ما هو تأثير الانتخابات النصفية على السياسة الخارجية الأميركية؟

 ما هو تأثير الانتخابات النصفية على السياسة الخارجية الأميركية؟

علم امريكا

الإنتشار العربي: تحدث مقال في موقع “غريد نيوز” الأميركي، عن التوقعات بشأن نتائج الانتخابات النصفية الأميركية المرتقبة الشهر المقبل، وذكر أنه بالرغم من أنّ “انتخابات التجديد النصفي في كثير من الأحيان لا تؤدي إلى قلب السياسة الخارجية الأميركية، ولكن قد يكون عام 2022 هو الاستثناء”.

وأوضح الموقع أنه “إذا استعاد الجمهوريون السيطرة على أيّ من مجلسي الكونغرس أو كليهما في تشرين الثاني/نوفمبر، فسيكون التأثير الأكبر متعلقاً بالسياسة المحلية”، إذ “يتمتع الرؤساء الأميركيون بمساحة أكبر للمناورة في المجال الدولي دون تدخل الكونغرس، وهذا أحد الأسباب التي تجعلهم تاريخياً يميلون إلى التركيز أكثر على القضايا الخارجية في آخر ولايتهم، بعد أن يكونوا أنفقوا رأسمالهم السياسي في واشنطن”.

ولفت الموقع إلى أنّه “سيظلّ الرئيس جو بايدن بحاجة إلى الكونغرس لتمرير ميزانياته، والموافقة على مرشحيه للمناصب الرئيسية، وفي الحالات الأكثر خطورة، الموافقة على استخدام القوة العسكرية”، مشيراً إلى أنّه “هناك العديد من بؤر التوتر العالمية الحالية والمحتملة التي سيكون لانقلاب السياسة إلى سيطرة الجمهوريين عليها عواقب”.

وأضاف: “كلّ هذا يعني أنه يمكن مراقبة هذه الانتخابات عن كثب تقريباً في بروكسل وموسكو وبكين، كما هو الحال في واشنطن”.

الحرب في أوكرانيا

وأكّد الموقع أنّه “ليس من المبالغة القول إنّ هذه الانتخابات النصفية قد يكون لها آثار استراتيجية كبيرة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، على الرغم من أن هذه الآثار قد لا تتضح لبعض الوقت”.

وتابع: “من خلال ثلاث حزم تمويل، خصص الكونجرس أكثر من 65 مليار دولار من المساعدات لأوكرانيا هذا العام، وكانت آخر مرة أنفقت فيها الولايات المتحدة هذا المبلغ على دولة واحدة في عام واحد هي خلال حرب فيتنام”.

وأشار الموقع إلى أنه في المرة السابقة، “صوّت 57 من أعضاء مجلس النواب و 11 من أعضاء مجلس الشيوخ، وجميعهم من الجمهوريين، ضد آخر 12 مليار دولار من مخصصات أوكرانيا في أيلول/سبتمبر”.

وأردف: “أظهر استطلاع رأي حديث لرويترز أنه بينما يعتقد 81% من الأميركيين أنّ الولايات المتحدة يجب أن تستمرّ في تقديم الدعم لأوكرانيا على الرغم من التهديدات النووية الروسية، وافق 66 % فقط من الجمهوريين”.

وبرغم أنّ الدعم البالغ 66% لأيّ سياسة عامة يعدّ دعماً مرتفعاً وبشكل قوي، لكنّ شكوك أوكرانيا تتمحور حول الشخصيات المحافظة المؤثرة في جمهور المحافظين، بما في ذلك مضيف قناة فوكس نيوز تاكر كارلسون، ناهيك عن الرئيس السابق دونالد ترامب، أوضح الموقع.

لكنه لفت إلى أنّه “من المرجح أن تواجه مثل هذه الحجج معارضة من صقور السياسة الخارجية الجمهوريين التقليديين، فالآراء المتشددة بشأن روسيا لا تزال تمثل وجهة نظر الأغلبية في الحزب الجمهوري”.

واستخلص المقال: “يبدو أنّ المشرعين في كلا الحزبين سيستخدمون فترة “البطة العرجاء” لشهر كانون الأول/ديسمبر، لتمرير حزمة مساعدات ضخمة جديدة لأوكرانيا، وإذا تمكنوا من القيام بذلك قبل أن يستلم الكونغرس الجديد مهامه، فسيتمّ على الأقل تأجيل الجدل بشأن هذه المسألة لبضعة أشهر”.

الصين

وسأل الموقع ساخراً: “هل يريد أحد ما تمرير تشريع صعب في الكونغرس اليوم؟ فليحاول وضع ملصق معادٍ للصين عليه ليمرّ”.

وأوضح: “دعم المشرعون الجمهوريون بشدة رحلة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي المثيرة للجدل إلى تايوان، وقال مكارثي إنّه سيقوم برحلة مماثلة إذا أصبح رئيس مجلس النواب”.

وكشف أنّ “الديمقراطيين والجمهوريين البارزين يعملون في مجلس الشيوخ حالياً على صياغة زيادة هائلة في المساعدة العسكرية لتايوان أيضاً”.

ومن المرجح، بحسب الموقع، أن يدفع الكونغرس، “الذي يسيطر عليه الجمهوريون، إدارة بايدن التي جعلت بالفعل “المنافسة الاستراتيجية” مع الصين حجر الزاوية في إستراتيجيتها للأمن القومي، لتكون أكثر عدوانية”.

السعودية

وأشار الموقع إلى أنّ “أحد القادة الأجانب الذي من المرجح أن يولى اهتماماً وثيقاً في الانتخابات النصفية، هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان”.

وتابع: “لم تؤدِّ خطوة نخفيض إنتاج النفط الأخيرة إلّا إلى تعميق الكراهية تجاه السعوديين بين الديمقراطيين”.

كما حثّ السناتور روبرت مينينديز، الرئيس المؤثر في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، الإدارة على “تجميد جميع جوانب التعاون الأميركي مع المملكة على الفور”.

وأضاف الموقع أنه “من غير الواضح إلى أيّ مدى سيستمرّ أيّ تجميد في ظل الكونغرس الجمهوري، فقد قال أحد أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الجمهوري أنّه، وعلى الرغم من التحديات، تظلّ شراكتنا مع المملكة العربية السعودية مهمة للأمن القومي للولايات المتحدة”.

واعتبر العضو الجمهوري أنّ “الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها حماية مصالحنا هي من خلال المشاركة، نحن بحاجة إلى أن نكون على طاولة المفاوضات ونحفز السلوك الأفضل من خلال المشاركة والجهود التعاونية التي تخدم المصالح المشتركة، مثل مواجهة إيران”، بحسب الموقع.

التطلع إلى عام 2024

وبالنسبة للعديد من المراقبين الأجانب، “من المرجّح أن تكون الانتخابات أكثر إثارة للاهتمام كنذير لما سيأتي في غضون عامين”، قال مقال الموقع، مضيفاً أنه “دائماً ما يكون لعدم اليقين بشأن المستقبل السياسي للولايات المتحدة تأثيرات ملموسة على السياسة الخارجية”. 

وذكر أن “أحد الأسباب التي جعلت إدارة بايدن تواجه صعوبة في الوفاء بتعهدها في حملتها الانتخابية بالتفاوض على العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، هو أنّ الإيرانيين مشكّكون، وبشكل مفهوم، في أنّ أيّ صفقة يوقعونها قد يتمّ إلغاؤها في المرة القادمة التي يدخل فيها جمهوري إلى البيت الأبيض”.

وقال الموقع إنه “ربما لا يستطيع الجمهوريون في الكونغرس فعل الكثير لوقف اتفاق نووي جديد، إذا تمّ التوصل إليه، تماماً كما لم يتمكنوا من منع صفقة باراك أوباما الأصلية في عام 2015، ولكن في الوقت الحالي، وسط الاحتجاجات الجماهيرية في إيران، هناك القليل من التحرّك نحو التوصل إلى اتفاق على أيّ حال”.

وبشأن سياسات المناخ، ذكر الموقع بأنه “قد تؤدي هزيمة الديمقراطيين في عام 2024 إلى انسحاب الولايات المتحدة مرة أخرى من اتفاقية باريس بشأن تغير المناح”، لافتاً إلى أنّ “مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون أشار إلى أنّ ترامب مستعدّ لسحب الولايات المتحدة من الناتو، لو فاز بولاية ثانية”.

وختم الموقع: “سيكون هناك تأثير قصير المدى ومخاوف طويلة المدى، مهما حدث في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر، وبغض النظر عن النتائج، من المرجّح أن يقضي بايدن العامين المقبلين مع حلفاء عالميين ينظرون من فوق كتفه، متسائلين من وماذا يمكن أن يكون التالي”.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *