من الضروري أن يرى الإيرانيون شيئاً لا يتوقعونه.. دينس روس يقترح أربعة إجراءات فورية لمنع ايران من امتلاك السلاح النووي: التلويح بضرب المنشآت النووية الإيرانية كلها بما فيها المدنية ودعم إسرائيل بالذخائر للوصول الى مسافات بعيدة والقواعد الامامية في ايران ويعتبر ان هذه الإجراءات ستوجه رسالة لروسيا والصين

 من الضروري أن يرى الإيرانيون شيئاً لا يتوقعونه.. دينس روس يقترح أربعة إجراءات فورية لمنع ايران من امتلاك السلاح النووي: التلويح بضرب المنشآت النووية الإيرانية كلها بما فيها المدنية ودعم إسرائيل بالذخائر للوصول الى مسافات بعيدة والقواعد الامامية في ايران ويعتبر ان هذه الإجراءات ستوجه رسالة لروسيا والصين

الإنتشار العربي :تحت عنوان “أربع خطوات يمكن أن تساعد في كبح تقدم إيران نحو صنع قنبلة نووية وتجنب المخاطر الإقليمية لهجوم إسرائيلي أحادي الجانب”. كتب الدبلوماسي الأمريكي المعروف دنيس روس مقالا نشرة معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى. ويستعرض روس في مقدمة المقال التقارير التي تشير الى وجود دلائل على ان ايران رفعت نسبة تخصيب اليورانيوم الى الدرجة 90 وهو ما يجعلها قريبة جدا من امتلاك السلاح النووي.
ويعتبر روس ان هذه النتيجة قد تتعايش معها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، ولكن إسرائيل لن تقف مكتوفة الايدي امام ما يعتبره قادتها تهديدا وجوديا و ستتحرك لشن هجمات ضد المنشآت النووية الإيرانية، ودعا روس الإدارة الامريكية للتحرك و اثبات انها قادرة على ردع الإيرانيين مقترحا اربع خطوات يجب على إدارة جو بايدن القيام بها لتحقيق هذا الهدف.
والخطوات الأربع التي يشير اليها روس أولها الإعلان من قبل الإدارة أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة تفضّل الدبلوماسية لحل تهديد البرنامج النووي الإيراني، إلا أن الإيرانيين ما زالوا يُظهرون العكس، وبدلاً من ذلك، فإن خطواتهم في المجال النووي تقربهم أكثر فأكثر من القنبلة النووية، وهو أمر تعهدت الولايات المتحدة بمنعه، ويجب على إيران أن تفهم أن أفعالها تعرض بنيتها التحتية النووية بالكامل للخطر، بما في ذلك الأجزاء التي يمكن استخدامها نظرياً لأغراض الطاقة المدنية. ويرى روس ان اعلان كهذا من شأنه أن يشير إلى أن الولايات المتحدة بدأت في إعداد الرأي العام الأمريكي والمجتمع الدولي لعمل عسكري محتمل ضد برنامج إيران النووي.
الخطوة التالية حسب روس هي أن يشاهد الإيرانيون المناورات التي تقوم بها الولايات المتحدة في المنطقة للتدرب على هجماتها بمنظومات جو -أرض، وبموازاة ذلك، يجب أن تكون إدارة بايدن منخرطة بشكل واضح مع الإسرائيليين والسعوديين والإماراتيين وغيرهم في المشاورات والتدريبات الرامية إلى صد أي هجمات إيرانية محتملة ضد تلك الدول.
ويعتبر روس ان هذه الخطوة ستظهر للايرانيين ان الإدارة الأمريكية لا تستعد لهجوم محتمل فحسب، بل تتوقع أيضاً الكيفية التي يمكن بموجبها قيام الإيرانيين بالانتقام من حلفاء أمريكا في المنطقة – وكيفية تخطيط الولايات المتحدة لإحباط ذلك.
اما الخطوة الثالثة فيطالب روس الإدارة بتوفير المواد والذخائر اللازمة التي من شأنها أن تجعل أي ضربات إسرائيلية أكثر فعالية ويقول روس في مقاله، “نظراً إلى المسافات المعنية وتعذّر الوصول إلى القواعد الأمامية، ستحتاج إسرائيل إلى ناقلات جوية لإعادة التزود بالوقود لكي تتمكن من ضرب الأهداف الإيرانية المحصنة عدة مرات. ومع أنها أبرمت صفقات لشراء أربع ناقلات جوية من طراز “بوينغ كي سي – 46 إيه”، إلّا أنه من غير المقرر تسليم الناقلة الأولى حتى أواخر عام 2025 بإمكان إدارة بايدن أن تضمن بأن تكون إسرائيل في المرتبة الأولى في تسلم هذا السلاح، مما يسمح للناقلات الجوية بالوصول هذا العام. بإمكان الولايات المتحدة أيضاً توفير ذخائر أكثر قوة من تلك التي تمتلكها إسرائيل حالياً لتدمير الأهداف المحصنة. ومن شأن هذه الخطوة المتمثلة في تزويد إسرائيل بهذه المساعدة العسكرية المحددة أن توجه رسالة واضحة مفادها أن الولايات لن تعمل على تأخير الإسرائيليين (عن القيام بعمل ما) بل ستدعمهم”
في الخطوة الرابعة يطالب دنيس روس الإدارة ان تتصرف بطريقة خارجة عن المألوف بنظر الإيرانيين. ويقول انه من الضروري أن يرى الإيرانيون شيئاً لا يتوقعونه – مثل رد عسكري يظهر أن جميع الضوابط السابقة لم تعد سارية الآن. ويضيف روس” يجب الرد على الهجمات المنفَّذة بالوكالة من دون تردد وبشكل غير متناسب ويقترح روس شن ضربات جوية أمريكية على المعسكرات في إيران حيث يتم تدريب مليشيات تابعة لإيران حسب وصف روس.
ويستنتج دنس روس ان هذه الإجراءات من شأنها دفع ايران الى وقف تقدم برنامجهم النووي لتخصيب (اليورانيوم)، وبذلك يعيد الإيرانيون فتح المسار الدبلوماسي.
ودون ذلك حسب روس فان تمسّك الولايات المتحدة بالسياسة الحالية لن يفعل شيئاً لتغيير تقدم إيران نحو اللحظة التي تصبح فيها قادرة على اختيار صنع قنبلة نووية، وإسرائيل ببساطة لن تنتظر ذلك”، ليس هذا فحسب بل يذهب روس نحو ضرورة اظهار الولايات المتحدة لخصومها الدوليين تحديدا روسيا والصين انها قادرة على مواجهة مخاطر متعددة الجبهات وفي وقت واحد وهذا حسب روس سوف يجعل كلا من روسيا والصين يعيدون حساباتهم.
هذا تصور لدبلوماسي يفترض انه مخضرم في السياسة ، يطرح من خلاله تصورات بعضها غير قابل للتطبيق مع البيئة الإقليمية والدولية الراهنة، وربما غفل روس عن حقيقة ان هذه التهديدات والتلويح بالقوة جرى تجريبها سابقا مع ايران إضافة الى العقوبات والضغوط القصوى التي فشلت كلها في نهاية المطاف، كما اغفل روس ان انخراط الولايات المتحدة في صراع عسكري بهذا الحجم وهذه الخطورة في الشرق الأوسط سيكون فرصة لروسيا والصين في مناطق الصراع الأخرى وليس رسالة تعيد حساباتهم.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *