ماذا تريد السعودية من هنية؟ وهل هناك ما يُطبخ لحركة “حماس” في المطبخ العربي؟.. تحركات مُفاجئة في الساحة وملفات مُلغمة ستُفتح.. زيارة “غامضة” لهنية وتساؤلات حول وجود عباس في المملكة بنفس التوقيت.. بداية مرحلة المصالحة الفلسطينية وخارطة عربية جديدة تتشكل في المنطقة.. والرسالة لأمريكا وإسرائيل
![ماذا تريد السعودية من هنية؟ وهل هناك ما يُطبخ لحركة “حماس” في المطبخ العربي؟.. تحركات مُفاجئة في الساحة وملفات مُلغمة ستُفتح.. زيارة “غامضة” لهنية وتساؤلات حول وجود عباس في المملكة بنفس التوقيت.. بداية مرحلة المصالحة الفلسطينية وخارطة عربية جديدة تتشكل في المنطقة.. والرسالة لأمريكا وإسرائيل](https://alentesharnewspaper.com/wp-content/uploads/2023/04/2023-04-17_08-51-35_945097.jpg)
الإنتشار العربي :منذ اللحظة الأولى التي بدأت فيها وسائل الإعلام تناقل وتداوم خبر زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، للملكة العربية السعودية، حتى بدأت تُطرح الكثير من التساؤلات حول هذه الزيارة المفاجئة وأسبابها، خاصة انها جاءت بعد قطيعة استمر لأكثر من 8 سنوات.
ورغم حالة التوتر التي كانت ظاهرة في العلاقات بين حركة “حماس” والسعودية، طوال السنوات الماضية، وما شهدته المنابر الإعلامية من تصريحات وانتقادات متبادلة وعلنية، إلا أن خط عودة العلاقات بدأ يعمل تدريجيًا من جديد خاصة مع خطوة المملكة بالإفراج عن أبرز قادة “حماس” اللذين كانوا معتقلين لديها، وموقف “حماس” الذي وصفه مراقبون بـ”الذكي” في المتمسك بالسعودية ودورها الريادي في المنطقة رغم الخلافات.
زيارة هنية للسعودية والتي يمكن أن تتم خلال الساعات القليلة المقبلة وجاءت بعد قطيعة طويلة امتدت لسنوات، ستفتح بابًا جديدًا في توطيد العلاقات وإزالة أي خلافات قائمة وخفية بين الطرفين، فيما يتوقع البعض أن تشهد الزيارة لقاءات “هامة جدًا” مع مسؤولين سعوديين رفيعي المستويين وستفتح ملفات “حساسة وهامة” وتوضع على طاولة النقاش، على أمل التوصل لحلول وفتح صفحة جديدة.
ومان مصدر في حركة “حماس”، كشف مساء السبت، النقاب عن أن زعيم الحركة إسماعيل هنية، سيقوم بزيارة إلى المملكة العربية السعودية، على رأس وفد قيادي من الحركة، وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن الزيارة التي تعد الأولى من نوعها منذ سنوات، تأتي تلبية لدعوة رسمية من الرياض ومن شأنها التمهيد لإنهاء التوتر بين الجانبين، مرجحًا أن تتم الزيارة خلال ساعات، مشيرا إلى أنها ستتضمن لقاءات رسمية بين وفد حماس والمسؤولين السعوديين، والسماح لقيادات الحركة بتأدية مناسك العمرة.
– أسئلة تحتاج لإجابات
ومن المتوقع أن يضم وفد حماس، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، ورئيس الحركة في الخارج خالد مشعل، إلى جانب قيادات أخرى من الحركة الإسلامية.
وكانت آخر زيارة لحركة “حماس” إلى الرياض في عام 2015، حينما التقى وفد بقيادة خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة آنذاك، مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ومسؤولين سعوديين في مدينة مكة المكرمة.
وكانت السعودية تقيم علاقات طيبة مع حماس، إلا أنها دخلت في مرحلة فتور ثم قطيعة خلال السنوات الأخيرة.
وفي سبتمبر/ أيلول 2019، أعلنت “حماس” أن السلطات السعودية اعتقلت القيادي في الحركة وممثلها في الرياض محمد الخضري ونجله هاني، ضمن حملة طالت عشرات الفلسطينيين، يحمل بعضهم الجنسية الأردنية.
وفي أغسطس/ آب 2021، قضت المحكمة الجزائية السعودية، بالحبس 15 عاما على الخضري، بتهمة “دعم المقاومة”، ضمن أحكام طالت 69 أردنيا وفلسطينيا، تراوحت ما بين البراءة والحبس 22 عاما.
لكن في 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2022، أفرجت الرياض عن الخضري ورحلته إلى العاصمة الأردنية عمان، كما أفرجت عن معتقلين أردنيين وفلسطينيين خلال فبراير/ شباط الماضي.
وتأتي هذه الأنباء بعد تصريحات لموسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحماس، في وقت سابق السبت، أكد فيها أن حركته ليست “جزءا من أي محور سياسي أو عسكري”.
وقال أبو مرزوق في تغريدة على تويتر: “حماس ليست جزءاً من أي محور سياسي أو عسكري بغض النظر عن الاسم والعنوان”.
وأضاف: “نحن حركة مقاومة إسلامية، ونسعى لعلاقات مع كل القوى الحية في المنطقة والعالم وليس لنا عداء مع أي مكون، سوى العدو الصهيوني”.
وتابع: “نشكر كل من يقف معنا مساعدًا ومعينًا، وليس هناك من علاقة مع أي طرف على حساب طرف آخر”.
من جهته قال موقع “قدس اليومية” المحلي، إن زيارة وفد حماس، ستشهد الإعلان عن استئناف العلاقات بين الحركة والرياض، وطي صفحة القطيعة بين الجانبين المستمرة منذ سنوات، مضيفًا أنه من المرتقب أن تفرج السلطات السعودية، خلال أو عقب الزيارة مباشرة عن معتقلين آخرين محسوبين على حماس، لا يزالون محتجزين في سجون السعودية منذ عدة سنوات.
وتأتي الانفراجة في العلاقات بين السعودية وحماس بعد اتفاق الرياض مؤخرا على استئناف العلاقات الرسمية مع إيران، واستقبال المملكة قبل أيام وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لأول مرة منذ 12 عاما.
وكانت العلاقة قد توترت بين حماس والسعودية، بعد أن حمّلت المملكة الحركة الإسلامية مسؤولية فشل “اتفاق مكة”، الذي رعته الرياض للمصالحة بين حركتي فتح وحماس في قطاع غزة، في فبراير 2007. تبعها اعتقال مباحث أمن الدولة السعودية عشرات النشطاء من الحركة، على رأسهم ممثلها الخضري، في الرابع من أبريل 2019، قبل أن تفرج عنه في التاسع عشر من أكتوبر الماضي.
– لقاء عباس وهنية
وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي حسام الدجني، تعقيبًا على خطوة زيارة وفد “حماس” للسعودية، إن “حماس تدرك أهمية السعودية ومكانتها، وتدرك كذلك أن المنطقة مقبلة على تحولات هامة، وتعلم أن خارطة إقليمية بدأت بالتشكل، لاسيما مع تراجع الدور الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، ووصول حلفاء الولايات المتحدة لقناعة راسخة أن الإدارة الأمريكية ليست حليفاً صادقاً يُعتمد عليه”.
وتابع الدجني “هناك أن دورا روسيا وصينياً متصاعداً في المنطقة، تجسد عنه قرار دول البريكس دراسة اعتماد عملة موحدة في مبادلاتها التجارية في القمة المقبلة، وهو ما سيؤثر اقتصادياً على الولايات المتحدة وعلى مكانتها في النظام الدولي، وعليه تريد حماس أن تلتحق بالقطار، وتجد لها مكاناً فيه، ومن هنا فإن استراتيجية الانفتاح التي تبناها رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية تؤسس لعلاقات متوازنة مع الجميع بما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ومن أهم الدول التي تطمح حركة حماس لبناء علاقات معها لخدمة القضية الفلسطينية هي المملكة العربية السعودية”.
هذا وقالت وسائل إعلام فلسطينية، إنّ طائرة أردنية هبطت في مقرّ المقاطعة برام الله عصر أمس الأحد، لتقلّ الرئيس محمود عباس إلى الأردن، ومن ثم سيتوجّه اليوم إلى السعودية، للمشاركة في مأدبة إفطار رمضاني بدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز، وهي الدعوة التي وجّهت لعباس منذ نحو أسبوعين.
وقال سفير فلسطين لدى السعودية باسم الآغا لإذاعة صوت فلسطين (حكومية)، إنّ عباس “سيصل السعودية، يوم الاثنين، وسيجري لقاءاته يوم الثلاثاء”، وذكر الآغا كما نقلت وسائل إعلام فلسطينية، أنّ الزيارة تأتي استمراراً لزيارات سابقة، “وهناك تواصل مستمر مع قيادة المملكة العربية السعودية لمواقفها المتميزة والراسخة تجاه فلسطين، ولبحث آخر المستجدات السياسية” دون تحديد مدة الزيارة.
ومن المقرر أن تستمرّ زيارة عباس من 17 إلى 19 أبريل الجاري، فيما يصل وفد من حركة حماس إلى السعودية، اليوم الأحد، لأداء مناسك العمرة في ظلّ غياب أيّ معلومات عن اجتماع متوقّع بين الرئيس عباس ووفد حماس.
مما فتح باب التكهنات عن مغزى توقيت الزيارتين، وفيما إذا كانت هناك وساطة سعودية للمّ الفرقاء الفلسطينيين بعد التغييرات الدراماتيكية التي شهدتها المنطقة خلال الأسابيع الماضية.
وأمام هذه التطورات.. يبقى التساؤل ماذا تريد السعودية من “حماس” في هذه الفترة؟ وماذا تريد “حماس” من السعودية؟، وهل بدأنا فعليًا مرحلة تشكيل خارطة إقليمية جديدة قد يكون عنوانها الأبرز تحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية؟