ما بعد سورية ليس كما قبل سورية
لولا سورية، لما كانت روسيا اليوم في اوكرانيا تغير واقع عالمي جديد، تعيد فيه رسم خطوط حمراء دولية تحمي فيها مصالحهاومصالح حلفائها معها، لولا سورية لما تبوأت روسيا سدة الصراع العالمي لانهاء بطش العالم الغربي الحضاري المتوحش، لولاسورية لما كانت هناك اليوم كتلة ضخمة عالمية تتشكل لتكون صخرة كأداء امام كتلة غربية ارهابية سارقة قاتلة تدعي الرقيوالحضارة والانسانية، لولا سورية لكانت روسيا اليوم تحارب على اراضيها، ارهاب صدر لها من انحاء العالم الغربي والعربيوالاسلامي.
انها سورية القيادة التي رفضت طلب مصحوب بمبالغ خيالية للدولة السورية او لجيوب قيادتها ان ارادوا، طلب اتى من (اخوةواصدقاء) لتمرير انبوب غاز لأراضيها ليضخ من خلاله غاز قطري ليصل اوروبا من موانئ سورية حارماً روسيا بذلك مندخلها الاهم غازها الذي يغذي ٤٠٪ من احتياجات العالم، هذا القرار يمر مرور الكرام في النقاشات العبثية التي تدور محللةًاسباب الحرب المعلنة على سورية، او اسباب الحرب الأوكرانية، وتقزم الامر الى ديكتاتورية حكم وشمولية حزب، في كلاً منسورية وروسيا، دون ان يعي المحاور المدعي، والذي بعض منهم يحمل شهادات لو فرشت لغطت مساحات الجهل وغباءالانتماء في بلادنا، وما اكبرها مساحة هي لدى البعض، غافلين ان الاستهداف لم يكن لرئيس او حكم بل لإنهاء سيادة قراروكرامة امة وإيقاف صعود قوى اقليمية وعالمية.
روسيا لم توافق على دعم سورية من باب الوفاء والصداقة والاخلاص، بل وضعت مصالحها الذاتية اولاً معترفةً ان تلك المصالحتتقاطع مع المصالح السورية، وذلك جل ما طلبته سورية من حلفائها،ان يرعوا مصالحهم اولاً حين قالت، مصالحكم لدينا ومعناوأن نحن سقطنا سقطتم معنا واصبح العالم مرتع لقانون الغاب الغربي الارهابي.
هي مصالح سورية، علمت القيادة في سورية انها لن تستطيع حمايتها ان هي انقلبت على تحالفات عمرها نصف قرن واكثرمع روسيا وإيران، وليقين سورية ان من يتحالف مع الغرب المتوحش سيخسر كل شيء، سورية التي رأت وضع مصر السلامالصهيوني والاردن وسلطة لا فلسطينية وكيف اصبحت اوضاع شعوبهم بعد السلام المزعوم اسوء الف مرة من قبله، سوريةالتي ملكت وفاء الانتماء لفلسطين قاعدة الانتماء الذهبية لأمتنا العربية، وملكت كرامة الانتماء وشرف الهوية السورية، علمتوقالها الرئيس الاسد، أن الثمن الذي سندفعه مقاومين سيكون ارخص بكثير من اثمان سندفعها صاغرين ان غيرنا موضعناالى المعسكر الغربي.
سورية لم تتخذ القرار عبثياً بل كان قرار مصيري ليبقى لنا وطن وهوية، ومع ضخامة الاثمان التي دفعناها، وكمية الاحباطوعدد الشهداء، الذين ابداً خالدين في الضمير السوري، يعود العالم اليوم ليتواصل مع سورية سألاً بكل ذل السؤال انتساعده سورية بحل بعض العقد التي خلقوها مع حلفاء سورية.
هو ترابط عضوي ووجودي بين سورية وحلفائها، هو ترابط ان فكت عقدة فيه فرط العقد وضاعت اطرافه وتلاشت كقطرات ماءفي صحراء جدباء قاحلة، من هنا هي مصلحة سورية وحلف الحق المقاوم في انتصار روسيا في معركة حماية امنها القومي،في معركة تخوضها ومعها الصين والهند وإيران وفنزويلا وكوبا وجنوب افريقيا واليمن وكرام فلسطين والعراق ولبنان وسورية،وكل شرفاء العالم الذين وحدهم عداء الغرب الارهابي المتوحش لهم ولمصالحهم القومية ومستقبل اجيال شعوبهم الصاعدة.
لا يمكن لمتابع وقارئ اليوم ان يحلل الحرب في اوكرانيا بمعزل عن الحرب في فلسطين وسورية واليمن والعراق وبمعزل عنالحصار الخانق على لبنان والعراق وفنزويلا وإيران وسورية وكوبا واليمن، ولا يمكن لمن يريد ان يفهم اسباب الدخولالعسكري الروسي الى اوكرانيا ان لا يربط بين ذلك الدخول الروسي، والوجود العسكري الاميركي في دولنا العربية واوروباالشرقية.
نصرنا في سورية مكن الروسي ان يتحرك في اوكرانيا، نصرنا في سورية مكن الروسي ان يفرض حصاره على الغربالمحاصر لنا، نصرنا في سورية مكن الإيراني ان يعيد اميركا الى طاولة المفاوضات متوسلة القبول السريع للتوقيع بعد انوافقت على كل طلبات إيران ودفعت عربون موافقة نهائية بإعادة ٨٠٠ مليون جنيه استرليني إيرانية سرقت لأربعين عام من قبلبريطانيا.
نعم، سورية هي حجر الزاوية في تحركات ستعود بالفائدة على الانسانية، كل الانسانية غربية وشرقية، بإنهاء تفرد الغربالمتوحش الارهابي بقرار العالم ومصير شعوبه، المقولة الحق والادق اليوم، أن ما بعد سورية ليس كما قبل سورية.
ولتعش سورية ابداً عنوان كرامة وصمود وأنفة وانتصار، عامود الخيمة وابداً بعزها يتظلل الكرام، فما بعد سورية ليس كماقبلها.
لن يمروا..