ميسي بين الحلم والوداع.. الأسطورة الأرجنتينية تلمّح إلى المشاركة الأخيرة في مونديال 2026
في مقابلة جديدة مع شبكة NBC الأمريكية، فتح الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي قلبه للجماهير متحدثًا بصراحة عن مستقبله الكروي، وحلمه الكبير بالوداع في كأس العالم 2026 التي ستُقام في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا. رغم أنه يقترب من عامه التاسع والثلاثين، فإن نجم إنتر ميامي لا يزال يحافظ على طموحه وشغفه باللعبة التي صنع فيها المجد لنفسه ولبلاده، مؤكدًا أنه لم يتخذ بعد قراره النهائي بشأن المشاركة في البطولة، وأن عمره وحالته البدنية سيكونان العاملين الحاسمين في ذلك.
يحظى ليونيل ميسي بشعبية استثنائية في مصر والعالم العربي، حيث يتابعه الملايين بشغف منذ أيامه الأولى مع برشلونة وحتى رحلته الحالية في الدوري الأميركي. ومع انتقاله إلى إنتر ميامي، ازداد اهتمام الجماهير العربية بمتابعة المباريات الأميركية، حتى تلك التي تُبث في ساعات متأخرة من الليل، وتزداد شعبية ميسي لدرجة تجذب المشجعين نحو مراهنات كرة القدم في مصر التي تتيح لهم وضع رهانات على مباريات ميسي منذ أن كان يلعب لصالح برشلونة وحتى الآن عندما يلعب سواء لصالح منتخب الأرجنتين أو انتر ميامي.
فالنجم الأرجنتيني لم يعد مجرد لاعب، بل ظاهرة كروية تربط المشجعين من مختلف الثقافات بلغته العالمية: المتعة. ومع اقتراب كأس العالم 2026، تزداد التوقعات بين محبي كرة القدم في المنطقة بشأن ما إذا كان ميسي سيخوض البطولة الأخيرة في مسيرته، إذ يتعامل الكثيرون مع مشاركته المحتملة كـ وداع رمزي لجيل كامل تربى على سحره ولمساته، في مشهد ينتظره عشاق المستديرة من القاهرة إلى الدوحة.
ميسي الذي مدد عقده مؤخرًا مع نادي إنتر ميامي الأميركي حتى عام 2028، بدا في حديثه أكثر واقعية من أي وقت مضى، فهو يدرك أن السنوات لا ترحم جسد الرياضي مهما بلغ من المجد، لكنه في الوقت نفسه لا يزال يرى في نفسه القدرة على تقديم الإضافة في أعلى المستويات. وقال ميسي: «من المذهل أن أتمكن من المشاركة في كأس العالم، وأود أن أفعل ذلك. أود أن أكون حاضرًا وبصحة جيدة وجزءًا مهمًا من فريقي. سأقيّم وضعي يوميًا عندما أبدأ فترة الإعداد مع إنتر ميامي العام المقبل، وسأتخذ قراري بناءً على مدى جاهزيتي وقدرتي على تقديم الأداء الذي أطمح إليه».
هذه الكلمات تعكس نضجًا استثنائيًا من لاعب عاش كل مراحل المجد، من بداياته مع برشلونة وهو في السابعة عشرة من عمره عام 2004، إلى رحلته القصيرة مع باريس سان جيرمان، ثم انتقاله إلى إنتر ميامي في 2023، حيث فتح صفحة جديدة من مسيرته وأعاد الحياة إلى الدوري الأميركي لكرة القدم. فوجود ميسي في الولايات المتحدة لم يكن مجرد صفقة رياضية، بل تحول إلى ظاهرة تسويقية وجماهيرية غير مسبوقة، إذ ساهم في جذب أنظار العالم إلى الكرة الأميركية قبل استضافة كأس العالم المقبلة.
ورغم أن ميسي حقق خلال مسيرته كل ما يمكن أن يحلم به لاعب كرة قدم — من ثماني كرات ذهبية، وألقاب دوري أبطال أوروبا، والدوري الإسباني، إلى البطولات المحلية والدولية — فإن الحلم الأكبر ظل دائمًا هو رفع كأس العالم. ذلك الحلم تحقق أخيرًا في قطر 2022 بعد فوز الأرجنتين على فرنسا في النهائي بركلات الترجيح، في واحدة من أعظم المباريات في التاريخ. وعن تلك اللحظة قال ميسي: «لقد كان حلم حياتي. كان هذا الشيء الوحيد الذي ينقصني على المستوى الاحترافي، لأنني كنت محظوظًا بتحقيق كل شيء تقريبًا مع برشلونة. الفوز بكأس العالم هو الحلم الأكبر لأي لاعب كرة قدم».
ولأن العظماء لا يكتفون بالإنجاز، فإن ميسي يبدو مصممًا على الدفاع عن اللقب الذي أعاد للأرجنتين مجدها العالمي. رغم إدراكه لصعوبة المهمة في ظل تقدمه في العمر، فإنه لا يزال يحتفظ بنفس الحماس والشغف الذي ميّز مسيرته منذ بدايتها، مشيرًا إلى أن اللعب بقميص المنتخب الوطني «يمثل دائمًا حلمًا متجدّدًا مهما كانت الظروف».
لذا، لم يحدد ميسي مصير مشاركته في كأس العالم 2026 رفقة الأرجنتين، فهل ستراهن على فوز ميسي بالبطولة؟ المميز في كأس العالم لكرة القدم 2026 أنه بطولة تمتاز بالإثارة والنديّة، وتتيح الكثير من مواقع مراهنات عالمية الرهان على هذه البطولة للمشجعين في مصر بشكل آمن وموثوق.
حتى الآن، خاض ميسي 195 مباراة دولية مع منتخب الأرجنتين وسجّل 114 هدفًا، وهو رقم قياسي تاريخي يرسخ مكانته كأعظم هدّاف في تاريخ بلاده. وإذا شارك في كأس العالم 2026، فستكون تلك البطولة الظهور السادس له في المونديال، وهو رقم غير مسبوق في كرة القدم الأرجنتينية.
يعيش ميسي اليوم مرحلة مميزة من مسيرته، مرحلة يتداخل فيها المجد بالتأمل، والطموح بالواقعية. وبينما يواصل التألق في الملاعب الأميركية، يبقى حلم الوداع الكبير في كأس العالم محفورًا في ذهنه — وداعًا يليق بأسطورة صنعت التاريخ، ولا تزال قادرة على الإلهام حتى آخر لحظة على المستطيل الأخضر.
