها حلف الناتو”.

يصف كيسنجر النهاية “ختام العملية التي نشهدها الآن”.  هذا هو، على الأقل نهاية الأعمال الحربية.

 في الوقت نفسه، لم يبين وزير الخارجية أي شيء عن موقف حلف الناتو نفسه. في الآونة الأخيرة، يحب الغرب تكرار الافتراض القائل بأن الدول التي لديها مشاكل إقليمية غير مستقرة لا يتم ضمها أبدًا للحلف (يقولون إن هناك سوابق).

 لكن المزاعم المتبادلة بين أعضاء الناتو والدولة التي يعتبرها الحلف عدوه الرئيسي والتي تم بناء الحلف ضدها – بعبارة ملطفة، مستوى مختلف من التهديدات.

هناك خياران.

إما أن ما يسميه كيسنجر أوكرانيا ينفي جميع المطالبات لروسيا بشأن المناطق التي ضمتها، أو أن التحالف، منذ اللحظة التي تنضم فيها أوكرانيا إلى الناتو، يدخل في صراع محتدم مع روسيا.  أليست هذه الفكرة المغلفة من قبل كيسنجر الثعلب في عبارة “حول ضمانات من الناتو بأي شكل من الأشكال”؟

إن الإنذار النهائي للمطالبة بالتخلي عن المطالبات الإقليمية – هو، بعد كل شيء، هو أيضًا احد الاشكال.  صحيح، إنه أمر غير مريح للغاية بالنسبة إلى زيلينسكي أو الشخص الذي سيحل محله.  تلبسه مرة واحدة – ثم لا يمكنك خلعه.  نعم، وسيحتك بجسمك بقية حياتك.

(3)

عن سيناريوهات عسكرية محتملة لـلحرب في أوكرانيا

سيرجي ماركوف

مدير معهد الدراسات السياسية

تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

17/1/2023

يعتبر استيلاء الجيش الروسي على سوليدار أمرًا مهمًا من الناحية السياسية كنقطة تحول، والانتقال من فترة أربعة أشهر من الانتصارات للجيش الأوكراني إلى انتصارات للجيش الروسي.

من وجهة نظر عسكرية، فإن تحرير سوليدار وباخموت وسفيرسك والوصول إلى كراماتورسك وسلافيانسك لها أهمية متواضعة للغاية.

من الأهمية العسكرية “طحن” القوة البشرية والأسلحة.  لكن هذا “الطحن” سيتم تعويضه قريبًا بالتعبئة، التي تجري الآن على قدم وساق في أوكرانيا، والتي حدث مثلها بالفعل – جزئيًا – في روسيا الخريف الماضي.  إذا لزم الأمر، يمكن أن تحدث موجة تعبئة أخرى في بلادنا.

 من وجهة نظر عسكرية، يستعد الطرفان للخيارات التالية:

 الخيار الأول – هو هجوم الجيش الأوكراني بواسطة مجموعة الجيش التي كانت مستعدة للهجوم على خيرسون، والتي يتم توجيهها الآن لتوجيه ضربة أخرى في مكان آخر.

 الخيار الثاني – هو هجوم الجيش الروسي، وهو الجيش الذي يضم أكثر من 150 ألف جندي شاركوا بالفعل في الحرب وأضيف لهم 300 ألف.  نحن نتحدث عن مجموعة قوامها نصف مليون فرد تلقت أنظمة أسلحة جديدة ومستعدة للهجوم.  يعتمد وقت الهجوم، أولاً وقبل كل شيء، على مدى جودة تعامل الاقتصاد الروسي مع تجهيز المجموعة بجميع الأسلحة الحديثة اللازمة.

 الخيار الثالث – هو أن ينتظر الجيش الروسي أن يقوم الجيش الأوكراني بالهجوم، وإرهاق الأوكرانيين في المعارك، وشن هجوم مضاد قوي مع بسط سيطرته على منطقة واسعة.

 الخيار الرابع – هو مرآة السابق: الجيش الأوكراني ينتظر هجوم الجيش الروسي، وبعد ذلك سيحاول إنهاكه في المعارك، ثم يبدأ في الهجوم المضاد.

 الخيار الخامس – يقوم كلا الجيشين، في أوكرانيا وروسيا، بتنفيذ ضربات مضادة، وإجراء عمليات هجوم مضاد متزامن.

الخيار السادس – هو أن الجيش الروسي غير مستعد للهجوم بسبب عدم استلام ما يكفي من التسليح، كما أن الجيش الأوكراني لا يتقدم، لأنه يخشى الوقوع في الفخ.

ونتيجة لذلك، تستمر معارك الاستنزاف الموضعية بأسلوب الحرب العالمية الأولى، حيث تدور الآن في منطقة سوليدار وباخموت، وكل شيء مؤجل إلى نهاية الربيع.

تشمل خطط البنتاغون تشكيل ثلاثة فيالق جديدة في الجيش الأوكراني، كل منها 75 ألف فرد.  يجب أن تضرب هذه الفيالق الثلاثة في أواخر الربيع وأوائل الصيف.  سيكون الهدف الرئيسي هو اختراق شبه جزيرة القرم وحتى دخول أراضي شبه الجزيرة.

 يعتبر الاتجاه الأكثر ترجيحًا من الجانب الأوكراني هو اتجاه الضربة على طول خط زابوروجي – ميليتوبول – بيرديانسك من أجل الوصول إلى بحر آزوف، وقطع تجمع الجيش الروسي إلى قسمين، وفي نفس الوقت حصار التجمع الروسي الواقع في منطقة خيرسون واجباره على الانسحاب إلى شبه جزيرة القرم.

قد يحدث الهجوم الروسي في منطقتي لوغانسك ودونيتسك، في إتجاه أوغليدار وسلافيانسك وكراماتورسك.  هذه المدن الرئيسية في مقاطعة دونيتسك لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية.

من الناحية النظرية، من الممكن يضرب الجيش الروسي من الشمال من أراضي بيلاروسيا. ومع ذلك، فإن عدد القوات الروسية المتمركزة هناك بالكاد يكفي لهجوم متكامل.

وهكذا، يستعد الطرفان لاتخاذ إجراءات نشطة، وربما حاسمة، في الشتاء والربيع.  ونتيجة لهذه العمليات العسكرية، يخاطر أحد الطرفين بأن يكون في وضع صعب للغاية.  وبعد ذلك ستُنشأ المتطلبات الأساسية للمفاوضات والتوصل إلى اتفاق سلام من خلال استسلام أحد الطرفين.

يبدو أن الجيش الروسي جاهز تقريبًا لشن هجوم كبير.  من ناحية أخرى، وفقًا لمنطق الأشياء، كان من المفترض أن يكون مستعدا لمثل هذا الهجوم في ديسمبر الماضي، لكنه لم يحدث.

(4)

مدير CIA اجتمع سرا مع زيلينسكي في كييف

أوليغ تساريوف

تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

20/1/2023

على ذمة الواشنطن بوست: عقد مدير وكالة المخابرات المركزية اجتماعا سريا مع زيلينسكي.

يكتب المحللون أن قلق زيلينسكي الرئيسي هو السؤال عن المدة التي يمكن أن تتوقع فيها أوكرانيا استمرار المساعدة من الولايات المتحدة والغرب بعد حصول الجمهوريين على الأغلبية في الكونغرس والمطالبة بتخفيض حجم المساعدة لأوكرانيا بين جزء من الناخبين في الولايات المتحدة.  وقالت المصادر إن بيرنز (مدير CIA-المترجم) شدد على الحاجة إلى تحرك سريع في ساحة المعركة وأقر بأنه سيكون من الأصعب الحصول على المساعدة في وقت ما.

يكتب الصحفيون أنه بينما يواصل بعض صقور الجمهوريين في الكونجرس الدعوة إلى تسليح أوكرانيا، قال جمهوريون آخرون إنهم يريدون خفض الإنفاق الأمريكي، ولا سيما مليارات الدولارات التي تذهب للحرب.

وبالأصالة عن نفسي، سأضيف أن الواشنطن بوست هي الصوت “الحزبي” للديمقراطيين، الناطقة بلسان سياساتهم.  وتميل توقعاتهم حول القرارات المستقبلية إلى أن تتحقق.  بناءً على ذلك، يمكن الاستنتاج أن إدارة بايدن ترى مخاطر حقيقية تتمثل في تقليص حجم المساعدة المقدمة لأوكرانيا.

وتقول مصادر واشنطن بوست إن زيلينسكي تلقى تأكيدات بأن دعم إدارة بايدن لكييف لا يزال قوياً وأن التمويل الطارئ البالغ 45 مليار دولار لأوكرانيا الذي أقره الكونجرس في ديسمبر الماضي سيستمر حتى يوليو أو أغسطس على الأقل.  “ومع ذلك، لم تعد كييف تثق كثيرًا بآفاق تبني الكونجرس لحزمة مساعدات إضافية أخرى بمليارات الدولارات، مثل الربيع الماضي،” حسبما أفاد الصحفيون.

كما تبادل مدير وكالة المخابرات المركزية مع زيلينسكي معلومات استخبارية حول خطط روسيا في الأسابيع والأشهر المقبلة.

كتب الصحفيون: “الهجوم الضخم بالقرب من باخموت يجبر أوكرانيا على تقييم مواردها بينما تستعد لهجوم مضاد كبير في أجزاء أخرى من البلاد”.  “للقيام بذلك، تقوم الولايات المتحدة والدول الغربية بنقل المركبات المدرعة والمدفعية والصواريخ إلى أوكرانيا في محاولة لتعزيز قوة الجيش الأوكراني، على أمل أن تسمح المعدات الإضافية لجيش زيلينسكي باختراق المناطق التي تسيطر عليها روسيا مثل زابوروجي في هجوم من المتوقع أن يبدأ في الأشهر المقبلة.  في غضون ذلك، تخطط روسيا لشن هجومها الخاص في الربيع “.

✺ ✺ ✺

نـظـرة الـشـاعـر إلـى الـشـاعـر: في ذكرى معين بسيسو ٣٨

  • د. عادل الأسطة

https://kanaanonline.org/2023/01/25/%d9%86%d9%80%d8%b8%d9%80%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%80%d8%b4%d9%80%d8%a7%d8%b9%d9%80%d8%b1-%d8%a5%d9%84%d9%80%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%80%d8%b4%d9%80%d8%a7%d8%b9%d9%80%d8%b1-%d9%81%d9%8a-%d8%b0%d9%83/embed/#?secret=cAdQv43HwS#?secret=6fla1juhcb

2022-01-23

في ٨٠ القرن ٢٠ كتبت قصة استلهمتها من قصة الشاعر الأموي يزيد بن مفرغ الحميري الذي هجا خصومه السياسيين، ومنهم معاوية بن أبي سفيان، فعاقبوه بأن يمحو بأصابع يديه ما كتبه على الجدران ثم أسقوه سائلا مسهلا وطافوا به، على ظهر حمار، في الأسواق.
لم تنشر القصة التي أرسلتها إلى مجلة «الكاتب» لأن الرقيب الإسرائيلي لم يجزها، ويبدو أنه فهم مغزاها الداعي إلى مواصلة الكتابة ولو على الجدران، ومن يراجع أعداد المجلة يقرأ اعتذار محررها لمن لم تنشر موادهم.
ضاعت القصة التي لا أمتلك مسودة لها فلم أنشرها في زمن لاحق.
في نهاية ٧٠ القرن ٢٠ كتبت قصة عنوانها «عروة بن الورد ينشر قصيدة جديدة» ظهرت في مجموعتي «فصول في توقيع الاتفاقية» (١٩٧٩) قدمت فيها اقتراحا لاستلهام التراث للتحايل على الرقيب الإسرائيلي الذي أحبط كتابا كثيرين بعدم إجازة كتاباتهم، وفي تلك السنة، أصدر القاص أكرم هنية مجموعته القصصية الأولى «السفينة الأخيرة.. الميناء الأخير» وقد ضمت قصة «النابغة الذبياني يهجو النعمان بن المنذر» وعالج فيها موقف الجمهور من الشاعر؛ حين يمدح الشاعر الحاكم يبتعد عنه الجمهور، وحين يهجو الحاكم يتناقل الجمهور قصائده.
في تلك السنوات، كنا نتناقل أشرطة مظفر النواب وإذا ما صدرت له مجموعة شعرية اقتنيناها دون تردد، فقد كان شاعر هجاء من الدرجة الأولى، ولم يكن الرقيب الإسرائيلي يمنع قصائده فهي تهجو الحاكم العربي.
الآن، ولى زمن الرقيب المباشر وحل محله الرقيب الآلي «الخوارزمي»، فسرعان ما تمنع من النشر أو سرعان ما يغلق حسابك في وسائل التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) إن خدشت معايير المجتمع (؟؟؟).
ما الذي ذكرني بما سبق؟
في الأسبوعين الأخيرين، أعدت قراءة كثير من أشعار معين بسيسو وتوقفت أمام قصيدتين هما «قصيدة فوق الجدار» و»قصيدة على سيف البحتري» وفيهما يكتب عن نوعين من الشعراء؛ الشاعر «المهدور دمه في كل زمان»، والشاعر الذي «يدرب القصائد كيف تبيع رأسها على الوسائد وكيف تحلب الثديين في نعلي أمير». الأول صاحب قضية وضمير، والثاني «مخبر وشرير يضاجع الدينار وهو واقف، أو وهو راكع».
لا يذكر معين في الأولى ابن مفرغ الحميري، ولا أعرف إن كان قرأ قصته، ولكنه يذكر في الثانية الشاعر العباسي البحتري مثالا.
قارئ الشعر الأموي الملم بقصة ابن مفرغ سرعان ما يتذكره، فمعين يكتب:
«أنظر إن بقيت في وجهك عينان
خمسة فرسان بينهم الشاعر
وقصيدة غضب حفرت فوق الجدران
ضد لويس الأول، ولويس الحادي والعشرين…
– «امسحها بيديك …
أبيات قصيدتك الملعونة والمحفورة فوق الجدران… .»
فهل رمز الشاعر بلويس إلى معاوية أم أن الأدب الفرنسي عرف ما عرفه الأدب العربي؟
يمسح الشاعر أبيات قصيدته بيديه حتى تذوب يده اليمنى فيواصل باليسرى وتذوب أيضا قبل أن يتم مسح القصيدة كلها فيبدأ المسح بلسانه وعليه أن يواصل المسح ولو بوجهه وبعينيه حتى يسقط:
«سقط الشاعر …/
سقط وبقيت فوق الجدران المفروشة/
كالنطع الأسود كلمة «لا»/ «لا» للويس الأول ولويس الحادي والعشرين/ «لا» للزنزانة ولمقص رقيب السلطان/ وللسكين».
وينهي معين قصيدته بالأسطر الآتية:
«ما دام دم الشاعر مهدور/ نحن جميعا من غير أياد/ نحن جميعا من غير وجوه».
وأظن أن معين، منذ شبابه، اختار درب هذا النوع من الشعراء، وأبى أن ينهج نهج البحتري الذي نعت بأنه شاعر التكسب، علما بأنه قال في «سينيته»:
«صنت نفسي عما يدنس نفسي/ وترفعت عن جدا كل جبس»،
والجبس هو اللئيم.
وما يدعم رأيي ما كتبه معين في «دفاتر فلسطينية» عن موقفه من الشاعر الجواهري حين مدح ولي العهد العراقي:
«وكانت صدمة كبيرة بالنسبة لنا نحن الذين قرأنا الجواهري، فقررنا في خلية الشامية وبالإجماع، حرق محمد مهدي الجواهري. كومنا دواوينه وأشعلنا فيها النار».
وفي صفحات سابقة، يأتي معين على زيارة الجواهري القاهرة بدعوة من طه حسين حينما كان وزيرا للمعارف في عهد حكومة الوفد المصري، فيكتب:
«- محمد مهدي الجواهري، لماذا يحوم كل هذا الذباب الأزرق فوق أصابع يديه الآن؟».
وما يدعم رأيي أيضا ما كتبه وهو في السجن عن الشاعر السوري شوقي بغدادي.
لقد طلب من معين أن يستنكر الحزب ويخرج فرفض، وحين قرأ، من خلال جريدة لفوا بها الباذنجان والفواكه، أن بغدادي قد استنكر وخرج وكتب:
«- قد كنت ابنا ضال/ يا عصبة الأوحال/ وخالد الدجال..» – المقصود بكداش.
حين قرأ معين هذا استاء.
الكتابة تطول والمساحة محدودة.

________

تابعونا على:

  • على موقعنا:

https://kanaanonline.org/

  • توتير:

Tweets by kanaanonline

  • فيس بوك:

https://www.facebook.com/kanaanonline/

  • ملاحظة من “كنعان”:

“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.

ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.

  • عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
  • يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *