نشرة “كنعان”، 18 يونيو 2023

كنعان النشرة الإلكترونية

السنة الثالثة والعشرون – العدد 6567

18 حزيران (يونيو) 2023

في هذا العدد:

حين تتحول السياسة إلى عشق! عادل سماره

تسليم أسانج أصبح وشيكاً: ستكون نهاية الصحافة، سعيد محمّد

هل نجح الموساد في تجنيد أستاذي د. عبدالله النفيسي عبر “سعد الجبري”، راكان المطيري

✺ ✺ ✺

حين تتحول السياسة إلى عشق!

عادل سماره

ربما كلمة الحب أو العشق، الغرام، الهوى، الهيام…الخ وأي معنى رديف لعلاقة الجنسين حازت في العربية على مترادفات أكثر من غيرها. لذا يصبح أو أصبح الهيام أو التذلل في العشق أمراً شخصياً الشخص حر فيه.

يقول ابو فراس الحمداني:

تذللت وفي بعض الوفاء مذلّةً … لفاتنة في الحي شيمتها الغدرُ”

ويقول آخر:

“عُلِّقتها عَرَضا وعُلِّقت رجلاً غيري…وعُلِّق أخرى ذلك الرجلُ”

لكن هذا لا يجوز في السياسة.

أرى عديد المثقفين والسياسيين العرب يتخارجون في العشق السياسي لأنظمة وبلدان يعشق مثقفوها وساستها وطنهم وأنظمتهم ولا يعشقون أمتنا بل يحقد البعض منهم علينا حقدا تاريخيا اسودا تخفيه مهارة هائلة.

لذا تجدهم ينبرون بشغف ضد اي عدم مديح لما يعشقون وهم في الحقيقة يتذللون ويتزلفون مهما حاولوا طلي كلامهم بالموضوعية والركازة والرزانة…الخ. فأنت يا هذا تابع ربما بلا وعي وربما بحماسة لكن النتيجة إياها.

في السياسة الوطنية والعروبية لا متسع في القلب إلا للطبقات الشعبية فقط وهي الوطن وهذا لا ينفي محبة اي صديق ولكن ليس التبعية له.

كانوا يتهموننا بأننا يسار اسود لنقدنا للسوفييت وحتى بعد أن مال وهوى حال السوفييت بقوا على عشق بلا عاشقة بل هي لم تكن لهم اصلاً. حين صدر كتابي عن الصين طلبه شخص من هذا الفريق وارسلته له مع أن ثمنه بالنسبة لي مبلغا لكنه وجد فيه نقداً للسوفييت وللصين فلم يكلف خاطره سطرا واحدا على الهواء: وصل الكتاب”! كنت ولا زلت أتمنى أن ينقد الكتاب والكاتب. وحين تنتقد روسيا يقولون بوتين ابو علي! ماشي، لكن أنتم أبو ماذا!

واليوم يعشقون الصين!! يا للهول، والصين امرأة بمليار ونصف، فماحصتك في ذلك، وحين تنتقد الصين يقولون: العرب والفصائل مع المبادرة العربية فلماذا تنتقد الصين! وحين تنتقد إيران يقولون وحدها التي تمول الفصائل لكن “العرب ولا يقولون الحكام” هم الذين لا يقومون بشيء! وليست هي كاثوليكية أكثر من البابا. وطبعاً تجد ماركسيين يبتهلون ل ولي الفقيه! طيب بالله عليكم كيف!

لعل المشكلة كامنة في أن هؤلاء بلا عمق ولا بعد عروبي، لذا هم عصافير بلا أعشاش يحطون بها ، لذا يتقافزون من حضن لحضن!

النقد سلاح الشجعان والواعين.

✺ ✺ ✺

تسليم أسانج أصبح وشيكاً:

ستكون نهاية الصحافة

سعيد محمّد

اُستنفذت الخيارات القانونيّة تقريباً أمام جوليان أسانج لوقف تسليمه إلى الجلاد الأمريكيّ، وقد تُقدم الحكومة البريطانيّة على تنفيذ مذكرة الاسترداد في أيّ لحظة هذا الأسبوع ليواجه الصحافيّ الطريد والأسير منذ أكثر من 13 عاماً قائمة طويلة من التهم تصل عقوبتها حال إدانته إلى السجن ل175 عامّاً. ومع تخلي العالم عن هذا الرجل الذي نشر على موقعه وثائق سريّة حكوميّة أمريكيّة كشفت طرائق عمل الإمبراطوريّة وإجرامها سيكون أيّ عمل صحافي حقيقيّ بمثابة جريمة تعاقب عليها قوانين الغرب الهزليّة.

سعيد محمّد – لندن

رفض قاضي محكمة ملكيّة بريطانيّة عليا الأسبوع الماضي طلبين من فريق الدّفاع القانونيّ عن الصحافي الأسترالي الجنسيّة جوليان أسانج لوقف تسليمه إلى الولايات المتحدة وفق مذكرة استرداد تقدم بها ممثلون قانونيون عن الدّولة العظمى. ويزيل هذا الرّفض الذي أعلنه جوناثان سويفت، وهو قاض معروف بعلاقاته الوثيقة بوكالات الأمن والاستخبارات البريطانية، آخر خيارات التقاضي القانوني لوقف أمر تسليم أسانج إلى جلاده الأمريكيّ والذي كانت وقعت بتنفيذه بريتي باتيل وزيرة داخليّة حكومة بوريس جونسون في يونيو/ حزيران العام الماضي. 

وقد تقدّم محامو أسانج بطلب نهائيّ لاستئناف هذا القرار الأخير وهو الفرصة النهائيّة المتاحة أمامه الآن وفق النظام القضائي البريطاني لتجنب التسليم. وفي حال قُبل الاستئناف، يتعيّن أن تنتقل القضيّة إلى جلسة علنيّة أمام قاضيين جديدين لدى المحكمة الملكيّة العليا، أما إذا رُفض فيمكن أن يجد أسانج نفسه في أيدي سجانين أمريكيين خلال أقل من 24 ساعة حيث سينقل مخفوراً إلى الولايات المتحدة ليواجه ثمانية عشر تهمة بانتهاك قانون التجسس تصل عقوبتها، حال إدانته، إلى السجن لمدة 175 عاماً. ويقول متابعون لإجراءات اعتقال مؤسس موقع ويكيليكس الشهير بأن السلطات البريطانيّة حريصة على إتمام عمليّة التسليم فور إزالة العقبات القانونيّة لتجنّب الإحراج الذي قد تتعرض له لندن إذا أصدرت المحكمة الأوروبيّة لحقوق الإنسان قراراً بمنع التسليم. ويحق لأسانج حال رفض المحكمة البريطانية العليا التماسه لاستئناف قرار القاضي سويفت التقدّم بطلب عاجل لمنع التسليم لدى المحكمة الأوروبيّة – التي يعارض المجلس المنبثقة عنه بشدة “احتجاز جوليان وتسليمه ومحاكمته” لأنه يمثل “سابقة خطيرة بحق الصحافة والصحفيين” -. والحكومة البريطانية، وفق الاتفاقيات ذات العلاقة، ملزمة قانونياً بالخضوع لقرارات المحكمة الأوروبيّة، ولذلك فإن  الحكومة البريطانيّة حريصة على تسليم أسانج قبل تمكّن المحكمة الأوروبيّة من الاستماع لاستئنافه وإصدار قرارها بشأنه.

ويمكن في هذا السيناريو أن يتم تسليم أسانج مع بداية الأسبوع الحالي ليَمثل من فوره أمام محكمة ابتدائية أمريكية في فرجينيا، حيث يفوز المدّعي العام الأمريكي عادة بمعظم قضايا التجسس. وقد تعهدت السلطات الأمريكيّة لبريطانيا بعدم تعريض أسانج لسوء المعاملة الذي تشتهر به سجونها، وذلك بعدما رفضت محكمة ويسمنستر الابتدائية طلب التسليم الأمريكيّ “بسبب قسوة ظروف الاعتقال في السجون الأمريكيّة والتي لن تمنع السيّد أسانج من إيجاد طريقة للانتحار” وأمرت بإطلاق سراحه، قبل أن يعمد محامو الجانب الأمريكيّ لتقديم استئناف قبلته المحكمة البريطانية تضمّن “تأكيدات” بعدم احتجازه في سجن (إي دي إكس) في فلورنسا بولاية كولورادو – الذي يخضع لإجراءات أمنية مشددة قصوى -، وأن يتاح له حال إدانته أن يقضي عقوبته في أستراليا إذا طلبت حكومة كانبيرا ذلك.

ولا تستحق هذه التأكيدات حتى قيمة الورق الذي كتبت عليه، إذ أن المحاكم في الولايات المتحدة تقبل ما يعرف بالأدلّة السريّة – أي تقارير المخابرات الأمريكيّة وتعتد بها قانونياً -، وتتوفر البلاد على العديد من السجون ذات الإجراءات المشددة سوى سجن كولورادو والتي تدار بذات الصيغة المعتمدة في معتقل غوانتنامو ذي السمعة السيئة، وليس في تلك “التأكيدات” المزعومة ما هو ملزم قانونياً، ويمكن دائماً لسلطات السجن الأمريكيّة تطبيق أيّة إجراءات تراها مناسبة إن لم يلتزم أسانج بتعليماتها في أي وقت بعد اعتقاله، فيما قد تستغرق أي طلبات للاستئناف أمام المحاكم الأمريكيّة عقداً أو عقدين من الزمن قبل البتّ بها بشكل حاسم ما سيكون كافياً لدفع أسانج إلى الانتحار، أو تدبير حادث عرضي ينهي حياته.

ولم يتسن التّيقن بعد من أنباء تحدثت عن أن الولايات المتحدة جهّزت بالفعل طائرة خاصة لنقل الصحافي الأسير من لندن إلى الجانب الآخر من الأطلسي معدّة للإقلاع في أي وقت. وتكون طائرات المخابرات المركزيّة الأمريكيّة التي تتولى عمليّات النقل الاستثنائي للمعتقلين والأسرى مجهزة بفريق من السجانين والأطباء المدربين على كسر إرادة البشر والمسلحين بالمسدسات وعصابات العينين والمهدئات والأغلال والحقن الشرجية والحفاضات إضافة إلى الأزياء المخصصة للسجناء.

عمليّة تسليم جوليان أسانج – إذا تمّت – ستكون تتويجاً لمطاردة قاسية قادتها وكالة الاستخبارات الأمريكيّة وتواطأت بها إلى جانب أعلى المستويات في النظام الأمريكيّ حكومات بريطانيا والسويد وأستراليا وإسبانيا والأكوادور ، واستمرت منذ 2010 بعدما نشر موقع ويكيليكس عشرات الآلاف من الوثائق الرسميّة الأمريكيّة التي مثلّت أكبر إدانة موثقة للأساليب الإجراميّة التي تتبعها نخبة واشنطن في فرض هيمنتها على العالم بما في ذلك السيطرة التامّة للمخابرات الأمريكيّة على أجهزة تتبع السيارات والتلفزيونات الذكية ومتصفحات الانترنت وأنظمة تشغيل معظم الهواتف الذكية، أنظمة تشغيل الكمبيوترات (مايكروسوفت ويندوز وماك ولينكس)، وسجلات جرائم الجيش الأمريكيّ في العراق وتعذيب المعتقلين في غوانتنامو، وتفاصيل تجسس الدبلوماسيين الأمريكيين على كبار موظفي الأمم المتحدة وممثلي الدول فيها، والتنصت المنهجيّ على هواتف المسؤولين في عدد من الدّول، ودعم الانقلابات العسكريّة، وتنفيذ عمليات قتل في حروب غير معلنة، وتلقي هيلاري كلينتون وغيرها رشاوى من المصارف الكبرى وأصحاب رؤوس الأموال.  

ووقفت صحافة العالم في أغلبيتها الساحقة موقف المتفرّج من هذه المطاردة لأحد أهم الصحافيين في تاريخ العالم المعاصر، بل وشاركت ذي غارديان البريطانية في تقديم معلومات ساعدت على توجيه الاتهام لأسانج بعد أن سربت للمخابرات الأمريكيّة الأكواد السريّة التي شاركتها بها ويكيليكس لنشر بعض تلك الوثائق، فيما بدت ادعاءات الغرب بتبنى الدّيمقراطيّة وحقوق الإنسان وحريّة التعبير وحكم القانون عارية تماماً من أيّ مضمون.

ومن شأن إدانة أسانج بالتهم التي فصّلتها حكومة الولايات المتحدة تحت عنوان مكافحة التجسس أن تصبح بمثابة سوابق قانونيّة تجاه أي محاولة لفضح ممارسات اجراميّة ترتكبها نخبتها الحاكمة حتى وإن قام بها مواطنون غير أمريكيّون وفي أيّ مكان في العالم. إنها فعلياً نهاية الصحافة.

ويتوازى هذا التواطؤ الذليل من قبل السلطات التنفيذيّة والقضائيّة والإعلاميّة في الغرب ضد أسانج مع تجاهل شعبي مخجل، وغياب كليّ ونهائيّ لليسار. ولم تنجح محاولات حشد محتجين ضد أسره من قبل السلطات البريطانية – دون توجيه تهم ومن ثمّ احتجازه والتضييق عليه منذ إبريل / نيسان 2019 في سجن بلمارش اللندني المخصص للمدانين بجرائم خطيرة – في جلب أكثر من عدّة عشرات في أحسن الأحوال. وانتهت نداءات زوجته البريطانية الجنسية وأولادهما القصّر بلم شمل العائلة إلى أذن صمّاء في أعلى مراتب السلطة البريطانية المتخصصة بإرسال قواتها لنشر وباء “الديمقراطيّة” فيما وراء البحار: في العراق وأفغانستان، وسوريا، واليمن، وليبيا. وظهرت الحكومات الاستراليّة المتعاقبة بين اليمين واليسار على حقيقتها كمجرد تشكيل عصابي خاضع بالكليّة لرغبات السيّد الأمريكي وغير قادر على تقديم أدنى مستويات الحماية لحامل جواز السفر الأسترالي في مواجهة تغوّل غير قانوني لأنظمة شموليّة ضد صحافيّ فرد، لم يرتكب جرماً بقدر ما أدى واجباً نبيلاً ينبغي للبشرية أن تظل مدينة له به على مر الأجيال. وارتكبت السلطات الأكوادوريّة في عهد الرئيس السابق لينين مورينو انتهاكات فظيعة بمقاييس القانون الدّولي عندما أسقطت الجنسية الأكوادورية التي حصل عليها أسانج بصفة قانونيّة، وسمحت للشرطة البريطانيّة بدخول حرم السفارة الإكوادورية في لندن – حيث كان أسانج يقيم كلاجىء سياسيّ منذ عدة سنوات – وسهلت عمليّة أسره على وجه غير قانونيّ. وقد حصلت حكومة مورينو على رضى واشنطن وقتها، وساعدها الرئيس دونالد ترامب في الحصول على قرض كبير من صندوق النقد الدولي رغم ضعف ملاءتها الاقتصادية.  

إن جوليان أسانج ليس مستهدفاً لذاته من قبل النخبة الأمريكية ومنظومة الهيمنة الغربيّة بقدر ما يراد له أن يكون درساً تاريخياً قاسياً لكل من تسوّل له نفسه بأن يقوم بما قام به أسانج مستقبلاً تجاه فضح جرائم الأنظمة المتلفعة ب”الديمقراطيّة”: حيث يمتلك المواطنون كل الحقوق في تناول الطعام ما داموا خاضعين، مطأطئين رؤوسهم، وينفذون رغبات السادة دون اعتراض.

:::::

“الأخبار”

✺ ✺ ✺

هل نجح الموساد في تجنيد أستاذي د. عبدالله النفيسي عبر “سعد الجبري”

راكان المطيري

18 آب 2020

  كتب راكان المطيري بتاريخ: ١٦ أغسطس/آب ٢٠٢٠ طالب (سابق) – جامعة الكويت. قبل أيام، نشر نتنياهو تغريدةً شكر فيها جهاز الموساد على نجاح جهوده في “إنضاج وتهيئة” الرأي العام الخليجي لتقبل التطبيع

كتب راكان المطيري
بتاريخ: ١٦ أغسطس/آب ٢٠٢٠
طالب (سابق) – جامعة الكويت.


قبل أيام، نشر نتنياهو تغريدةً شكر فيها جهاز الموساد على نجاح جهوده في “إنضاج وتهيئة” الرأي العام الخليجي لتقبل التطبيع مع إسرائيل.:

إتصلت برئيس الموساد يوسي كوهين وشكرته على مساعدة الموساد في تطوير العلاقات الإسرائيلية مع دول الخليج على مدار السنين مما ساعد في نضوج اتفاقية السلام مع الإمارات.

ذه التغريدة أعادت بذاكرتي لملاحظات سلوكية مثيرة وجدتها في أستاذي الدكتور عبدالله النفيسي الذي درست عنده بعض أيامٍ في كلية العلوم السياسية بجامعة الكويت في السبعينيات قبل أن أبدل تخصصي لاحقاً وأنتقل لكلية أخرى. المهم، كانت نتاجاته العامة وقتها أكاديمية، نادراً ما وجدته مجاهراً بآراء شخصية، غير المجاهرة بمعاداة إسرائيل والدعوة لتحرير فلسطين.

في السنوات العشر الأخيرة، لفت نظري تحوّلٌ جذري في إهتمام وسلوك وتركيز النفيسي، إذ جنّد كل طاقاته وقدراته الكلامية والكتابية ضد دولة إيران، واهتم بتحشيد الرأي العام الخليجي ضدها وشيطنتها، وغض الطرف عن إسرائيل. 

أنا وقت ذاك، لم تكن إيران عندي محل لفت انتباه، ولا أعرف عنها غير اسمها، وكنت أراها بشكل سطحي كما أرى باكستان وتركيا كدول أعجمية، لا أرى تمايزاً بينهم. ولكن محاضرات ولقاءات النفيسي أثارت انتباهي تجاه إيران، ورحت أدقق فيما يقول!.

عرفت من النفيسي عبر نشاطاته الإعلامية، وبإختصار شديد حتى لا أخرج عن صلب الموضوع، أن إيران دولة معادية للعرب السنة، ولديها خطة تحت التنفيذ لتشييعهم.

كنت أشعر في داخلي، وبسبب ضبابية المعلومات التي كان يضخها النفيسي على غير ما كنت متعوداً أنا منه، كنت أشعر وكأن يداً خفية اختطفت عقل النفيسي السياسي، وأبعدته عن إسرائيل، وألهته بحكاوي دينية/تاريخية، قديمة-مستحدثة، غامضة الفائدة، فاقدة لعناصر الوضوح. كان مجرد إحساس بريء طارئ لا أكثر.

ذات يوم التقيت النفيسي في ديوانية أحدهم، وسألته عن خلفية تحوله الجذري من ناشط أكاديمي سياسي، إلى ناشط ديني ضد إيران؟

فأخبرني وأنقل لكم معنى ما قاله لي: “أنت تتوهم ذلك. كل الأمر وما فيه أن صديقي في السعودية الدكتور سعد الجبري، أكثر من دعوتي للخروج في قنواته، وهم كانوا يحددون موضوع الحوار عن إيران، ومع الوقت نما هذا الإهتمام الإعلامي بإيران وتصاعد وأصبحت أضطر للتفاعل معه عبر الوسائط الاجتماعية بسبب أنني لمست أنهم بحاجة ماسة لفهم إيران، لقد أغرقوني بتحفيزهم لي لتنويرهم .. ولو هناك جهات أخرى دعتني للحديث عن قضايا أخرى لما امتنعت!”. انتهى كلام النفيسي.

سألت النفيسي، من تقصد بـ “لمست أنهم بحاجة ….”؟ قال: جمهور ومشاهدي قنوات سعد الجبري، يعني الناس!. انتهى كلام النفيسي.

وقتها كنت أسمع عن سعد الجبري بسبب ارتباطاته بتشكيلات الإسلاميين في الخليج، ولكن لم أكن أعرف أنه يقف وراء قنوات تدعم الإرهاب وبث الفتن الدينية والاجتماعية وسط المسلمين مثل قناة “وصال”. هذه المعلومة للتو عرفتها من النفيسي.

قبل أسابيع، شاعت الأخبار وقالت أن سعد الجبري كان عميلاً لأجهزة الإستخبارات الأمريكية. وعندما نقول الأمريكية فهي بالضرورة تحت خدمة المشاريع الإسرائيلية.

هنا بدأت الصدمة، وبدأتُ أربط الأحداث الثلاثة:

– الموساد كان ينفذ نشاطات سرية لتهيئة الرأي العام الخليجي للتطبيع مع إسرائيل.

– سعد الجبري كان جندياً يخدم مصالح أجهزة الإستخبارات.

– النفيسي كان جندياً ينفذ طلبات سعد الجبري.

لم أتمالك نفسي، وقررت مصارحة النفيسي بما يخالجني من تحليل سيء، وفهم مؤلم لتلك المعطيات. اتصلت به، وطرحت عليه النقاط الثلاث، وربطت له بينهما. وسألته: هل توافقني الرأي بأن سعد الجبري نجح بذكاء في تجنيدك من حيث لا تشعر لتنفيذ مصلحة إسرائيلية محددة بدقة في الخليج؟

ضحك النفيسي، وقال: قد يكون كما تقول، ولكن، نحن لا نملك القدرة على تفكيك نشاطاتنا عندما تصب في مصلحة طرف آخر. النشاط هو النشاط، سواءً خدم أطرافاً أخرى أم لا. ولكن تبقى ملاحظتك جديرة بالتأمل.

فسألته، ألم تكن تعلم وقتها أن الجبري عميل للمخابرات الأمريكية؟ ألم تكن تعلم وقتها أن هناك مصلحة إسرائيلية ملحة، لتوفير عدو جديد لشعوب الخليج غير إسرائيل؟

ضحك النفيسي، وتحفظ على الجواب.

سأكتب القصة يا أستاذ، أشعر أنني لن أرتاح إلا بعد نشرها حتى ألفت نظر من يهمه الأمر، هل تمانع؟ أكد النفيسي أنه لا يمانع بشرط أن لا أضع البهارات الصحافية عليها. فشكرته، وكتبتها، وهاهي بين أيديكم.
انتهى.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري

https://ida2at.org/article/9973-%D9%87%D9%84-%D9%86%D8%AC%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%AC%D9%86%D9%8A%D8%AF-%D8%A3%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D8%B0%D9%8A-%D8%AF-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D9%8A%D8%B3%D9%8A-%D8%B9%D8%A8%D8%B1-%D8%B3%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A-%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D9%8A

________

تابعونا على:

  • على موقعنا:
https://kanaanonline.org/
  • توتير:
  • فيس بوك:
https://www.facebook.com/kanaanonline/
  • ملاحظة من “كنعان”:

“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.

ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.

  • عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
  • يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *