معركة الوعيْ.. بالضربة القاضية.. هكذا هزمت فلسطين الكيان: فيديو صورّه أحد الفتيان الفلسطينيين مُدّته 11 ثانيةً للاعتداء الوحشيّ على المُعتكفين بالأقصى أكّد للعالم إجرام إسرائيل

 معركة الوعيْ.. بالضربة القاضية.. هكذا هزمت فلسطين الكيان: فيديو صورّه أحد الفتيان الفلسطينيين مُدّته 11 ثانيةً للاعتداء الوحشيّ على المُعتكفين بالأقصى أكّد للعالم إجرام إسرائيل

الإنتشار العربي :باعترافٍ من قادته ومُفكّريه وباحثيه مُنيَ كيان الاحتلال بهزيمةٍ نكراء في الحرب الإعلاميّة على الرأي العّام العالميّ، حيثُ تبنّى العالم الرواية الفلسطينيّة حول الاعتداء الوحشيّ الذي نفّذته شرطة الاحتلال يوم الأربعاء الماضي ضدّ المُعتكفين في المسجد الأقصى، ولفتت القناة الـ 12 العبريّة إلى أنّ شريط الفيديو الذي وثّق الاعتداء كان كافيًا لتشويه صورة إسرائيل في العالم، علمًا أنّ مُدّة الشريط هي 11 ثانية فقط.
وحاولت ماكينة الدعاية الإسرائيليّة والصهيونيّة في العالم تصليح الأعطاب التي نتجت عن الشريط، الذي قام بتصويره أحد الفتيان الفلسطينيين، بيد أنّ المُحاولات، باعتراف الكيان، باءت بالفشل الذريع، لأنّ وحشية الاعتداء كانت كافيةً لإثارة الرأي العام في العالم ضدّ إسرائيل، على ما نقله التلفزيون العبريّ عن المصادر في تل أبيب.
وأوضحت المصادر أنّ الفلسطينيين انتصروا مرّةً أخرى بوسائلهم المُتواضعة على ماكينة الدعاية الإسرائيليّة ومواردها التي تُقدّر بملايين الدولارات، مُشدّدّةً في الوقت عينه على أنّه من الصعب إنْ لم يكُنْ مُستحيلاً إصلاح الخراب وإقناع الرأي العام العالميّ بصديقة الرواية الإسرائيليّة، لأنّ هزيمة الكيان في عملية كيّ الوعيْ كانت بالضربة القاضية، بحسب وصفها.
في السياق عينه، رأى الباحث الإسرائيليّ أوفير بارل أنّه “في مواجهة عمليات التأثير الإيرانيّة، ينبغي على إسرائيل أنْ تتبنى استراتيجية وطنية شاملة لمنع المزيد من عمليات الاختراق السيبراني، التي تهدف إلى زعزعة التلاحم الاجتماعي والاستقرار السياسيّ”، لافتًا في ذات الوقت إلى إنّ “غياب استراتيجية حكومية شاملة لدرء عمليات التأثير الإيرانية ضد المواطنين الإسرائيليين، وما قد يستتبعه ذلك من عواقب وخيمة، يستدعي التنفيذ الفوري لتدبيرين تنظيميين سبق أنْ أثبتا فعاليتهما في سياقات أخرى”، على حدّ قوله.
وتابع بارل، وهو باحث في ورشة يوفال نئمان للعلوم والتكنولوجيا والأمن في جامعة تل أبيب، وهو أيضًا باحث سابق في معهد دراسات الأمن القوميّ الإسرائيليّ وفي مركز البحث السياسي في وزارة الخارجية الإسرائيليّة، تابع قائلاً إنّه “على المستوى الوطنيّ، يجب على إسرائيل إنشاء مركز مخصص لمكافحة عمليات التأثير. انطلاقًا من تجربة الهيئات الأخرى المشابهة في أوروبا والولايات المتحدة”.

وأردف أنّه “يمكن تحقيق هذا الهدف من خلال خطة عمل ثلاثية تقوم على: توصيف الحرب الإعلامية المنفذة ضد الدولة، وتقديم التوجيه والإرشاد للأفراد والمنظمات غير الربحية التي تعمل على كشف عمليات التأثير، وتثقيف الرأي العام حول طبيعة التهديدات والتدابير المضادة لها”.
وشدّدّ الباحث الإسرائيليّ على أنّ “التجارب العالميّة أثبتت فعالية هذه المراكز في كبح عمليات التأثير الخارجية: على سبيل المثال، بحسب جاكوب جاندا الذي عمل سابقًا مستشارًا للحكومة التشيكية حول التصدي لعمليات التأثير الروسية، تم تشكيل قوة وطنية مشابهة في السويد قبل انتخابات 2018 العامة، وكانت هذه القوة إحدى الوسائل المهمة التي استُخدمت لحماية الانتخابات من أيّ تدخلٍ خارجيٍّ”.
وأوضح الباحث أنّه “تجدر الإشارة إلى أنّ المعهد الإسرائيلي للديمقراطية وجهاز الأمن الإسرائيليّ اقترحا في العام 2019 إنشاء هيئة مماثلة تكون مخصصة لكشف أي نشاط مريب على الشبكات الإسرائيلية. ولكن على حد علمنا لم يتم إنشاء هذه الهيئة بعد.”
علاوة على ذلك، أضاف أنّه “على المستوى الدوليّ، يجب على إسرائيل طلب الانضمام إلى مشروع الشبكة الأوروبية للتهديدات المختلطة (إي يو هايب نت (التي تتعامل مع عمليات التأثير بتمويل من برنامج “أفق 2020″ الذي تشارك فيه إسرائيل. عند المشاركة في هذه الشبكة القارية، ستكون إسرائيل قادرة على الاستفادة من ثلاث مزايا ملفتة.”
وخلُص الباحث إلى القول: “لقد أهدرت إسرائيل حتى الآن وقتًا ثمينًا في تجاهل تهديدٍ وجوديٍّ ازداد مواربةً وخطورةً بشكل ثابت، وقد يشكل الحلّان أعلاه قاعدة أساس لسياسة شاملة قد تسمح لإسرائيل بالاستعداد بشكل أفضل لعمليات التأثير في المستقبل، وأيضًا تحويل الدبلوماسية العامة إلى عنصر حيوي في لجم طموحات إيران المؤذية”، طبقًا لأقواله.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *