نشرة “كنعان”، 10 تشرين الثاني (نوفمبر) 2022
السنة الثانية والعشرون – العدد 6412
في هذا العدد:
■ 14 مليوناً … وإسقاط من أعلى!! عادل سماره
- على ما لم يبدأ إسقاطاً…لكنه صار
■ أميركا: انتخابات نصفية واعدة للجمهوريين ومقلقة للديموقراطيين، د. منذر سليمان وجعفر الجعفري
■ اطلالة على الإعلام الروسي، تعريب وإعداد د. زياد الزبيدي
- باكستان: حول خطر الحرب الأهلية في باكستان بعد محاول إغتيال عمران خان
- إيران: حول هجوم داعش الإرهابي على مسجد شيراز في إيران
- الولايات المتحدة: حول الانتخابات النصفية في أمريكا، سيرغي ماردان
- الكيان الصهيوني: كيف ينظرون في روسيا إلى فوز نتنياهو، يفغيني بوزدنياكوف
✺ ✺ ✺
14 مليوناً … وإسقاط من أعلى!!
على ما لم يبدأ إسقاطاً…لكنه صار
تأخرتم …. مديداً
عادل سماره https://kanaanonline.org/2022/11/11/14-%d9%85%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%86%d8%a7%d9%8b-%d9%88%d8%a5%d8%b3%d9%82%d8%a7%d8%b7-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b9%d8%a7%d8%af%d9%84-%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%87/embed/#?secret=4jjxdH4QDH#?secret=syBvLYpFUi
بعد أكثر من نصف قرن على المطالبة بإصلاح م ت ف أو الخروج منها، أو الخروج عليها أو الدعوة إلى بديل لها، وهذا التعدد بالطبع من متعدد، يُشعر المرء أن مجرد الحديث في أمر إصلاحها ليس أكثر من تناسل الكلام من الكلام مما يُضعف الكلام نفسه، أتأسى على لغتنا الجميلة.
لا اعتراض على الاحتجاج وتعميق ثقافة الاحتجاج بغض النظر عن ماهية اية سلطة. وهذا يعني بالضرورة أن الاعتقال والمنع والقمع مرفوضة حتى لو كان من يجري قمعه مخالف لموقفك وقناعتك. والقمع عادة يتناسب طرديا مع الاستبداد. ولكن الاحتجاج له وقته وتوقيته، وحين يكون على ماضٍ مضى وانقضى يجدر بالناس أن تشتغل في كتابة التاريخ.
أما المفارقة، فهي أن القمع الذي مورس ضد جماعة المؤتمر الشعبي للتغيير قد مورس ضد من لا يختلف عن سياسات وأفق تفكير وتوجهات القامع نفسه. فمن حيث الموقف السياسي والمطالب لا يختلف الطرفان أي كليهما تحت مظلة أوسلو مما يعني ان طرفا يريد الحلول محل آخر طالما ينطلق من اتفاقات أوسلو نفسها وهذا إسقاط من الأعلى وهو مطلب “ديمقراطي” مثالي أن تقل له: “قم لأجلس مكانك”.. وهذا يعني وحدة وطنية ضمن أوسلو. أما الدعوة لإنهاء الانقسام، والتي تم الرطن بها من يوم الانقسام الأول، فهي دعوة تنسى بأن الانقسام كان نتيجة الاستدوال الأوسلوي مما يعني أن رتق الانقسام لا يعني تجاوز أوسلو بل العودة للتنافس نفسه. ولن يتم رتقه ولا أقصد فقط بحكم الجغرافيا ولكن بحكم المصالح الطبقية ووجود شارع من الطبقات الشعبية ومثقفين منشبكين لكل طرف ومعلِّم تطبيعي لكل طرف وكل معلم تطبيعي مرتبط أمريكيا وفي النهاية يجلس الصهيوني على “كاشير” حانوته.
سألني أكثر من رفيق محترم ومخلص، لماذا لم تكتب عن مؤتمر أل 14 مليون فلسطيني؟ وفعلاً كنت أود ألا اكتب، فبين المحتجين من أحب ان لا يكونوا ليس لأني “كدت” اترشح لأوسلو كما زعم عميل كندا/غلام فتى الموساد في جريدة إبراهيم الأمين جداً.
إذا كان السؤال يا رفيقي فيما يخص م.ت.ف، فأنا متمتع بموتها، “فإلى حيث ألقت رحلها أم قشعم” لم التق معها ابداً سوى في لحظتين:
الأولى: مع انطلاق الكفاح. ا.ل.م.س.ل.ح إثر هزيمة 1967 لأنها كانت تتبع اين تنظر الناس وأين تتعلق ابصار الشعب العربي جميعه. وكنت اساساً قبلها في حركة القوميين العرب وفي أبطال العودة، حيث تحولنا إلى الجبهة الشعبية بعد الحرب مباشرة. أما لاحقاً فكلما نحت هذه المنظمة إلى البيروقراطية والتموُّل والمساومة، كلما ابتعدتُ عنها حتى الإطلاق والطلاق. صحيح أنني لست زعيماً ولا قائدا ولا ثرياً، ولكني وطني أولا وأخيراً.
والثانية: حينما استعاد العراق ولاية الكويت 2 آب 1990 ووقفَت م.ت.ف مع العراق تقاطعتُ معها لأيام لأنها تراجعت وبسرعة.
من يذهب باتجاه بعيد عن الشعب أي عن التحرير، من البؤس وإعاقة النضال أي تفكير في إصلاحه لأن من سيحاول لا بد سيلحق بالمنحرف نفسه. وقد يكون ما قاله لينين ولاحقا ماو بأن الشعب هو المعلم ولا يحل هذا القائد أو ذاك أو المثقف/ة…الخ محل الشعب حتى حين يتم إغوائه لا يلبث أن يفيق.
فالتحولات التي حصلت، ولا اقول طرأت، على هذه المنظمة لم تكن نزوات ولا صُدفاً، بل تراجع طبيعي مستدام تِبعاً لاستدخال الهزيمة مما يعني أن تكرار الإلتزام بنفس مناخات وقرارات أوسلو هو ضرب من العبث. فحبذا لو تنسوا هذا.
لا اعتقد أن مؤتمر أل 14 مليون فلسطيني، وبالطبع لا يمثل أل 14 مليون، سيكون الجهد الأخير في هذا الصدد، ولن يكون التهديف الغلط الأخير ايضاً. هل يحق لهذه الناس أن تحاول؟ بالطبع يحق لها. ولكن من أجل ماذا؟ أي هل تكون محاولة التغيير ضمن الاستدوال أم للتحرير؟
هل حقاً يمثلون راي أل 14 مليون فلسطيني؟ كيف توصلوا إلى هذا الإحصائية؟
وهل القضية مجرد فلسطينية؟ فاين البعد العروبي في طرح هذا الفريق؟ أليست كارثة الانحصار في المربع القطري وضد عروبي بعد فشل خمسة عقود على إيديولوجيا “الفلسطنة” ومغادرته إلى حضن أنظمة قاتلة للأمة! إن سطراً واحداً في تثبيت عروبة القضية والمحاورة فيها وتعليمها للناس كما كتب باولو فريري “محاورة المقموعين The Pedagogy of the Oppressed أفضل من مجلدات بحجم مكتبة الكونجرس، لا لشيء بل لأن علينا أن نفهم، ايها الناس، إن نبدأ من جديد لا أن نأخذ الأمور عن الطريق الأقصر هو مُغرٍ لكنه يقود إلى الهاوية.
هل يعقل أن فريق أل 14 مليون لم يتنبه إلى أن الخطوة الحقيقية التي كان عليه البدء بها هي إعادة بناء الحركة الوطنية العربية بيننا بين الأردن ومنها إلى كامل الوطن! وليس التماحك على سلطة بلا سيادة إلا على الناس.
فيما يتعلق بالجغرافيا، بدأت هذه المحاولة قطرية إقليمية تماماً مما يؤكد أنها لو استمرت فإنها سوف تصل إلى نفس حائط الهزيمة للمنظمة الحالية. فالعدوان على فلسطين والعروبة إمبريالي ومعولم، وهذا التصدي قطري بحت!
وفيما يتعلق بالموقف السياسي فإن هذه المحاولة هي ضمن أفق اوسلو! فما قيمة محاورة أو مناكفة أوسلو بأوسلو وماذا ستلد غير أوسلو؟
هذا الإنسداد الأوسلوي لا يُفتح بنفس الأدوات.
إن مجرد المطالبة بالسلطة تحت إطار أوسلو هو تطبيع واعتراف بالكيان، فما الذي سيقدمه الفريق الجديد، طالما في أفق أوسلو، غير أداء مشابه ولكن ربما برطانة لغوية أكثر بريقاً!
فانتخابات في الأرض المحتلة لمجلس الحكم الذاتي هي من صياغة الكيان وأمريكا والمشاركة فيها هو اعتراف بأن فلسطين هي المحتل 1967 وأقل ايضاً. فهل هذا ما ينتظره الشعب ويحتفي به؟
وانتخابات الرئاسة هي بموجب اتفاقات اوسلو نفسها. هذا ناهيك عن أن أية انتخابات سياسية تحت استعمار استيطاني اقتلاعي رأسمالي ابيض هي مساومة وغير شرعية شعبيا ولا عروبياً.
ولا أحد يجهل أن انتخابات مجلس وطني في الخارج لا علاقة ولا مناخ ديمقراطي لها، وحتى لو حصلت، فكيف يكون برلمان فلسطيني نصفه “منتخب” في الشتات والنصف الآخر منتخب بموجب الاعتراف بالكيان!
فما جديد هؤلاء المعترضين؟
كما لا بد من السؤال:
كم من اصحاب المبادرة هذه لم يكن في الفصائل التي تورطت في أوسلو؟ ولم يحتج عليها، بل هو الان فيها ويحتج على القمع! يحتج على القمع ومنخرط في بنية أوسلو ولو بدرجات!
كم منهم كان من المنظِّرين لأوسلو والمفاوضين والمحاورين ولاحقاً المرشحين للانتخابات فاز أو فشل، وممن جرى توظيفهم وتوزيرهم…الخ. كثيرون/ات حتى من منظمات الأنجزة التي اصبحت لعنة معولمة!
علي أن أعترف أن بلاغة كثير من هؤلاء في لعن أوسلو تشعرني أن أمثالي وانا المطبعين! ذات مرة اغرتني صديقة سيئة (طلقتها بالعشرين بعد ذلك) بالجلوس إلى أحد اقطاب أوسلو. بدأ الرجل حديثه وانتهى منه وهو يشتم كل قيادات فتح من ابو عمار حتى الدرجات الوسيطة. التجمت، شعرت انني يميني جدا وتطبيعي مقارنة بهذا السقف من الكلام. قلت لنفسي “يا خوفي أنني تطبيعي كما وصفني فتى المحرقة “!
وإذا كان هدف هذا الفريق هو تبادل السلطة فذلك يعني اننا أمام استبدال شخوص أوسلو بشخوص أوسلو فأي نوع من تبادل السلطة بل التبعية.
وإذا اعتقد البعض أن هذه من انشطة ما يسمى “المجتمع المدني”، فهذه اليافطة التي مزقها اهلها في أوروبا تفتقر هنا لأهم مكوناتها وهو المجتمع السياسي أي سلطة محلية لها سيادة.
كم من اصحاب المبادرة له علاقات بأنظمة تركيا، أو قطر أو السعودية أو مصر! وكم عدد من يعملون ضمن دوائر الأنجزة وعزمي بشارة علانية، ومنهم سراً وخاصة أهل “الأكاديميا”.
كم من هؤلاء لم يحاول عديد المرات تجبير الانقسام وكرر ذلك كما لو كان يبحث لنفسه عمَّا يُشغله لأنه يعلم أنه يكرر اسطورة سيزيف!
بل كم منهم ليس في فصيله المندمج في م.ت.ف حتى حينه؟
وعليه، فإن هذا الفريق إنما يبحث لنفسه عن دور سلطوي في منافسة مع الفريق الآخر. فما الذي يدفع الناس لأي التفاف خلفه؟
ألا تعني هذه المحاولات المحكوم عليها بالفشل، لأنها بلا مضمون جديد، هي صرف وقت وإصرار البعض على عدم التقاعد ومغادرة الأضواء.
ألا تعني بل تؤدي هذه المحاولات المفرغة من مضمونها إلى إحباط الناس؟
هل يُعقل أن يبقى هؤلاء الناس في غيبوبة الديمقراطية الشكلية حتى في لحظات فضاء الديمقراطية الشعبية للفدائيين الجدد؟ فحتى التوقيت خانهم.
ففي ايام ارتقاء ظاهرة التحرير ورفض الاستدوال أصر هؤلاء الناس على مؤتمر تطبيعي تحت ظل أوسلو.
الفدائيون الجدد يتصدون ويستشهدون، وهذه الناس تطالب بأوسلو وبالانتخابات والرئاسة في ظل اوسلو.
لعل المفارقة الطريفة ان السلطة منعتهم؟؟
حتى لو احتضنتهم إمارة حماس، وأي مكان، فالشرعية الوحيدة لم تعبىء بهم، شرعية التحرير وليس الاستدوال. طريفة مزايدة حماس بالديمقراطية!!!
فمن يقارن بين احتفاء الشعب بالفدائيين الجدد وبين عدم اكتراثه بمنع مؤتمرهم يعرف من الذي يمثله.
للأسف صدر اليوم من أسود العرين نقدا حامضاً محروراً للصحفيين لأنهم لا يغطون نضالهم!!!!!! يا للهول: ما أكثر من ينتظر على أحر من الدولار انطفاء هذه الظاهرة المقدسة.
هناك فئة من الناس ترى نفسها: ” خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام” لا يا شباب، هذا حصل من ابو سفيان وابنه معاوية. وترفض أن تفهم بأن هناك مراحل انتهت، ومن العبث تجديدها.
لعل من المشاهد المضحكة أن يتظاهر دعما لهذا المؤتمر من يعيشون في عواصم الأعداء الغربيين يتغنون ب وديع حداد وغسان كنفاني وماجد ابو شرار ويدعمون تحركاً لا علاقة له إلا بأوسلو! فقط كي يظهر اسمهم!
أكاد اقول بأن هذا المؤتمر ليس سوى تكراراً لما حاوله عزمي بشارة عام 2010 في ما اُسمي الهيئة الوطنية للحفاظ على الثوابت! طبعا يقودها تطبيعي! فأي قيادي واية ثوابت. لا تستحق أدواته في الفريق ذكر اسمها كي لا تشتكي!
من صفات الإنسان وتميزه أنه تاريخي، والإنسان التاريخي الحق يعلم جيداً بأن “ما خلَّفه التاريخ ورائه لا يمكن أن يعيده أحد إلى ناصية الزمن اليوم أو الغد”. رُفعت الأقلام وجفت الصحف.
فالوطني هو من ينشغل في خدمة امرين اثنين:
احتضان الفدائيين الجدد لتشجيع النضال السري، والعمل باتجاه التنمية بالحماية الشعبية لإعادة بناء البلد من القاع وليس تغيير الطربوش.
ومن هو خارج الوطن فليتجه إلى الانخراط في محور المقاومة
ومن هو في الشتات فليكتفي بوجبتين ليرسل ما يخدم التنمية في الأر ض المحتلة لا أن يتزركش بالفرنسية والإنجليزية ويقلقل وديع حداد في جنته. إذا لم تحمل القضية في عقلك وعلى كتفيك، فلا تجعلها مطية.
✺ ✺ ✺
أميركا: انتخابات نصفية واعدة للجمهوريين
ومقلقة للديموقراطيين
د. منذر سليمان وجعفر الجعفري https://kanaanonline.org/2022/11/11/%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d8%a7-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d9%86%d8%b5%d9%81%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d8%b9%d8%af%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%ac%d9%85%d9%87%d9%88%d8%b1%d9%8a/embed/#?secret=9whjmCY0q9#?secret=qyPsnGeKmB
استقراء اللوحة الانتخابية للحزبين، الديموقراطي والجمهوري، واستراتيجية كل منهما مقابل الآخر، في جولة الانتخابات النصفية المقبلة، يسير بمنحى تاريخي شبه ثابت في السياسة الأميركية والذي يفيد بتفضيل الجمهور الانتخابي للحزب خارج السلطة التنفيذية (البيت الأبيض)، ويعززه ثبات استطلاعات الرأي التي يسترشد بها الحزبان، والتي تؤشر إلى غلبة الحزب الجمهوري، على الأقل في السيطرة على مجلس النواب، أما مصير مجلس الشيوخ فقد يوازي احتمالات نظيره لمصلحة الحزب الجمهوري، أو استمرار ركود الحالة الراهنة.
البيانات الإحصائية المتوفرة، والمعتمدة بقوة من قبل الحزبين، تشير إلى أفضلية الفرص لمصلحة الحزب الديموقراطي في مجلس الشيوخ، إذ يستعد 14 عضواً لخوض جولة الانتخابات النصفية مقابل 21 عضواً عن الحزب الجمهوري. بيد أن الحسابات العملية لا تسير بالضرورة بشكل موازٍ لفرضيات الإحصائيات الجامدة.
في المستوى العملي، ارتكب الرئيس جو بايدن جملة من الهفوات السياسية عبّر فيها، ربما عن غير قصد، عن عمق مأزق الحزب الديموقراطي نتيجة عزوف شرائح متعددة عن تأييد مرشحيه، واللجوء إلى عقد سلسلة لقاءات انتخابية في عدد من الولايات.
كذلك، استشعر كبار قادة الحزب بوصلة النبض الشعبي المناهضة لسياسات الرئيس بايدن، وسارعوا إلى طلب النجدة من الرئيسين باراك أوباما وبيل كلينتون للقيام بجولة انتخابية من أجل تحفيز قواعد الحزب التقليدية، قطاعي السود وذوي الأصول اللاتينية وشريحة ما تبقى من عمّال، لعل بلاغتهما الخطابية تعيد حماس المشاركة يوم الانتخابات.
خطابات الرئيس بايدن لحشد جمهور الناخبين التقليدين استفزّ عدد من الشرائح الاجتماعية، وخصوصاً اولئك المتعاطفين مع “غزوة الكونغرس”، وهم ليسوا هامشيين كما يروّج إعلامياً، عبر دقّ ناقوس الخطر من “القوى الظلامية” على مستقبل النظام الديموقراطي الأميركي، والتي بحسب توصيفه، تقوّض كل شيء بدءاً بـ “الحريات الشخصية ومروراً بسلطة القانون، فالديموقراطية في ورقة الاقتراع هي لمصلحتنا جميعاً”.
تناغم الرئيس الأسبق باراك أوباما مع نذير المواجهة الداخلية، بين مناصري الحزبين، بصورة أشدّ سوداوية، قائلاً لحشد من ناخبي الحزب الديموقراطي في ولاية أريزونا إن الديموقراطية الأميركية “قد لا تبقى على قيد الحياة” بعد الانتهاء من جولة الانتخابات النصفية في الولاية، مستطرداً ان نبوءته “غير مبالغ فيها” (يومية “واشنطن بوست”، 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2022).
بعض النخب الفكرية والإعلامية الميّالة إلى الحزب الديموقراطي سبقت تصريحات الرئيسين الديموقراطيين، بايدن وأوباما، باستدلالها على تاريخ الكيان السياسي الأميركي القائم على العنف وإخضاع الآخرين. وجاء في تغريدة لصاحبها توم نيكولز، أحد كبار محرري معهد “أتلانتيك” النافذ في صنع القرار السياسي، أن “الولايات المتحدة تواجه الخطر الأكبر لنظامها الدستوري منذ عقد الخمسينيات من القرن الماضي” (يومية “وول ستريت جورنال”، 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، ص 10).
واستطردت صحيفة المال والأعمال إلى توصيف النبض الشعبي العام باعتقادها أنه بمجموعه لا يبدي حماسه المعتاد في الحملات الانتخابية، لأن “معظم الأميركيين مُنهكون ومُستنزفون من هستيريا محاكمة”، الرئيس السابق دونالد ترامب، وكذلك من هوس التغطية الإعلامية المتواصلة للجان تحقيق الكونغرس في “غزوة الكابيتول”.
استغل الرئيس جو بايدن منصبه بإبلاغ وسائل الإعلام الرئيسية نيته إلقاء خطاب للشعب الأميركي، 2 تشرين الثاني الجاري، حصر فحواه في التحذير من نفوذ الرئيس السابق دونالد ترامب، وامتداداً شرائح الحزب الجمهوري المناوئة لسياساته، ولجوء البعض إلى ارتكاب “أعمال عنف”، في الجولة القادمة، حاثاً كل المرشحين من الحزبين على “احترام نتائج الانتخابات انتصاراً للديموقراطية”. واتهم الرئيس بايدن منافسه السابق بـ “إذكاء الغضب والكراهية والعنف” لرفضه نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
في اليوم التالي لخطاب الرئيس بايدن، نقلت الوسائل الإعلامية الأميركية فحوى محادثة خاصة بين الرئيس بايدن ورئيس مجلس الشيوخ، تشاك شومر بإبلاغه الرئيس أن حظوظ الحزب الديموقراطي للاحتفاظ بأغلبية مجلس الشيوخ “ضئيلة”.
جدير بالذكر أهمية مجلس الشيوخ ودوره المحوري في رسم القرارات السياسية، والتي تنبع من صلاحياته الواسعة الممنوحة للمصادقة على: سفراء السلك الديبلوماسي، والقضاة، والوزراء، وكبار القادة العسكريين والمناصب الرفيعة لمستشاري الرئيس. وربما الأهم من كل ذلك مصير الرئيس بايدن، الذي تبدو عليه حالات الإعياء والإجهاد، ما يؤشر إلى احتمال عدم استكماله لما يتبقى من ولايته الرئاسية. مجلس الشيوخ هو المخوّل بالمصادقة على شخص نائب الرئيس في حال تقدم نائبة الرئيس كمالا هاريس لمنصب الرئيس.
هناك شبه إجماع بين قادة وقواعد الحزبين بأن الرئيس جو بايدن أضحى عبئاً على مستقبل الكيان السياسي الأميركي، نظراً إلى تراجع حالته الذهنية وهفوات تصريحاته السياسية، التي غالباً ما يضطر طاقم مستشاري البيت الأبيض إلى إصدار “تصحيح” لما كان ينوي قوله، فضلاً عن سلسلة إحراجات تسبب بها خلال لقاءاته المحدودة مع زعماء دول أجنبية أمام أعين الكاميرات.
تقليدياً، دأب الرؤساء المتعاقبون على تخصيص الجزء الأكبر من حضورهم حملات الانتخابات النصفية لتحشيد شرائح انتخابية “بلغت السن القانونية حديثاً”، وزيارة ولايات متأرجحة أو تلك التي لم تكن مؤيدة لانتخاب الرئيس في السابق. بيد أن المحطات التي زارها الرئيس بايدن ونائبته كمالا هاريس، في الجولة الحالية، شذّت قليلاً عن تلك القاعدة، بحضورهما في ولايات “ديموقراطية” بغالبيتها، مثل نيويورك ونيو هامبشير وبنسلفانيا ونيو مكسيكو. الأمر الذي يدلّ على استشعار قادة الحزب الديموقراطي مأزقه الانتخابي بين قواعده التقليدية.
تباين إقرار ذوي الشأن بعدد الولايات التي ستشهد سباقاً ومنافسة محمومة بين الحزبين، بعضها حدد 6 ولايات: بنسلفانيا، ويسكونسن، مشيغان، جورجيا، إريزونا، ونيفادا (شبكة “سي أن أن”، 3 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري). البعض الآخر احتسب القائمة المشار إليها أعلاه مع إضافة ولاية نورث كارولينا. وأشار آخرون إلى احتدام التنافس في 10 ولايات، تضم: نيو هامبشير، بنسلفانيا، أوهايو، ويسكونسن، فلوريدا، أريزونا، كانساس، نيفادا، جورجيا، نورث كارولينا (استطلاع أجرته مجموعة “ماغواير وودز” للاستشارات، أيلول/سبتمبر 2022).
التقديرات الأكثر مصداقية في العرف السياسي جاءت من نشرة “بوليتيكو”، التي رست على تحديد 7 ولايات ستقرر مصير مجلس الشيوخ: بنسلفانيا، نورث كارولينا، جورجيا، نيفادا، أريزونا، ويسكونسن، ونيوهامبشير (نشرة “بوليتيكو”، 13 أيلول/سبتمبر 2022).
الغوص في تفاصيل الحملات الانتخابية المختلفة في الولايات وتوجهاتها والتي يعد بها كل فريق مؤيديه ليست ذات أهمية كبيرة، بيد أنها تشير بمجموعها إلى احتدام جولة المنافسة بين الحزبين، والميزانيات المالية العالية المرصودة للإنفاق من كليهما، مع ترجيح تفوّق الحزب الجمهوري في مجالي التبرعات والإنفاق لتصل بمجموعها إلى 13،7 مليار دولار (وكـالـة “بلومبيرغ”، 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2022).
من بين أبرز ردود قادة الحزب الجمهوري على الرئيس جو بايدن كان كارل روف، أحد كبار استراتيجيي الحزب الجمهوري لعدة عقود من الزمن، سلّط فيها الضوء على أولويات القواعد الانتخابية للإدلاء باصواتها. وقال “قوى الجاذبية لجولة الانتخابات النصفية هي: التضخم، وتدهور الاقتصاد، والأمن الحدودي”، فضلاً عن ثبات تراجع منسوب التأييد لأداء الرئيس بايدن. وخلص بالقول إن تلك “القوى تخدم توجهات الحزب الجمهوري، وتؤهله للفوز بمجلس النواب وربما تقلب نتائج مجلس الشيوخ” لمصلحته أيضاً (مقال رأي في يومية “وول ستريت جورنال”، 3 تشرين الثاني 2022).
:::::
مركز الدراسات الأميركية والعربية، واشنطن
الموقع الإلكتروني:
✺ ✺ ✺
اطلالة على الإعلام الروسي
تعريب وإعداد د. زياد الزبيدي https://kanaanonline.org/2022/11/11/%d8%a7%d8%b7%d9%84%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%8c-%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d9%8a%d8%a8-%d9%88%d8%a5%d8%b9%d8%af/embed/#?secret=SOHPfLjyEy#?secret=TxSsKnFxSN
- باكستان: حول خطر الحرب الأهلية في باكستان بعد محاول إغتيال عمران خان
- إيران: حول هجوم داعش الإرهابي على مسجد شيراز في إيران
- الولايات المتحدة: حول الانتخابات النصفية في أمريكا، سيرغي ماردان
- الكيان الصهيوني: كيف ينظرون في روسيا إلى فوز نتنياهو، يفغيني بوزدنياكوف
■ ■ ■
حول خطر الحرب الأهلية في باكستان بعد محاول إغتيال عمران خان
أندري ميدفيديف
صحفي روسي، عضو برلمان موسكو ونائب رئيسه
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
4/11/2022
حاجج بعض الخبراء لدينا أن هناك خطر حرب أهلية في باكستان وأن إطلاق النار في الشوارع على وشك ان يبدأ أو ان أزمة سياسية عميقة سيصاب بها بلد به “زر نووي” – في رأيي هذا يشهد على تدهور دراسات الاستشراق في روسيا. انت تفتقر أي فهم على الإطلاق لجنوب آسيا وباكستان لتكتب هذا النوع من الهراء، بينما تفعل ذلك بنظرة جادة.!
باكستان، بالطبع، بلد له تقاليده. تتحد الولايات المسلمة السابقة في غرب الهند اليوم إلى حد كبير من خلال ثلاثة عوامل: الإسلام ولغة مشتركة ونخبة عسكرية قوية.
نشأ هذا البلد من مزيج غريب من التقاليد البريطانية والجماعات العشائرية المحلية والإسلام، ولعب (هذا المزيج) دائمًا دورًا خاصًا في حياة البلاد، كونه في الواقع قوة مستقلة. إما من قبل حكومة موازية أو من قبل حزب منفصل.
لكن بطريقة أو بأخرى، في كل مرة لمنع انهيار البلاد، قام الجيش بانقلاب واستولى على السلطة. والأسلحة النووية لم توضع تحت سيطرة السلطات المدنية، ولكن تحت يد العسكر.
في الوقت نفسه، لم تقم النخبة العسكرية في باكستان، بسبب النفوذ البريطاني (الأكاديميات العسكرية والجامعات المدنية)، بتدمير النظام المتعدد الأحزاب والبرلمان.
وعدا ذلك، لدى باكستان محكمة عليا مستقلة تمامًا، تمامًا. أليس ذلك بغريب، صحيح؟ هذا نوع من القوة الثالثة، للحماية من “أحمق” في بلد متعدد الجنسيات، حيث من الضروري مراعاة مصالح عشائر البشتون والقادة الناريون، ومن ناحية أخرى، على سبيل المثال، مصالح من يسمون بالمهاجرين ذوي الطابع الأوروبي تمامًا في كراتشي.
أي أن الأحداث الجارية وحتى حملة عمران خان لا يمكن أن تهز السلطة ولا تؤدي إلى الاضطرابات.
بادئ ذي بدء، لأن النخب لا تحتاجه. لهذا السبب أدان رئيس الدولة الحالي شهباز شريف محاولة اغتيال عمران خان وهو مستعد حتى لزيارته في المستشفى. تجدر الإشارة إلى أن المحاولة تمت إدانتها بشكل عام من قبل جميع السياسيين المؤثرين.
الجيش الآن يلتزم الحياد تمامًا ويراقب الوضع فقط.
قد تظهر التعليقات الهستيرية لـ “الخبراء” حول الزر النووي الذي يوشك الإسلاميون على الاستيلاء عليه لسببين – الرغبة في الضجيج أو الغباء وسوء فهم الموضوع.
أعتقد أن السبب الثاني أكثر احتمالا.
■ ■ ■
حول هجوم داعش الإرهابي على مسجد شيراز في إيران
موقع Ramzai الروسي على تيليغرام
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
2/11/2022
يزعم مصدر مهم في إحدى أجهزتنا الاستخبارية أن الهجوم المسلح على منطقة ضريح شاه شراخ في مدينة شيراز الإيرانية، والذي وقع في 26 أكتوبر 2022 والذي أسفر عن مقتل 15 شخصًا وإصابة 45 آخرون – لم يتم تنظيمه من قبل أجهزة المخابرات السعودية، ولكن من قبل لجنة المخابرات المشتركة في بريطانيا العظمى.
عاش القائد الميداني -الذي نفذ أتباعه الهجوم – لفترة طويلة في المملكة المتحدة وهو مرتبط بشكل وثيق بالجناح البريطاني لداعش.
الهدف الرئيسي من هذا الهجوم – بأي ثمن، إفساد الاجواء بين إيران والسعودية، اللتين يعتبر تقاربهما الحديث (عقب محادثات جرت بوساطة العراق في بغداد – المترجم) من قبل بريطانيا والولايات المتحدة تهديدًا كبيرًا لسياستهما في الشرق الأوسط.
ولتعزيز تأثير الهجوم الإرهابي في وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية، تم إطلاق حملة إعلامية في وقت واحد حول خطط الهجوم الانتقامي الإيراني الحتمي (خلال 48 ساعة) على أهداف في المملكة.
وهناك كل الأسباب للاعتقاد بأن استفزازًا عسكريًا سيُستخدم أيضًا ضد المملكة العربية السعودية لتعميق دق الإسفين بين البلدين.
على هذا النحو، فإن هجومًا بواسطة طائرات كاميكازي بدون طيار، على غرار تلك التي تستخدمها إيران، قد يكون ناجحًا. من المحتمل أنه لمزيد من الموثوقية، يمكن استخدام أجزاء من طائرات جيران بدون طيار التي تم إسقاطها ضد أوكرانيا والمطابقة تمامًا للطائرات بدون طيار الإيرانية في تصميم هذه الطائرات بدون طيار.
حول الانتخابات النصفية في أمريكا
سيرغي ماردان، صحفي روسي مشهور وناشط سياسي واجتماعي ومقدم برامج
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
2/11/2022
في غضون أسبوع، ستجرى انتخابات منتصف المدة للكونجرس الأمريكي، والتي من الناحية النظرية يجب أن تقرر مصير الاقتصاد الأمريكي. بالحكم على حقيقة أن مؤسسة جورج سوروس قد ضخت حوالي 129 مليون دولار في الحزب الديمقراطي، فإن المخاطر كبيرة للغاية وسيكون الصراع جادًا.
إذا لجأنا إلى التاريخ، فهناك أنماط مثيرة للاهتمام في الانتصارات والهزائم بالنسبة للحزبين.
عادة، يتحكم الديمقراطيون (بايدن) في الكونجرس عندما يكون الاقتصاد الأمريكي والسياسة المالية في أمس الحاجة إلى الإصلاح. كان هذا هو الحال في عهد أوباما في 2008-2010 أثناء الأزمة المالية العالمية وفي عهد كلينتون في 1993-1994 عندما كانت الولايات المتحدة في ركود كبير.
يأتي الجمهوريون (ترامب) إلى السلطة عندما يحتاج الاقتصاد الأمريكي إلى الشحط من الأزمة عن طريق إحياء الإنتاج الحقيقي، من خلال الحمائية الوقحة وتحفيز الشركات الكبيرة التي تخلق الوظائف. وهذه كانت تحت حكم ريغان في الثمانينيات وتحت حكم ترامب.
بناءً على هذه الملاحظات، فإن فوز الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي أمر لا مفر منه. أظن أنهم سيشغلون معظم أعضاء مجلس النواب في الكونجرس، وسيشغلون ما لا يقل عن 40٪ في مجلس الشيوخ.
فقط لا تبلغوا الأمريكيين بهذه التوقعات – سوف نتهم مرة أخرى بالتدخل في الانتخابات.؟!
■ ■ ■
كيف ينظرون في روسيا إلى فوز نتنياهو
يفغيني بوزدنياكوف
الينا زاداروجنايا
أندري ريزتشيكوف
صحيفة فزغلياد الروسية
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
3 /11/ 2022
ليس هناك شك في أن بنيامين نتنياهو سيصبح مرة أخرى رئيس الحكومة الإسرائيلية. من المعروف أن هذا السياسي يتمتع بعلاقات حميمة مع بوتين، لكن أثناء وجود نتنياهو في المعارضة، تغير الكثير في مجال العلاقات بين موسكو وتل أبيب – تعزز التحالف بين روسيا وإيران، واندلع الصراع الأوكراني. فهل يتولى نتنياهو دور الوسيط في هذا الصراع؟
يوم الأربعاء، ضجت الصحافة الإسرائيلية طوال اليوم بعرض نجاح رئيس الوزراء السابق وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو حيث عزز ائتلاف أحزابه تقدمه في انتخابات الكنيست في اليوم السابق. لم يعد هناك شك لدى معظم المراقبين في أن بيبي البالغ من العمر 73 عامًا، كما يُطلق على نتنياهو، سيتولى منصب رئيس الحكومة للمرة الثالثة (كانت المرة الأولى في عام 1996، والثانية في عام 2009، في المجموع 15 سنة).
يبدو أن فرص رئيس الوزراء يائير لبيد في التمسك بالسلطة ضئيلة، كما كتبت صحيفة “هآرتس”، لأن حلفاءه – حزب ميرتس اليساري وحزب “بلد” القومي العربي – لا يجتازون العتبة الانتخابية. وبعد فرز 97٪ من الأصوات، فازت كتلة الأحزاب بقيادة بيبي بـ 65 من أصل 120 مقعدًا في البرلمان. حزب لبيد “يش عتيد” يحصل على 24 مقعدًا فقط حتى الآن.
ومع ذلك، قد يستغرق فرز الأصوات النهائي أسبوعًا آخر. كما تذكر التايمز أوف إسرائيل، وقد يتغير ميزان القوى بشكل عام عندما تعلن لجنة الانتخابات نتائج فرز أصوات الدبلوماسيين والعسكريين الذين صوتوا مبكرًا، وكذلك السجناء. هذه هي ما تسمى بالمغلفات المزدوجة، والتي يوجد منها حوالي 500 ألف في المجموع.
لكن تم الإعلان بالفعل عن أن لبيد لن يشارك في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، المقرر افتتاحه في شرم الشيخ المصرية في 6 نوفمبر. وكان مكتب رئيس الوزراء أعلن ذلك، الأربعاء، مضيفا أن هذا القرار اتخذ على خلفية بدء إعلان النتائج الأولية للانتخابات. من المحتمل، لو حقق نتائج أكثر نجاحًا، توقع لبيد أن يذهب إلى مصر بنفسه. سيحل محله الآن الرئيس يتسحاق هرتسوغ.
وفي العواصم الأجنبية، صدرت توقعات حول ما ستكون عليه السياسة الخارجية للدولة العبرية الآن.
وهكذا تتوقع طهران أن يكون “انتقام نتنياهو” اختباراً جديداً لعلاقات إسرائيل مع أمريكا. وعبّر عن هذا الرأي، اليوم الأربعاء، مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين طيب. ونقلت وكالة أنباء (إيلنا) الإيرانية عن الطيب قوله إن “عودة نتنياهو إلى السلطة ستضعف موقف الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، والانتخابات البرلمانية أمس ستشكل بداية حقبة من التحديات الجديدة في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية”. “وصول حزب الليكود بزعامة نتنياهو إلى السلطة سيزيد من الانقسامات في المجتمع الإسرائيلي ويؤدي إلى اضطرابات اجتماعية”.
يذكر أندريه كورتونوف، المدير العام لمجلس الشؤون الدولية الروسي، أن نتنياهو حافظ على علاقة شخصية وثيقة إلى حد ما مع فلاديمير بوتين، “الذي يفهمه ويشعر به جيدًا، والذي سار معه في موكب الفوج الخالد”.(قبل عامين- في موسكو- شارك نتنياهو مع بوتين في مسيرة تقليدية بمناسبة عيد النصر على النازية – المترجم). لكن الخبير السياسي قال إن الحكومة الإسرائيلية هي ائتلاف، وسيضطر رئيس الوزراء المستقبلي إلى تقديم تنازلات.
“ستكون العلاقة بين نتنياهو وبوتين هي العامل الذي يميز الحكومة الجديدة بشكل مباشر عن سابقاتها.
لكن المشاكل الموضوعية التي تؤثر على السياسة الإسرائيلية لن تختفي. وقال كورتونوف: “سيتم النظر إلى أي خطوة من قبل نتنياهو من خلال عدسة مكبرة، مما يجعل من الصعب المناورة”.
بينما كان نتنياهو خارج السلطة، تغير تحالف القوى في المنطقة – على سبيل المثال، توسع التعاون الروسي الإيراني، وأصبحت إيران أكثر نشاطًا في سوريا ولبنان.
“لكن سيظل من الخطأ استبعاد الكيمياء الشخصية بين بوتين ونتنياهو. هنا سؤال يمس قدرة نتنياهو نفسه – كيف يمكنه التوفيق بين وجهات النظر المختلفة. هناك مشاعر مؤيدة لأوكرانيا في المجتمع الإسرائيلي؛ الشركاء الغربيون، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، يمارسون الضغط على إسرائيل بشأن أوكرانيا. ربما حتى في ظل هذه الظروف، سيحاول نتنياهو أن يصبح وسيطًا آخر، لينجح حيث فشل الآخرون.
من أجل مكانة الوسيط، يمكن لنتنياهو أن ينأى بنفسه عن الصراع الأوكراني. وعلى أي حال، سيحاول الحصول على مكافآت إضافية من موسكو في الاتجاه الإيراني “، كما يتوقع المحاور.
في تل أبيب، أولاً وقبل كل شيء، يخشون زيادة تعزيز الحليف الإيراني – حزب الله في لبنان – بأنواع جديدة من الأسلحة الإيرانية، بما في ذلك الطائرات بدون طيار الشهيرة، يؤكد كورتونوف.
“ومن المؤكد أن نتنياهو سيدعو موسكو للتأثير على طهران لكبح جماح إمدادها الدول المجاورة للدولة اليهودية بمثل هذه الأسلحة.
نظام “القبة الحديدية” للدفاع الجوي الإسرائيلي يعمل بشكل جيد ضد الصواريخ البدائية التي تطلقها حماس من قطاع غزة. لكن هل هذا النظام قادر على اعتراض الطائرات الإيرانية المسيرة التي يمكن نقل إنتاجها إلى حزب الله؟ نتنياهو تقلقه بالتأكيد هذه القضية “، يتوقع الخبير السياسي.
أما موقف وزارة الخارجية الروسية، فيتوقع استمرار مسار التعاون بين البلدين في ظل الحكومة الجديدة مهما كانت. بالإضافة إلى ذلك، في ميدان سمولينسكايا (حيث تقع وزارة الخارجية الروسية – المترجم)، لا يستبعدون إمكانية تعديل موقف إسرائيل من الصراع الأوكراني.
“الكثير مما حدث وما كان سببًا للمرحلة الحالية من الصراع له بعد قانوني دولي، بما في ذلك في السياق المهم جدًا والحساس لإسرائيل – هذا هو إحياء النازية الجديدة، والأيديولوجية القومية البغيضة للبشر والتي يتم إحياؤها، وما إلى ذلك “. – قالت ممثلة وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا. “لا أرى أي شيء يمكن أن يصبح عقبة أمام فهم قيادة إسرائيل لموقفنا – الحالي والمستقبلي، بغض النظر عن أي شيء”، نقلت عنها تاس.
يشير علماء السياسة إلى تعزيز موقف اليمين المتطرف كواحدة من النتائج المهمة للانتخابات. ضاعفت الصهيونية الدينية، وهي كتلة من الحزبين القومي الديني اليميني هزيونوت هداتيت وعوتسما يهوديت، بقيادة بتسلئيل سموتريش وإيتامار بن غفير، عدد المقاعد في الكنيست وأصبحت ثالث أكبر فصيل. من الواضح أن درجة تأثيرهم على السياسة الإسرائيلية والحكومة المحتملة لنتنياهو ستزداد بشكل واضح “، تتوقع قناة تيليغرام Russian Global Affairs.
بالنسبة للكثيرين، جاء تعزيز موقف نتنياهو مفاجأة، كما يعترف سيمون تسيبيس، عضو معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب. وقال هذا الخبير في مقابلة مع صحيفة فزغلياد : “لكن الشيء الأكثر إثارة للدهشة هو الضعف الجذري للمعسكر اليساري وتقوية اليمين المتطرف الذي يرأسه باتساليل سموتريتش وإيتامار بن غفير”.
” أما بالنسبة للسياسة الداخلية، فسوف تخضع لتغييرات جدية. لذلك، سنشهد في المستقبل القريب توسعًا في المستوطنات في الضفة الغربية لنهر الأردن، وتكثيفًا لمحاولات السيطرة على قطاع غزة، فضلاً عن الضغط على الفلسطينيين “.
“حتى التوقعات الأقل تفاؤلاً بشأن سياسة إسرائيل الخارجية – من الواضح أنها ستصبح أكثر صرامة. وقبل كل شيء، سيؤثر ذلك على حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله. إذا قام نتنياهو بتشكيل ائتلاف، فسيكون هناك صراع عسكري جديد مع حماس في غضون الأربع سنوات القادمة، “يقول تسيبيس.
في الوقت نفسه، يشير إلى أنه يمكن تعزيز العلاقات مع روسيا بشكل كبير. “أولا وقبل كل شيء، سوف تتراجع قضية توريد الأسلحة لأوكرانيا إلى الخلف. بالإضافة إلى ذلك، وبسبب تدهور العلاقات مع إيران، سيتواصل نتنياهو بشكل أوثق مع بوتين الذي لديه نفوذ على كل من إيران وحكومة الأسد في سوريا وجماعة حزب الله في سوريا ولبنان.
في وقت سابق، بحثت صحيفة فزغلياد في كيفية تأثير انتخابات الكنيست على النزاع الأوكراني. وعلى وجه الخصوص، أعرب الدبلوماسي، السفير الإسرائيلي السابق لدى روسيا، تسفي ماجن، عن ثقته في أن نتنياهو، إذا عاد إلى منصب رئيس الوزراء، سيلتزم بموقف رفض تقديم المساعدة العسكرية لكييف.
________